«فاينانشال تايمز» تتوقع استمرار الضعف خليجياً رغم تراجع المخاوف السياسية

انتعاش السوق مؤجل لما بعد رمضان؟

u0646u0644u062au0642u064a u0628u0639u062f u0631u0645u0636u0627u0646u061f (u062au0635u0648u064au0631 u062cu0644u0627u0644 u0645u0639u0648u0636)
نلتقي بعد رمضان؟ (تصوير جلال معوض)
تصغير
تكبير
على الرغم من تراجع المخاوف السياسية وبقاء أسعار النفط مرتفعة وتوسع الحكومات في انفاقها، فإن أسواق الخليج، المعتادة على الهدوء صيفاً، تبقى في حال من الركود، بحسب تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز».

وتشير الصحيفة الى أنه «على الرغم من انحسار المخاوف الى حد كبير من تمدد اضطرابات «الربيع العربي» الى الخليج - تلك المخاوف التي هوت بالأسواق في فبراير ومارس الماضيين- فان تداولات الأسواق تبقى معتدلة، أقله بالمقارنة مع المعدلات التاريخية».

وعلى وجه العموم، يبلغ متوسط مكررات الأسعار الى الربحية (P/E) في أسواق الخليج 13.4 مرة، بحسب «زاوية». لكن هذا المتوسط ينخفض كثيراً عند الأخذ في الحسبان الأرباح المتوقعة هذا العام والعام المقبل.

وفي حسابات «اي اف جي- هيرمس»، تبدو بورصة الكويت أغلى الأسواق في الخليج من حيث مضاعف الأسعار الى الربحية، بمعدل 12.2 مرة هذا العام، و10.8 مرة في 2012، وفق الأرباح المتوقعة في هاتين السنتين. وبحسب التوقعات ذاتها، فان السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة وأثقلها وزناً، تتداول عند متوسط 10 أضعاف الربحية المتوقعة في 2012. اما دبي، التي كانت الأكثر استفادة من الاضطرابات في العالم العربي، فتتداول بورصتها عند متوسط 7.8 ضعف الأرباح المتوقعة في 2012.

وفي حين كسبت بورصة قطر 17.7 في المئة خلال الأشهر الـ12 الماضية، بفضل توقعات الانفاق الحكومي الضخم على البنية التحتية استعداداً لمونديال 2022، فان أداء أسواق الخليج الأخرى ظل ضعيفا.

فبورصتا السعودية وأبوظبي ارتفعتا 3.2 في المئة و6 في المئة على التوالي خلال الأشهر الـ12 الماضية. في حين تراجعت بورصتا الكويت والبحرين بنسبة 5 في المئة، وظلت حركة سوق دبي المالي أفقية خلال الفترة ذاتها.

ويصبح الأداء المخيب فارقاً أكثر عند الأخذ في الاعتبار أسعار النفط المرتفعة. فعلى الرغم من أن القليل من أسواق الأسهم في المنطقة تستفيد مباشرة من ارتفاع أسعار النفط الخام- أسهم البتروكيماويات تبقى استثناء- فان المنطقة تعرف ارتباطاً تاريخياً قوياً بأسعار السلعة التي تسيطر على صادراتها.

ويأتي تأثير ارتفاع أسعار النفط من خلال زيادة موازنات الانفاق الحكومية. وقد كشفت دول عدة في المنطقة بالفعل عن تعهدات كبيرة بالانفاق على الشؤون الاجتماعية والاسكان والبنى التحتية.

ومن أصل زيادة في الانفاق أعلنت عنها السعودية بقيمة 500 مليار ريال سعودي (133.3 مليار دولار)، تتوقع «جدوى للاستثمار» أن يتم انفاق 160 مليار ريال خلال العام الحالي. ويشير رئيس البحوث في «جدوى» بول غامبل الى أن 75 مليار ريال من هذا المبلغ سيكون عبارة عن تحويل من جانب حكومي الى آخر حكومي، لكن 40 مليار ريال على الأقل تم دفعها على شكل علاوات وزيادات رواتب للعاملين في الحكومة.

ورأت «فاينانشال تايمز» أن قرار «مورغان ستانلي» ارجاء ترقية بورصتي الامارات وقطر الى مصاف الأسواق الناشئة «شكل ضربة، لكنها لم تكن خارج التوقعات».

وقالت الصحيفة «بما أن من غير المرجح أن يقوم المستثمرون الدوليون برهانات كبيرة في الأسواق الطرفية خارج المؤشر القياسي، في ظل انخفاض الشهية على المخاطرة، سيبقى على كاهل المستثمرين المحليين تنشيط الأسواق».

في غضون ذلك، بورصات الخليج من المرجح أن تستمر الى الانحراف بسبب فترة الصيف، ولكن بعض المحللين يتوقعون أداء أكثر قوة في وقت لاحق من هذا العام. «وينبغي التقاط نشاط بعد رمضان في سبتمبر ونحن نتوقع بيئة أكثر ايجابية في هذه المرحلة»، ويقول فهد اقبال، المحلل الاستراتيجي في المجموعة المالية هيرميس.

وترجح الصحيفة أن تواصل البورصات الخليجية التراجع خلال الصيف، لكن المحللين يتوقعون أداء أفضل في مرحلة لاحقة من السنة. وتنقل عن المحلل الاستراتيجي في «هيرمس» فهد اقبال أن «النشاط لا بد أن يرتفع بعد رمضان، ونتوقع بيئة أكثر ايجابية في تلك المرحلة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي