أكمل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سد الفراغ في السطر، بتصريحه الأخير أن الكويت لم تبلغه بشيء عن ميناء مبارك، ولم يكن هناك محادثات بهذا الشأن، رغم تأكيدات وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح مراراً وتكراراً، وهنا تتضح النوايا العراقية للتصعيد، وتأزيم العلاقات بين البلدين دونما مبرر، أو سبب مقنع، اللهم إلا إذا كان هذا التصعيد يأتي وفق أجندة إيرانية مبرمجة، وبأدوات عراقية صرفة!
منذ أن هددت مليشيات طهران في الجنوب العراقي وأنها لن تسمح ببناء ميناء مبارك، والنية باتت أكثر وضوحاً، كوضوح الشمس في رابعة النهار، أن حكومة طهران لا تريد بناء هذا الميناء والذي سيغير الخارطة التجارية لصالح الكويت والعراق، رغم تمتع إيران بسواحل طويلة جداً، تبدأ من الحدود العراقية وتنتهي إلى مضيق الخليج العربي!
المعاملة بالمثل، هو ما يجب أن تسير عليه السياسة الكويتية، وأن تبتعد عن التردد والمجاملة والتي عانينا منها كثيراً وأتت لنا بمشاكل وأزمات نحن في غنى عنها، ويكفي أن لدينا ملفات متخمة ضد ممارسات طهران في الخليج، وفي الكويت، ورغم ذلك لم تتخذ حكومتنا إجراءات حاسمة تجعل الحكومة الإيرانية ترتدع عن التعرض للمصالح الكويتية، وهناك أكثر من طريقة ووسيلة لتضييق الخناق على طهران إن أرادت الكويت، ويكفيها أن تغلق الموانئ الكويتية بوجه البضائع الإيرانية، وتحديداً ميناء الدوحة والذي تم تخصيصه للبضائع المقبلة من إيران!
هذا عدا، الطلب من العمالة الإيرانية مغادرة البلاد في مدة أقصاها أسبوع، وغيرها الكثير من الإجراءات، والسؤال هنا، ماذا سيكون رد فعل حكومة الملالي تجاه هذه الخطوة، لا أعتقد أنها ستفعل شيئاً سوى المزيد من الشتم والتحريض كعادة سياسييها، والذين اعتادوا هذا الأمر منذ تأسيس جمهوريتهم المتهالكة!
إذاً، إذا أرادت حكومة الملالي علاقات حسنة وجيدة مع الكويت، عليها أن تضع في حسبانها أن الكويت ليست لقمة سائغة، وأن توجه أذنابها في العراق من سياسيين وعملاء، بعدم مس المصالح الكويتية لا من قريب أو بعيد، وهي تدرك أن معظم النار من مستصغر الشرر! وعليها أن تعي جيداً أن الثورات بدأت بقطف الثمار، وأن الشعب الإيراني المغلوب على أمره ليس ببعيد عن هذه الثورات، ومعاناته التي دامت ثلاثة عقود، من قسوة ومرارة حكم المتأسلمين الطغاة، وأظن أن العد التنازلي قد بدأ، ولن يرجع إلى الوراء... ونحن والعالم بانتظار ثورة الشهيدة ندى سلطان والتي ذهبت دماؤها هدراً من دون ذنب أو تهمة، أو حتى معاقبة مرتكبيها!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]twitter@alhajri700