مثقفون مصريون أعلنوا غضبهم على جوائز الدولة

تصغير
تكبير
| القاهرة- من رحاب لؤيّ |

يبدو أن أمر التجديد في جوائز الدولة المصرية... اقتصر على الشكل فقط، ولم يصل إلى الجوهر، ففي حين تمت متابعة عملية التصويت والاقتراع بشكل علني للمرة الأولى بعد أن كانت تتم في جلسة سرية، وقام الإعلاميون بمتابعة عملية فرز الأصوات لحظة بلحظة طوال ما يقرب من 7 ساعات متواصلة بدأت بدقيقة حدادا على أرواح شهداء 25 يناير، إلا أن الخاتمة لم تبدُ مرضية لعدد كبير من المشاركين في لجنة منح جوائز الدولة.

في جلسة التصويت التي استمرت نحو 7 ساعات متواصلة لاختيار الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية والنيل والتفوق... أعرب عدد من المحكمين عن شعورهم بالعار، كونهم جزءًا من هذه اللجنة التي لم تغيرها الثورة.

ورغم تحذير الدكتور محمد نور فرحات ومناشدته جميع الموجودين في بداية التصويت بأن يتبنوا قيم الثورة، وأن يتمسكوا بأخلاقها، القائمة على المساواة والعدالة والموضوعية، وألا يلقوا بالا إلى توصيات أو تزكيات أو خلافات شخصية من الممكن أن تكون حاكمة لعملية التصويت، ولومه للعاملين بالمجلس، الذين قال عنهم إنهم يعطون أسماء وأرقام الأعضاء، بل عناوينهم للمرشحين للجوائز، ما يفتح الباب أمام الاتصالات والزيارات والتوصيات من جانب المرشحين مع اقتراب موعد الإعلان عن الجوائز... فإن الروائي بهاء طاهر عاد ليتساءل قبل نهاية التصويت عما إذا كان قد تم تنفيذ توصية الدكتور محمد نور فرحات أم لا، وتساءل مستنكرا: هل استمعنا لها؟!

وقال طاهر: «إن الجوائز تذهب إلى غير مستحقيها، ولا توجد فائدة، فالأكثر إلحاحا في التلفون على أعضاء لجنة التحكيم هو الأكثر فرصة في الفوز».

بينما أعرب الروائي خيري شلبي عن غضبه من النتائج، وقال: أشعر بالعار لأنني أحد أعضاء هذه اللجنة التي أعطت هؤلاء الجوائز، فلا يوجد أي ممن فازوا يستحق، وبعض الأصوات التي اضطررت للتصويت عليها متخلفة عقليا.

وأبدى أعضاء المجلس استياءهم من كثرة حجب الجوائز في جائزة الدولة التشجيعية، خصوصا فرع «الاقتصاد»، وأكدوا أنه لابد أن تمارس لجنة الاقتصاد دورها في ترشيح أعمال بدلا من الحجب، كما أبدى المشاركون استياءهم من مستوى الأبحاث المقدمة، وأجمعوا على أن مناهج البحث في مصر ليست في المستوى المطلوب، وأن ضآلة المبالغ المخصصة للبحث العلمي في الموازنة الجديدة، كارثة محققة.

لم يخل الأمر من ملاحظات حول الأعمال المرشحة للجوائز... ومن بين هذه الأعمال البحث المقدم في مجال التصميم المعماري لجائزة الدولة التشجيعية، حيث تساءل بعض المحكمين: كيف يمكن منح الجائزة لبحث عن العمارة دون أن تتم رؤية ما تم بناؤه على أرض الواقع!.

من جانبه، اعترف أبوغازي بكثرة الانتقادات والمآخذ على جوائز الدولة، ومن بينها أن المحكمين - من تخصصات مختلفة - يحكمون على أعمال في غير تخصصهم، وأن بعض الجوائز التي يتم ردها إلى بعض اللجان كي يعاد النظر فيها تستغرق وقتا طويلا كجائزة اللغة الصينية التي لم يبت بعد في الفائز بها منذ ست سنوات، وأكد أن العام المقبل سوف يتم التصويت - إلكترونيا - عبر شاشات عرض كبرى.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي