«منشق أفاد هيومن رايتس ووتش أنه رأى ضابط جيش يقتل جنديين في درعا لرفضهما إطلاق النار على المتظاهرين»

نديم حوري لـ «الراي»: 24 ضحية حتى الآن في حماة ... وهكذا تتم الاعتقالات

تصغير
تكبير
| بيروت - من ريتا فرج |

أكد مدير مكتب منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيروت نديم حوري أن عدد القتلى في أحداث حماة وصل الى 24 شخصاً، مشيراً الى أن عدد المعتقلين بالعشرات، وناقلاً عن بعض السكان قولهم للمنظمة ان «عناصر قوات الأمن يقودون دبابات في الشوارع لتخويفنا من خلال تذكيرنا بمجزرة العام 1982».

ولفت حوري الى أن عدد القتلى منذ بداية الحركة الاحتجاجية في سورية وصل الى 1500، موضحاً ان بعض التقارير تفيد بمقتل 1700 شخص، واصفاً حال حقوق الانسان في سورية بـ «الرديئة جداً».

وجاءت مواقف حوري في حديث الى «الراي» في ما يأتي نصه:



• ما المعلومات التي تملكها منظمة هيومن رايتس عن الأحداث الجارية في حماة؟ وهل لديها أرقام حول عدد الضحايا؟

- عدد القتلى منذ بداية الأحداث في سورية وصل الى 1500 وهناك معلومات تشير الى بلوغ الرقم 1700. أما عن عدد الضحايا في حماة، فالمعلومات لدينا متفاوتة، وآخر رقم نملكه يفيد بسقوط 24 قتيلاً. وبالنسبة الى طبيعة الاحداث الجارية في حماة فهي بدأت في الأول من يوليو، بسلسلة من الغارات ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل في الساعات الـ48 الأخيرة. وبحسب معلوماتنا، هاجمت قوات الأمن الموالية للحكومة والجماعات المسلحة، المعروف محلياً باسم «الشبيحة» المنازل وفتحوا النار عدة مرات، وأقاموا نقاط تفتيش تُطوق مدينة حماة وذلك اثر انطلاق مسيرات احتجاجية شارك فيها عشرات الآلاف ومئات الآلاف بحسب بعض التقديرات. وأفادنا ناشطون سوريون أن حماة شهدت أكبر احتجاج في سورية منذ بدء الانتفاضة في منتصف مارس الماضي، وكان الاحتجاج سلمياً ودون عوائق من القوات الحكومية، وفقاً لشهود عيان وتقارير وسائل الاعلام، ومقاطع الفيديو التي راجعتها هيومن رايتس ووتش. ولكن حين أقال الرئيس بشار الأسد محافظ حماة، أحمد عبد العزيز خالد، بدأت قوات الأمن بحسب سكان من حماة ونشطاء حقوق الانسان تحدثت اليهم «هيومن رايتس ووتش» بحملة اعتقالات. وأفادتنا الناشطة في مجال حقوق الانسان، رزان زيتونة، أن قوات الأمن دخلت مشارف المدينة في 2 يوليو، وشرعت في اعتقال الناس، ما دفع السكان الى اضرام النار في الاطارات لمنع قوات الأمن من دخول شوارعهم.

• هل حاولت «هيومن رايتس ووتش» التواصل مع سكان حماة؟ وماذا قالوا لكم؟

- شهود العيان الذين تواصلنا معهم قالوا لنا ان قوات الأمن السورية بدأت بالانتشار في 2 يوليو. وفي الساعات الأولى من اليوم التالي، شهدت حماة انتشاراً كبيراً للقوى الأمنية في المدينة. وأفادنا شهود أنهم أقاموا نقاط تفتيش عند مداخل المدينة. وقال لنا عدد من الأشخاص الذين تواصلنا معهم بوقوع اعتقالات كبيرة في أحياء عيون اللوزة، وغرب المشتل، جنوب الملعب، والجرعجمة، والغراية، والحضر، والعلاليات في حماة.

كما قال لنا شهود عيان ان معظم قوات الأمن الذين أجروا الاعتقالات كانوا يرتدون ثياباً رسمية، لكن هناك أيضاً رجالاً يرتدون ملابس مدنية ومسلحين بالبنادق. وأفادنا أحد سكان حماة بالطريقة التي يتم بها الاعتقال اذ تحوط القوات الأمنية بالبناية بعدد كبير من السيارات، ثم تتم عملية الاعتقال. وذكر شهود عن تسيير قوات الأمن للدبابات، وقالوا لنا «ان هؤلاء يقودون دبابات في الشوارع لتخويفنا من خلال تذكيرنا بمجزرة عام 1982». ووصف لنا شاهد آخر، والذي قال انه يعرف شخصياً ما لا يقل عن 20 شخصاً كانوا قد اعتقلوا، ما حدث في الحي الذي يقيم فيه، في الساعات الأولى من 3 يوليو حيث قال: «عندما يسمع الناس ضجة قوات الأمن وهي تقترب، يهربون خارجاً، ويبدأون في ترديد «الله أكبر»، باستخدام مكبرات الصوت ليستيقظ الجميع. ثم يخرج المزيد والمزيد من الناس ويبدأون بحرق اطارات السيارات لعرقلة الطرق. كانت هناك مواجهات صغيرة بين هؤلاء وقوات الأمن، الذين بدأوا يطلقون النار على الناس. وواجههم الناس بواسطة الحجارة».

• هل لدى «هيومن رايتس ووتش» أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا في حماة؟

- بعد اتصال هيومن رايتس، ببعض الشهود أعطونا أسماء 14 شخصاً من السكان الذين قتلوا تحديداً في 5 يوليو، وهم: محمد بيطار، وعماد خلوف، وعلي النهار، وحسن سركبي، وبهاء حبلوسي، وجمال دالاتي، وخالد دالاتي، ومحمد القاسم،، وبهاء فايز النهار، وأحمد البيطار، وفؤاد مخللاتي، وعبد السلام ابراهيم العرعور، ومحمد سويد. وهؤلاء توفوا كلهم متأثرون باصابتهم بطلقات نارية، استناداً الى هؤلاء الشهود ورغم ذلك فان الظروف الدقيقة لمقتلهم لا تزال غير واضحة. وأفادنا مسؤول في مستشفى حوراني، عن تلقي المستشفى لأربع جثث يوم 5 يوليو، و عن أنهم أسعفوا 60 شخصاً أصيبوا بطلقات نارية، 7 منهم لا يزالون في حال حرجة. وأضاف لنا المسؤول أن الجيش السوري حاصر مستشفى ما أخاف العديد من أولئك الذين كانوا قد تجمعوا في محيطه، ولكنهم لم يدخلوا المستشفى ولم يعتقلوا أياً من الجرحى هناك.

• ماذا عن عدد المعتقلين في حماة هل لديكم معلومات عنهم؟

- من بين الذين اعتقلوا في 3 يوليو محمد سيد، من حي البعث، وعمرو الأقرح، من حي السجوة؛ ونديم حسن القرعور من حي السجوة؛ وهاشم عقرة، وحسان البنية. وقال أحد أعضاء عائلة محمد سيد السيد لـ هيومن رايتس ووتش ان قوات الأمن اعتقلت 35 شاباً في حي الحضر في الساعة 5 صباحاً من يوم 3 يوليو، بعضهم من منازلهم وبعضهم من مسجد، واعتقلت ثلاث نساء في حي السلومية. وقال هذا الشخص انه تمّ الاعتداء على النساء أيضاً وتعرضوا لهن بالضرب في حي العربيين. ومن الذين اعتقلوا في مرحلة لاحقة أشرف داود، وحمزة هوى، وحازم أجنيد، وطارق الجدوع، وعز الدين ملاص، وعامر الشامي، وحمدو الجدوع، وفرج الجدوع، وسام الأشقر، وعبد العزيز هنداوي، ومحمد تلقاوي، ومعاد زيدان، وزياد زيدان، وعبدالعزيز زيدان.

• هل لدى «هيومن رايتس ووتش» معلومات عن وجود حركة انشقاق في الجيش السوري؟

- قابلتْ هيومن رايتس ثمانية جنود وأربعة من عناصر أجهزة الأمن قاموا بالانشقاق بعد اندلاع التظاهرات المعارضة للحكومة في مارس. أولئك الذين أجريت معهم مقابلات شاركوا في حملات القمع الحكومية في درعا وازرع وبانياس وحمص وجسر الشغور وحلب ودمشق. جميع المنشقين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش تحدثوا عن أن رؤساءهم قالوا لهم ان عليهم محاربة المندسين والسلفيين والارهابيين. وقال المنشقون انهم اندهشوا عندما واجهوا متظاهرين عزلاً، ولكن أُمروا رغم ذلك باطلاق النار عليهم في عدة حالات. كما أفاد المنشقون أن من رفضوا أوامر اطلاق النار على المتظاهرين كانوا عرضة لخطر التعرض لاطلاق النار عليهم هم أنفسهم. وقال أحد المنشقين انه رأى ضابط جيش يطلق النار على جنديين في درعا ويقتلهما لرفضهما الأوامر.

وقد قابلت هيومن رايتس ووتش المنشقين بصفة شخصية في لبنان وتركيا والأردن. والمنشقون الذين تمت مقابلتهم أفادوا أنه يتم نشرهم عادة في فرق مختلطة من الجيش، ومع عناصر مخابرات أو شبيحة في ثياب مدنية. وقال لنا جندي كان قد أُرسل لمدة شهر الى درعا قبل أن ينشقّ انهم تلقوا أوامر بقتل المتظاهرين، وان بعض رجال الجيش رفضوا الأوامر وأُطلق عليهم النار من مسدسات. وأكد لنا أنه شاهد قتل اثنين أمام عينيه، من شخص برتبة مقدم. جميع المنشقين الذين تمت مقابلتهم قالوا لـ «هيومن رايتس ووتش» ان رؤساءهم صوروا لهم أنهم يقاتلون عصابات مسلحة مدفوعة الأجر من عناصر خارجية. أحد أعضاء الفوج 45 من القوات الخاصة، من الذين قابلتهم «هيومن رايتس»، افاد: «قيل لنا ان هناك جماعات ارهابية تدخل الى البلاد بتمويل من بندر بن سلطان وسعد الحريري وجيفري فيلتمان».

• كيف يمكن أن تصف حال حقوق الانسان في سورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية؟

- وضع حقوق الانسان في سورية سيء جداً، الحكومة وعدت بالاصلاحات ورغم الوعود لم يحدث شيء على الارض. قوى الأمن في سورية تتصرف فوق القانون وتطلق النار على المتظاهرين بشكل تعسفي. على السلطات السورية ايقاف هذا القمع لأن اعداد الضحايا تتزايد، وحال حقوق الانسان رديئة جداً.



حارس مرمى «الكرامة» أكد أن ملاعب الكرة تحوّلت إلى مراكز اعتقال وتعذيب



ساروت: أحمّل نظام الأسد

المسؤولية الكاملة إذا تم اغتيالي




دمشق - «ايلاف» - قال حارس مرمى «نادي الكرامة» والمنتخب السوري للشباب عبدالباسط ساروت، ان «ملاعب كرة القدم السورية تحّولت الى مراكز اعتقال وتعذيب»، وانه شخصيا بات «مهدداً بالاغتيال»، وحمّل «نظام الرئيس بشار الأسد المسؤولية الكاملة» في حال تم اغتياله.

وقال الحارس الشاب (19 عاماً) في مقطع فيديو نشر عبر موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» انه بات مستهدفاً من قوات الأمن والجيش بعد الاتهامات التي لفّقت اليه.

واتهمت القوات الأمنيّة ساروت «بالتخطيط لانشاء امارة سلفيّة في مدينة حمص».

وشارك ساروت في التظاهرات الشعبيّة في المدينة التي تطالب باسقاط النظام، نافياً في الوقت نفسه وجود عصابات مسلحة في سورية. واعتبر «الاتهامات التي يطلقها النظام في سورية مجرد تبريرات واهيّة لاستباحة المدن والقرى من قبل قوات الجيش والشبيّحة».

وأكد أن «النظام السوري رصد مكافأة مالية تقدر بمليونيّ ليرة سوريّة لكل من يسلمه الى السلطات».

وفي مطلع الشهر الجاري، أصيب الملاكم السوري المعروف ناصر الشامي خلال اقتحام قوات من الجيش مدينة حماة.

وكانت قوات الجيش السوري حوّلت العديد من ملاعب كرة القدم الى سجون لاعتقال المتظاهرين ضد نظام الحكم، اضافة الى حشد الجنود و«الشبيّحة» في الملاعب كمراكز للانطلاق لملاحقة المحتجين وقمعهم.

ويعدّ ملعبا مدينتيّ درعا وبانياس خير شاهد على تحويل الملاعب لسجون كبيرة تضم مئات المتظاهرين، حيث تجري عمليّات التحقيق داخلهما، اضافة الى تعذيب المعتقلين واهانتهم.

وقال عمّار القربي، رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية» في منتصف شهر مايو الماضي، إن «القوى الأمنية السورية حوّلت ملعب مدينة درعا الى سجن بعد اتساع دائرة الاعتقالات العشوائية في المدينة»، مشيراً الى أن «القوى الأمنية لم تكتفِ بذلك، بل حوّلت بعض المدارس سجوناً في درعا وغيرها».

كما أكد رامي عبدالرحمن، مدير «الجمعية الرقابية لحقوق الانسان» تلك التقارير بقوله لشبكة «سي ان ان»، ان «قوات الأمن تشنّ حملات اعتقالات واسعة النطاق على المنازل، وتنقل المعتقلين الى ملاعب كرة القدم».

وتوقفت الحياة الرياضيّة في سورية بعد تدهور الحال الأمنيّة في البلاد على وقع التظاهرات المستمرة المطالبة بسقوط نظام الأسد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي