الإنترنت يهدّد شركات السياحة

تصغير
تكبير
| بقلم: السيد العاصي * |

تواجه شركات السياحة والسفر في الكويت مخاطر انخفاض إيراداتها الشهرية وشبح الإفلاس في المستقبل نتيجة توسع عمليات وأنشطة التجارة الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت والتي تستخدم في إنهاء حجوزات الطيران والفنادق والسيارات والسفن والشحن وغيرها من متطلبات أي رحلة سياحية من خلال الدخول على مواقع الحجز المختلفة على الانترنت.

ويرى البعض وجود الانترنت على جهاز الجوال يسهل التصفح على صفحات الانترنت والمقارنة بين الاسعار والاختيار مابين خدمات الخمس نجوم او اربع او اقل من ذلك مع امكانية اضافة الافطار ورؤية صور عن خدمات الفنادق، بالاضافة الى العديد من المميزات والخدمات الاخرى كتذاكر الطيران.

على الوجه الآخر ابتكر مديرو شركات الطيران قسما جديدا على المواقع الالكترونية الخاصة بهم وهو قسم العطلات وهو المتخصص في حجز الفنادق ليأخد نصيبه من الشركات السياحة ويطرح عروضا مغرية لجذب المسافرين من الكويتيين.

تبدو مسألة حجز مقعد في طائرة او غرفة في فندق او حتى سيارة في اي مكان في العالم عملية مغرية للتعامل معها عبر شبكة الانترنت خصوصا اذا كانت التكلفة أقل او العروض أفضل من تلك التي يمكن الحصول عليها من الوكيل السياحي. والمتابع لأرقام التعامل مع المنتجات السياحية للكوتيين لابد ان يصاب بالدهشة لنموها الرهيب والسريع خلال السنوات القليلة الماضية حيث اوضحت دراسة ان الكويتيين ينفقون في اجازة الصيف اكثر ما يدخرون للغالبية العظمى.

أياً كانت الآثار أو النتائج فإن شركات السياحة والسفر المحلية بالكويت تجد نفسها في مواجهة تتطلب منها الاستعداد المدروس. ومن أبرز الحلول المطروحة أمام هذه الشركات هو تواجد الشركات على الإنترنت من خلال مواقع مصممة لها خصيصاً تضم جميع العروض التي يمكن أن تغري السائح بحيث يتمكن أي زائر للموقع من التجول واختيار المناسب بالاضافة الى توقيع عقود مع الموردين ببلد الفندق حتى يحصلوا على اسعار رخيصة ومن ثم طرح عروض مغرية على الموقع الالكتروني الخاص بشركة السياحة كعرض «احجز ليلتين واحصل على الثالثة مجانا».

النقطة الوحيدة التي تحمي شركات السياحة من الافلاس والخسائر هي تعاملها بالاجل اي الدفع بعد عدة ايام او فتح تسهيلات بنكية مع الشركات الكبرى وبالعكس نقطة ضعف مواقع الحجز الالكتروني هو يتطلب وجود كاردت كارد لتأكيد الحجز ومن دونه لا يتم الحجز، فالسؤال الذي يطرح نفسه الان هل شركات السياحة بالكويت سوف تنشئ مواقع للحجز الالكتروني قبل ان يخيم الافلاس.

أما في رمضان فيكون هناك ركود في التعاملات بشركات السياحة خصوصا في الاسبوع الاول والثاني وقد تكون التعاملات شبه منعدمة نهائيا وسرعان ما تبدأ في الاسبوع الثالث التعاملات في أخذ مجراها للارتفاع نتيجة للاقبال الشديد على السفر في ايام العيد ولكن الذي يفوز بحصوله على حصة كبرى من السوق هو الذي يقدم عروضا خاصة شاملة الفنادق والطيران.





* كاتب في الشؤون السياحية والفندقية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي