نافذة الكتابة / لا تذروها كالمعلقة

خولة القزويني





| خولة القزويني |
قال الله تعالى في كتابه العزيز: «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تُصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً» سورة النساء آية129
قضية «تعدد الزوجات» من القضايا الساخنة المثيرة للجدل وهي من أكثر المسائل التي تكشف تناقض الإنسان الذي يعبد الله بمزاج وهوى، لأنه في بعض أمور الشريعة مهمل مقصر وفي البعض الآخر متحمّس مندفع.
قد يسيء فهمي كثير من الناس بحكم معارضتي لهذه المسألة ليس من قبيل التحدي لشرع الله وإنما اعتراضي على الممارسات الظالمة والمشوِّهة لنظرية التعدد.
فالحالات التي تطلب استشارتي في هذه المسألة، أو التي وصلتني على بريدي الإلكتروني عبّرت معظمها عن خلل في فهم النظرية وسوء تطبيق في آلياتها وشروطها، فليس كل حالة قابلة للتعدّد وليس كل رجل مهيأ للتعدّد ولا كل امرأة متمكنة من التكيف على وضع التعدد، فأحياناً سوء التطبيق يجر البيوت الآمنة إلى كوارث وويلات وأذكر هنا على سبيل الحصر حادثة شهدت فصولها المأسوية بنفسي وسألخصها بالمقدار المفيد:
رجل طيب تزوج من امرأة صالحة جداً وهما على درجة عالية من الإيمان والأخلاق والثقافة، عاشا قصة حب شهد لها كل الناس، فالانسجام والتوافق قد وثقهما بتوأمة لا تنفصم عراها، شجعت الزوجة زوجها على أن يحقق طموحاته العلمية فسافرا إلى القاهرة ليقدم رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه وعادا ظافرين منتصرين، أنجبا البنين والبنات، أولته الزوجة الثقة والمحبة ودعمته مادياً ومعنوياً، كان يحلف لها بأغلظ الأيمان أنه سيظل وفياً لها أبد العمر وأن نساء الدنيا لن يعادلهن بظفر من أظافرها، وهكذا عاشت الزوجة الطيبة آمنة مطمئنة، تنام على حبه رغداً وتنهض في هناء وحبور، بعد سنوات لاحظت بعض التغيير في سلوكه، مزاجه، بروده، رغبته المنكمشة، كان ملتزماً بمسؤولياته كاملة وفي حدود الشرع لكن شيئاً داخله تغير، بدأ يهتم بهندامه ويصبغ شعره الأبيض ويتعطر بشكل مبالغ ويكثر الغياب تحت ذريعة «اجتماعات طارئة في الكلية»، راقبته على قلق وتابعته على حذر، ارتابت من مسجات تلفونه المتكررة وفي أوقات حرجة، لاحظت شروده، أخذ يغلق التلفون أو يضعه على الصامت حتى لا تنتبه إليه الزوجة لكنها في النهاية وقعت على الدليل، قرأت رسالة هاتفية ملتهبة حبا وغراما، اجترعت الغصة وبرّرت أنها نزوة عارضة وتنقضي فعالجت الموقف بتعقل وحكمة لكن الزوج كان يداري ارتباكه في بعض المواقف ويفتعل حباً قد انطفأ فـ«حبيبتي» لم تعد تتغلغل إلى جوفها المتعطش، انفجرت أخيراً عندما لاحظت بروده في المعاشرة وصارحته بشكوكها، اعترف لها أنه على علاقة بطالبة في الجامعة وسيتزوجها عن قريب.
تزلزلت الأرض تحت قدميها، فحبيبها، رفيق الدرب، أضحى لها الجرح والسكين، الطعنة التي أدمت قلبها المنهك والأسئلة الاستدراكية تسفك على مذبحة الكبرياء والكرامة.
لماذا...؟
هل قصرت معك في شيء؟ ألم أقف إلى جانبك في الحلوة والمرّة، أهكذا تكافئني بعد عشرة السنين؟
وبدم بارد يرد الزوج «إنه حقي الشرعي»!
