مصادر تعتبر الإجراء عقاباً على لقائه معارضين سوريين
دمشق ترجئ زيارة العربي «لأسباب موضوعية» والجامعة تتحدث عن السبت المقبل كموعد جديد
| القاهرة - «الراي» |
أحبطت سورية مهمة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي كان مقررا ان يتوجه اليها امس للقاء الرئيس بشار الاسد وطرح مبادرة تهدف لاخراج البلاد من الوضع الذي تعيش فيه منذ اشهر، في ما يشير الى ان النظام السوري ما زال يراهن على القمع الدموي كوسيلة وحيدة لقمع الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام.
وقبل ساعات من الموعد الذي كان يفترض ان يصل فيه العربي الى دمشق، ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «سورية طلبت أمس من العربي تأجيل زيارته لدمشق لأسباب موضوعية أبلغ بها وسوف يتم تحديد موعد لاحق للزيارة»، من دون ان تقدم مزيدا من التفاصيل. وذكرت الجامعة العربية ان الموعد الجديد للزيارة سيكون السبت المقبل.
وفي أسباب تأجيل الزيارة رجحت مصادر أن يكون ابرزها أن العربي قابل مساء أول من أمس المعارضين السوريين هيثم المالح ومأمون الحمصي في مكتبه بالجامعة العربية، وبمجرد أن علمت دمشق بذلك قررت تأجيل الزيارة عقابا له رغم ما يتردد عن أنها كانت ترحب بها كثيرا.
وفي المقابل، فإن مصادر عربية ديبلوماسية مطلعة قالت لـ «الراي»: إن قرار دمشق تأجيل الزيارة هو ردة فعل للمؤتمر الصحافي الذي عقده العربي مع الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والذي قال فيه العربي إنه ذاهب لدمشق لنقل المبادرة العربية، بينما سورية كانت تريد أن يكون إطار الزيارة عاما وفضفاضا وليس لنقل المبادرة.
وأضافت المصادر: إن «عقد المؤتمر مع موسى أغضب دمشق المستاءة من مواقف موسى الأخيرة، كما أن تسريب فحوى المبادرة العربية أضاف مزيدا من الغضب للقيادة السورية، وكانت «الراي» قد أنفردت «كويتيا» بنص المبادرة.
وقال الحمصي إن طلب تأجيل الزيارة دليل على رفض نظام الأسد لجميع الجهود المبذولة لوقف حمامات الدم والإبقاء فقط على الخيار الأمني.
وكشف الحمصي عن أن وفد المعارضة السورية الذي استقبله العربي استشعر رغبة صادقة من العربي في التحرك نحو وقف العنف في سورية، إلا أن النظام السوري حرص على إجهاض هذه الرغبة بطلبه تأجيل الزيارة لأن هذا النظام غير مستعد حتى لمجرد السماح بجهود ديبلوماسية تحثه على وقف عمليات القتل والترويع والاعتقال التي طالت آلاف السوريين الأبرياء على مدى الأشهر الماضية.
وردا على سؤال حول وفاة مفتي حلب الشيخ الدكتور إبراهيم سلقيني (75 عاما) الذي يعد علما دينيا على مستوى بلاده، واتهامات المعارضة السورية للنظام السوري بالتسبب في وفاته قال الحمصي: «الشيخ سلقيني رجل مسن وأعلن في خطبته الأخيرة رفضه للقتل والتعذيب الذي يمارسه النظام ضد شعبه ودعا الشعب السوري للانضمام إلى الثورة ودعمها وهو ما تسبب في حالة من الجنون للقائمين على السلطة في سورية».
وأعربت مصادر ديبلوماسية مصرية مطلعة عن أسفها لتأجيل زيارة العربي، ورأت أن هذه الزيارة كانت تمثل فرصة تاريخية ومخرجا للنظام السوري من المأزق الراهن ولهذه الدولة الشقيقة من الأزمة، التي تشهدها منذ عدة أشهر من جراء اندلاع أحداث الغضب والمواجهات الدموية من جانب النظام ضدها.
وذكر ديبلوماسيون عرب امس ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة الاسبوع المقبل لمناقشة الوضع في سورية بعد تأجيل زيارة للامين العام للجامعة.
وقال ديبلوماسي عربي ان الزيارة تأجلت ولم يتم الغاؤها وستتم حين تسمح الظروف. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية أن التأجيل جاء بناء على طلب سورية لكن دمشق لم تقدم أي تفسير.
وقال مندوب دائم لدى الجامعة طلب عدم نشر اسمه ان «الاوضاع في سورية سوف تتصدر المناقشات في الاجتماع الوزاري القادم بعد تأجيل زيارة الامين العام للجامعة العربية لسورية».
وأكد مسؤول في الجامعة ان الاجتماع سيعقد 13 سبتمبر.
واستبعد المندوب تجميد عضوية سورية في مؤسسات الجامعة خلال الاجتماع المقبل على غرار ما حدث مع ليبيا في فبراير بعد أن هاجمت القوات الموالية لمعمر القذافي المحتجين.
وقال «لا أحد يفكر حتى اليوم في تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية لان جميع الدول العربية حريصة على الاستقرار في سورية وكل ما طالب به وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الاخير هو الاسراع بوتيرة الاصلاحات ووقف العنف».
ورأى ناشطون سوريون معارضون امس في المبادرة العربية «اساسا طيبا» لمعالجة الازمة في البلاد.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية في بيان اصدرته انها «ترى في المبادرة العربية أساسا طيبا يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف». واكدت اللجان، التي تقوم بتنسيق حركة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ منتصف مارس، انفتاحها على المبادرة «إذا توفرت ضمانات عربية ودولية كافية لتنفيذها» معربة عن تحفظها حول «إجراء انتخابات رئاسية متعددة المرشحين في العام 2014».
وقبل تاجيل الزيارة، قال نبيل العربي للصحافيين الثلاثاء انه كان سينقل «رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سورية وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية».
وتتضمن المبادرة التي نشرت «الراي» تفاصيلها 13 بندا وتقترح «اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس». واضافت اللجان في بيانها ان الشعب السوري «يدعو الجامعة العربية، والشعوب العربية، الى أن تقف الى جانبه في كفاحه العادل، والتوقف عن إعطاء هذا النظام القاتل الفرصة تلو الاخرى».
أحبطت سورية مهمة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي كان مقررا ان يتوجه اليها امس للقاء الرئيس بشار الاسد وطرح مبادرة تهدف لاخراج البلاد من الوضع الذي تعيش فيه منذ اشهر، في ما يشير الى ان النظام السوري ما زال يراهن على القمع الدموي كوسيلة وحيدة لقمع الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام.
وقبل ساعات من الموعد الذي كان يفترض ان يصل فيه العربي الى دمشق، ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «سورية طلبت أمس من العربي تأجيل زيارته لدمشق لأسباب موضوعية أبلغ بها وسوف يتم تحديد موعد لاحق للزيارة»، من دون ان تقدم مزيدا من التفاصيل. وذكرت الجامعة العربية ان الموعد الجديد للزيارة سيكون السبت المقبل.
وفي أسباب تأجيل الزيارة رجحت مصادر أن يكون ابرزها أن العربي قابل مساء أول من أمس المعارضين السوريين هيثم المالح ومأمون الحمصي في مكتبه بالجامعة العربية، وبمجرد أن علمت دمشق بذلك قررت تأجيل الزيارة عقابا له رغم ما يتردد عن أنها كانت ترحب بها كثيرا.
وفي المقابل، فإن مصادر عربية ديبلوماسية مطلعة قالت لـ «الراي»: إن قرار دمشق تأجيل الزيارة هو ردة فعل للمؤتمر الصحافي الذي عقده العربي مع الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والذي قال فيه العربي إنه ذاهب لدمشق لنقل المبادرة العربية، بينما سورية كانت تريد أن يكون إطار الزيارة عاما وفضفاضا وليس لنقل المبادرة.
وأضافت المصادر: إن «عقد المؤتمر مع موسى أغضب دمشق المستاءة من مواقف موسى الأخيرة، كما أن تسريب فحوى المبادرة العربية أضاف مزيدا من الغضب للقيادة السورية، وكانت «الراي» قد أنفردت «كويتيا» بنص المبادرة.
وقال الحمصي إن طلب تأجيل الزيارة دليل على رفض نظام الأسد لجميع الجهود المبذولة لوقف حمامات الدم والإبقاء فقط على الخيار الأمني.
وكشف الحمصي عن أن وفد المعارضة السورية الذي استقبله العربي استشعر رغبة صادقة من العربي في التحرك نحو وقف العنف في سورية، إلا أن النظام السوري حرص على إجهاض هذه الرغبة بطلبه تأجيل الزيارة لأن هذا النظام غير مستعد حتى لمجرد السماح بجهود ديبلوماسية تحثه على وقف عمليات القتل والترويع والاعتقال التي طالت آلاف السوريين الأبرياء على مدى الأشهر الماضية.
وردا على سؤال حول وفاة مفتي حلب الشيخ الدكتور إبراهيم سلقيني (75 عاما) الذي يعد علما دينيا على مستوى بلاده، واتهامات المعارضة السورية للنظام السوري بالتسبب في وفاته قال الحمصي: «الشيخ سلقيني رجل مسن وأعلن في خطبته الأخيرة رفضه للقتل والتعذيب الذي يمارسه النظام ضد شعبه ودعا الشعب السوري للانضمام إلى الثورة ودعمها وهو ما تسبب في حالة من الجنون للقائمين على السلطة في سورية».
وأعربت مصادر ديبلوماسية مصرية مطلعة عن أسفها لتأجيل زيارة العربي، ورأت أن هذه الزيارة كانت تمثل فرصة تاريخية ومخرجا للنظام السوري من المأزق الراهن ولهذه الدولة الشقيقة من الأزمة، التي تشهدها منذ عدة أشهر من جراء اندلاع أحداث الغضب والمواجهات الدموية من جانب النظام ضدها.
وذكر ديبلوماسيون عرب امس ان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة الاسبوع المقبل لمناقشة الوضع في سورية بعد تأجيل زيارة للامين العام للجامعة.
وقال ديبلوماسي عربي ان الزيارة تأجلت ولم يتم الغاؤها وستتم حين تسمح الظروف. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية أن التأجيل جاء بناء على طلب سورية لكن دمشق لم تقدم أي تفسير.
وقال مندوب دائم لدى الجامعة طلب عدم نشر اسمه ان «الاوضاع في سورية سوف تتصدر المناقشات في الاجتماع الوزاري القادم بعد تأجيل زيارة الامين العام للجامعة العربية لسورية».
وأكد مسؤول في الجامعة ان الاجتماع سيعقد 13 سبتمبر.
واستبعد المندوب تجميد عضوية سورية في مؤسسات الجامعة خلال الاجتماع المقبل على غرار ما حدث مع ليبيا في فبراير بعد أن هاجمت القوات الموالية لمعمر القذافي المحتجين.
وقال «لا أحد يفكر حتى اليوم في تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية لان جميع الدول العربية حريصة على الاستقرار في سورية وكل ما طالب به وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الاخير هو الاسراع بوتيرة الاصلاحات ووقف العنف».
ورأى ناشطون سوريون معارضون امس في المبادرة العربية «اساسا طيبا» لمعالجة الازمة في البلاد.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية في بيان اصدرته انها «ترى في المبادرة العربية أساسا طيبا يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف». واكدت اللجان، التي تقوم بتنسيق حركة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ منتصف مارس، انفتاحها على المبادرة «إذا توفرت ضمانات عربية ودولية كافية لتنفيذها» معربة عن تحفظها حول «إجراء انتخابات رئاسية متعددة المرشحين في العام 2014».
وقبل تاجيل الزيارة، قال نبيل العربي للصحافيين الثلاثاء انه كان سينقل «رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سورية وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية».
وتتضمن المبادرة التي نشرت «الراي» تفاصيلها 13 بندا وتقترح «اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس». واضافت اللجان في بيانها ان الشعب السوري «يدعو الجامعة العربية، والشعوب العربية، الى أن تقف الى جانبه في كفاحه العادل، والتوقف عن إعطاء هذا النظام القاتل الفرصة تلو الاخرى».