إذا نظرنا إلى الحياة التي نعيشها والواقع المتفتح على الكم الهائل من تقنية المعلومات والاتصالات التي أسقطت الحدود والمسافات وما أحدثته من تغيرات فكرية واجتماعية أثرت على مفاهيم وقيم ومعتقدات كانت سائدة في ثقافة كثير من المجتمعات، نجد إلى الآن فكرة ومكانة المرأة ونظرة المجتمع لها مازال يسيطر عليها النظرة والسيطرة الذكورية. ومهما عانت المرأة من أعوام كثيرة من أجل تغييرها ولكن للأسف مازالت هذه السيطرة الذكورية للمرأة مسيطرة على عقول كثير من الرجال... فيا أخي الرجل قف وراجع نفسك وأعطِ لسلطتك الذكورية فترة للمراجعة وإدخال التغيرات اللازمة عليها وفق متطلبات العصر حتى لا تتفاجأ بأن فرض سيطرتك الذكورية على المرأة أصبحت جريمة يحاسب عليها القانون.
فلنعد التفكير مع بعضنا البعض ذكوراً وإناثاً بصوت هادئ وواضح ومسموع. أولاً نحن نتفق بأن الله خلق الزوجين الذكر والأنثى باختلافات بيولوجية، وأعطى لكل اختلاف صفة معينة تجعله قادراً على العمل بها وفقاً لهذا التكوين، وأعطى لكلا الجنسين قوة وقدرة معينة وحاجة تختلف عن الآخر.
فالمرأة خلقت بفطرة وبيولوجية ونفسية تجعلها في حاجة إلى الرجل في حياتها دائماً وأبداً، وتظل باحثة عنه منذ الصغر، فنجدها طفلة تلعب دور العروسة ودور الأم وتبحث عنه كطفلها، وعندما تكبر تحلم به تبحث عنه كفارس لأحلامها، وعندما تتزوج وتصبح زوجة تبحث عنه كمصدر أمن وحماية واستقرار ومصدر حب وانتعاش لحياتها وبيتها... ومن هنا لا تتساوى اهتمامات الذكر مع الأنثى، فمن الصغر هو يلعب دور الضابط الباحث وراء المجرمين! وعندما يكبر يحلم بأن يكون شاباً محاطاً بأكبر عدد من المعجبات مسيطر على قلوبهن جميعاً! وعندما يتزوج يتطلع لبناء بيت هو وحده المشرع والمسيطر والآمر والناهي فيه، فهو من يتخذ القرارات المصيرية في الأسرة، وهو صاحب الكلمة بمعنى أصح هو (سى السيد في الأسرة) فكلمة حقوق المرأة ومتطلباتها وحقها في أن تعيش في مجتمعها وفق رغبتها وتطلعاتها، وحريتها في اتخاذ قرارها في مجتمعها واختيارها لعملها ولزوج المستقبل ليست واردة في قاموس أغلبية الرجال، فالمرأة في نظره فقط من أجل تحقيق ملذاته وتحقيق رغباته، وأن تكون دائمة النظر إلى عينه لترى قبوله أو رفضه لها، مهدداً إياها بالشبحين (الطلاق أو الزوجة الثانية).
فيا أخي الرجل أعطِ المرأة الثقة والحرية في التعبير والتصرف، وحرية في اتخاذها قرارها بنفسها، فلا تنسَ أن هذه المرأة عندما كانت طفلة كنت أباً لها، وعندما كبرت كنت أخاً لها، وعندما نضجت كنت زوجاً لها، والآن أنت ابناً لها... ففي كل حالات المرأة أنت معها ولها.
نجـاة الحشاش
كاتبة كويتية
[email protected]