د. حسن عبد الله عباس / هموم دكاترة معهد الأبحاث

تصغير
تكبير
فضفض بعض دكاترة معهد الأبحاث حول جهة عملهم والتي رأوا فيها أن المعهد يسير من إخفاق لإخفاق. وبناء على مؤشر مدركات الإصلاح لجمعية الشفافية الكويتية والتي تتكون من ستة معايير، يقيم الخبراء معهدهم كالتالي:

الشفافية: الموظف لدى المعهد لا يعلم بحقوقه وواجباته، فلم توزع أو تنشر أي لوائح رسمية. والمتعارف بالمعهد أن بعض اللوائح والقوانين تنشأ في ثوان من قبل المدير المحترم بحيث الموظف الجديد يفاجأ بمثل هذه القوانين التي ليس لها أساس. والأسوأ من ذلك أن بعض القياديين يصعد على أكتاف الموظفين الجدد بالسطو على أعمالهم وتسجيل نتائج جهود موظفيهم باسمائهم وابتزازهم بتقييم الأداء الوظيفي!

النزاهة: يمكن اشتقاق الأمانة العلمية والنزاهة الأخلاقية من النقطة السابقة. فالاخوان الدكاترة في المعهد يعانون بأنهم حينما يشتكون يعلمون بأنهم مخيرون بين أمرين: إما السكوت أو «اقضب الباب»!

المساءلة واحترام القوانين: بند المساءلة واحترام القوانين حالها كحال بقية إدارات الدولة. فالموظف «العادي» يُساءل عن دقائق التأخير، أما المدير فإما تحصله على فراش النوم أو بالكوستا يقلب صفحات الجرائد عن آخر علاج لزراعة الشعر.

العدالة: لا يظهر بند العدالة في المعهد إلا حينما يحصل الموظف على تقييمه السنوي، ساعتها تكون بحاجة لمساعدة مجلس الأمن! فالتقاييم تُتُرك لدى السكرتارية لمدة أسبوع والمدير يختفي حتى تهدأ الانفس، وبعد ذلك تبدأ لجنة التظلمات المكونة من أعضاء يجهلون ما هو البحث العلمي الذين يتوصلون في نهاية الأمر لرسالة مقتضبة «طلبك مرفوض لعدم كفاية الأدلة لتغيير أدائك السنوي»، وبالتالي «روح دور لك واسطة»!

التخطيط الاستراتيجي: على الورق، الاستراتيجيات مغرية لدرجة أن خبراء المعهد معرضون لا محالة إما للخطف من قبل الاستخبارات الأميركية أو للاغتيالات من قبل طالبان! لكن على الواقع، المدراء عندهم بعض الموظفين لخدمة مصالحهم الشخصية وبعيداً عن أهداف الوطن والمعهد العلمية (راجعوا السيرة الذاتية للقيادات).

وأخيراً عنصر القيادة: حتى تعرف عنصر القيادة الفلتة لدى المعهد، يعلق أحد خبراء المعهد بأن مدراء الدوائر البحثية في المعهد ليست لديهم شهادات موثقة بالإدارة. كما أن ليس لدى المدراء أي معلومات عن النظريات الحديثة التي تطبق باليابان وأميركا وأوروبا، ولهذا جهل مدراء المعهد بهذه النظريات جعل أداء المعهد علمياً وأكاديمياً من دون المستوى المطلوب، وذلك لعدم معرفة ماهية البحث العلمي، وجعل الخدمات الهندسية والمختبرية كمشاريع بحثية تدخل بترقيات الباحثين، فلا غرابة أن يظل المعهد «راوح مكانك» من 1995 إلى يومنا هذا.

بعد استماحة زميلنا المعطش: أدام الله من أحب المعهد ولا دام من لم يحب المعهد.



د. حسن عبدالله عباس

كاتب كويتي

hasabba@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي