المالح يعتبر بشار «كاذبا» و«فاشيا»... والتمو يرى أن النظام فقد شرعيته ولا يمكنه أن يبقى في الحكم بعد الدماء التي سالت
«مؤتمر اسطنبول» رسم «خريطة طريق» لمرحلة «ما بعد الأسد»

صورة تلفزيونية لشاب سقط في «جمعة أسرى الحرية» في دمشق أول من أمس (أ ف ب)

... وصورة أخرى لفتى يبلغ من العمر 12 عاماً قتل برصاصة في رأسه في منطقة دوما قرب دمشق (أ ف ب)






| بيروت ـ من ريتا فرج |
اسطنبول - ا ف ب، يو بي آي، رويترز - في وقت كان المعارضون السوريون يشيعون قتلاهم الأربعين الذين سقطوا في تظاهرات الجمعة في مناطق عدة من البلاد، عقد مؤتمر انقاذ وطني في اسطنبول امس، جمع اكثر من 300 معارض سوري اعلن تنديده بـ«القمع الدامي للتظاهرات» وبـ«اكاذيب» النظام، معلنا نيته العمل على جمع شمل المعارضة.
وفي قاعة للمؤتمرات ممتلئة بالمشاركين الذين قدر المنظمون عددهم بـ350 شخصا، بدأ المجتمعون مؤتمرهم بالنشيد الوطني السوري والوقوف دقيقة صمت عن ارواح ضحايا القمع.
وتظاهر اكثر من مليون شخص في سورية اول من امس في «جمعة اسرى الحرية»، ما ادى الى قمع اسفر عن مقتل 41 شخصا على الاقل، كما ذكر ناشطون.
وقال الناشط الكردي مشعل التمو في مداخلة هاتفية من دمشق «النظام فقد شرعيته. لا يمكنه ان يبقى في الحكم بعد الدماء التي سالت، عليه ان يلبي مطالب المعارضين ويتنحى عن الحكم بطريقة سلمية».
واعلن المجتمعون الغاء اجتماع كان يفترض ان يعقد في الوقت نفسه في دمشق بسبب اعمال العنف التي جرت الجمعة.
وقال المعارض هيثم المالح لـ «وكالة فرانس برس»، ان قوات الامن السورية «قتلت امس (الجمعة) 19 كما سقط مئات الجرحى واعتقل مئات اخرون والسلطات ما كانت لتسمح بعقد اي اجتماع» في دمشق لمعارضين يعيشون في الداخل. واضاف: «بشار (الاسد) يواصل خداع المواطنين والعالم (...) لقد الغى حال الطوارئ لكن القانون (الجديد) الذي فرضه اسوأ. لا يحق له منع اجتماع سلمي»، واصفا الرئيس السوري بانه «كاذب» و«فاشي».
وتحدث المالح عن «2000 قتيل و1500 مفقود واعتقال 15 الف شخص» منذ انطلاق الاحتجاجات. وهذه الحصيلة تلاقي تلك التي قدمتها منظمة غير حكومية سورية عن مقتل «1419 مدنيا و352 عسكريا واعتقال 12 الف شخص».
ومن المفترض ان يتفق المجتمعون في مؤتمر اسطنبول على «خريطة طريق لتحرك المعارضة» في مرحلة ما بعد بشار الاسد».
وقال المالح، وهو محام في التاسعة والسبعين من العمر وينشط في مجال حقوق الانسان، «لدينا خطة تعبر عن وجهات نظرنا للمستقبل وللتغييرات في سورية من اجل نظام حر وديموقراطي. سنرى ما اذا كان لدى احد ما اعتراضات وسنقوم بالتصحيحات المعقولة».
وكان المالح خرج من السجن في مارس بعد ادانته «بنشر انباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الأمة».
وتراجع المشاركون عن الجزء الثاني من مشروعهم الذي يتناول تشكيل «حكومة ظل» بعد انتقادات طالتهم في شأن الصفة التمثيلية للمؤتمر.
وقال برهان غليون، المعارض الآتي من باريس، «هنا، من يعقد الاجتماع هو التيار الاسلامي، الكثير من التشكيلات الاسلامية - الاخوان المسلمون واخرون ايضا - يحاولون الالتقاء والانتظام والتموضع في عملية تتغير باستمرار».
واضاف غليون، المتخصص في علم الاجتماع والناشط الحقوقي الذي اكد انه يمثل توجها علمانيا، «البعض كانوا ينوون تشكيل حكومة موقتة الا ان هذا الامر لا معنى له اليوم، انه سابق لاوانه، الجميع يعارض ذلك. لقد خففوا كثيرا من سقف مطالبهم: الخروج بلجنة متابعة لاكمال المحادثات مع التشكيلات الاخرى في المعارضة».
من ناحيته، دعا المعارض السوري وائل الحافط والذي يعيش في المنفى المواطنين الى بدء حملة عصيان مدني لمحاولة الاطاحة بالرئيس السوري من السلطة.
وأعلن الحافط في اجتماع اسطنبول مساندته «لكل ما يوحد الشعب السوري ويساعد المواطنين في الداخل ويوحد صفوف المعارضة في مواجهة النظام السوري القمعي وغير الشرعي لاغتصابه السلطة وانتهاكه حقوق الانسان». وتابع ان المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا وشل الدولة بأقل خسائر ممكنة.
وقال حسن نجار من حلب، والذي يعيش في المنفى في ألمانيا، انه يشعر ان «الوضع بلغ نقطة اللا عودة وان النظام بلغ حدا لا يستطيع التراجع عنه بعد اراقة كل هذه الدماء». وتابع ان «السؤال المطروح بعد 41 عاما هو كيف يتم توحيد معارضة متشرذمة مضيفا ان ما تحقق بعد اربعة اشهر فقط بمثابة معجزة».
لكن بدا ان هناك انقسامات في شأن ما اذا كان يتعين تشكيل حكومة ظل ام انتظار ما ستسفر عنه الانتفاضة.
وقال علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق لـ «الاخوان المسلمين في سورية» لـ «رويترز»، ان الناس تطالب المعارضة بالاسراع بتوحيد صفوفها كي يتعاملوا معها كبديل يحظى بمصداقية.
أما «الزعيم» المعارض وليد البني، فصرح لـ «رويترز»، ان «مؤتمر دمشق ألغي بعدما قتلت قوات الامن السورية 14 محتجا أمام قاعة كان مقررا عقد المؤتمر بها في حي القابون في دمشق».
واكد بدوره المعارض السوري أديب شيشكلي الذي شارك في مؤتمر اسطنبول «نأمل ألا يؤثر هذا على مؤتمرنا لان كل شيء يتم بالتنسيق مع الداخل (في سورية). للاسف ألغي المؤتمر في دمشق لاسباب أمنية وهذا أمر مفهوم لكن لدينا اتصال مباشر مع الناس في الداخل». وقال: «نتمنى أن نخرج بلجنة تمثل الشعب السوري في الخارج والداخل أيضا».
بدوره (الراي)، أكد رئيس «مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية في واشنطن» المعارض السوري رضوان زيادة أن هدف مؤتمر المعارضة في اسطنبول توحيد صفوف المعارضة في الداخل والخارج، مشيراً الى تأسيس مجلس وطني يكون جاهزاً في حال سقوط النظام.
ولفت في اتصال مع «الراي» الى صدور وثيقة تأسيسية عن المؤتمر تتناول مسألة الديموقراطية والمجتمع المدني ودعم الحراك الشعبي.
واعتبر ان «هذا المؤتمر خطوة باتجاه توحيد المعارضة السورية في الداخل والخارج، أي تأطير رؤيتها السياسية لمرحلة ما بعد بشار الأسد، وذلك من خلال تأسيس مجلس وطني يتألف من 75 شخصية معارضة من الداخل و25 شخصية معارضة من الخارج. وهدف المجلس الوطني تمثيل كل أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، بصرف النظر عن مرجعياتها الايديولوجية أو السياسية».
وعن الرسالة التي يريدون ايصالها الى المجتمع الدولي والى النظام السوري، أجاب: «نريد تأكيد أن المعارضة في الداخل والخارج موحدة، وانها جاهزة لملء أي فراغ في حال سقوط النظام. والمؤتمر يشكل خطوة أساسية كما أشرتُ لتأكيد جهوزية المعارضة للامساك بزمام الأمور».
وفي ما اذا كانت تركيا التي تستضيف المؤتمر الثالث للمعارضة السورية، تسعى عبر احتضانها للمعارضة تجهيز نفسها لمرحلة ما بعد بشار الأسد، قال زيادة ان «دعم تركيا للمعارضة يتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وأعتقد أن القيادة التركية تحاول احتواء أي تغير أو تحول في حال سقوط النظام، ولهذا تحتضن مؤتمرات المعارضة بالتعاون مع المجتمع الدولي».
وكان اجتماع غير مسبوق لمعارضين ومثقفين عقد في 27 يونيو في دمشق. ودعا المشاركون فيه الى مواصلة «الانتفاضة السلمية» حتى احلال الديموقراطية في سورية التي يحكمها حزب البعث منذ قرابة خمسين عاما. كما استضافت تركيا اجتماعين لمعارضين سوريين في ابريل ويونيو.
اسطنبول - ا ف ب، يو بي آي، رويترز - في وقت كان المعارضون السوريون يشيعون قتلاهم الأربعين الذين سقطوا في تظاهرات الجمعة في مناطق عدة من البلاد، عقد مؤتمر انقاذ وطني في اسطنبول امس، جمع اكثر من 300 معارض سوري اعلن تنديده بـ«القمع الدامي للتظاهرات» وبـ«اكاذيب» النظام، معلنا نيته العمل على جمع شمل المعارضة.
وفي قاعة للمؤتمرات ممتلئة بالمشاركين الذين قدر المنظمون عددهم بـ350 شخصا، بدأ المجتمعون مؤتمرهم بالنشيد الوطني السوري والوقوف دقيقة صمت عن ارواح ضحايا القمع.
وتظاهر اكثر من مليون شخص في سورية اول من امس في «جمعة اسرى الحرية»، ما ادى الى قمع اسفر عن مقتل 41 شخصا على الاقل، كما ذكر ناشطون.
وقال الناشط الكردي مشعل التمو في مداخلة هاتفية من دمشق «النظام فقد شرعيته. لا يمكنه ان يبقى في الحكم بعد الدماء التي سالت، عليه ان يلبي مطالب المعارضين ويتنحى عن الحكم بطريقة سلمية».
واعلن المجتمعون الغاء اجتماع كان يفترض ان يعقد في الوقت نفسه في دمشق بسبب اعمال العنف التي جرت الجمعة.
وقال المعارض هيثم المالح لـ «وكالة فرانس برس»، ان قوات الامن السورية «قتلت امس (الجمعة) 19 كما سقط مئات الجرحى واعتقل مئات اخرون والسلطات ما كانت لتسمح بعقد اي اجتماع» في دمشق لمعارضين يعيشون في الداخل. واضاف: «بشار (الاسد) يواصل خداع المواطنين والعالم (...) لقد الغى حال الطوارئ لكن القانون (الجديد) الذي فرضه اسوأ. لا يحق له منع اجتماع سلمي»، واصفا الرئيس السوري بانه «كاذب» و«فاشي».
وتحدث المالح عن «2000 قتيل و1500 مفقود واعتقال 15 الف شخص» منذ انطلاق الاحتجاجات. وهذه الحصيلة تلاقي تلك التي قدمتها منظمة غير حكومية سورية عن مقتل «1419 مدنيا و352 عسكريا واعتقال 12 الف شخص».
ومن المفترض ان يتفق المجتمعون في مؤتمر اسطنبول على «خريطة طريق لتحرك المعارضة» في مرحلة ما بعد بشار الاسد».
وقال المالح، وهو محام في التاسعة والسبعين من العمر وينشط في مجال حقوق الانسان، «لدينا خطة تعبر عن وجهات نظرنا للمستقبل وللتغييرات في سورية من اجل نظام حر وديموقراطي. سنرى ما اذا كان لدى احد ما اعتراضات وسنقوم بالتصحيحات المعقولة».
وكان المالح خرج من السجن في مارس بعد ادانته «بنشر انباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الأمة».
وتراجع المشاركون عن الجزء الثاني من مشروعهم الذي يتناول تشكيل «حكومة ظل» بعد انتقادات طالتهم في شأن الصفة التمثيلية للمؤتمر.
وقال برهان غليون، المعارض الآتي من باريس، «هنا، من يعقد الاجتماع هو التيار الاسلامي، الكثير من التشكيلات الاسلامية - الاخوان المسلمون واخرون ايضا - يحاولون الالتقاء والانتظام والتموضع في عملية تتغير باستمرار».
واضاف غليون، المتخصص في علم الاجتماع والناشط الحقوقي الذي اكد انه يمثل توجها علمانيا، «البعض كانوا ينوون تشكيل حكومة موقتة الا ان هذا الامر لا معنى له اليوم، انه سابق لاوانه، الجميع يعارض ذلك. لقد خففوا كثيرا من سقف مطالبهم: الخروج بلجنة متابعة لاكمال المحادثات مع التشكيلات الاخرى في المعارضة».
من ناحيته، دعا المعارض السوري وائل الحافط والذي يعيش في المنفى المواطنين الى بدء حملة عصيان مدني لمحاولة الاطاحة بالرئيس السوري من السلطة.
وأعلن الحافط في اجتماع اسطنبول مساندته «لكل ما يوحد الشعب السوري ويساعد المواطنين في الداخل ويوحد صفوف المعارضة في مواجهة النظام السوري القمعي وغير الشرعي لاغتصابه السلطة وانتهاكه حقوق الانسان». وتابع ان المعارضة تريد تصعيد المواجهة السلمية من خلال عصيان مدني وتضييق الخناق على النظام اقتصاديا وشل الدولة بأقل خسائر ممكنة.
وقال حسن نجار من حلب، والذي يعيش في المنفى في ألمانيا، انه يشعر ان «الوضع بلغ نقطة اللا عودة وان النظام بلغ حدا لا يستطيع التراجع عنه بعد اراقة كل هذه الدماء». وتابع ان «السؤال المطروح بعد 41 عاما هو كيف يتم توحيد معارضة متشرذمة مضيفا ان ما تحقق بعد اربعة اشهر فقط بمثابة معجزة».
لكن بدا ان هناك انقسامات في شأن ما اذا كان يتعين تشكيل حكومة ظل ام انتظار ما ستسفر عنه الانتفاضة.
وقال علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق لـ «الاخوان المسلمين في سورية» لـ «رويترز»، ان الناس تطالب المعارضة بالاسراع بتوحيد صفوفها كي يتعاملوا معها كبديل يحظى بمصداقية.
أما «الزعيم» المعارض وليد البني، فصرح لـ «رويترز»، ان «مؤتمر دمشق ألغي بعدما قتلت قوات الامن السورية 14 محتجا أمام قاعة كان مقررا عقد المؤتمر بها في حي القابون في دمشق».
واكد بدوره المعارض السوري أديب شيشكلي الذي شارك في مؤتمر اسطنبول «نأمل ألا يؤثر هذا على مؤتمرنا لان كل شيء يتم بالتنسيق مع الداخل (في سورية). للاسف ألغي المؤتمر في دمشق لاسباب أمنية وهذا أمر مفهوم لكن لدينا اتصال مباشر مع الناس في الداخل». وقال: «نتمنى أن نخرج بلجنة تمثل الشعب السوري في الخارج والداخل أيضا».
بدوره (الراي)، أكد رئيس «مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية في واشنطن» المعارض السوري رضوان زيادة أن هدف مؤتمر المعارضة في اسطنبول توحيد صفوف المعارضة في الداخل والخارج، مشيراً الى تأسيس مجلس وطني يكون جاهزاً في حال سقوط النظام.
ولفت في اتصال مع «الراي» الى صدور وثيقة تأسيسية عن المؤتمر تتناول مسألة الديموقراطية والمجتمع المدني ودعم الحراك الشعبي.
واعتبر ان «هذا المؤتمر خطوة باتجاه توحيد المعارضة السورية في الداخل والخارج، أي تأطير رؤيتها السياسية لمرحلة ما بعد بشار الأسد، وذلك من خلال تأسيس مجلس وطني يتألف من 75 شخصية معارضة من الداخل و25 شخصية معارضة من الخارج. وهدف المجلس الوطني تمثيل كل أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، بصرف النظر عن مرجعياتها الايديولوجية أو السياسية».
وعن الرسالة التي يريدون ايصالها الى المجتمع الدولي والى النظام السوري، أجاب: «نريد تأكيد أن المعارضة في الداخل والخارج موحدة، وانها جاهزة لملء أي فراغ في حال سقوط النظام. والمؤتمر يشكل خطوة أساسية كما أشرتُ لتأكيد جهوزية المعارضة للامساك بزمام الأمور».
وفي ما اذا كانت تركيا التي تستضيف المؤتمر الثالث للمعارضة السورية، تسعى عبر احتضانها للمعارضة تجهيز نفسها لمرحلة ما بعد بشار الأسد، قال زيادة ان «دعم تركيا للمعارضة يتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وأعتقد أن القيادة التركية تحاول احتواء أي تغير أو تحول في حال سقوط النظام، ولهذا تحتضن مؤتمرات المعارضة بالتعاون مع المجتمع الدولي».
وكان اجتماع غير مسبوق لمعارضين ومثقفين عقد في 27 يونيو في دمشق. ودعا المشاركون فيه الى مواصلة «الانتفاضة السلمية» حتى احلال الديموقراطية في سورية التي يحكمها حزب البعث منذ قرابة خمسين عاما. كما استضافت تركيا اجتماعين لمعارضين سوريين في ابريل ويونيو.