في ظل توافر كل الإمكانات القادرة على تحقيق الحلم
الشباب الكويتي يسأل: إلى متى إهمال القطاع السياحي في الكويت؟

حسام غريب

هيام الأحمد

مبارك العنزي

حنان الصانع

فجر تيفوني

عايشة سعود










| كتبت رينا صادقي |
بين دبي المنتعشة سياحياً وقطر التي ستستضيف بطولة كأس العالم بكرة القدم في العام 2022، أين الكويت من تطوير القطاع السياحي والترفيهي، ومتى سترى مشاريع التنمية في هذا المجال النور وتتحقق على أرض الواقع؟ فحرارة الصيف بدأت تلهب الأجواء والاختبارات الدراسية في المدارس والجامعات والمعاهد انتهت أو انها على وشك الانتهاء، والعائلات تخطط، وفقاً لإمكاناتها المادية، لوجهة سفرها في ظل حالة اللا استقرار السائدة في بعض الدول العربية، وربما تكون أوروبا وأميركا وجزر المالديف أفضل الخيارات بالنسبة لأصحاب الميزانيات الكبيرة لقضاء هذا الصيف.
في ظل هذه الظروف ومع اختلاف الأوضاع ما بين أسرة وأخرى، يبقى الشباب هم المحرك الأساسي لأي نشاط سواء كان داخلياً أم في الخارج، وبرغم ان مسألة السفر ليست مرتبطة فقط بإجازة الصيف بالنسبة للشباب الكويتيين الذين اعتادوا على ان يسافروا أسبوعيا أو شهريا بحثاً عن أماكن الترفيه والترويح عن النفس ونظراً لعدم توافر مثل هذه الأماكن بشكل كبير ومتنوع في الكويت، إلا ان هؤلاء الشباب يطالبون الآن بكويت سياحية، مليئة بالنشاطات من رياضة وفن ومهرجانات ثقافية ومسرح، وان يكون في بلادهم منتجعات ومدن للتسلية ترقى للمستويات العالمية التي يشاهدونها خلال رحلاتهم الخارجية.
وفي دردشة مع «الراي» تساءل شباب وشابات من طلبة الجامعة الأميركية «لماذا تنتعش المشاريع السياحية الضخمة في دبي سنوياً وتلحق بها قطر والبحرين، فيما نحن في الكويت مازلنا منذ عشرات السنين نرتاد المرافق السياحية نفسها؟ وهل الأجواء الحارة في الكويت والتي لا تساعد على السياحة كما يقول البعض، ليست هي نفسها في بقية دول الخليج؟»، فيما اختار بعضهم «توجيه أصابع الاتهام الى الحكومة والاستجوابات البرلمانية وما تتسبب فيه الحالة السياسية في البلاد»، مطالبين «بتطبيق وعود التنمية والتي من المفترض- بحسب بعضهم- أن يكون الترفيه والسياحة جزءا منها، لأننا نعيش في عصر التطور حيث لم تعد لؤلؤة الخليج هي الوجهة!».
الطلبة الذين كانوا منهمكين بمراجعة كتبهم ودفاترهم قبل دخول قاعة الامتحان، لم يترددوا في تدوين طموحاتهم عن الكويت التي يحلمون بها، فكان اللقاء الآتي:
أشارت الطالبة عايشة سعود الى ان «معظم الكويتيين يقضون عطلة نهاية الأسبوع في دبي لأن هناك من وسائل الترفيه ما يكفي لصرف كل طاقاتهم المختزنة، وما يحزنني هو أن الكويت تتراجع الى الوراء من النواحي الترفيهية والسياحية، في حين اننا نرى دبي تتقدم بشكل كبير وسريع»، لافتة الى ان «المسؤولية الأكبر تقع على مجلس الأمة الذي يبين الكويت كل يوم بشكل غير لائق أمام العالم»، مضيفة بعصبية: «فشلونا... قطر تحضر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022، ونحن لا نستطيع تنظيم مناسبات أقل من ذلك بكثير».
وقالت: «ان على المسؤولين المختصين أن يقيموا معالم سياحية في الكويت تجذب الناس من كل أنحاء العالم»، متسائلة: «لماذا ليس لدينا (عالم فيراري) مثل التي في دبي، أو(عالم ديزني) كالتي في فلوريدا، أو منتجع سياحي يشبه (بورت غالب) في مصر والذي مولته الكويت؟ ألا يستحق الشعب الكويتي ما تستحقه الشعوب العربية الأخرى؟».
بدورها، قالت الطالبة حنان الصانع: «ان الكويت ينقصها كل شيء، فحتى التخطيط للمستقبل مفقود وليس هناك أمل حتى في صنع مشاريع تتبع أساليب ذكية ومتطورة كما في بلدان العالم المتقدم، خصوصا مع المشهد السياسي الحالي والذي يعيق اتخاذ القرارات المهمة والتي من شأنها ان تصنع الفرق في الكويت وبالتحديد في الشق السياحي، والذي لايزال الى وقتنا الحالي خارج دائرة الضوء مع أن السياحة هي التي تعكس الصورة الحضارية للدولة».
وأوضحت أن «هناك ثروة مائية في الكويت، وبحرنا جميل ويجب علينا استغلاله في شتى الوسائل لنزيده جمالا».
من جانبه، قال الطالب عبدالعزيز زنكاوي: «أقضي معظم العطل في الشاليه والمزرعة أو في الديوانيات ولكن خلال عطلة الصيف أسافر الى أميركا، ولكنني أرى ان الكويت لا ينقصها شيء وفيها ما يكفي من وسائل الترفيه، إلا ان الشخص يسافر لحاجته للتغيير والتعرف على ثقافات مختلفة وليس لأن بلده مملة».
وأضاف: «انه مقارنة بدول أخرى تبقى الكويت الأفضل للعيش والحياة الأسرية، فربما تكون النشاطات الترفيهية أكثر ولكن في الكويت يجد الأشخاص الاستقرار والالتزام والحدود الاجتماعية، في حين اننا نجد في دول أخرى تسيباً في الأخلاقيات والمفاهيم المحافظة التي تربينا عليها».
وبين زنكاوي ان «علينا أن نكون سعداء لأن في الكويت الكحول ممنوع، والمعيشة ليست غالية كما هي الحال في دول أخرى»، لافتاً الى ان «ذلك لا يعني أننا لسنا بحاجة للاهتمام بالشق السياحي»، ومقترحا «استغلال الجزر لإقامة قرى ومنشآت سياحية عليها لتصبح من المعالم الحضارية، وتظهر الكويت بشكل بارز كدولة خليجية حديثة».
ورأى أن «الدور الأهم هو للشباب الذين هم جيل المستقبل، وعليهم ابتكار مشاريع جديدة لإقامة النوادي الرياضية والمنتجعات والمسارح والسينمات والمجمعات وكل ما يلزم حتى نرى الكويت على لائحة أفضل المواقع والوجهات السياحية»، موضحا انه «لا شأن للسياسة بالسياحة، وإنما هي شأن الجيل الحاضر المطالب بالقيام بواجبه تجاه دولته التي قدمت له الكثير».
من جهته، عبر الطالب خالد بورسلي اقتناعه بأن «في الكويت كل ما نشتهيه ونتمناه».
فيما أشار الطالب حسام غريب الى انه «يفضل قضاء العطل الصيفية خارج الكويت بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة»، قائلاً: «في الكويت، أذهب خلال وقت فراغي مع العائلة والأصدقاء للتسوق في المجمعات، أو الى المطاعم لتناول الطعام، أو الى الفنادق للسباحة، بالإضافة الى أنني أشترك في بعض الأحيان في المخيمات الصيفية».
وأضاف: «ان الكويت لا تتقدم إطلاقا، فما زلنا نرى المشاريع القديمة نفسها، في حين تتقدم دبي وقطر بشكل كبير، علماً أن هذه الدول صيفها حار أيضا».
وبين غريب أن «أهل السلطة وأصحاب رؤوس الأموال في (ديرتنا) لا يفكرون سوى بجني المال الشخصي وليس بالمصلحة العامة، فنراهم يساهمون بمشاريع خارجية أكثر من الداخل، و لهذا السبب فقدت الأمل بحصول أي تطور في الكويت من الجانب السياحي»، مشيراً الى انه «سيستمر الكويتيون في قضاء العطل خارج بلادهم»، ولافتاً الى ان «ما تحتاجه الكويت هو مشروع ترفيهي ضخم للكبار والصغار، نبين من خلاله أن ثورة التكنولوجيا قد وصلتنا كبقية الدول».
وبينت الطالبة فجر تيفوني أن «الكويت لديها كل شيء وليس فقط الترفيه»، مشيرة الى انه «لدينا شاليهات ومجمعات ومحال ألعاب للأطفال والمراهقين، والأهم أن هناك معارض أسبوعية وشهرية ليطلق شبان وشابات الكويت مشاريعهم الصغيرة ويحصلوا في المقابل على الدعمين المادي والمعنوي، وهذا ما لا نشاهده في دول أخرى، فأنا مثلا افتتحت مشروعا صغيرا يختص بالحلويات».
وأضافت: «ان لدينا أيضاً معالم سياحية كأبراج الكويت، والمركز العلمي، وبحرنا الرائع، وكذلك يستطيع السائحون الاستمتاع بالتسوق في المجمعات التي تشمل الماركات العالمية وأرقى المقاهي والمطاعم، كما انه لدينا العديد من النوادي الرياضية والفنادق والمسابح»، متسائلة بتعجب: «ماذا يريدون بعد؟!».
وشددت تيفوني على ان «علينا أن نفتخر لأن الأزمات السياسية التي تجتاح دولا عربية كثيرة لم ولن تطولنا لأننا شعب ينبض من قلب واحد، لا تهددنا التوترات السياسية ولا الاقتصادية»، لافتة الى ان «الكويت أفضل من قطر سياحياً، ولكن دبي ربما تكون أفضل سياحيا من بلادنا».
من جهتها، قالت الطالبة بشاير عبدالله: «أقضي غالبية وقتي خارج الكويت إما في دبي أو أوروبا، فنحن في الكويت نعيش على إيقاع بطيء وعلى نار هادئة، والمشاريع السياحية والترفيهية تأخذ عشرات السنين كي تطبق، أو بالأحرى فهي تصل الى آخر المطاف وتنزلق في المنحدر».
وأضافت: «ان التوترات السياسية والاستجوابات البرلمانية التي لا تنتهي تؤثر بشكل كبير على إتمام المشاريع التنموية».
وأشار الطالب مبارك العنزي الى انه «يحب قضاء العطلة في لندن، إذ انه في حال بقي في الكويت فليس هناك سوى الشاليه أو الديوانية، وبصراحة فالكويت تحتاج للكثير والكثير من المشاريع».
وأوضح انه «حتى الواجهة البحرية الكبيرة التي نملكها مغلقة بسبب المطاعم المبنية أمامها، إذ اننا نرى بحرنا فقط عندما نكون جالسين في المطعم وإلا فعلينا الذهاب الى مناطق بعيدة للتمتع بمشاهدته».
ورأى العنزي ان «لا مجال للمقارنة بين دبي والكويت، لأن دبي عالمية ويقصدها السياح من جميع أنحاء العالم في كل المواسم لحضور مهرجان دبي، وزيارة (عالم فيراري) و(منتجع أتلانتس) اكتشاف المعالم الترفيهية والتي ترتقي الى مستويات عالمية. كما ان قطر تمشي على الخطى نفسها، وأول إنجاز قطري كان باختيارها من بين دول العالم لتستضيف كأس العالم لكرة القدم في العام 2022».
وأضاف: «ان الكويت دولة غنية ولكن لا أحد يريد أن يبذل أي جهود لإحداث الفرق الذي نأمل به، وهو أن تصبح الكويت ملتقى لجميع الدول»، مبيناً أن «المشاريع الموجودة اليوم في الكويت هي قائمة منذ أيام الغزو»، سائلا الحكومة: «أين المشاريع التنموية التي تجذب العالم إلى الكويت أو هل ضاعت بين الاستجوابات البرلمانية؟».
من ناحيتها، قالت الطالبة فاطمة الجاسم: «ان العطلة تعني لي السفر إلى لبنان وتركيا وبريطانيا ودبي لأن في هذه الدول يوجد إبداع وابتكار أكثر بالأماكن الترفيهية، بالإضافة إلى أنشطة خلاقة في الأماكن المغلقة أو بالهواء الطلق لجذب السياح على عكس الكويت حيث مازلنا نرى المشاريع ذاتها، بل واننا حتى لو وجدنا في الكويت أماكن للترفيه إلا انها لا تشبه تلك التي في دبي وقطر»، مضيفة: «أعتقد أن الكويت تحتاج إلى 30 أو 40 سنة كي تطبق بعض المشاريع التنموية التي وعدتنا بها»
وأشارت الى أن «على المسؤولين عن القطاع السياحي أن يبنوا مدينة ثلج ومدينة رياضية ومائية ضخمة لأن طقس الكويت لا يسمح لنا بممارسة الأنشطة التي نحبها في الخارج»، مقترحة «بأن يحل المجلس مشكلاته ليتفرغ للتنمية».
بدورها، قالت هيام الأحمد: «كلما قررت الخروج برفقة أصدقائي أقضي وقتاً طويلاً بالتفكير إلى أين نذهب لأن أماكن الترفيه محدودة في الكويت، فليس هناك سوى المطاعم والأسواق، كما ان الفنادق مظهرها لا يوازي ما نراه في دول عربية أخرى من إبداع وجمال وفخامة في الديكور»، مشيرة الى ان «من أهم الأسباب التي تعيق تطبيق أي مشروع على أرض الواقع الوضع السياسي المتأزم منذ فترة طويلة».
بين دبي المنتعشة سياحياً وقطر التي ستستضيف بطولة كأس العالم بكرة القدم في العام 2022، أين الكويت من تطوير القطاع السياحي والترفيهي، ومتى سترى مشاريع التنمية في هذا المجال النور وتتحقق على أرض الواقع؟ فحرارة الصيف بدأت تلهب الأجواء والاختبارات الدراسية في المدارس والجامعات والمعاهد انتهت أو انها على وشك الانتهاء، والعائلات تخطط، وفقاً لإمكاناتها المادية، لوجهة سفرها في ظل حالة اللا استقرار السائدة في بعض الدول العربية، وربما تكون أوروبا وأميركا وجزر المالديف أفضل الخيارات بالنسبة لأصحاب الميزانيات الكبيرة لقضاء هذا الصيف.
في ظل هذه الظروف ومع اختلاف الأوضاع ما بين أسرة وأخرى، يبقى الشباب هم المحرك الأساسي لأي نشاط سواء كان داخلياً أم في الخارج، وبرغم ان مسألة السفر ليست مرتبطة فقط بإجازة الصيف بالنسبة للشباب الكويتيين الذين اعتادوا على ان يسافروا أسبوعيا أو شهريا بحثاً عن أماكن الترفيه والترويح عن النفس ونظراً لعدم توافر مثل هذه الأماكن بشكل كبير ومتنوع في الكويت، إلا ان هؤلاء الشباب يطالبون الآن بكويت سياحية، مليئة بالنشاطات من رياضة وفن ومهرجانات ثقافية ومسرح، وان يكون في بلادهم منتجعات ومدن للتسلية ترقى للمستويات العالمية التي يشاهدونها خلال رحلاتهم الخارجية.
