أحداث سورية حرّكت «خط التماس» السني - العلوي في عاصمة الشمال
طرابلس «استقبلت» ميقاتي ووزراءها الأربعة بـ ... 6 قتلى
تظاهرة مناوئة للنظام السوري في شمال لبنان أمس (ا ب)
| بيروت ـ من ليندا عازار |
... فرح سبقه «دم». هكذا بدا المشهد في طرابلس امس حيث «انفجر» في شكل دراماتيكي الوضع على خط التماس «المذهبي» بين باب التبانة (السنية) وجبل محسن (العلوية) على وقع الأحداث الجارية في سورية والاحتقان الداخلي المتصاعد منذ تأليف الحكومة الجديدة.
فطرابلس التي كانت تستعدّ لـ «احتفالية» نيلها «حصة الأسد» من الوزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (خمسة من ثلاثين)، سرعان ما دهمتها اشتباكات دموية بين باب التبانة وجبل محسن أدت الى مقتل ما لا يقلّ عن 6 اشخاص (بينهم علي فارس المسؤول العسكري في الحزب العربي الديموقراطي العلوي والعسكري في الجيش اللبناني محمود عبد الحميد) وجرْح نحو 20 (بينهم عسكريان) بعد مسيرة انطلقت من التبانة تنديداً بـ «الجرائم والتنكيل» بحق الشعب السوري واعتراضاً على أداء السلطات اللبنانية بإزاء النازحين الى الشمال.
وفيما كان مركز الصفدي الثقافي يضع اللمسات الأخيرة على التهاني المسائية للرئيس ميقاتي ووزراء طرابلس: محمد الصفدي، أحمد كرامي، نقولا نحّاس وفيصل كرامي، «طارت» هذه المحطة (استبدلها ميقاتي بمؤتمر صحافي) مع الاشتعال المفاجئ لـ «جبهة» جبل محسن - باب التبانة على طرفي «شارع سورية»، مع خروج مئات من «الغاضبين» بعد صلاة الجمعة مطلقين «صرختين» واحدة دعماً للشعب السوري وثانية بوجه السلطات في لبنان، وهي التظاهرة التي تعرّضت لإطلاق نار وقذيفة «انيرغا» من جبل محسن ما ادى الى سقوط جرحى من المتظاهرين قبل ان تتوسّع رقعة المواجهات وتتنوّع «أسلحتها»، في تطور جاء غداة تمدُّد مسيرة تنديد بالنظام السوري الى تمزيق صور للرئيس ميقاتي في عاصمة الشمال لم يتأخّر الردّ عليها «بالمثل» عبر حرق صور لرئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي.
واذا كان قرار «الخماسي» الوزاري من الأكثرية الجديدة في طرابلس «الاحتفال» بهذه «السابقة» حمل إشارات معبّرة بدت برسم الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة تُعتبر «خزاناً سنياً» و«قلعة» لتيار «المستقبل» حجر الزاوية في المعارضة الجديدة، فان تصاعُد التحركات في «طرابلس الشام» ضدّ النظام السوري يعكس «غلياناً مكتوما» تعيشه المدينة التي يبلغ «عمرها» 16 قرناً والتي تحتضن «خط نار» باب التبانة - جبل محسن الذي لا يزال يجرجر ذيول أحداث دموية وقعت في الثمانينات من القرن الماضي (حين انتصر الجيش السوري وحلفاؤه في جبل محسن على المقاومة الفلسطينيّة وحلفائها في باب التبانة)، والذي تخشى دوائر مراقبة عدة ان يشكل في هذه المرحلة «الخاصرة الرخوة» التي «تنْفَذ» منها الفتنة السنية - الشيعية الباحثة عن «نافذة» لـ «القبض» على المشهد اللبناني وإطلاق يد النظام السوري أكثر وأكثر في التصدّي للانتفاضة الشعبية.
وجاء الرصاص الذي «لعلع» بعد ظهر امس بين باب التبانة وجبل محسن وتبادُل قذائف الانيرغا ليقرع «ناقوس الخطر» ويضع طرابلس على حافة «سيناريوات قاتمة» ووجهاً لوجه امام اسئلة من النوع الصعب، ليس أقلّها هل المسألة «رمانة ام قلوب مليانة؟» ام ما هو أدهى من ذلك؟ ولمصلحة مَن «نزع الصواعق» في لحظة احتدام تعاظُم الاحتجاجات ضد النظام في سورية؟
وقد اشارت المعلومات الى ان الاشتباكات التي اندلعت على اكثر من «جولة» أعقبت التعرض لتظاهرة التأييد للشعب السوري ما فجّر تراشقاً بالحجارة تطور الى تلاسُن ثم إطلاق نار بالأسلحة الرشاشة قبل «التقاصُف» بـ«الانيرغا»، ما ادى الى اصابة علي فارس بجروح بالغة ونقله الى المستشفى حيث لم يلبث ان فارق الحياة ومقتل العسكري محمود عبد الحميد، في حين اشارت معلومات الى وفاة شخص ثالث يدعى خضر المصري وجرح نحو عشرة بينهم محمد حسين، محمود المولى، مصطفى العتر واحمد المصري، وعدد من عناصر الجيش اللبناني الذي حاول ضبط الوضع وواجه صعوبة بالغة رغم قراره «الضرب بيد من حديد».
وكان نحو الف شخص تظاهروا بعد صلاة الجمعة امام مسجد حمزة في منطقة القبة وانطلقوا في اتجاه ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) بدعوة من «رابطة الطلاب المسلمين والطلاب السوريين في الجامعة اللبنانية» في طرابلس مطلقين هتافات مؤيدة للشعب السوري. ومع وصول المتظاهرين الى «ساحة النور»، كان بانتظارهم نحو 400 شخص آخرين وسط انتشار لعناصر الجيش اللبناني.
وجاءت هذه التظاهرة غداة مسيرة جابت احياء باب التبانة ليل الخميس «تأييدا للشعب السوري»، حيث عمد المشاركون فيها الى قطع الطريق الدولية في منطقة نهر أبو علي بالإطارات المشتعلة وأطلَقوا هُتافاتٍ ضد الدولة اللّبنانية معتبرين أنّها لم تفِ بوعودِها وقامت بتسليم مواطنين سوريين لجأوا إلى لبنان هربا من القمع إلى قواتِ الأمن السورية.
وذكرت تقارير صحافية أنّ المتظاهرين خرجوا في مسيرات متنقّلة ومزّقوا صور الرئيس ميقاتي، قبل ان يتحرك مناصرو رئيس الحكومة ويمزّقوا صور الرئيس الحريري واللواء ريفي، من دون أن يسجّل أيّ اشتباك بين الفريقين.
وقد جرت اتّصالات بين وزير الداخليّة مروان شربل والنائب محمد كبارة لضبط الوضع والحدّ من تفاقمه، فيما انتشرت وحدات من الجيش وقوى الأمن في معظم شوارع طرابلس، خصوصا في «ساحة النور».
ومساء، حذر رئيس الحكومة في مؤتمر صحافي في طرابلس، من ان «السلم الأهلي في المدينة خط احمر»، وانه طلب من القوى الامنية «الضرب بيد من حديد... لقطع دابر الفتنة في المدينة».
واضاف ان «لدى الجيش، الذي عزز قواته في مناطق الاشتباكات، أوامر صريحة لوضع حد للفتنة»،وقال: «لا نسمح لأحد بمد يده على هذه المدينة والقوى الأمنية ستكون صارمة».
ووصف ما يحدث بـ «رسائل دماء وتهديد» لكنه رفض توجيه اتهام الى اي جهة بتلك الحوادث بانتظار نتائج التحقيقات وقال «لا يمكن ان اتهم احداً».
في موازاة ذلك، أوقفت البحرية السورية مركب صيد لبنانياً دخل عن طريق الخطأ الى المياة الإقليمية السورية قبالة شاطئ العريضة الحدودي وعلى متنه 4 صيادين لبنانيين هم صاحب المركب سليمان . س وابنه محمد وعبد القادر م.ح وموسى س.ر، فيما لم يكن عرف حتى بعد ظهر امس أي شيء عن مصيرهم.
... فرح سبقه «دم». هكذا بدا المشهد في طرابلس امس حيث «انفجر» في شكل دراماتيكي الوضع على خط التماس «المذهبي» بين باب التبانة (السنية) وجبل محسن (العلوية) على وقع الأحداث الجارية في سورية والاحتقان الداخلي المتصاعد منذ تأليف الحكومة الجديدة.
فطرابلس التي كانت تستعدّ لـ «احتفالية» نيلها «حصة الأسد» من الوزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (خمسة من ثلاثين)، سرعان ما دهمتها اشتباكات دموية بين باب التبانة وجبل محسن أدت الى مقتل ما لا يقلّ عن 6 اشخاص (بينهم علي فارس المسؤول العسكري في الحزب العربي الديموقراطي العلوي والعسكري في الجيش اللبناني محمود عبد الحميد) وجرْح نحو 20 (بينهم عسكريان) بعد مسيرة انطلقت من التبانة تنديداً بـ «الجرائم والتنكيل» بحق الشعب السوري واعتراضاً على أداء السلطات اللبنانية بإزاء النازحين الى الشمال.
وفيما كان مركز الصفدي الثقافي يضع اللمسات الأخيرة على التهاني المسائية للرئيس ميقاتي ووزراء طرابلس: محمد الصفدي، أحمد كرامي، نقولا نحّاس وفيصل كرامي، «طارت» هذه المحطة (استبدلها ميقاتي بمؤتمر صحافي) مع الاشتعال المفاجئ لـ «جبهة» جبل محسن - باب التبانة على طرفي «شارع سورية»، مع خروج مئات من «الغاضبين» بعد صلاة الجمعة مطلقين «صرختين» واحدة دعماً للشعب السوري وثانية بوجه السلطات في لبنان، وهي التظاهرة التي تعرّضت لإطلاق نار وقذيفة «انيرغا» من جبل محسن ما ادى الى سقوط جرحى من المتظاهرين قبل ان تتوسّع رقعة المواجهات وتتنوّع «أسلحتها»، في تطور جاء غداة تمدُّد مسيرة تنديد بالنظام السوري الى تمزيق صور للرئيس ميقاتي في عاصمة الشمال لم يتأخّر الردّ عليها «بالمثل» عبر حرق صور لرئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي.
واذا كان قرار «الخماسي» الوزاري من الأكثرية الجديدة في طرابلس «الاحتفال» بهذه «السابقة» حمل إشارات معبّرة بدت برسم الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة تُعتبر «خزاناً سنياً» و«قلعة» لتيار «المستقبل» حجر الزاوية في المعارضة الجديدة، فان تصاعُد التحركات في «طرابلس الشام» ضدّ النظام السوري يعكس «غلياناً مكتوما» تعيشه المدينة التي يبلغ «عمرها» 16 قرناً والتي تحتضن «خط نار» باب التبانة - جبل محسن الذي لا يزال يجرجر ذيول أحداث دموية وقعت في الثمانينات من القرن الماضي (حين انتصر الجيش السوري وحلفاؤه في جبل محسن على المقاومة الفلسطينيّة وحلفائها في باب التبانة)، والذي تخشى دوائر مراقبة عدة ان يشكل في هذه المرحلة «الخاصرة الرخوة» التي «تنْفَذ» منها الفتنة السنية - الشيعية الباحثة عن «نافذة» لـ «القبض» على المشهد اللبناني وإطلاق يد النظام السوري أكثر وأكثر في التصدّي للانتفاضة الشعبية.
وجاء الرصاص الذي «لعلع» بعد ظهر امس بين باب التبانة وجبل محسن وتبادُل قذائف الانيرغا ليقرع «ناقوس الخطر» ويضع طرابلس على حافة «سيناريوات قاتمة» ووجهاً لوجه امام اسئلة من النوع الصعب، ليس أقلّها هل المسألة «رمانة ام قلوب مليانة؟» ام ما هو أدهى من ذلك؟ ولمصلحة مَن «نزع الصواعق» في لحظة احتدام تعاظُم الاحتجاجات ضد النظام في سورية؟
وقد اشارت المعلومات الى ان الاشتباكات التي اندلعت على اكثر من «جولة» أعقبت التعرض لتظاهرة التأييد للشعب السوري ما فجّر تراشقاً بالحجارة تطور الى تلاسُن ثم إطلاق نار بالأسلحة الرشاشة قبل «التقاصُف» بـ«الانيرغا»، ما ادى الى اصابة علي فارس بجروح بالغة ونقله الى المستشفى حيث لم يلبث ان فارق الحياة ومقتل العسكري محمود عبد الحميد، في حين اشارت معلومات الى وفاة شخص ثالث يدعى خضر المصري وجرح نحو عشرة بينهم محمد حسين، محمود المولى، مصطفى العتر واحمد المصري، وعدد من عناصر الجيش اللبناني الذي حاول ضبط الوضع وواجه صعوبة بالغة رغم قراره «الضرب بيد من حديد».
وكان نحو الف شخص تظاهروا بعد صلاة الجمعة امام مسجد حمزة في منطقة القبة وانطلقوا في اتجاه ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) بدعوة من «رابطة الطلاب المسلمين والطلاب السوريين في الجامعة اللبنانية» في طرابلس مطلقين هتافات مؤيدة للشعب السوري. ومع وصول المتظاهرين الى «ساحة النور»، كان بانتظارهم نحو 400 شخص آخرين وسط انتشار لعناصر الجيش اللبناني.
وجاءت هذه التظاهرة غداة مسيرة جابت احياء باب التبانة ليل الخميس «تأييدا للشعب السوري»، حيث عمد المشاركون فيها الى قطع الطريق الدولية في منطقة نهر أبو علي بالإطارات المشتعلة وأطلَقوا هُتافاتٍ ضد الدولة اللّبنانية معتبرين أنّها لم تفِ بوعودِها وقامت بتسليم مواطنين سوريين لجأوا إلى لبنان هربا من القمع إلى قواتِ الأمن السورية.
وذكرت تقارير صحافية أنّ المتظاهرين خرجوا في مسيرات متنقّلة ومزّقوا صور الرئيس ميقاتي، قبل ان يتحرك مناصرو رئيس الحكومة ويمزّقوا صور الرئيس الحريري واللواء ريفي، من دون أن يسجّل أيّ اشتباك بين الفريقين.
وقد جرت اتّصالات بين وزير الداخليّة مروان شربل والنائب محمد كبارة لضبط الوضع والحدّ من تفاقمه، فيما انتشرت وحدات من الجيش وقوى الأمن في معظم شوارع طرابلس، خصوصا في «ساحة النور».
ومساء، حذر رئيس الحكومة في مؤتمر صحافي في طرابلس، من ان «السلم الأهلي في المدينة خط احمر»، وانه طلب من القوى الامنية «الضرب بيد من حديد... لقطع دابر الفتنة في المدينة».
واضاف ان «لدى الجيش، الذي عزز قواته في مناطق الاشتباكات، أوامر صريحة لوضع حد للفتنة»،وقال: «لا نسمح لأحد بمد يده على هذه المدينة والقوى الأمنية ستكون صارمة».
ووصف ما يحدث بـ «رسائل دماء وتهديد» لكنه رفض توجيه اتهام الى اي جهة بتلك الحوادث بانتظار نتائج التحقيقات وقال «لا يمكن ان اتهم احداً».
في موازاة ذلك، أوقفت البحرية السورية مركب صيد لبنانياً دخل عن طريق الخطأ الى المياة الإقليمية السورية قبالة شاطئ العريضة الحدودي وعلى متنه 4 صيادين لبنانيين هم صاحب المركب سليمان . س وابنه محمد وعبد القادر م.ح وموسى س.ر، فيما لم يكن عرف حتى بعد ظهر امس أي شيء عن مصيرهم.