الصدمة أثرت على أعصاب الزوجة فهاجمها مرض الزهايمر وفي وقت مبكر جداً، هذه المرأة الجميلة، الأنيقة، بنت الحسب والنسب التي كانت تختال كالطاووس زهواً، حرم الدكتور الفلاني فقدت تركيزها فجأة، فانفرط اتزانها ولأنها امرأة صالحة ومحترمة كتمت سعار الغيظ في قلبها المجروح فأكل السرطان ثدييها وماتت في ظرف أشهر!
وهذا غيض من فيض...
ما أردت قوله أن معظم الرجال يسيء فهم هذا الحق وينجرف في تيار رغبته، من دون قراءة واعية لواقعه الحاضر وتداعيات الزواج الثاني على الزوجة الأولى والأهم استيعاب شخصيتها وقدراتها ومحتواها النفسي والآثار المترتبة على صحتها.
هناك خطوط حمراء يضعها الشرع ليحمي الأسرة ويصون كرامة المرأة ويحفظ حقها كإنسانة، ففي أكثر الحالات تتعرض الزوجة الأولى إلى الغبن والإهمال والتهميش خصوصاً إذا كانت في عمر الزوج أو في سن الكهولة إذ تقع فريسة للهواجس والوساوس فتأكلها الأمراض النفسية والجسدية.
فالمرأة اليوم تختلف عن المرأة في الماضي، الاحتياجات والمطالب في الماضي تقليدية، الحاجات العاطفية والنفسية ليست من أوليات المرأة ولهذا فزواج زوجها الثاني أو الثالث لا يدخلها في صراعات نفسية مع ذاتها أو مع طرفي العلاقة «الزوج والزوجة الثانية»، إلا ما ندر فالأمان المعيشي كان المطلب الأهم لشعورها بالاستقرار، المرأة اليوم تعمل وتنفق مناصفة مع الرجل وفي بعض الأسر تتحمل العبء كاملاً، الثقافة تغيرت والأوليات تبدلت فالزوجة الآن تبحث عن التعويض العاطفي والأمان النفسي طالما شاركت الزوج في هموم المعيشة، لكن ما يحدث العكس وصادم لتوقعات الزوجة، فبالرغم من تحملها مسؤوليات البيت الشاقة والأعباء الوظيفية المرهقة يتزوج عليها الزوج بذريعة «أهملتيني» فهي تدير شؤون البيت وتتحمل أعباء الأسرة حتى تلقي نفسها آخر الليل على فراشها كالشاة الذبيحة، والمسكينة تبرر موقفها، «لقد أنجزت كل هذه الأعمال لأريحك، لتعطيني حبك واهتمامك».
لا تدري أنها مهّدت له فراغاً عريضاً وجاهزا لتشغله امرأة أخرى تشبع أهم حاجة في حياة الرجل ألا وهي «الجنس»
الرجل بطبيعته لا يتذكر بطولات المرأة السابقة وإنجازاتها التاريخية وتضحياتها على مرّ الزواج، فهو رهن الحاضر المعاش فجرس الإنذار يوقظه فجأة «أنك تكبر وزوجتك تهملك.. أنقذ عمرك الذي أدبر»...!
هناك نساء مرهفات الحس، عصبيات، انفعاليات حتى وإن كنّ في الظاهر متدينات إلا أنهن في هذه المسألة ينفرط منهن زمام التحكم فيقعن في المحظور وفي ابتلاءات صعبة.
لهذا مطلوب من الزوج قبل الشروع في هذه الخطوة أن يشخص نفسية زوجته، ويدرسها كحالة منفردة لئلاّ تثار نوازعها التدميرية فتودي بنفسها وأسرتها إلى كارثة ولعلكم تذكرون جريمة الزوجة نصرة التي أحرقت خيمة زفاف زوجها حقدا وانتقاما.
فحينما أشار الخالق عز وجل إلى «المعلقة» فإنما خاطب الرجل لأن الله سبحانه يعرف تداعيات الزواج الثاني المدفوع بمزاجية وهوى نفس فللأسف الشديد كما تشير الإحصائيات أن الرجل يختل ميزانه، بمجرّد أن يرتبط بالزوجة الثانية خصوصاً إذا كانت جميله وصغيرة قادرة أن تتلاعب بمشاعره وتستغل ولعه لتكيد الزوجة الأولى بأخبث الوسائل وأبشع الطرق مستثمرة ضعفه وانفتاح رغبته بعد فترة صيام طويلة مع الأولى التي تماثله سناً، فالصدمة التي أحدثتها الشابة اليافعة في الرجل الأربعيني أو الخمسيني تفقده السيطرة على معاييره فيندفع نحوها بلا وعي، وبجيب سيال فهمته وعزمه أن يرضي رغباتها الفتية ويشبع شبابها المتفجر وينسى من دون قصد ربما زوجته الأولى معلقة لأنه مخدّر عاطفياً قد استحوذته الصغيرة فملكت عقله وفكره، قد يحاول إرضاء الزوجة الأولى بالمال والسفر والرفاهية إلا أن الزوجة الأولى تشعر بالغبن والمهانة والتكلف الجارح الذي يبديه الزوج بروح غائبة، فعاطفته الفوارة نحو الأخرى التي أشعلت غريزته وجددت شبابه، هنا تستعر في الزوجة الأولى نار الغيرة وتدبّ المشاكل وتندلع حمم الخلاف واجترار أطلال ماضي اندفن في مقبرة النسيان
فشعورها أنها معلقة بين سماء العشرة الزوجية وأرض الغيرة الملغومة يفقدها الإحساس بالأمان
والاستقرار، لهذا يأتي حق التعدد شائكاً ومنضبطا بالمحاذير وينبغي أن يتماشى مع ظروف ومكونات أطراف الزواج وإلاّ يصبح أمراً محرماً فيه ظلم طالما اخلت شروطه.
* أديبة روائية كويتية
www.khawlaalqazwini.com
قال الله تعالى في كتابه العزيز: «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تُصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً» سورة النساء آية129
قضية «تعدد الزوجات» من القضايا الساخنة المثيرة للجدل وهي من أكثر المسائل التي تكشف تناقض الإنسان الذي يعبد الله بمزاج وهوى، لأنه في بعض أمور الشريعة مهمل مقصر وفي البعض الآخر متحمّس مندفع.
قد يسيء فهمي كثير من الناس بحكم معارضتي لهذه المسألة ليس من قبيل التحدي لشرع الله وإنما اعتراضي على الممارسات الظالمة والمشوِّهة لنظرية التعدد.
فالحالات التي تطلب استشارتي في هذه المسألة، أو التي وصلتني على بريدي الإلكتروني عبّرت معظمها عن خلل في فهم النظرية وسوء تطبيق في آلياتها وشروطها، فليس كل حالة قابلة للتعدّد وليس كل رجل مهيأ للتعدّد ولا كل امرأة متمكنة من التكيف على وضع التعدد، فأحياناً سوء التطبيق يجر البيوت الآمنة إلى كوارث وويلات وأذكر هنا على سبيل الحصر حادثة شهدت فصولها المأسوية بنفسي وسألخصها بالمقدار المفيد:
رجل طيب تزوج من امرأة صالحة جداً وهما على درجة عالية من الإيمان والأخلاق والثقافة، عاشا قصة حب شهد لها كل الناس، فالانسجام والتوافق قد وثقهما بتوأمة لا تنفصم عراها، شجعت الزوجة زوجها على أن يحقق طموحاته العلمية فسافرا إلى القاهرة ليقدم رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه وعادا ظافرين منتصرين، أنجبا البنين والبنات، أولته الزوجة الثقة والمحبة ودعمته مادياً ومعنوياً، كان يحلف لها بأغلظ الأيمان أنه سيظل وفياً لها أبد العمر وأن نساء الدنيا لن يعادلهن بظفر من أظافرها، وهكذا عاشت الزوجة الطيبة آمنة مطمئنة، تنام على حبه رغداً وتنهض في هناء وحبور، بعد سنوات لاحظت بعض التغيير في سلوكه، مزاجه، بروده، رغبته المنكمشة، كان ملتزماً بمسؤولياته كاملة وفي حدود الشرع لكن شيئاً داخله تغير، بدأ يهتم بهندامه ويصبغ شعره الأبيض ويتعطر بشكل مبالغ ويكثر الغياب تحت ذريعة «اجتماعات طارئة في الكلية»، راقبته على قلق وتابعته على حذر، ارتابت من مسجات تلفونه المتكررة وفي أوقات حرجة، لاحظت شروده، أخذ يغلق التلفون أو يضعه على الصامت حتى لا تنتبه إليه الزوجة لكنها في النهاية وقعت على الدليل، قرأت رسالة هاتفية ملتهبة حبا وغراما، اجترعت الغصة وبرّرت أنها نزوة عارضة وتنقضي فعالجت الموقف بتعقل وحكمة لكن الزوج كان يداري ارتباكه في بعض المواقف ويفتعل حباً قد انطفأ فـ«حبيبتي» لم تعد تتغلغل إلى جوفها المتعطش، انفجرت أخيراً عندما لاحظت بروده في المعاشرة وصارحته بشكوكها، اعترف لها أنه على علاقة بطالبة في الجامعة وسيتزوجها عن قريب.
تزلزلت الأرض تحت قدميها، فحبيبها، رفيق الدرب، أضحى لها الجرح والسكين، الطعنة التي أدمت قلبها المنهك والأسئلة الاستدراكية تسفك على مذبحة الكبرياء والكرامة.
لماذا...؟
هل قصرت معك في شيء؟ ألم أقف إلى جانبك في الحلوة والمرّة، أهكذا تكافئني بعد عشرة السنين؟
وبدم بارد يرد الزوج «إنه حقي الشرعي»!
الصدمة أثرت على أعصاب الزوجة فهاجمها مرض الزهايمر وفي وقت مبكر جداً، هذه المرأة الجميلة، الأنيقة، بنت الحسب والنسب التي كانت تختال كالطاووس زهواً، حرم الدكتور الفلاني فقدت تركيزها فجأة، فانفرط اتزانها ولأنها امرأة صالحة ومحترمة كتمت سعار الغيظ في قلبها المجروح فأكل السرطان ثدييها وماتت في ظرف أشهر!
وهذا غيض من فيض...
ما أردت قوله أن معظم الرجال يسيء فهم هذا الحق وينجرف في تيار رغبته، من دون قراءة واعية لواقعه الحاضر وتداعيات الزواج الثاني على الزوجة الأولى والأهم استيعاب شخصيتها وقدراتها ومحتواها النفسي والآثار المترتبة على صحتها.
هناك خطوط حمراء يضعها الشرع ليحمي الأسرة ويصون كرامة المرأة ويحفظ حقها كإنسانة، ففي أكثر الحالات تتعرض الزوجة الأولى إلى الغبن والإهمال والتهميش خصوصاً إذا كانت في عمر الزوج أو في سن الكهولة إذ تقع فريسة للهواجس والوساوس فتأكلها الأمراض النفسية والجسدية.
فالمرأة اليوم تختلف عن المرأة في الماضي، الاحتياجات والمطالب في الماضي تقليدية، الحاجات العاطفية والنفسية ليست من أوليات المرأة ولهذا فزواج زوجها الثاني أو الثالث لا يدخلها في صراعات نفسية مع ذاتها أو مع طرفي العلاقة «الزوج والزوجة الثانية»، إلا ما ندر فالأمان المعيشي كان المطلب الأهم لشعورها بالاستقرار، المرأة اليوم تعمل وتنفق مناصفة مع الرجل وفي بعض الأسر تتحمل العبء كاملاً، الثقافة تغيرت والأوليات تبدلت فالزوجة الآن تبحث عن التعويض العاطفي والأمان النفسي طالما شاركت الزوج في هموم المعيشة، لكن ما يحدث العكس وصادم لتوقعات الزوجة، فبالرغم من تحملها مسؤوليات البيت الشاقة والأعباء الوظيفية المرهقة يتزوج عليها الزوج بذريعة «أهملتيني» فهي تدير شؤون البيت وتتحمل أعباء الأسرة حتى تلقي نفسها آخر الليل على فراشها كالشاة الذبيحة، والمسكينة تبرر موقفها، «لقد أنجزت كل هذه الأعمال لأريحك، لتعطيني حبك واهتمامك».
لا تدري أنها مهّدت له فراغاً عريضاً وجاهزا لتشغله امرأة أخرى تشبع أهم حاجة في حياة الرجل ألا وهي «الجنس»
الرجل بطبيعته لا يتذكر بطولات المرأة السابقة وإنجازاتها التاريخية وتضحياتها على مرّ الزواج، فهو رهن الحاضر المعاش فجرس الإنذار يوقظه فجأة «أنك تكبر وزوجتك تهملك.. أنقذ عمرك الذي أدبر»...!
هناك نساء مرهفات الحس، عصبيات، انفعاليات حتى وإن كنّ في الظاهر متدينات إلا أنهن في هذه المسألة ينفرط منهن زمام التحكم فيقعن في المحظور وفي ابتلاءات صعبة.
لهذا مطلوب من الزوج قبل الشروع في هذه الخطوة أن يشخص نفسية زوجته، ويدرسها كحالة منفردة لئلاّ تثار نوازعها التدميرية فتودي بنفسها وأسرتها إلى كارثة ولعلكم تذكرون جريمة الزوجة نصرة التي أحرقت خيمة زفاف زوجها حقدا وانتقاما.
فحينما أشار الخالق عز وجل إلى «المعلقة» فإنما خاطب الرجل لأن الله سبحانه يعرف تداعيات الزواج الثاني المدفوع بمزاجية وهوى نفس فللأسف الشديد كما تشير الإحصائيات أن الرجل يختل ميزانه، بمجرّد أن يرتبط بالزوجة الثانية خصوصاً إذا كانت جميله وصغيرة قادرة أن تتلاعب بمشاعره وتستغل ولعه لتكيد الزوجة الأولى بأخبث الوسائل وأبشع الطرق مستثمرة ضعفه وانفتاح رغبته بعد فترة صيام طويلة مع الأولى التي تماثله سناً، فالصدمة التي أحدثتها الشابة اليافعة في الرجل الأربعيني أو الخمسيني تفقده السيطرة على معاييره فيندفع نحوها بلا وعي، وبجيب سيال فهمته وعزمه أن يرضي رغباتها الفتية ويشبع شبابها المتفجر وينسى من دون قصد ربما زوجته الأولى معلقة لأنه مخدّر عاطفياً قد استحوذته الصغيرة فملكت عقله وفكره، قد يحاول إرضاء الزوجة الأولى بالمال والسفر والرفاهية إلا أن الزوجة الأولى تشعر بالغبن والمهانة والتكلف الجارح الذي يبديه الزوج بروح غائبة، فعاطفته الفوارة نحو الأخرى التي أشعلت غريزته وجددت شبابه، هنا تستعر في الزوجة الأولى نار الغيرة وتدبّ المشاكل وتندلع حمم الخلاف واجترار أطلال ماضي اندفن في مقبرة النسيان
فشعورها أنها معلقة بين سماء العشرة الزوجية وأرض الغيرة الملغومة يفقدها الإحساس بالأمان
والاستقرار، لهذا يأتي حق التعدد شائكاً ومنضبطا بالمحاذير وينبغي أن يتماشى مع ظروف ومكونات أطراف الزواج وإلاّ يصبح أمراً محرماً فيه ظلم طالما اخلت شروطه.
* أديبة روائية كويتية
www.khawlaalqazwini.com