وفي دردشة مع «الراي» تساءل شباب وشابات من طلبة الجامعة الأميركية «لماذا تنتعش المشاريع السياحية الضخمة في دبي سنوياً وتلحق بها قطر والبحرين، فيما نحن في الكويت مازلنا منذ عشرات السنين نرتاد المرافق السياحية نفسها؟ وهل الأجواء الحارة في الكويت والتي لا تساعد على السياحة كما يقول البعض، ليست هي نفسها في بقية دول الخليج؟»، فيما اختار بعضهم «توجيه أصابع الاتهام الى الحكومة والاستجوابات البرلمانية وما تتسبب فيه الحالة السياسية في البلاد»، مطالبين «بتطبيق وعود التنمية والتي من المفترض- بحسب بعضهم- أن يكون الترفيه والسياحة جزءا منها، لأننا نعيش في عصر التطور حيث لم تعد لؤلؤة الخليج هي الوجهة!».
الطلبة الذين كانوا منهمكين بمراجعة كتبهم ودفاترهم قبل دخول قاعة الامتحان، لم يترددوا في تدوين طموحاتهم عن الكويت التي يحلمون بها، فكان اللقاء الآتي:
أشارت الطالبة عايشة سعود الى ان «معظم الكويتيين يقضون عطلة نهاية الأسبوع في دبي لأن هناك من وسائل الترفيه ما يكفي لصرف كل طاقاتهم المختزنة، وما يحزنني هو أن الكويت تتراجع الى الوراء من النواحي الترفيهية والسياحية، في حين اننا نرى دبي تتقدم بشكل كبير وسريع»، لافتة الى ان «المسؤولية الأكبر تقع على مجلس الأمة الذي يبين الكويت كل يوم بشكل غير لائق أمام العالم»، مضيفة بعصبية: «فشلونا... قطر تحضر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022، ونحن لا نستطيع تنظيم مناسبات أقل من ذلك بكثير».
وقالت: «ان على المسؤولين المختصين أن يقيموا معالم سياحية في الكويت تجذب الناس من كل أنحاء العالم»، متسائلة: «لماذا ليس لدينا (عالم فيراري) مثل التي في دبي، أو(عالم ديزني) كالتي في فلوريدا، أو منتجع سياحي يشبه (بورت غالب) في مصر والذي مولته الكويت؟ ألا يستحق الشعب الكويتي ما تستحقه الشعوب العربية الأخرى؟».
بدورها، قالت الطالبة حنان الصانع: «ان الكويت ينقصها كل شيء، فحتى التخطيط للمستقبل مفقود وليس هناك أمل حتى في صنع مشاريع تتبع أساليب ذكية ومتطورة كما في بلدان العالم المتقدم، خصوصا مع المشهد السياسي الحالي والذي يعيق اتخاذ القرارات المهمة والتي من شأنها ان تصنع الفرق في الكويت وبالتحديد في الشق السياحي، والذي لايزال الى وقتنا الحالي خارج دائرة الضوء مع أن السياحة هي التي تعكس الصورة الحضارية للدولة».
وأوضحت أن «هناك ثروة مائية في الكويت، وبحرنا جميل ويجب علينا استغلاله في شتى الوسائل لنزيده جمالا».
من جانبه، قال الطالب عبدالعزيز زنكاوي: «أقضي معظم العطل في الشاليه والمزرعة أو في الديوانيات ولكن خلال عطلة الصيف أسافر الى أميركا، ولكنني أرى ان الكويت لا ينقصها شيء وفيها ما يكفي من وسائل الترفيه، إلا ان الشخص يسافر لحاجته للتغيير والتعرف على ثقافات مختلفة وليس لأن بلده مملة».
وأضاف: «انه مقارنة بدول أخرى تبقى الكويت الأفضل للعيش والحياة الأسرية، فربما تكون النشاطات الترفيهية أكثر ولكن في الكويت يجد الأشخاص الاستقرار والالتزام والحدود الاجتماعية، في حين اننا نجد في دول أخرى تسيباً في الأخلاقيات والمفاهيم المحافظة التي تربينا عليها».
وبين زنكاوي ان «علينا أن نكون سعداء لأن في الكويت الكحول ممنوع، والمعيشة ليست غالية كما هي الحال في دول أخرى»، لافتاً الى ان «ذلك لا يعني أننا لسنا بحاجة للاهتمام بالشق السياحي»، ومقترحا «استغلال الجزر لإقامة قرى ومنشآت سياحية عليها لتصبح من المعالم الحضارية، وتظهر الكويت بشكل بارز كدولة خليجية حديثة».
ورأى أن «الدور الأهم هو للشباب الذين هم جيل المستقبل، وعليهم ابتكار مشاريع جديدة لإقامة النوادي الرياضية والمنتجعات والمسارح والسينمات والمجمعات وكل ما يلزم حتى نرى الكويت على لائحة أفضل المواقع والوجهات السياحية»، موضحا انه «لا شأن للسياسة بالسياحة، وإنما هي شأن الجيل الحاضر المطالب بالقيام بواجبه تجاه دولته التي قدمت له الكثير».
من جهته، عبر الطالب خالد بورسلي اقتناعه بأن «في الكويت كل ما نشتهيه ونتمناه».
فيما أشار الطالب حسام غريب الى انه «يفضل قضاء العطل الصيفية خارج الكويت بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة»، قائلاً: «في الكويت، أذهب خلال وقت فراغي مع العائلة والأصدقاء للتسوق في المجمعات، أو الى المطاعم لتناول الطعام، أو الى الفنادق للسباحة، بالإضافة الى أنني أشترك في بعض الأحيان في المخيمات الصيفية».
وأضاف: «ان الكويت لا تتقدم إطلاقا، فما زلنا نرى المشاريع القديمة نفسها، في حين تتقدم دبي وقطر بشكل كبير، علماً أن هذه الدول صيفها حار أيضا».
وبين غريب أن «أهل السلطة وأصحاب رؤوس الأموال في (ديرتنا) لا يفكرون سوى بجني المال الشخصي وليس بالمصلحة العامة، فنراهم يساهمون بمشاريع خارجية أكثر من الداخل، و لهذا السبب فقدت الأمل بحصول أي تطور في الكويت من الجانب السياحي»، مشيراً الى انه «سيستمر الكويتيون في قضاء العطل خارج بلادهم»، ولافتاً الى ان «ما تحتاجه الكويت هو مشروع ترفيهي ضخم للكبار والصغار، نبين من خلاله أن ثورة التكنولوجيا قد وصلتنا كبقية الدول».
وبينت الطالبة فجر تيفوني أن «الكويت لديها كل شيء وليس فقط الترفيه»، مشيرة الى انه «لدينا شاليهات ومجمعات ومحال ألعاب للأطفال والمراهقين، والأهم أن هناك معارض أسبوعية وشهرية ليطلق شبان وشابات الكويت مشاريعهم الصغيرة ويحصلوا في المقابل على الدعمين المادي والمعنوي، وهذا ما لا نشاهده في دول أخرى، فأنا مثلا افتتحت مشروعا صغيرا يختص بالحلويات».
وأضافت: «ان لدينا أيضاً معالم سياحية كأبراج الكويت، والمركز العلمي، وبحرنا الرائع، وكذلك يستطيع السائحون الاستمتاع بالتسوق في المجمعات التي تشمل الماركات العالمية وأرقى المقاهي والمطاعم، كما انه لدينا العديد من النوادي الرياضية والفنادق والمسابح»، متسائلة بتعجب: «ماذا يريدون بعد؟!».
وشددت تيفوني على ان «علينا أن نفتخر لأن الأزمات السياسية التي تجتاح دولا عربية كثيرة لم ولن تطولنا لأننا شعب ينبض من قلب واحد، لا تهددنا التوترات السياسية ولا الاقتصادية»، لافتة الى ان «الكويت أفضل من قطر سياحياً، ولكن دبي ربما تكون أفضل سياحيا من بلادنا».
من جهتها، قالت الطالبة بشاير عبدالله: «أقضي غالبية وقتي خارج الكويت إما في دبي أو أوروبا، فنحن في الكويت نعيش على إيقاع بطيء وعلى نار هادئة، والمشاريع السياحية والترفيهية تأخذ عشرات السنين كي تطبق، أو بالأحرى فهي تصل الى آخر المطاف وتنزلق في المنحدر».
وأضافت: «ان التوترات السياسية والاستجوابات البرلمانية التي لا تنتهي تؤثر بشكل كبير على إتمام المشاريع التنموية».
وأشار الطالب مبارك العنزي الى انه «يحب قضاء العطلة في لندن، إذ انه في حال بقي في الكويت فليس هناك سوى الشاليه أو الديوانية، وبصراحة فالكويت تحتاج للكثير والكثير من المشاريع».
وأوضح انه «حتى الواجهة البحرية الكبيرة التي نملكها مغلقة بسبب المطاعم المبنية أمامها، إذ اننا نرى بحرنا فقط عندما نكون جالسين في المطعم وإلا فعلينا الذهاب الى مناطق بعيدة للتمتع بمشاهدته».
ورأى العنزي ان «لا مجال للمقارنة بين دبي والكويت، لأن دبي عالمية ويقصدها السياح من جميع أنحاء العالم في كل المواسم لحضور مهرجان دبي، وزيارة (عالم فيراري) و(منتجع أتلانتس) اكتشاف المعالم الترفيهية والتي ترتقي الى مستويات عالمية. كما ان قطر تمشي على الخطى نفسها، وأول إنجاز قطري كان باختيارها من بين دول العالم لتستضيف كأس العالم لكرة القدم في العام 2022».
وأضاف: «ان الكويت دولة غنية ولكن لا أحد يريد أن يبذل أي جهود لإحداث الفرق الذي نأمل به، وهو أن تصبح الكويت ملتقى لجميع الدول»، مبيناً أن «المشاريع الموجودة اليوم في الكويت هي قائمة منذ أيام الغزو»، سائلا الحكومة: «أين المشاريع التنموية التي تجذب العالم إلى الكويت أو هل ضاعت بين الاستجوابات البرلمانية؟».
من ناحيتها، قالت الطالبة فاطمة الجاسم: «ان العطلة تعني لي السفر إلى لبنان وتركيا وبريطانيا ودبي لأن في هذه الدول يوجد إبداع وابتكار أكثر بالأماكن الترفيهية، بالإضافة إلى أنشطة خلاقة في الأماكن المغلقة أو بالهواء الطلق لجذب السياح على عكس الكويت حيث مازلنا نرى المشاريع ذاتها، بل واننا حتى لو وجدنا في الكويت أماكن للترفيه إلا انها لا تشبه تلك التي في دبي وقطر»، مضيفة: «أعتقد أن الكويت تحتاج إلى 30 أو 40 سنة كي تطبق بعض المشاريع التنموية التي وعدتنا بها»
وأشارت الى أن «على المسؤولين عن القطاع السياحي أن يبنوا مدينة ثلج ومدينة رياضية ومائية ضخمة لأن طقس الكويت لا يسمح لنا بممارسة الأنشطة التي نحبها في الخارج»، مقترحة «بأن يحل المجلس مشكلاته ليتفرغ للتنمية».
بدورها، قالت هيام الأحمد: «كلما قررت الخروج برفقة أصدقائي أقضي وقتاً طويلاً بالتفكير إلى أين نذهب لأن أماكن الترفيه محدودة في الكويت، فليس هناك سوى المطاعم والأسواق، كما ان الفنادق مظهرها لا يوازي ما نراه في دول عربية أخرى من إبداع وجمال وفخامة في الديكور»، مشيرة الى ان «من أهم الأسباب التي تعيق تطبيق أي مشروع على أرض الواقع الوضع السياسي المتأزم منذ فترة طويلة».