الناشط القبطي أكد أن الوعي الشعبي أنقذ مصر
زاخر: أصحاب المصالح يجهّزون انقلاباً على الثورة المصرية

كمال زاخر





| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
قال الناشط السياسي والباحث المتخصص في الشأن القبطي بمصر كمال زاخر إن فئة أصحاب المصالح يجهزون الآن انقلاباً على ثورة 25 يناير في مصر، وأن الوعي الشعبي هو الذي أنقذ بلاده من فتنة حرب أهلية.
وأضاف: قانون دور العبادة المقرر إصداره في شكله النهائي قريباً لن يكون ذا فائدة كبيرة في حل الأزمة الطائفية في مصر، مؤكداً أن الأهم لتجاوز المرحلة الحالية في ما يتعلق بعلاقات المسلمين والأقباط هو إقامة الدولة المدنية وسيادة حكم القانون وقيم المواطنة.
واعتبر زاخر، وهو المنسق العام لتيار الأقباط العلمانيين، في حواره لـ «الراي» أن الثقافة والتعليم والإعلام هي العناصر الثلاثة الرئيسية لبناء مجتمع تتعزز فيه قيم العدالة والمساواة.
وإلى نص الحوار:
• كيف تقيم الأحداث في مصر الآن بعد ثورة 25 يناير؟
- بالتأكيد كانت ثورة يناير مفاجأة عبرت عن نجاح الشباب في إزالة حكم استمر طيلة 30 عاماً، ونجحت بعد انضمام الجيش للثوار ودعمه لهم، والسبب الرئيسي في قيام الثورة من وجهة نظري هو التعامل مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة بغباء سياسي، ولكن الآن المرحلة الانتقالية تتسم بالفوضى الشديدة رغم أن المؤسسة العسكرية لديها قدرة على الحسم والانضباط، وهذا هو ما يحتاجه الشارع المصري في الوقت الذي نعاني فيه من الفراغ الأمني.
ولكن التعامل به شيء من الرخاوة ويجعل هناك علامة استفهام، وما نخشاه هو حدوث انقلاب على الثورة من أصحاب المصالح السياسية وأنصار النظام السابق والقوى الإقليمية التي تريد السيطرة على مصر.
بالإضافة إلى حساسية الوضع مع إسرائيل، وهو ما يضفي شيئا من الخطر، خاصة أنه ليس من مصلحتها وجود نظام ديموقراطي في مصر، كما أن الفتنة الطائفية هي أداة لإحداث الفوضى وثورة يناير لم تنتج الاندماج الوطني ولكنها كشفت عنه.
• كيف تقيم العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر؟
- كنا نعيش جنبا إلى جنب، ولكن العلاقة بين الطرفين في الإطار الطائفي ملف شائك يحتاج إلى التعامل بحرص لأن الجرح الطائفي بمجرد الضغط عليه يهوي الجسد أكمله، وهو ما حدث في قرية صول ثم قنا وإمبابة، فضلاً عن إحياء قضايا السيدتين كاميليا وعبير، وانتشار الاشاعات لإشعال الفتنة، وهو الحدث الذي له فعل السحر في القضاء على الثورة، ولكن الوعي المصري أنقذنا من الانزلاق في حرب أهلية.
• توافقت هذه الأحداث مع عدد من الأعمال الإجرامية، هل ترى أن ذلك أمر مرتب؟
- هو أمر غريب يخالف الطبيعة المصرية، فالاعتداء على دور العبادة عمل إجرامي مرفوض، ومصر كلها بجميع أطيافها شعرت بالحزن الشديد عندما جرت حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية، فلم يكن هناك فرق بين مسلم وقبطي، لأن الجميع خسر من هذا العمل الإجرامي.
وتفجير الأماكن المقدسة سيؤدي إلى سرعة تحقيق ما يريده أعداء الثورة، والجيش لايزال فـــي مرحلـــة ضبط النفس وعدم الرغبة في أي تصادم، رغم من بعض الاستفزازات كما جرى في أحداث قنا وتحدي هيبة الدولة، فالجيش يعرف أن هذه هي الشرارة الأولى للانقلاب على الدولة، وهي مؤامرة قد تكون من فعل قوى مخابراتية، ولكن الجيش انتبه لذلك، وتحمل اتهامه بالتقصير بدلاً من المجازفة بمستقبل الوطن.
• كيف ترى أداء الجماعة السلفية؟
- جميع الأديان سلفية، فإذا لم تكن سلفياً
في الدين فأنت مدعٍ، لأن السلفية لصيقة باستقرار الدين، لكن مرتدي عباءة السلفية الآن يسيئون للدين ويشوهون صورته، خاصة أنهم يعتقدون أن من لا يتبعهم فهو غير مسلم، وهذا فكر سلفي متشدد.
• هل أنت مع الرأي القائل بوجود تمييز ضد الأقباط في مصر؟
- نعم، كان هناك تضييق على الأقباط، ولكن كان هذا بموجب خطة لإلهاء الشعب حتى لا ينتبه للأمور الحقيقية، فالشعب كان تحت سيطرة جهاز أمن الدولة في وضع كان يشبه مسرحية مدرسة المشاغبين، وكان الجهاز هو المخ، والسلفيون هم العضلات. وبعد انهيار جهاز أمن الدولة عاد السلفيون لممارسة ما كانوا يفعلونه سابقاً، ولكن الأقباط عانوا من التمييز من النظام والمجتمع، وهي أمور لابد من الانتباه له، ولذلك لابد من دولة مدنية حتى تستقر الأمور في مصر.
• هل تعتقد أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر تأثرت؟
- هناك شرخ حدث وجرح وصل إلى القلب، وقد يؤدي إلى موت العلاقة بين المسلمين والأقباط، وهو ما يعكس وجود خطر، خاصة وأن هناك أجيالاً لم تعش مرحلة الاندماج الوطني بين المسلمين والأقــبــاط قبل العام 1953. ولذلك فالضربة موجعة لهذا الجيل، خاصة وأن الأحداث متوالية من دون علاج مشكلة كبيرة، والنظام كان لا يحلها وإنما يرحلها لأوقات أخرى لم تأت أبداً.
• كيف يكون الحل من وجهة نظرك؟
- نحن أمام 3 آليات لا بديل عنها، وهي التعليم والإعلام والثقافة، لأنها تشكل العقل الجمعي لعلاج المشاكل، خاصة وأن الأحداث المتلاحقة جعلتنا غير قادرين على الفعل، إنما نعتمد على سياسة إطفاء الحرائق وهو ما لم يعد يجد.
• هل تعتقد أن قانون دور العبادة الموحد سيكون حلاً لوأد الفتنة؟
- قانون دور العبادة الموحد لن يحل المشكلة، لأن المتطرف كانت بدايته متدينا وبعدها فهم النص الديني وفقا لتصوره ويبقى النص مقدساً، ولكن تطبيقه بتشدد يخرجه عن حالته، ولذلك فالمشكلة ستكون في التطبيق. فالحل ليس في إصدار قوانين وإنما في وجود إرادة سياسية للتحول لدولة مدنية بالمعنى الحقيقي، يتم خلالها تطبيق قيم المواطنة والمساواة، وبعدها لن نكون في حاجة لقانون دور عبادة موحد أو غيره.
قال الناشط السياسي والباحث المتخصص في الشأن القبطي بمصر كمال زاخر إن فئة أصحاب المصالح يجهزون الآن انقلاباً على ثورة 25 يناير في مصر، وأن الوعي الشعبي هو الذي أنقذ بلاده من فتنة حرب أهلية.
وأضاف: قانون دور العبادة المقرر إصداره في شكله النهائي قريباً لن يكون ذا فائدة كبيرة في حل الأزمة الطائفية في مصر، مؤكداً أن الأهم لتجاوز المرحلة الحالية في ما يتعلق بعلاقات المسلمين والأقباط هو إقامة الدولة المدنية وسيادة حكم القانون وقيم المواطنة.
واعتبر زاخر، وهو المنسق العام لتيار الأقباط العلمانيين، في حواره لـ «الراي» أن الثقافة والتعليم والإعلام هي العناصر الثلاثة الرئيسية لبناء مجتمع تتعزز فيه قيم العدالة والمساواة.
وإلى نص الحوار:
• كيف تقيم الأحداث في مصر الآن بعد ثورة 25 يناير؟
- بالتأكيد كانت ثورة يناير مفاجأة عبرت عن نجاح الشباب في إزالة حكم استمر طيلة 30 عاماً، ونجحت بعد انضمام الجيش للثوار ودعمه لهم، والسبب الرئيسي في قيام الثورة من وجهة نظري هو التعامل مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة بغباء سياسي، ولكن الآن المرحلة الانتقالية تتسم بالفوضى الشديدة رغم أن المؤسسة العسكرية لديها قدرة على الحسم والانضباط، وهذا هو ما يحتاجه الشارع المصري في الوقت الذي نعاني فيه من الفراغ الأمني.
ولكن التعامل به شيء من الرخاوة ويجعل هناك علامة استفهام، وما نخشاه هو حدوث انقلاب على الثورة من أصحاب المصالح السياسية وأنصار النظام السابق والقوى الإقليمية التي تريد السيطرة على مصر.
بالإضافة إلى حساسية الوضع مع إسرائيل، وهو ما يضفي شيئا من الخطر، خاصة أنه ليس من مصلحتها وجود نظام ديموقراطي في مصر، كما أن الفتنة الطائفية هي أداة لإحداث الفوضى وثورة يناير لم تنتج الاندماج الوطني ولكنها كشفت عنه.
• كيف تقيم العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر؟
- كنا نعيش جنبا إلى جنب، ولكن العلاقة بين الطرفين في الإطار الطائفي ملف شائك يحتاج إلى التعامل بحرص لأن الجرح الطائفي بمجرد الضغط عليه يهوي الجسد أكمله، وهو ما حدث في قرية صول ثم قنا وإمبابة، فضلاً عن إحياء قضايا السيدتين كاميليا وعبير، وانتشار الاشاعات لإشعال الفتنة، وهو الحدث الذي له فعل السحر في القضاء على الثورة، ولكن الوعي المصري أنقذنا من الانزلاق في حرب أهلية.
• توافقت هذه الأحداث مع عدد من الأعمال الإجرامية، هل ترى أن ذلك أمر مرتب؟
- هو أمر غريب يخالف الطبيعة المصرية، فالاعتداء على دور العبادة عمل إجرامي مرفوض، ومصر كلها بجميع أطيافها شعرت بالحزن الشديد عندما جرت حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية، فلم يكن هناك فرق بين مسلم وقبطي، لأن الجميع خسر من هذا العمل الإجرامي.
وتفجير الأماكن المقدسة سيؤدي إلى سرعة تحقيق ما يريده أعداء الثورة، والجيش لايزال فـــي مرحلـــة ضبط النفس وعدم الرغبة في أي تصادم، رغم من بعض الاستفزازات كما جرى في أحداث قنا وتحدي هيبة الدولة، فالجيش يعرف أن هذه هي الشرارة الأولى للانقلاب على الدولة، وهي مؤامرة قد تكون من فعل قوى مخابراتية، ولكن الجيش انتبه لذلك، وتحمل اتهامه بالتقصير بدلاً من المجازفة بمستقبل الوطن.
• كيف ترى أداء الجماعة السلفية؟
- جميع الأديان سلفية، فإذا لم تكن سلفياً
في الدين فأنت مدعٍ، لأن السلفية لصيقة باستقرار الدين، لكن مرتدي عباءة السلفية الآن يسيئون للدين ويشوهون صورته، خاصة أنهم يعتقدون أن من لا يتبعهم فهو غير مسلم، وهذا فكر سلفي متشدد.
• هل أنت مع الرأي القائل بوجود تمييز ضد الأقباط في مصر؟
- نعم، كان هناك تضييق على الأقباط، ولكن كان هذا بموجب خطة لإلهاء الشعب حتى لا ينتبه للأمور الحقيقية، فالشعب كان تحت سيطرة جهاز أمن الدولة في وضع كان يشبه مسرحية مدرسة المشاغبين، وكان الجهاز هو المخ، والسلفيون هم العضلات. وبعد انهيار جهاز أمن الدولة عاد السلفيون لممارسة ما كانوا يفعلونه سابقاً، ولكن الأقباط عانوا من التمييز من النظام والمجتمع، وهي أمور لابد من الانتباه له، ولذلك لابد من دولة مدنية حتى تستقر الأمور في مصر.
• هل تعتقد أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر تأثرت؟
- هناك شرخ حدث وجرح وصل إلى القلب، وقد يؤدي إلى موت العلاقة بين المسلمين والأقباط، وهو ما يعكس وجود خطر، خاصة وأن هناك أجيالاً لم تعش مرحلة الاندماج الوطني بين المسلمين والأقــبــاط قبل العام 1953. ولذلك فالضربة موجعة لهذا الجيل، خاصة وأن الأحداث متوالية من دون علاج مشكلة كبيرة، والنظام كان لا يحلها وإنما يرحلها لأوقات أخرى لم تأت أبداً.
• كيف يكون الحل من وجهة نظرك؟
- نحن أمام 3 آليات لا بديل عنها، وهي التعليم والإعلام والثقافة، لأنها تشكل العقل الجمعي لعلاج المشاكل، خاصة وأن الأحداث المتلاحقة جعلتنا غير قادرين على الفعل، إنما نعتمد على سياسة إطفاء الحرائق وهو ما لم يعد يجد.
• هل تعتقد أن قانون دور العبادة الموحد سيكون حلاً لوأد الفتنة؟
- قانون دور العبادة الموحد لن يحل المشكلة، لأن المتطرف كانت بدايته متدينا وبعدها فهم النص الديني وفقا لتصوره ويبقى النص مقدساً، ولكن تطبيقه بتشدد يخرجه عن حالته، ولذلك فالمشكلة ستكون في التطبيق. فالحل ليس في إصدار قوانين وإنما في وجود إرادة سياسية للتحول لدولة مدنية بالمعنى الحقيقي، يتم خلالها تطبيق قيم المواطنة والمساواة، وبعدها لن نكون في حاجة لقانون دور عبادة موحد أو غيره.