أخصائية الأطفال في مستشفى السيف تطمئن لعدم وجود مضاعفات

أبو الشامات: التشنّج الحراري غير مؤذٍ ... ولا يسبب الصرع

تصغير
تكبير
أشارت أخصائية الأطفال في مستشفى السيف الدكتورة غالية أبو الشامات الى أن «التشنجات الحرارية تعد أكثر أنواع التشنجات شيوعاً في مرحلة الطفولة، فقد دلت الاحصاءات على أن من بين كل ثلاثين طفلا ما دون الخمس سنوات هناك طفل قد سبق وأن تعرض لنوبة واحدة على الأقل من التشنج الحراري»، مطمئنة في الوقت نفسه الى انه «بالرغم من أن نوبة التشنج الحراري مرعبة للأهل، الا أنها لا تسبب أذى للطفل كما أنها نادراً ما تكون مؤشراً على مرض خطير»، ونافية «ان يزيد التشنج الحراري من احتمال اصابة الطفل الذي تعرض له بمرض الصرع، كما يعتقد البعض».

وأوضحت أبو الشامات في تصريح صحافي ان «التشنج الحراري هو عبارة عن نوبة من التشنجات العضلية تصيب الأطفال بسبب الحمى العالية (عندما ترتفع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية)، وعادة ما تتراوح أعمار الأطفال الذين يصابون بالتشنج الحراري بين ستة أشهر وست سنوات»، مضيفة: «انه غالباً ما يحدث التشنج الحراري مرة واحدة، الا أن العامل الوراثي قد يلعب دوراً في تكرار النوبات كلما ارتفعت درجة الحرارة».

وقالت: «ان أسباب التشنج الحراري تعزى الى الارتفاع السريع في درجة حرارة الطفل والذي غالباً ما يكون بسبب التهاب بكتيري أو فيروسي في ناحية ما من الجسم كالتهاب البلعوم واللوزتين، أو الأذن الوسطى، أو حتى المجاري البولية، الا أنه وفي حالات نادرة قد يحدث التشنج الحراري بسبب التهاب في المخ والنخاع الشوكي او الغلاف المحيط بهما المسمى (السحايا)».

ووصفت أبو الشامات نوبة التشنج الحراري، مبينة ان «صورة الطفل أثناء النوبة تثير الرعب في قلوب الآباء حيث تظهر لدى الطفل حركات تشنجية على شكل نفضات متكررة في كل عضلات الجسم أو على شكل تصلب في العضلات بحيث يبدو الطفل متخشباً، كما يحدث تغريب بالعينين حيث يغيب سواد العين بفعل تشنج عضلات العين أيضاً، ويترافق ذلك مع تراجع في مستوى الوعي عند الطفل، وقد يتغير لون الطفل الى الأزرق الداكن أحي، موضحة ان «النوبة تستمر عادة لفترة تتراوح من دقيقة الى ثلاث دقائق، ونادراً ما تتجاوز الخمس دقائق يسترد بعدها الطفل وعيه حيث يكون بحالة بكاء وهياج لفترة من الوقت، أو على العكس قد يشعر بالنعاس ويغط في نوم عميق».

واذ لفتت الى انه «انه لا يوجد شيء يمكن للأهل ان يقوموا به لايقاف نوبة التشنج»، شرحت أبو الشامات بعض النقاط التي يستوجب على الأهل مراعاتها، قائلة: على الرغم من أن منظر الطفل وهو يتشنج مفزع للأهل الا أن الحالة سليمة، فعلى الأهل التحلي بالهدوء ولا داع للفزع، ووضع الطفل على سطح ناعم وازالة جميع الأجسام الصلبة من حوله وجعله يتمدد على أحد جانبيه، عدم تقييد حركة الطفل أو تثبيته أثناء نوبة التشنج. كما ان على الأهل مشاهدة ما يحدث للطفل بدقة أثناء نوبة التشنج لكي يتسنى لهم وصفها لاحقاً للطبيب ما يسهل عليه التشخيص، عدم وضع أي شيء داخل فم الطفل بما فيه الأصابع، عدم وضع الطفل في الماء أثناء النوبة بقصد تخفيض الحرارة».

وتابعت: «انه بعد توقف النوبة يجب أخذ الطفل الى عيادة الطبيب وليس الى الطوارئ لتحديد سبب التشنج الحراري واجراء بعض الفحوصات، في حين يجب مراجعة الطوارئ أو طلب سيارة اسعاف في حال استمرت النوبة أكثر من خمس دقائق أو تكررت أكثر من مرتين باليوم، أو اذا بقي الطفل غائباً عن الوعي بعد انتهاء نوبة التشنج، وكذلك اذا لوحظ أن الحالة العامة للطفل بعد انتهاء نوبة التشنج سيئة»، مشيرة الى انه «عندها سيحتاج الطفل لدخول المستشفى لفترة من الوقت بقصد الملاحظة واجراء بعض التحاليل، لنفي أي مرض آخر قد يكون وراء التشنج غير التشنج الحراري».

وأشارت أبو الشامات الى ان «التشنج الحراري حالة سليمة تماماً فمعظم الأطفال الذين سبق وأن حدث لديهم تشنجا حراريا لا يعانون من أي مشكلات صحية على المدى البعيد، كما أنهم يتمتعون بتطور عقلي وجسدي طبيعيين»، مشددة على ان «الوقاية من التشنج الحراري تكون بضبط درجة الحرارة المرتفعة لدى الطفل بخاصة في اليوم الأول للحمى حيث تكون الحرارة على أشدها، ويتم ذلك باستعمال كمادات الماء البارد وبعض الأدوية المعروفة كالباراسيتامول والآيبوبوفين. كما يجب مراجعة الطبيب مباشرة عند ظهور الحمى عند الأطفال الذين سبق وأن حدث لديهم تشنجا حراريا»، ولافتة الى انه «في بعض الحالات وعلى الرغم من القيام بجميع الاجراءات الكفيلة بخفض الحرارة، فان ذلك قد لا يحول دون حدوث نوبة التشنج الحراري».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي