رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية» أكد أن «موقف العربي استفزازي للشعب السوري»

القربي لـ «الراي»: لا أزمة بديل في سورية... فالثوار هم البديل

تصغير
تكبير
| بيروت - من ريتا فرج |

شدد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية عمار القربي على أن «التخويف من الاسلاميين هو من الأدوات التي يستغلها النظام السوري الى جانب اثارة الطائفية»، واصفا زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لدمشق والموقف الذي اطلقه بأنه «بمثابة خطوة استفزازية للشعب السوري».

واوضح القربي المقيم منذ 3 أشهر في القاهرة أن «الموقف الأميركي يتخذ مسارا تصاعديا رغم الضبابية»، نافيا تدرج سورية في اتجاه النموذج الليبي.

وحول قراءته للأحداث الطائفية الجارية في حمص، رأى أن المدينة «مثل بقية المدن السورية تتعرض للسطو والاستفراد المسلح من المرتزقة والشبيحة».

«الراي» اتصلت بالقربي وأجرت معه الحوار الآتي:



• كيف تقاربون موقف العربي بعد زيارته لدمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد؟

- موقف العربي يعكس موقف الأنظمة العربية التي تتقاطع مصالحها مع النظام القمعي والاستبدادي في سورية. ومن المعروف أن الدول العربية تنقسم الى قسمين: قسم مشغول بنتائج الثورات كمصر وتونس واليمن، وقسم يتخوف من الثورة السورية بما لها من انعكاسات على الأنظمة في العالم العربي. وموقف نبيل العربي بمثابة خطوة استفزازية للشعب السوري. وحصلت أكثر من تظاهرة في مصر نددت بزيارة العربي لسورية، وقرأنا في بعض الصحف المصرية دعوة الى استقالته.

• لماذا يبدو موقف المجتمع الدولي متأرجحا تجاه الحركة الاحتجاجية في سورية وكيفية تعاطي النظام معها مقارنة بمصر وتونس؟

- لا بد من التفريق بين الموقف الاوروبي والموقف الأميركي. الموقف الاوروبي كان واضحا منذ البداية، وسبق له الاعلان عن فقدان النظام السوري لشرعيته، وطبقوا ذلك على الأرض عبر العقوبات التي فرضوها على قيادات النظام. أما بالنسبة الى الاميركيين، فثمة ضبابية في الموقف الأميركي تجاه سورية مردّها الى ادارة الرئيس باراك أوباما والى سياسته الخارجية المترددة. لكن هذا لا يعني أن الموقف الاميركي لا يتصاعد وتحديدا بعدما أعلنت الادارة الاميركية عن فقدان الأسد لشرعيته. مع العلم أن الحزب الجمهوري ينتقد ادارة اوباما على عدم حسم خيارها تجاه الملف السوري، لكن في نهاية المطاف اكدت واشنطن بعدم شرعية نظام الأسد وهذه التصريحات تؤكد وجود تطور وليس تراجعا.

• الأحداث الطائفية في حمص تشير الى تحول نوعي في الأزمة السورية. هل ترى أن النظام يحاول اثارة الملف الطائفي بغية التغطية على الأزمة السياسية؟

- حمص مثل بقية المدن السورية تتعرض للسطو والاستفراد المسلح من المرتزقة والشبيحة، وهذا المشهد تكرر في درعا والبوكمال. النظام السوري يسعى الى الالتفاف على ثورة الشعب السوري منذ بداية الحركة الاحتجاجية. وبعدما فشل، بدأ بإطلاق المرتزقة في المدن، وهؤلاء بدأوا بترويع الناس عبر القتل والترويج للغة الطائفية. ومن بين الأدوات التي استعملها النظام تخويف الناس بمشروع الاسلاميين وبأن سقوطه سيؤدي الى نظام اسلامي متشدد. وفي رأيي ان تعاطي النظام مع ثورة الشعب السوري يهدف الى إيصال رسالة مزدوجة، الأولى غايتها تشويه الثورة والثانية تخويف السوريين والمجتمع الدولي من البديل الإسلامي.

• أشرتَ الى أن النظام يسعى الى ترويج اللغة الطائفية، هل تعتقد أن اثارة الملف الطائفي قد ينتقل الى المدن الساحلية؟

- المدن الساحلية بينها بانياس واللاذقية تعرضت منذ الأسبوع الثاني للثورة السورية لاثارة المسألة الطائفية عبر فرق الموت التي استخدمها النظام، لكن الشعب السوري استدرك هذا المخطط ولم ينجر الى الاقتتال الطائفي.

• هل التخويف من الاسلاميين على الصعيدين الداخلي والخارجي يساعد النظام على الاستمرار؟

- التخويف من الاسلاميين إحدى الادوات التي يستخدمها النظام في محاولة لدفع الشعب السوري الى وقف الدعم للثورة. وهو لا يكتفي بالتهديد من المشروع الاسلامي المتشدد كبديل في حال سقوط النظام، لكنه يعمل ايضا على اثارة مخاوف الاقليات.

• يرى البعض أن المعارضة السورية تحولت الى معارضات. هل تعتقد أن الاختلاف في وجهات النظر بين المعارضين السوريين هو الذي يدفع الولايات المتحدة الى عدم حسم خيارها تجاه النظام بدعوى عدم وجود البديل؟

- لا أحد يقول ان المعارضة السورية اتجاه واحد، فهناك تنوع بين أطياف المعارضة في الداخل والخارج، ونحن لا ننفي وجود خلافات ايديولوجية على عكس ايديولوجيا «البعث» الأحادية. سورية لا تعاني من أزمة البديل لمرحلة ما بعد سقوط النظام، لأن الثوار هم البديل. وهذا الأمر شهدناه في مصر وتونس وأوروبا الشرقية. البديل عن هذا النظام هم الثوار والشعب السوري، وأعتقد أن معركة الحسم لها علاقة بالكلفة والفترة الزمنية.

• مؤتمر الانقاذ الوطني الذي عُقد أخيراً في تركيا قيل ان غايته تشكيل حكومة ظل. ما الأسباب التي اوجبت التخلي عن هذا الخيار وخصوصا أن بعض وسائل الاعلام تداولت دعم حركة «الاخوان المسلمين» لهذا الخيار؟

- هناك سوء فهم لمجريات مؤتمر الانقاذ الوطني. الاخوان المسلمون لم يكونوا لاعبا أساسيا في المؤتمر. هم حزب، وحضروا المؤتمر من بين عدد من الاسلاميين، وقبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر طُرحت فكرة حكومة ظل من هيثم المالح، لكنها كانت عبارة عن وجهة نظر. وجاء الاعتراض على هذه الفكرة لأن المؤتمرين لا يمثلون كل أطياف المعارضة ولا كل شرائح الحركة الاحتجاجية.

• هل يعني ذلك أن هناك توجها لتأسيس مجلس انتقالي في حال حدوث اجماع عليه من كل ممثلي المعارضة؟

- هذه الخطوة ستأتي عاجلا أم آجلا.

• الحركة الاحتجاجية في سورية دخلت شهرها الخامس، فهل تتخوفون من تدرج سورية في اتجاه النموذج الليبي؟

- نحاول قدر المستطاع الابتعاد عن النموذج الليبي. وفي رأيي أن أرضية المجتمع السوري تختلف عن المجتمع الليبي الذي يغلب عليه الطابع القبلي، لكن لدينا مخاوف تتخطى هذه المسألة وهي تتعلق بممارسات النظام القمعية والانتقامية المبالَغ فيها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي