الأسرة خط الدفاع الأول للوقاية من المخدرات

الدكتور أحمد السمدان





| بقلم الدكتور أحمد السمدان* | باتت آفة المخدرات من اخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات قاطبة، لارتباطها بالعديد من الجوانب الاجتماعية والأمنية والاقتصادية، حيث تبرز خطورتها في انتشار الادمان بين فئات متعددة من المجتمع لاسيما فئة الشباب، وتتعدد الاسباب للادمان وتختلف فقد تكون سلوكا انتقاميا لتحطيم الذات او هروب من واقع مؤلم او فقدان الشعور بالثقة او عدم اشباع الرغبات غير ان العوامل الاجتماعية تظل ابرزها، ورغم اختلاف المسببات إلا ان الاثار المدمرة للادمان على الشخص والمجتمع تظهر بوضوح في مختلف نواحي الحياة، فلا احد ينكر هذا الخطر المدقع الذي بدأ يهدد مجتمعاتنا ويقتل شبابنا، فاستشراء الخطر يجعل الجميع معرضين ومهددين من هذا الخطر الداهم الذي يبدأ عند معظم ابنائنا في اغلب الاحوال لعبة وينتهي بمأساة، وفي اطار حديثنا عن العوامل الاجتماعية التي تقود للوقوع في براثن تلك الآفة تبرز الى السطح كثرة المشاكل الاسرية وضعف الرقابة من جانبها على الابناء، واستخدام اسلوب النبذ والحرمان والنقد المستمر لهم، الى جانب غياب دور الاسرة في بث القيم والمعايير والاخلاقيات المقبولة اجتماعيا والتي تكون لديهم الضمير الذي يشكل خط الدفاع الاول للوقاية من تلك السموم، فالاسرة وحدة اجتماعية صغيرة يشبع فيها الفرد احتياجاته من خلال مجموعة من الادوار والتفاعلات التي يستطيع من خلالها ان يكون ثقافة عامة مشتركة في ما يسمى بالعادات والتقاليد وممارسة انماط متعددة من الاساليب والقيم والمبادئ، وفي هذا الاطار يرى كثير من الباحثين الاجتماعيين ان هناك دورا كبيرا يقع على عاتق الاسرة في حماية ابنائها من الوقوع في براثن تلك الآفة، فعليها تقع مسؤولية ضبط التنتشئة الاجتماعية للابناء وربطهم بالعادات الحميدة والعقيدة الاسلامية، وتدعيم الترابط الاسري بينهم وبين الوالدين القائم على اسلوب الحوار والنقاش، وهنا واذ بات جليا ان تعاطي المخدرات يؤدي الى التفكك الاسري واضعاف الروابط الاجتماعية ومن ثم اضعاف لبنات المجتمع، جاء احتفالنا هذا العام باليوم العالمي لمكافحة المخدرات تحت شعار «اسرتك امان... لا تفقدها بالادمان» وذلك ايمانا بأهمية دور الاسرة في الاخذ بيد ابنائها بعيدا عن الوقوع في بئر غير مأمون سلامة الخروج منها، وفي ختام حديثنا نقول كما قال المؤرخ ارنولد تويني «ان روح الاسلام تستطيع ان تحرر الانسان من ربقة الادمان عن طريق الاعتقاد الديني العميق والتي استطاعت بواسطته ان تحقق ما لم يكن للبشرية ان تحققه في تاريخها الطويل»، وهنا نقول بدورنا المقولة الشهيرة «الحق ما شهد به غيرنا» وما نتمناه ختاما لمن وقع في شباك تلك السموم ان يمن الله عليه بالشفاء العاجل ونقول لكل مدمن اتق الله في نفسك واسرتك ومجتمعك واعط نفسك فرصة للتعافي وابدا الآن ولا تجعل تعافيك مشروطا، لأنك انت الرابح من التعافي والخاسر من التعاطي.
* الأمين العام للجنة الوطنية للوقاية من المخدرات
* الأمين العام للجنة الوطنية للوقاية من المخدرات