ضوء / فعاليات فرعونية ومصرية وفرنسية وترجمة عربية لكتاب «المرأة في عالم غير آمن»

u0645u0643u062au0628u0629 u0627u0644u0625u0633u0643u0646u062fu0631u064au0629
مكتبة الإسكندرية
تصغير
تكبير

|   الإسكندرية (مصر) -  من أغاريد مصطفى   |


... وتستمر احتفالية مكتبة الاسكندرية في مصر، وعلى شاطئ المتوسط... بلقاءات واصدارات واضافات جديدة، في مناسبة مرور 5 سنوات على انطلاقتها الجديدة، والتي تتابع تفاصيلها «الراي».

في هذه المناسبة المكتبة أصدرت الترجمة العربية لكتاب «المرأة في عالم غير آمن... العنف ضد المرأة... حقائق وصور واحصاءات» والذي يكشف عما تتعرض له النساء في العالم من عنف واجحاف للحقوق، ويأتي هذا الكتاب في سياق اهتمام المكتبة منذ افتتاحها ومنتدى الاصلاح العربي منذ تأسيسه بقضيتين جوهريتين تتعلقان بالمرأة والسلام ضمن العديد من القضايا الأخرى.

وقدمت للنسخة العربية رئيس حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام، مشيرة الى أن الكتاب يعد خطوة مهمة في طريق السعي الطويل المستمر لتحقيق عالم آمن للنساء، يخلو من جميع أشكال العنف الموجه للمرأة على أساس النوع أو الجنس، وهو العنف الذي يعتبر ظاهرة عالمية تترك بصماتها على المرأة في مختلف مراحل حياتها ويمتد تأثيره على بقية أفراد المجتمع.

مدير مكتبة الاسكندرية الدكتور اسماعيل سراج الدين قال من جهته في تقديمه: كان من الضروري ترجمة هذا الكتاب ليكون مرجعا باللغة العربية لجميع القراء العرب، حيث تحتل المرأة المقدمة من حيث أعداد ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة، فضلا عن تعرضها لجميع أنواع العنف خاصة العنف المنزلي.

وأشار الى أن الكتاب يفيض بالبيانات والاحصاءات التي تجسد تزايد حجم ضحايا العنف والحروب من النساء، كما يبين الكتاب بوضوح انتهاكات بعض الدول لحقوق الانسان، بما فيها حقوق النساء ويبين قهر تلك النظم للرجال والنساء معا.

كتاب «المرأة في عالم غير آمن» يتكون من أربعة أجزاء، حيث يبدأ بتناول الجذور الأساسية للعنف القائم على أساس النوع، ثم تناول مختلف أشكال العنف في محيط الأسرة والجماعات والمجتمعات في أوقات السلم والحرب.. كذلك دور المرأة في التعمير بعد النزاعات... ويقدم الجزء الرابع والأخير الأجندات المكرسة لمكافحة العنف، ويذيل الكتاب بمجموعة من الوثائق القانونية والسياسية، وقائمة بالمنظمات النسائية المعنية بحقوق المرأة.

وضمن اصدارات الاحتفالية... أعلن مدير مركز الخطوط في مكتبة الاسكندرية خالد عزب أن المركز سيصدر قريبا... قاموسا للغة الفرعونية القديمة للمرة الأولى باللغة العربية، يحرر مادته العلمية ومفرداته اللغوية علماء آثار مصريون.

وقال: ان «القاموس سيعمل على تقديم الخطوط الثلاثة التي كتبت بها اللغة الفرعونية ونقل معاني مفرداتها الى اللغة العربية».

وأوضح أن «الخطوط الثلاثة التي كتبت بها اللغة المصرية القديمة هي الهيروغليفية وتعني الخط المقدس، والهيراطيقية وتعني الخط الكهنوتي، والديموطيقية وتعني الخط الشعبي».

وأضاف: ان الفريق المكلف بالعمل على وضع هذا القاموس يتألف من «عدد من علماء الآثار وأساتذة الآثار في الجامعات المصرية، وتتولى الاشراف عليه عميدة كلية الآثار في جامعة القاهرة الدكتورة علا العجيزي، ومن المتوقع الانتهاء منه مع نهاية العام 2008، على أن يتابع الباحثون عملهم في هذا المجال في دور مشابه لدور مجمع اللغة العربية».

وأشار الى أن «المسؤول الفني عن انجاز هذا القاموس هو لؤي سعيد، وأن عددا كبيرا من الباحثين في جامعات القاهرة وعين شمس والمنوفية والاسكندرية يشاركون في انجاز هذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه».

وأكد عزب أن القاموس «لن يتضمن الخط القبطي الذي يعتبر أقصى تطور وصلت اليه اللغة المصرية القديمة»... موضحا أن الخطوط التي كتبت بواسطتها اللغة المصرية القديمة مماثلة من حيث وظيفتها للخطوط العربية.

جدير بالذكر أن مركز الخطوط في مكتبة الاسكندرية يقوم بمتابعة النقوش التي تركها المصريون القدماء والخطوط واللغات. والنقوش هي كل ما رسمه أو خطه الانسان على أي مادة طبيعية كانت من صخور وطين أو صناعية مثل البردي والورق.

وهذه النقوش هي المقدمة الأولى للغات التي اخترعها الانسان وأسهمت الى حد كبير في تطوير قدراته ومعارفه ولعبت دورا رئيسيا في تطور المجتمع البشري القديم بما تضمنته من خبرات ومعارف واستطاعت نقلها للأجيال اللاحقة.

ويعمل مركز الخطوط على البحث عن جذور فكرة الكتابة لدى الانسان في عصور ما قبل التاريخ وتطورها وصولا الى العصر الرقمي. وفي هذا الاطار يسعى المركز الى اطلاق أول مكتبة رقمية للنقوش على شبكة الانترنت تضم أكثر من ألفي نقش، وتطمح للوصول الى خمسة آلاف نقش خلال بضع سنوات.

كما نظم متحف تاريخ العلوم التابع لمركز القبة السماوية العلمي بالمكتبة احتفالاً بعرض الفيلم الفرنسي «العصر الذهبي للاسلام»... ويتناول تطور مختلف فروع العلم من خلال أعمال العلماء العرب الشهيرة.

وقام بتعريب الفيلم الدكتور عادل رفعت وبهجت النادي الخبيران باليونيسكو.

مدير مكتبة الاسكندرية الذي أشاد بفكرة الفيلم الوثائقي الذي كتبه محمد حسين وأخرجه فيليب كلديرون، وأشار الى أنه في الفترة من القرن التاسع الى القرن الثاني عشر كان العالم الاسلامي هو مصدر الاشعاع الحضاري للعالم. وقد امتدت حدوده من اسبانيا الى الهند حيث تقع بغداد، غرناطة، قرطبة، القاهرة ودمشق، تلك المدن العظيمة ذات الحضارة العريقة. وقد كانت حضارة الاسلام هي المنبع العلمي والثقافي للعالم الغربي في القرون الوسطي، فكانت الدافع وراء النهضة الأوروبية.

وقال الدكتور بهجت النادي: فكرة الفيلم استغرقت 4 سنوات من التنفيذ، بينما كانت قيد التنفيذ طوال 25 عاماً، وجاءت الفكرة الينا، أثناء اقامتنا في فرنسا حيث وجدنا الغربيين لا يعرفون شيئاً عن الحضارة الاسلامية بل كثير من المسلمين، وقد تحدث الكثيرون في الغرب عن الحضارة اليهودية والمسيحية من دون الاسلامية التي لعبت دوراً هاماً ومحورياً في تطوير هذه الحضارات.

الفيلم يعرض تاريخ العلماء العرب واسهاماتهم في نهضة العلوم عن طريق تتبع أعمالهم من خلال ثمانية أجزاء: الأول، مقدمة عن تاريخ الحضارة العربية وبداية ظهور الاسلام وغزوات العرب. والثاني: بغداد عاصمة الثقافة العربية «كان يا ما كان مدينة تدعى بغداد».

والثالث: الحضارة العربية في الأندلس، عمارتها، وسيطرة اللغة والثقافة العربية عليها ( ملحمة الأندلس). أما الجزء الرابع: تطور علم الفلك والرياضيات في العالم العربي واسهامات العلماء العرب في تلك المجالات كالخوارزمي، وابن الهيثم، والبيروني (السماء كتاب مفتوح).

بينما الخامس يتحدث عن الطب والصيدلة وأشهر العلماء بهذه المجالات كالرازي، وابن سينا، والزهراوي (أسرار الجسم البشري).

والجزء السادس: الفلسفة والقضاء في الاسلام (الفقهاء والفلاسفة).

والجزء السابع: حركة النقل وترجمة التراث العربي للعالم الأوروبي (من العربية الى اللاتينية).

الثامن: تدهور الحضارة العربية (نسيان ما هو عربي).

وبعد عرض الفيلم قام مدير متحف ومركز المخطوطات بمكتبة الاسكندرية الدكتور يوسف زيدان، بالقاء محاضرة حول العصر الذهبي للاسلام، حيث قدم التحية للقائمين على هذا العمل الذي أعده نتاجا حضاريا تم بمشاركة أناس من ديانات مختلفة.

مشيراً الى أن العصر الذهبي للاسلام مفهوم عام حيث انه كانت هناك لحظات ذهبية، وما جمعه الفيلم هو نتيجة جمعها معاً، فكل مرحلة بها انجازات واخفاقات وهذا هو المزيج الذي يصنع الحضارة.

وأكد أن الحضارة الاسلامية العربية من أطول الحضارات الانسانية عمراً، فهي تبلغ ما يقرب من 1500 عام وتجمع أناسا التفوا حول ثقافة واحدة هي الثقافة الاسلامية. وأضاف: ان العرب استطاعوا بفضل التوسع في فتوحاتهم على مدار القرنين السابع والثامن الميلاديين الوصول الى النصوص العلمية التي خلف أغلبيتها اليونانيون، بالاضافة الى النصوص السريانية والسنسكريتية والفارسية.


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي