في كلمة الأب الى أبنائه، شدد سمو الامير الشيخ صباح الأحمد على التمسك بالدستور والديموقراطية، وأن لا مجال لمزيد من الفوضى والانفلات التي تهدد امن الوطن ومكتسباته، داعيا اهل الكويت الى فزعة وطنية جامعة، والشباب الى الحفاظ على الروح الكويتية المعهودة لبناء سور الوحدة الوطنية.وشكر سموه اهل الكويت والمقيمين على «ما عبروا عنه جميعا من مشاعر فياضة ودعوات صادقة واستفسار متواصل للاطمئنان على صحتنا وعلى تهانيهم ودفء مشاعرهم بنجاح فحوصاتنا الطبية»، مقدرا ومثمنا عاليا ما عبروا عنه من فرحة كبيرة وسرور وسعادة وابتهاج بالغ أظهره الاستقبال الرائع والمؤثر اثر عودتنا الى أرض الوطن العزيز ما كان له أطيب الأثر في نفوسنا، مجسدين بذلك روح الأسرة الكويتية الواحدة المتحابة والمتوادة والمتواصلة».وشدد سموه على أن «كويتنا الغالية هي الملاذ والوطن الخالد الحصين، وأن نكون على العهد دائما في التفاني في حمايتها والحفاظ على سلامتها ووحدتها والعمل من أجل رفعتها قولا وعملا، وان لا وجود ولا عزة لنا الا بوحدتنا وبقاء كويتنا شامخة قوية عزيزة بعون الله».وقال سموه إن «أهل الكويت عاشوا على مر الأجيال أخوة متحابين متراحمين توحدهم روابط المصير المشترك عاشقين لوطنهم مضحين من أجله بالأرواح وبالغالي والنفيس مجسدين روح الأسرة الواحدة متمسكين بثوابتهم وقيمهم الأصيلة وبوحدتهم الوطنية، فحافظوا على الأمانة كريمة معززة، غالبوا فيها الصعاب وتجاوزوا التحديات والمخاطر لننعم برغد العيش والخير الوفير».وشارك سموه إخوانه وأبناءه المواطنين «مشاعر القلق والاستغراب ازاء ما تشهده الساحة المحلية من أحداث وممارسات بالغة السوء والضرر. ولعلكم تتابعون معي ما يجري تحت قبة البرلمان من ممارسات تخرج عن اطار الدستور وتتجاوز مقتضيات المصلحة الوطنية، تتسم بالتعسف وتسجيل المواقف وتصفية الحسابات والشخصانية المقيتة».ورأى سموه ان ممارسات البعض «تجاوزت الحدود والضوابط التي وضعها الدستور لحماية الديموقراطية، وانزلق البعض الى محاولات تكريس ثقافة غريبة على مجتمعنا قوامها الخروج عن القيم الكويتية الفاضلة المعهودة وانحدار لغة الحوار والتخاطب وانتهاك الدستور والقانون وتجاوز ضوابط الحرية وحدودها لتطول حرية الآخرين والمساس بكراماتهم والاساءة الى دول شقيقة وصديقة».وتساءل سموه «فالى اين نحن اليوم ماضون وماذا يراد بكويتنا الغالية؟ سؤال يتردد في ذهن كل كويتي مخلص لوطنه بعد أن بلغ السيل الزبى وأصبح الجميع رهين مشاعر القلق والاحباط».وأكد سمو الأمير أن «المجال لم يعد يسمح بالمزيد من الفوضى والانفلات والمشاحنات التي تهدد امن الوطن ومقدراته ومكتسباته. فنحن ننعم بفضل الله بنهج ديموقراطي حقيقي اخترناه جميعا ودستور شامل متكامل نفخر به وبرلمان منتخب ومؤسسات اعلامية حرة ومجتمع تسوده كل اسباب الألفة والمودة والتلاحم. فهذه نعم من الله غالية تستوجب الحمد والشكر وكلها تغنينا عن هذه الانحرافات غير المبررة وما قد يترتب عليها من تداعيات ومحاذير ظاهرة وباطنة لا يعلم الا الله حدود مخاطرها واثارها». وشدد سموه على ان «علينا جميعا مسؤولية الحفاظ على امن بلدنا، وان ندرك شرور الفوضى والخروج عن الاطر التي يحكمها القانون. وقد طلبت من وزير الداخلية مواصلة اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية امن الكويت واستقرارها وعدم التهاون ازاء كل من يحاول المساس بأمن البلاد وثوابتها الوطنية والتجاوب مع القوانين والانظمة. فأمن البلد واستقراره وسلامة ابنائه وممتلكاته امر يحتاج منا جميعا الى احترام القوانين والالتزام بها».وقال سموه: «لقد اكدت مرات واجدد التأكيد على انني من يحمي الدستور ولن اسمح بأي مساس به فهو الضمانة الحقيقية لاستقرار نظامنا السياسي والدعامة الرئيسية لأمن بلدنا وان ايماننا راسخ بنهجنا الديموقراطي ولن نقبل عنه بديلا، فهو نهج متجذر ثابت في وجدان اهل الكويت توارثوه وتمسكوا به جيلا بعد جيل».وقال سموه «ندرك جميعا بأننا شعب لا يحتمل الفرقة والانقسام وعلينا أن نعي ان الاخطار والتحديات كثيرة في ظل التطورات التي تمر بها المنطقة والعالم بأسره وانعكاساتها المباشرة على امننا الوطني ومقدرات ومكتسبات شعبنا، الامر الذي يستوجب الحرص على عدم اتاحة الفرصة لمن يريد تعكير صفو وحدتنا والمساس بأمننا. علينا أن نحول الولاء للوطن من شعار نتغنى به الى ممارسة جادة لواجبات المواطنة الحقة تضيف للوطن وترفع من شأنه».وأكد سموه دور الشباب «ركيزة الأمن ومادة المستقبل وهم المد المتجدد والطاقة المحركة للحاضر والمستقبل والعقول والنفوس آنية لا تظل فارغة أبدا واذا لم يملأها الفكر الايجابي المستقيم ملأتها الأفكار المشوهة والهدامة».وأكد سموه «إننا على يقين بأننا قادرون على مواجهة التحديات بإصرار أكيد وعزم لا يلين نعلي صوت الحق ونحترم النظام والقانون ونعتز بالحرية ضميرا في ذواتنا ونترفع عن التحزب والتعصب والتناحر ونرفض الفتنة والفرقة والانقسام ونرتقي الى حجم الأمانة العظيمة التي نحملها نستلهم الدروس والعبر، فالحكيم من اتعظ بتجارب غيره، فلنعمل متعاضدين قلبا واحدا ويدا واحدة لتكون مصلحة الكويت دائما وأبدا هي العليا وسابقة لكل اعتبار. انها دعوة لأهل الكويت جميعا لفزعة وطنية جامعة، ودعوة لأبنائي الشباب على وجه الخصوص للحفاظ على الروح الكويتية المعهودة لبناء سور الوحدة الوطنية الذي يحفظ أمنها ويصون ثوابتها. أدعوكم للانشغال ببناء كويت المستقبل وبث روح الأمل والتفاؤل وتوجيه الجهود نحو ما ينفع الوطن فليس أمامنا غير النجاح وهو مسؤوليتنا المشتركة وقدرنا».