مؤشر لتغيير موازين القوى الفضائية

الكبسولة الروسية «سويوز»... الطائر الوحيد الذي يحلق في الفضاء

تصغير
تكبير
موسكو - د ب أ - يبدو أن موازين القوى الفضائية في طريقها للتغيير، في الوقت الذي يمضي مكوك الفضاء الأميركي «اتلانتس» آخر أيامه في المدار.

ذلك أن إنهاء برنامج المركبات المكوكية الأميركي المقرر في وقت لاحق الشهر الجاري بعد تاريخ دام ثلاثين عاما، سيمنح كبسولة الفضاء الروسية «سويوز» فرصة غير مسبوقة لتكون المركبة الوحيدة القادرة على نقل أشخاص للمحطة الفضائية الدولية.

لم تشهد الكبسولات «سويوز»، الصغيرة والقوية في الوقت نفسه، أي تغيير منذ خروجها للنور عام 1966، ما يجعلها أشبه بالسيارة «فولكس فاجن بيتلز»، ولكن بين المركبات الفضائية.

لن تتمكن روسيا من تطوير مركبات فضائية جديدة تستطيع نقل أشخاص للفضاء قبل سنوات كثيرة، والجهود الأميركية لتطوير صناعة فضائية تجارية تتولى مسؤولية نقل رواد الفضاء للمدار ستستغرق سنوات عدة على أقل تقدير، وتعتزم الحكومة تصنيع مركبة تستطيع سبر أغوار الفضاء السحيق.

تأمل روسيا الان في أن تستغل هذه الحالة من التفرد لتجمع ملايين الدولارات التي تحتاجها لتتمكن من بناء قاعدة جوية جديدة كي تطلق صواريخها من أراضيها في أقصى الشرق. تنفق موسكو حاليا ما يزيد على الـ 140 مليون دولار سنويا مقابل استخدام قاعدة « كوزمودروم» السوفياتية القديمة التي تقع في سهول وسط آسيا بإقليم بايكونور بكازاخستان.

ستصبح «سويوز» بوابة العبور للفضاء، ليس لبرنامج الفضاء الأميركي فحسب، بعد أن بات من دون مركبات فضائية، بل للأوروبيين أيضا، بعد أن حول الشركاء الدوليون اهتمامهم بمحطة الفضاء الدولية من البناء إلى الأبحاث العلمية.

يقول يوهان ديتريتش فورنر رئيس ومدير المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء في كولونيا: «نحن الأوروبيي سنحتاج لمركبة سويوز الفضائية الروسية مستقبلا».

ستطلب موسكو بالطبع مقابلا ماليا كبيرا للرحلات المتجهة للمحطة الفضائية، لكن ليس بشكل مبالغ فيه، فالتكلفة بالنسبة للإدارة الوطنية الأميركية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا) ستتجاوز 55 مليون دولار للمقعد الواحد حتى عام 2014، و62.7 مليون دولار بعد ذلك.

واضاف فورنر: «تنص التعاقدات على أن أوروبا تستطيع طلب خدمات في المقابل، مثل إنشاء معامل على متن المحطة الفضائية الدولية، وخدمات أخرى، مثل رحلات للمحطة».

غير أن الرجل تنتابه بعض المخاوف، حيث قال «إذا تعرضت المركبة سويوز لعطب خطير خلال الأعوام المقبلة، فسنواجه مشكلة على متن المحطة الفضائية الدولية».

تعد «سويوز» مركبة قوية وفعالة من حيث التكلفة، رغم أنها متخلفة إلى حد ما من الناحية التقنية.

ولهذا السبب، تعكف روسيا على تحديث مركباتها الفضائية، حيث قامت وكالة الفضاء الروسية «روز كوزموس» باستبدال نظم التحكم التحليلية بأخرى رقمية، وأدى ذلك التحول إلى الاستغناء عن سبعين كيلو غراما من المعدات كانت داخل الكبسولة، ما مكن من استغلال فارق الوزن في إضافة راكب إضافي إلى المركبة - عميل يأتي بربح، على وجه التحديد.

يقول رائد الفضاء الألماني السابق زيجموند ييهن «من اجل تحقيق بعض الأرباح، ستنقل روسيا مجددا بعض السائحين الأثرياء إلى الفضاء.

الرأسمالية تسيطر على مقدرات الأمور، حتى في الفضاء».

غير أن روسيا ليست مجرد سائق «سيارة أجرة» لرواد الفضاء الأميركيين والمغامرين الأثرياء، فهي تعمل أيضا كوسيط شحن لشركات أقمار الاتصالات، وهو نشاط سيجلب مزيدا من العوائد.

مركبة الفضاء غير المأهولة «بروجرس» التي يمكن التخلص منها بعد الرحلة يمكنها حمل ثلاثة أطنان من المعدات للمحطة الفضائية الدولية، قبل أن تتحطم خلال العودة ولدى دخولها الغلاف الجوي للارض.

ومن المتوقع أن تتكلف مركبة الفضاء الروسية الجديدة «فوستوشني»، والتي يتم تصنيعها قرب الحدود الصينية، أكثر من 850 مليون دولار، تتم تغطيتها من عوائد رحلات الفضاء غير المأهولة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي