| علي الفضلي |لم يعد جيل الشباب اليوم بحاجة إلى المزيد من ضياع الوقت في ما لا يفيد، فاليوم وبالتزامن مع تسارع وتيرة التقدم العلمي والاكتشافات المتعددة، بات الشاب العربي وبحكم ظروف التخلف التي تحيط به لا يعرف كيف يبدأ طريقه نحو الرقي، فهو في حيرة من أمره، وأمام خيارين كل منهما يقف الشاب عاجزا أمامهما، فيتساءل الشاب هل أبدأ من حيث ما بدأ الآخرون أم من حيث ما انتهوا إليه؟إن الخيار الأول سيكون من العسير تقبله لدى الشاب، حينما ينظر لموقعه والبعد الفاحش الذي يفصله على الأقل عن أقرب منافسيه، وبالتالي سيصاب فورا بالاحباط، ليتحول إلى نظرة دونية للنفس ونظرة إجلال واحترام مبالغ فيهما للمنافسين، ومن الشواهد الحية التي تبرهن على مصداقية ما سلف ذكره، هو تجرد العديد من شبابنا من هويتهم الأصلية واقحام العديد من ثقافات الآخرين بداخلهم كاللغة الانكليزية على سبيل المثال، ولست في هذا المقام أقصد الدعوة لعدم تعلم اللغات المختلفة كالانكليزية، لكن ما أعنيه ان الطامة الكبرى تكمن عندما يتقن هذا الشاب تلك اللغة وهو لا يفقه شيئا في لغته العربية الأم، وبالتالي فإن الخيار الأول على الرغم من ضرورته لكن الإنسان العربي وإن ابتدأ بتلك البداية فإنه سيحبو على ركبيته دون أن يشكل من خلال حبوه أي تقدم ملموس.وبالنسبة للخيار الثاني المتمثل في الابتداء من حيث ما انتهى إليه الآخرون، فإن الحالة هنا تبدو أشق على الشاب، وقد يتكبد الخسائر الكثيرة ويدفع الغالي والنفيس، وفي نهاية المطاف لم يحقق أي شيء، ذلك لأن البنية التحتية غير متوافرة لينطلق من خلالها الشاب، علاوة على عدم وجود الخبرة الكافية التي تمكنه من تحمل تلك المسؤولية.ولو نظرنا إلى واقعنا المعاصر كدول عربية، لوجدنا أننا أناس مستهلكون لما يقدمه لنا الآخرون مقابل ما نمنحه لهم من براميل للنفط، دون النظر إلى مستقبل هذه المبادلة، فالذهب الأسود له أجل قريب معلوم كما يصرح به آخر التقارير العلمية، وعند انقضائه سنستبدل السيارات بالحمير لنركبها، وأي حمير!، فمنذ أيام صرح المسؤولون في الكويت أننا لا نملك سوى 4 حمير، فكم سيتبقى منهم بعد 50 عاما؟حتى لا نلجأ إلى الحمير، يتوجب علينا أن نستغل أفكار الشباب الكويتي المبدع، فمنذ أيام قليلة أُبهرنا بالمشاريع المميزة لطلبة كلية الهندسة والبترول، وكلها مشاريع تستقصد المستقبل وتطوير وتنمية البلاد دون النظر إلى مساعدة الآخرين، كالاستفادة من الطاقة الطبيعية في تحويل طاقة الشمس إلى طاقة ضوئية.واليوم يعيش أغلب الشباب في صفاء ذهني بعيد عن مقاعد الدراسة في عطلة الصيف، وهم بحاجة إلى استغلال الوقت خير استغلال، والعمل بجد في وقت المهل قبل وقت الشدة، واليقين بأن هذه الحياة طريق لمن أراد الاستزادة والتقدم، ومن تخلف فسيلجأ إلى الـ 4 حمير.جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجياتخصص علم الحاسوب