رؤى / دلالات الأرض عند فدوى طوقان
| لطيفة جاسم التمار |
شاعرة عانت سلب الوطن وعايشت ظروفا قاسية من معاناة وحزن وفقد، تكررت صورة الأرض في قاموسها الشعري باعتبارها «ثيمة» تعبر بها عن فقد الأرض وما أغلى الوطن!. فهل هناك شيء أغلى منه. استدعت الشاعرة صورة الأم التي تتجلى بها صورة «الأرض»، وتجتمع الأم والأرض بعلاقة واحدة «البنوة» للابن الفلسطيني المشرد الذي طالما تمنى الاستقرار في وطنه والعودة إليه والموت على ترابه. صورة حوارية نشأت بين الأرض والابن الفلسطيني المشرد برز فيها صوت الراوية في قصيدة «نداء الأرض» والتي قالت فيها الشاعرة:
وماج بعينيه كنز السنابل
يحضنه الحقل خيرا مطلا
ولاح له شجر البرتقال
وهو يزف عبيرا وظلا
ثم يتساءل الفلسطيني المشرد، هل العودة هي الحلم؟. تعددت الصور في شكل «مونتاج سينمائي» يؤكد العودة إلى الوطن ورفع الرأس والعيش على هذه الأرض الطاهرة، التي ستواري ثراه وتحنو عليه كالأم الرؤوم التي لا تفتأ إلا أن تحب وتحنو على أبنائها، تقول الشاعرة في نزعة خطابية:
أتغصب أرضي، أيسلب حقي وأبقى أنا
حليف التشرد أصحب ذلة عاري هنا
بل سأعود، هناك سيطوي كتاب حياتي
سيحنو علي ثراها الكريم ويؤوي رفاتي
ضياع الهوية والوطن، التوتر والقلق، التيه والضياع، كلها مشاعر سوية سيطرة على الشاعرة، فخففت من حدة التوتر وانخفض الصوت في القصائد، نجد هذه المشاعر متمثلة في قصيدة «أردنية فلسطينية في انكلترا»، ينخفض صوتها مع انكسار واضح في النزعة الحوارية، فالفلسطيني يقتلع من أرضه ويبدأ مرحلة التيه والضياع ومسخ الهوية، ويأتي الرحيل نتيجة طبيعية لاقتلاعه من حضن أمه «وطنه».
ذكرتني
أني من الأرض التي تمزقت
إني مع القوم الذين
من الجذور اقتلعوا، من الجذور
وأصبحوا على مدارج الرياح
مبعثرين هاهنا وها هنا-
لا ينتمون
إلى الوطن!
شكلت الشاعرة من صورة الفتاة المغتصبة وجعلتها رمزا للوطن المسلوب الذي فقد القدرة الرفض، وأصبح سجين الاحتلال:
في الضفة الشرقية: قائلة
... واغتصب الأرض التتر
ومات جدك الحزين يا صغيرتي
مات أبي من حزنه
كانت جذورة تغوص في قرار أرضه
صورة حسية لشيخ رفض التنازل عن أرضه التي سلبت منه واغتصبها المحتل، حتى مات وهو يمسك بترابها. استطاعت الشاعرة أن توصل للمتلقي دلالة فقد الأرض بصورة مختلفة فشبهت الأرض بالأم وبالحبيبة وبالفتاة المغتصبة، نجد أن كل التشبيهات تشكلت من الأنثى فالأرض هي الأنثى العطاء والمنبت، هي انغراس الإنسان في موقع يحبه نبت فيه وتمنى أن يقضى فيه أيضا، أبدعت طوقان في تشكيل كل هذه الصور المختلفة من خلال كم ليس بقليل من القصائد.
ماجستير أدب عربي
Latifa-altammar@hotmail.com
شاعرة عانت سلب الوطن وعايشت ظروفا قاسية من معاناة وحزن وفقد، تكررت صورة الأرض في قاموسها الشعري باعتبارها «ثيمة» تعبر بها عن فقد الأرض وما أغلى الوطن!. فهل هناك شيء أغلى منه. استدعت الشاعرة صورة الأم التي تتجلى بها صورة «الأرض»، وتجتمع الأم والأرض بعلاقة واحدة «البنوة» للابن الفلسطيني المشرد الذي طالما تمنى الاستقرار في وطنه والعودة إليه والموت على ترابه. صورة حوارية نشأت بين الأرض والابن الفلسطيني المشرد برز فيها صوت الراوية في قصيدة «نداء الأرض» والتي قالت فيها الشاعرة:
وماج بعينيه كنز السنابل
يحضنه الحقل خيرا مطلا
ولاح له شجر البرتقال
وهو يزف عبيرا وظلا
ثم يتساءل الفلسطيني المشرد، هل العودة هي الحلم؟. تعددت الصور في شكل «مونتاج سينمائي» يؤكد العودة إلى الوطن ورفع الرأس والعيش على هذه الأرض الطاهرة، التي ستواري ثراه وتحنو عليه كالأم الرؤوم التي لا تفتأ إلا أن تحب وتحنو على أبنائها، تقول الشاعرة في نزعة خطابية:
أتغصب أرضي، أيسلب حقي وأبقى أنا
حليف التشرد أصحب ذلة عاري هنا
بل سأعود، هناك سيطوي كتاب حياتي
سيحنو علي ثراها الكريم ويؤوي رفاتي
ضياع الهوية والوطن، التوتر والقلق، التيه والضياع، كلها مشاعر سوية سيطرة على الشاعرة، فخففت من حدة التوتر وانخفض الصوت في القصائد، نجد هذه المشاعر متمثلة في قصيدة «أردنية فلسطينية في انكلترا»، ينخفض صوتها مع انكسار واضح في النزعة الحوارية، فالفلسطيني يقتلع من أرضه ويبدأ مرحلة التيه والضياع ومسخ الهوية، ويأتي الرحيل نتيجة طبيعية لاقتلاعه من حضن أمه «وطنه».
ذكرتني
أني من الأرض التي تمزقت
إني مع القوم الذين
من الجذور اقتلعوا، من الجذور
وأصبحوا على مدارج الرياح
مبعثرين هاهنا وها هنا-
لا ينتمون
إلى الوطن!
شكلت الشاعرة من صورة الفتاة المغتصبة وجعلتها رمزا للوطن المسلوب الذي فقد القدرة الرفض، وأصبح سجين الاحتلال:
في الضفة الشرقية: قائلة
... واغتصب الأرض التتر
ومات جدك الحزين يا صغيرتي
مات أبي من حزنه
كانت جذورة تغوص في قرار أرضه
صورة حسية لشيخ رفض التنازل عن أرضه التي سلبت منه واغتصبها المحتل، حتى مات وهو يمسك بترابها. استطاعت الشاعرة أن توصل للمتلقي دلالة فقد الأرض بصورة مختلفة فشبهت الأرض بالأم وبالحبيبة وبالفتاة المغتصبة، نجد أن كل التشبيهات تشكلت من الأنثى فالأرض هي الأنثى العطاء والمنبت، هي انغراس الإنسان في موقع يحبه نبت فيه وتمنى أن يقضى فيه أيضا، أبدعت طوقان في تشكيل كل هذه الصور المختلفة من خلال كم ليس بقليل من القصائد.
ماجستير أدب عربي
Latifa-altammar@hotmail.com