|بقلم: روبرت عبدالله|تم اعداد هذه المقالة لجميع اولئك الذين يرغبون في المساهمة في مكافحة الجوع في العالم. وقد قررت ان اكتبها لدعم ترشيح صديقي جوزيه غرازيانو دا سيلفا لمنصب المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو).مازال هناك الكثير من الاجتهاد يتعين القيام به لضمان الامن الغذائي العالمي. ويشمل بالضرورة اصلاح ودعم منظمة الفاو، بالاضافة إلى تعزيز الممارسات الزراعية التي هي شاملة اجتماعيا ومستدامة بيئيا، وبالاخص الزراعة الاسرية. ولهذا الغاية، فانه من الضروري تنمية دور صانعي القرار على الصعيد المحلي وضمان ادارة اكثر لا مركزية التي تسمح للدول بان تلعب دورا اكبر في هذه العملية ولاسيما الدول النامية.وقد اثبت السيد/غرازيانو بالفعل انه قادر تماما على تحقيق هذا الانجاز، بصفته المدير العام المساعد لمنظمة «الفاو» والممثل الاقليمي عن اميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وقاد «برنامج لا للجوع» الذي بادرت به دول اميركا اللاتينية والكاريبي، حيث كانت دول المنطقة هي الاولى في العالم التي تبنت هذا الالتزام للقضاء على الجوع بحلول عام 2025. كما لعب دورا محوريا في عملية التنسيق بين كل من منظمة الفاو ووكالات منظومة الامم المتحدة مثل اللجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (ECLAC)، برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP)، منظمة العمل الدولية (ILO)، ومنظمات دولية اخرى مثل معهد الدول الاميركية للتعاون في مجال الزراعة (IICA)، ومنظمة الدول الاميركية (OAS).وقد تخللت المسيرة المهنية للسيد/ غرازيانو مبادرات تهدف للتنمية الريفية ومحاربة الجوع. ومثال على ذلك السياسات الناجحة لمكافحة الجوع وسوء التغذية التي نفذت في البرازيل منذ عام 2003، وكان السيد/غرازيانو هو الذي قام بتنسيق انشاء «برنامج لا للجوع»، والذي سمح لاربعة وعشرين مليون برازيلي من الخروج من براثن الفقر خلال خمس سنوات وانخفاض سوء التغذية في البرازيل بنسبة (25 في المئة) وذلك باستخدام اقل من (0.5 في المئة) من الناتج المحلي الاجمالي البرازيلي.ويتميز التاريخ البرازيلي بمساهمات ذات اهمية لمبادرات منظمة الفاو.وكان جوزوي دي كاسترو احد اهم البرازيليين في تاريخ منظمة الفاو، الذي الف كتبا عن «جغرافية الجوع» و«الجغرافيا السياسية للجوع». وكان الكتاب الاول بمثابة دراسة رائدة عن الوضع في البرازيل والكتاب الثاني بمثابة تقدير المجاعة في العام باسره.ومن الاهمية الاشارة إلى ان منظمة «الفاو» قد انشئت بهدف ضمان الامن الغذائي في العالم، وبالرغم من الجهود العديدة والانجازات، الا ان هذا الهدف لم يتم تحقيقه حتى الان، بعد مرور ستين عاما على انشاء المنظمة، حيث ان واحدا من اصل سبعة اشخاص في العالم لا يزال يعاني الجوع.وهذا هو السبب الرئيسي الذي يؤكد ان منظمة «الفاو» بحاجة للاستمرار في هذا التحدي المتمثل في القضاء على الجوع في العالم من خلال اجراءات فعالة تستثمر في الموارد التي تهدف إلى تعزيز التنمية الريفية المستدامة وتكثيف التعاون من الجنوب إلى الجنوب، وكذلك عن طريق التبادل والتضامن بين الامم.ومن الضروري تعزيز الزراعة الاسرية والسياسات العامة الرامية إلى الحفاظ على المزارعين في الريف، تحسين البنية التحتية للانتاج، وخلق فرص الحصول على التمويل، المساعدة التقنية وتنمية جودة الانتاج الريفي لانتاج وتسويق البضائع. من الضروري والملح الاعتراف بدور المزارعين الصغار كضامن للتنوع البيولوجي، سلامة المناظر الطبيعية الريفية والامن الغذائي، هذه الممارسات يجب ان تقترن مع زيادة التعاون الدولي، ولاسيما بين الدول التي لديها مناطق احيائية متشابهة.وهذه الطريقة المثلى لضمان الاحتياج المتزايد لمنتجات غذائية صحية لسكان العام الذين سيصل عددهم في منتصف القرن الحالي إلى تسعة بلايين نسمة.كمهني متميز وحقق الكثير من الانجازات فإن السيد/غرازيانو دا سيلفا يمتلك كل الصفات اللازمة للمضي قدما في مواجهة هذا التحدي.* سفير البرازيل لدى الكويت