نافذة... الأمل / أنت المسؤول

تصغير
تكبير
| أمل الرندي |

التعلم المستمر على اختلاف أشكاله وتطوير الذات يجددان من الخلايا والأحاسيس ويجعلان الإنسان في كل يوم يحيا بشكل أفضل، فالأشخاص الذين يحرصون عليه تجدهم أكثر حيوية ونشاطا ونجاحا، وتتمتع عقولهم بالمرونة والفعالية فكما تحتاج الورود للماء يحتاج الإنسان للمعرفة حتى لا يشعر بالشيخوخة مبكرا.

يقول روزفلت: «يهرم الإنسان عندما يتوقف عن التعلم والتطور».

فنحن المسؤولون عن شيخوخة عقولنا، حتى وأن كان يبدو على شكلنا الخارجي مظهر الشباب، فالعلم أثبت أن دور الجينات لحدوث شيخوخة المخ لا يتعدى نسبة 30 في المئة، والنسبة الباقية تكون من العوامل البيئية المختلفة فطريقة الغذاء الصحي المتوازن تؤثر، التعليم المستمر، أسلوب المعيشة وتنظيم الوقت، الضغوط النفسية المتكررة أو الدائمة لفترة طويلة مثل متاعب العمل ومشاغل الحياة تستهلك أنسجة المخ، وتؤدي لتآكل التوصيلات العصبية بين الخلايا وانكماش منطقة في المخ، تسمى هيبو كامبس والتي تمثل مركزا في المخ لعملية التذكر، فالجينات كأحجار البناء للمخ أما العوامل البيئية فتمثل التصميم والتنفيذ لهذا البناء، فالمخ عضو مذهل يمكن أن يعود علينا بالنفع الكثير إذا عرفنا كيف نقويه ونصونه ونحميه من الشيخوخة «شغل مخك يزيد ذكاؤك وتنشط ذاكرتك»، فالأنشطة الذهنية كالبحث والتحليل والابتكار والثقافية وغيرها... تحدث تغيرا ايجابيا في المخ وتعمل على زيادة التوصيلات العصبية بين خلايا المخ، بالإضافة إلى النشاط الرياضي يعمل على زيادة تدفق الدم إلى المخ فتنشط الدورة الدموية المخية، وينعكس ذلك على زيادة كفاءة الأنشطة الذهنية.

هناك تساؤل يدور في عقول الكثير وهو... هل يوجد اختلاف بين مخ الرجل ومخ المرأة؟ نعم... ولكن ليست بأفضلية مخ على آخر ولكن في التركيبة نفسها والحجم، هذا ما أشار إليه الدكتور عبد الهادي مصباح، أن حجم مخ الرجل البالغ أكبر بنسبة 11 أو 12 في المئة من مخ المرأة الناضجة، ويرجع ذلك إلى طبيعة الرجل العضلية التي تحتاج إلى خلايا عصبية أكثر، ولكن ليس معنى ذلك أن الرجل أذكى لأن المادة الرمادية المسؤولة عن الذكاء والتفكير لا يوجد فرق في كمية تواجدها عند الاثنين، والاختلاف الآخر أن مخ الرجل يتأثر بالشيخوخة أكثر من مخ المرأة، لأنه ينكمش بدرجة اكبر مع التقدم في السن، ويرجع ذلك إلى هرمون الأستروجين الذي يوفر الحماية لمخ المرأة ويجعلها تتمتع بذاكرة أقوى من الرجل.

رغم كل هذه الاختلافات من الناحيتين التشريحية والوظيفية التي جعلت لكل منهما دوراً مميزاً في الحياة ليؤديه ليكملا بعضا، فلنحاول قدر المستطاع المحافظة على عقولنا... فالعاقل يملك كل شيء.





* كاتبة كويتية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي