اعتبرت أن الكويتيين يعرفون كيف يتعاملون مع قضاياهم مشددة على ضرورة التحلي بالمسؤولية خلال التعبير عن الرأي
السفيرة الأميركية عن التظاهرات المطالبة برحيل رئيس الوزراء: إذا استمع أوباما يوميا إلى منتقديه... فلن يكون لديه الوقت للعمل
السفيرة الأميركية متوسطة محرري الصحف في حديقة منزلها بمشرف
| كتبت غادة عبدالسلام |
في اخر لقاء جمعها مع الاعلاميين بصفتها ممثلا لبلادها لدى الكويت، تحدثت السفيرة الاميركية ديبورا جونز بايجاز عن مجمل القضايا بدءا بالمعتقلين الكويتيين لدى غوانتانامو مرورا بالعلاقات الكويتية - العراقية والموقف من الملف النووي الايراني وصولا الى الوضع السوري والثورات العربية.
ولم تخف السفيرة جونز في لقائها مع عدد من ممثلي وسائل الاعلام المحلية الذي عقدته صباح امس في مقر اقامتها في مشرف، لم تخف تأثرها لمغادرة «بيتها الثاني» - الكويت - مشيدة بالعلاقات الكويتية - الاميركية، وموضحة انه «يجري العمل على ايجاد حل مرض للجانبين في ما يخص معتقلي غوانتانامو»، واضعة التظاهرات المطالبة برحيل رئيس الوزراء ضمن الشأن الداخلي، ومبدية ثقتها بتراجع حدة الارهاب بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
بداية وتعليقا على التظاهرات في الكويت ومطالبة بعض النواب برحيل رئيس الوزراء، اعتبرت السفيرة الاميركية ان «الكويتيين يعرفون كيف يتعاملون مع قضاياهم ولا يحتاجون للتدخل في ذلك»، مشيرة الى اني «لم اسمع من اي مسؤول رسمي علنا او بالخفاء القول اننا لا نريد الديموقراطية»، مشددة على «ضرورة التحلي بالمسؤولية خلال التعبير عن الرأي»، ومضيفة ان «في الكويت 1.2 مليون مواطن يعرفون كيف يعبرون عن رأيهم ومن يختارون وكيف و... لماذا»، مستطردة بالقول «اذا استمع الرئيس الاميركي باراك اوباما يوميا الى منتقديه، فانه لن يكون لديه الوقت للعمل».
واضافت: «اتابع ما يحصل في الدول العربية من تغييرات وهي امور جيدة تسوق بصورة ايجابية للحركة السلمية لدى العرب».
وفي الحديث عن الديموقراطية الكويتية قالت ان «الديموقراطية لا تعني وجود حكومة مثالية بل نظام حكم يتعامل مع القضايا بجدية»، مشددة على اهمية «وجود الدستور ودولة القانون»، لافتة الى ان «الحكومة الكويتية تعمل على توفير الوظائف ومن اجل الشعب»، ومضيفة انه «بالرغم من وجوب ان يكون صوت المجموعات مسموعا الا انه من المهم ان تكون هناك ثوابت وطنية يتحرك من خلالها المجتمع»، مشددة على «اهمية الجهد البشري في تطبيق الديموقراطية».
ونفت السفيرة الاميركية ما نقل عنها بأن «المطالبة بالمعتقلين في غوانتانامو امر واه»، مشيرة الى ان «الحكومة الاميركية توفر المحامين للترافع امام المحاكم عن المتهمين الذين يحاربون قواتنا اضافة الى وجود الكثير من المحادثات على اعلى المستويات تجرى حولهم»، معتبرة ان «المتهمين الكويتيين يشكلان خطرا مستمرا على بلادنا ومصالحها وسنواصل العمل مع الكويت للوصول إلى حل مرض يضمن أمن كل الأطراف ويعالج هواجس الحكومة الكويتية بشأن مواطنيها»، مضيفة «أنتم تعلمون ان مستوى الأدلة المطلوبة لإدانة شخص ما مسألة مختلفة تماما عن المعلومات الاستخباراتية التي نملكها عن نشاطه».
وشددت على اننا «نعمل على اغلاق المعتقل بشكل دائم»، مضيفة انه «من غير المعقول ان يكون من تم القاء القبض عليه في منطقة قندهار او تورا بورا سائحا او زائرا بريئا لتلك المناطق»، متسائلة «هل يقصد احدكم هذه المناطق للسياحة؟؟».
وقالت ان «الديبلوماسية هي بناء العلاقات وليس تحقيق الاهداف، وهي دعم للعلاقات وتنميتها»، مشيرة الى ان «الشباب الكويتي وبعد 20 عاما من التحرير ينظر للولايات المتحدة بصورة مختلفة عما كان يفعل قبل 5 سنوات».
وبالانتقال للوضع العراقي والعلاقات مع الكويت، أشارت إلى ان «الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تبادلا للسفراء بين الجانبين اضافة الى العديد من الزيارات الرسمية واجراء مباحثات»، مضيفة ان «حكومتي البلدين متعاونتان»، ومبينة ان «علاقة الولايات المتحدة جيدة مع البلدين».
واضافت جونز ان «العراق كان معزولا لعقود وعلينا الاستفادة من الخبرة الكويتية»، موضحة انه «من المهم جدا ان يدرك الناس ان الحكومة العراقية تقوم بالمهام الامنية بمساعدة القوات الاميركية»، معتبرة ان «هناك من يريد اثارة المشاكل في العراق كما حصل في بعقوبة، وان العراق لا يزال في مرحلة التحول السياسي»، ومشيرة الى ان «الشعب الاميركي يريد عودة الجنود الى البلاد».
وتطرقت السفيرة الاميركية الى قضية الملف الايراني، مشددة على ان بلادها «لا تزال تنتظر من طهران ان تبدي شفافية اكثر في تعاملها مع المجتمع الدولي»، قائلة «اننا مع امتلاك طهران للطاقة النووية السلمية ولكن نرفض امتلاكها للسلاح النووي لاننا مع منطقة خالية من السلاح النووي، وهذا ليس الموقف الاميركي فقط بل الموقف الدولي من اوروبا ودول مجلس التعاون وغيرهم».
وتحدثت السفيرة الاميركية عن الوضع في سورية، معلقة على تلميحات الرئيس التركي بقدرته على محو سورية عن الخارطة في حال حصوله على ضوء اخضر من الاتحاد الاوروبي واميركا بالقول ان «وزير الخارجية التركي اكد ان سياسة بلاده هي عدم وجود مشاكل مع الجيران»، معتبرة ان «التحدي كبير ومحط اهتمام الجميع، وان الرئيس التركي يعمل على ان تكون العلاقات جيدة مع دول الجوار ما يعني عدم وجود مهاجرين يتدفقون الى بلاده بسبب الاوضاع السيئة»، ومبينة ان «الرئيس التركي يلعب دورا مهما لاحتواء الازمة السورية نظرا لعلاقته الوثيقة بالرئيس بشار الاسد». وأكدت ان «اي مشاكل داخلية في سورية ستشكل خطرا على المنطقة خصوصا وان الوضع في سورية معقد وفيها (موزاييك) سياسي»، مشيرة الى «وجود خيبة امل من الاحداث واحباط لدى الناس خصوصا بعد استعمال الجيش للقوة ضد المواطنين»، مشددة على «ضرورة وضع المصلحة العامة فوق المصلحة الفردية».
وتابعت ان «الرئيس السابق حافظ الاسد اسس نظاما سياسيا، وأي هدم لهذا النظام سيؤثر سلبا على لبنان وتركيا والعراق وغيرها»، لافتة الى ان «الرئيس الحالي الدكتور بشار الاسد وعد بالاصلاحات الا ان عدم تطبيق هذه الاصلاحات ادى الى احباط لدى الشعب»، مشددة على «ضرورة ان يقوم الرئيس بتغييرات من اجل تأكيد شرعيته مع المواطنين السوريين المحبطين من عدم وجود مجتمع منفتح واحزاب سياسية».
واعتبرت ان «ايران تحاول تفجير الوضع في سورية، وانه على السوريين وضع احتياجات الشعب فوق كل شيء».
وعما اذا كان مقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن سيؤثر على عمل التنظيم قالت السفيرة جونز ان «تنظيم القاعدة مثل العلامة المسجلة بمعنى ان الافراد المنتمين اليه يتبنون افكاره ويتعودون على نمط معين»، موضحة ان «بن لادن كان فاعلا في التخطيط لعمليات التفجير اضافة الى دعمه المادي للتنظيم»، ومؤكدة ان «مقتل بن لادن سيؤثر على تنظيم القاعدة»، ومضيفة ان «القاعدة الان معزولة عن اهتمامات الناس، ومع هذا فإن الوقت غير مناسب للقول اننا قضينا على هذا التنظيم لانه ما زالت هناك جماعات».
وردا على سؤال حول انضمام المغرب والاردن لمجلس التعاون اكدت ان «الامر يعود لمجلس التعاون للتقرير وهو خاضع لقرارات المجلس الذي تدعمه الولايات المتحدة كمنظومة ناجحة، وبين الجانبين ترابط وتنسيق في جميع المجالات واي انضمام يخضع للنقاش لفترة طويلة».
وبالحديث عن الربيع العربي وما شهدته المنطقة من تدخل اميركي للاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حين لم يتم ذلك مع الرئيس المصري حسني مبارك، اعتبرت جونز انه «لا توجد مقارنة بين النظامين حيث شن صدام حروبا على جيرانه اما مبارك فقد تجاهل المطالب الشعبية وتجاهل الاصلاحات المهمة ولم يتعامل بشكل مناسب مع المتغيرات بالرغم من انه كان صديقا وحليفا ودعم التحالف من اجل تحرير الكويت».
وفي ملخص عن اقامتها في الكويت والفترة التي أمضتها سفيرا لبلادها اشارت جونز بداية الى ان « اي سفير يتسلم مهامه بناء على تعليمات من الرئاسة الاميركية والتي تكون لدعم العلاقات وتنمية الديموقراطية ودفع التعاون في المجالات الامنية والاقتصادية ومحاربة الارهاب»، موضحة انه «بين الكويت والولايات المتحدة تعاون في دعم عملية السلام»، ومضيفة «عملت جاهدة لتطوير العلاقات الاقتصادية ما يسهل الشراكة بين البلدين ورأيت تطورا في مؤسسات المجتمع المدني خصوصا في مجال المرأة وقطاع الشباب».
«ما الذي يمكن أن تقدموه إلى بلدكم»
* استشهدت السفيرة جونز بمقولة للرئيس الاميركي السابق جون كينيدي قال فيها «لا تسألوا ما الذي يقدمه بلدكم لكم، بل اسألوا ما الذي يمكن ان تقدموه الى بلدكم».
* لفتت الى اني «لم اسمع من احد زار الولايات المتحدة واشتكى من ديموقراطيتها وقال انه «لا استطيع التعامل معها».
* جددت جونز التأكيد على انها تشعر في الكويت انها في بيتها لافتة الى اني «لست انسانة سلبية بل صادقة ولهذا لم اواجه اي عوائق» مضيفة انني «لست من الاشخاص الذين يتكلمون بين السطور..».
* قالت جونز: زرت بغداد ولم اسمع احدا قال «يا ريت صدام كان هنا.. او اشتقنالوا»، مؤكدة كلامها بالقول بالعربية «ولا واحد...».
«أنت من أهلنا... أنت في قلوبنا»
• رحبت السفيرة جونز بالإعلاميين، داعية إياهم الى استغلال الفرصة في «لقائهم الأخير معها.
• بالعربية ختمت السفيرة الاميركية المنتهية مهامها لدى الكويت ديبورا جونز لقاءها مع الصحافيين بالإعراب عن سعادتها لما سمعته من المسؤولين والمتمثل بالقول «أنت من أهلنا، أنت في قلوبنا».
شفافية السياسة الكويتية
• أشارت جونز الى وثائق ويكيليكس، معتبرة انها أظهرت للعالم ما تقوم به الولايات المتحدة سرا وعلانية، موضحة ان «الوثائق لم تتضمن اخبارا عن الكويت كون السياسة الكويتية شفافة وهي نفسها في العلن والسر».
• اعتبرت السفيرة جونز ان «افضل عمل في العالم هو ان تكون سفيرا للولايات المتحدة..»
• اعتبرت السفيرة جونز ان الكويت «محظوظة ومنذ زمن الشيخ الراحل مبارك الكبير بوجود الديوانيات التي يتبادل الناس فيها الافكار ويتبادل الحاكم الرأي مع الناس».
الطائرة الورقية
• شبهت السفيرة الأميركية تعامل الانظمة مع الشعب بالطائرة الورقية، مشيرة الى ان الناس هم الطائرة والنظام هو المحرك لها.
• لفتت جونز إلى انه «من تداعيات هجومات سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة في العام 2001 انه «عندما نسافر كأميركيين داخل البلاد لرؤية اهلنا نتعرض للتفتيش كارهابيين وهذا فقط بعد احداث 11 سبتمبر..»، موضحة انه «بالرغم من ذلك لم نقطع الحدود ونغلقها امام العرب والمسلمين، بل ازداد عدد الطلبة 25 في المئة عن السابق وتزايد عدد دارسي القرآن والمهتمين بشأن الشرق الاوسط».
في اخر لقاء جمعها مع الاعلاميين بصفتها ممثلا لبلادها لدى الكويت، تحدثت السفيرة الاميركية ديبورا جونز بايجاز عن مجمل القضايا بدءا بالمعتقلين الكويتيين لدى غوانتانامو مرورا بالعلاقات الكويتية - العراقية والموقف من الملف النووي الايراني وصولا الى الوضع السوري والثورات العربية.
ولم تخف السفيرة جونز في لقائها مع عدد من ممثلي وسائل الاعلام المحلية الذي عقدته صباح امس في مقر اقامتها في مشرف، لم تخف تأثرها لمغادرة «بيتها الثاني» - الكويت - مشيدة بالعلاقات الكويتية - الاميركية، وموضحة انه «يجري العمل على ايجاد حل مرض للجانبين في ما يخص معتقلي غوانتانامو»، واضعة التظاهرات المطالبة برحيل رئيس الوزراء ضمن الشأن الداخلي، ومبدية ثقتها بتراجع حدة الارهاب بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
بداية وتعليقا على التظاهرات في الكويت ومطالبة بعض النواب برحيل رئيس الوزراء، اعتبرت السفيرة الاميركية ان «الكويتيين يعرفون كيف يتعاملون مع قضاياهم ولا يحتاجون للتدخل في ذلك»، مشيرة الى اني «لم اسمع من اي مسؤول رسمي علنا او بالخفاء القول اننا لا نريد الديموقراطية»، مشددة على «ضرورة التحلي بالمسؤولية خلال التعبير عن الرأي»، ومضيفة ان «في الكويت 1.2 مليون مواطن يعرفون كيف يعبرون عن رأيهم ومن يختارون وكيف و... لماذا»، مستطردة بالقول «اذا استمع الرئيس الاميركي باراك اوباما يوميا الى منتقديه، فانه لن يكون لديه الوقت للعمل».
واضافت: «اتابع ما يحصل في الدول العربية من تغييرات وهي امور جيدة تسوق بصورة ايجابية للحركة السلمية لدى العرب».
وفي الحديث عن الديموقراطية الكويتية قالت ان «الديموقراطية لا تعني وجود حكومة مثالية بل نظام حكم يتعامل مع القضايا بجدية»، مشددة على اهمية «وجود الدستور ودولة القانون»، لافتة الى ان «الحكومة الكويتية تعمل على توفير الوظائف ومن اجل الشعب»، ومضيفة انه «بالرغم من وجوب ان يكون صوت المجموعات مسموعا الا انه من المهم ان تكون هناك ثوابت وطنية يتحرك من خلالها المجتمع»، مشددة على «اهمية الجهد البشري في تطبيق الديموقراطية».
ونفت السفيرة الاميركية ما نقل عنها بأن «المطالبة بالمعتقلين في غوانتانامو امر واه»، مشيرة الى ان «الحكومة الاميركية توفر المحامين للترافع امام المحاكم عن المتهمين الذين يحاربون قواتنا اضافة الى وجود الكثير من المحادثات على اعلى المستويات تجرى حولهم»، معتبرة ان «المتهمين الكويتيين يشكلان خطرا مستمرا على بلادنا ومصالحها وسنواصل العمل مع الكويت للوصول إلى حل مرض يضمن أمن كل الأطراف ويعالج هواجس الحكومة الكويتية بشأن مواطنيها»، مضيفة «أنتم تعلمون ان مستوى الأدلة المطلوبة لإدانة شخص ما مسألة مختلفة تماما عن المعلومات الاستخباراتية التي نملكها عن نشاطه».
وشددت على اننا «نعمل على اغلاق المعتقل بشكل دائم»، مضيفة انه «من غير المعقول ان يكون من تم القاء القبض عليه في منطقة قندهار او تورا بورا سائحا او زائرا بريئا لتلك المناطق»، متسائلة «هل يقصد احدكم هذه المناطق للسياحة؟؟».
وقالت ان «الديبلوماسية هي بناء العلاقات وليس تحقيق الاهداف، وهي دعم للعلاقات وتنميتها»، مشيرة الى ان «الشباب الكويتي وبعد 20 عاما من التحرير ينظر للولايات المتحدة بصورة مختلفة عما كان يفعل قبل 5 سنوات».
وبالانتقال للوضع العراقي والعلاقات مع الكويت، أشارت إلى ان «الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تبادلا للسفراء بين الجانبين اضافة الى العديد من الزيارات الرسمية واجراء مباحثات»، مضيفة ان «حكومتي البلدين متعاونتان»، ومبينة ان «علاقة الولايات المتحدة جيدة مع البلدين».
واضافت جونز ان «العراق كان معزولا لعقود وعلينا الاستفادة من الخبرة الكويتية»، موضحة انه «من المهم جدا ان يدرك الناس ان الحكومة العراقية تقوم بالمهام الامنية بمساعدة القوات الاميركية»، معتبرة ان «هناك من يريد اثارة المشاكل في العراق كما حصل في بعقوبة، وان العراق لا يزال في مرحلة التحول السياسي»، ومشيرة الى ان «الشعب الاميركي يريد عودة الجنود الى البلاد».
وتطرقت السفيرة الاميركية الى قضية الملف الايراني، مشددة على ان بلادها «لا تزال تنتظر من طهران ان تبدي شفافية اكثر في تعاملها مع المجتمع الدولي»، قائلة «اننا مع امتلاك طهران للطاقة النووية السلمية ولكن نرفض امتلاكها للسلاح النووي لاننا مع منطقة خالية من السلاح النووي، وهذا ليس الموقف الاميركي فقط بل الموقف الدولي من اوروبا ودول مجلس التعاون وغيرهم».
وتحدثت السفيرة الاميركية عن الوضع في سورية، معلقة على تلميحات الرئيس التركي بقدرته على محو سورية عن الخارطة في حال حصوله على ضوء اخضر من الاتحاد الاوروبي واميركا بالقول ان «وزير الخارجية التركي اكد ان سياسة بلاده هي عدم وجود مشاكل مع الجيران»، معتبرة ان «التحدي كبير ومحط اهتمام الجميع، وان الرئيس التركي يعمل على ان تكون العلاقات جيدة مع دول الجوار ما يعني عدم وجود مهاجرين يتدفقون الى بلاده بسبب الاوضاع السيئة»، ومبينة ان «الرئيس التركي يلعب دورا مهما لاحتواء الازمة السورية نظرا لعلاقته الوثيقة بالرئيس بشار الاسد». وأكدت ان «اي مشاكل داخلية في سورية ستشكل خطرا على المنطقة خصوصا وان الوضع في سورية معقد وفيها (موزاييك) سياسي»، مشيرة الى «وجود خيبة امل من الاحداث واحباط لدى الناس خصوصا بعد استعمال الجيش للقوة ضد المواطنين»، مشددة على «ضرورة وضع المصلحة العامة فوق المصلحة الفردية».
وتابعت ان «الرئيس السابق حافظ الاسد اسس نظاما سياسيا، وأي هدم لهذا النظام سيؤثر سلبا على لبنان وتركيا والعراق وغيرها»، لافتة الى ان «الرئيس الحالي الدكتور بشار الاسد وعد بالاصلاحات الا ان عدم تطبيق هذه الاصلاحات ادى الى احباط لدى الشعب»، مشددة على «ضرورة ان يقوم الرئيس بتغييرات من اجل تأكيد شرعيته مع المواطنين السوريين المحبطين من عدم وجود مجتمع منفتح واحزاب سياسية».
واعتبرت ان «ايران تحاول تفجير الوضع في سورية، وانه على السوريين وضع احتياجات الشعب فوق كل شيء».
وعما اذا كان مقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن سيؤثر على عمل التنظيم قالت السفيرة جونز ان «تنظيم القاعدة مثل العلامة المسجلة بمعنى ان الافراد المنتمين اليه يتبنون افكاره ويتعودون على نمط معين»، موضحة ان «بن لادن كان فاعلا في التخطيط لعمليات التفجير اضافة الى دعمه المادي للتنظيم»، ومؤكدة ان «مقتل بن لادن سيؤثر على تنظيم القاعدة»، ومضيفة ان «القاعدة الان معزولة عن اهتمامات الناس، ومع هذا فإن الوقت غير مناسب للقول اننا قضينا على هذا التنظيم لانه ما زالت هناك جماعات».
وردا على سؤال حول انضمام المغرب والاردن لمجلس التعاون اكدت ان «الامر يعود لمجلس التعاون للتقرير وهو خاضع لقرارات المجلس الذي تدعمه الولايات المتحدة كمنظومة ناجحة، وبين الجانبين ترابط وتنسيق في جميع المجالات واي انضمام يخضع للنقاش لفترة طويلة».
وبالحديث عن الربيع العربي وما شهدته المنطقة من تدخل اميركي للاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حين لم يتم ذلك مع الرئيس المصري حسني مبارك، اعتبرت جونز انه «لا توجد مقارنة بين النظامين حيث شن صدام حروبا على جيرانه اما مبارك فقد تجاهل المطالب الشعبية وتجاهل الاصلاحات المهمة ولم يتعامل بشكل مناسب مع المتغيرات بالرغم من انه كان صديقا وحليفا ودعم التحالف من اجل تحرير الكويت».
وفي ملخص عن اقامتها في الكويت والفترة التي أمضتها سفيرا لبلادها اشارت جونز بداية الى ان « اي سفير يتسلم مهامه بناء على تعليمات من الرئاسة الاميركية والتي تكون لدعم العلاقات وتنمية الديموقراطية ودفع التعاون في المجالات الامنية والاقتصادية ومحاربة الارهاب»، موضحة انه «بين الكويت والولايات المتحدة تعاون في دعم عملية السلام»، ومضيفة «عملت جاهدة لتطوير العلاقات الاقتصادية ما يسهل الشراكة بين البلدين ورأيت تطورا في مؤسسات المجتمع المدني خصوصا في مجال المرأة وقطاع الشباب».
«ما الذي يمكن أن تقدموه إلى بلدكم»
* استشهدت السفيرة جونز بمقولة للرئيس الاميركي السابق جون كينيدي قال فيها «لا تسألوا ما الذي يقدمه بلدكم لكم، بل اسألوا ما الذي يمكن ان تقدموه الى بلدكم».
* لفتت الى اني «لم اسمع من احد زار الولايات المتحدة واشتكى من ديموقراطيتها وقال انه «لا استطيع التعامل معها».
* جددت جونز التأكيد على انها تشعر في الكويت انها في بيتها لافتة الى اني «لست انسانة سلبية بل صادقة ولهذا لم اواجه اي عوائق» مضيفة انني «لست من الاشخاص الذين يتكلمون بين السطور..».
* قالت جونز: زرت بغداد ولم اسمع احدا قال «يا ريت صدام كان هنا.. او اشتقنالوا»، مؤكدة كلامها بالقول بالعربية «ولا واحد...».
«أنت من أهلنا... أنت في قلوبنا»
• رحبت السفيرة جونز بالإعلاميين، داعية إياهم الى استغلال الفرصة في «لقائهم الأخير معها.
• بالعربية ختمت السفيرة الاميركية المنتهية مهامها لدى الكويت ديبورا جونز لقاءها مع الصحافيين بالإعراب عن سعادتها لما سمعته من المسؤولين والمتمثل بالقول «أنت من أهلنا، أنت في قلوبنا».
شفافية السياسة الكويتية
• أشارت جونز الى وثائق ويكيليكس، معتبرة انها أظهرت للعالم ما تقوم به الولايات المتحدة سرا وعلانية، موضحة ان «الوثائق لم تتضمن اخبارا عن الكويت كون السياسة الكويتية شفافة وهي نفسها في العلن والسر».
• اعتبرت السفيرة جونز ان «افضل عمل في العالم هو ان تكون سفيرا للولايات المتحدة..»
• اعتبرت السفيرة جونز ان الكويت «محظوظة ومنذ زمن الشيخ الراحل مبارك الكبير بوجود الديوانيات التي يتبادل الناس فيها الافكار ويتبادل الحاكم الرأي مع الناس».
الطائرة الورقية
• شبهت السفيرة الأميركية تعامل الانظمة مع الشعب بالطائرة الورقية، مشيرة الى ان الناس هم الطائرة والنظام هو المحرك لها.
• لفتت جونز إلى انه «من تداعيات هجومات سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة في العام 2001 انه «عندما نسافر كأميركيين داخل البلاد لرؤية اهلنا نتعرض للتفتيش كارهابيين وهذا فقط بعد احداث 11 سبتمبر..»، موضحة انه «بالرغم من ذلك لم نقطع الحدود ونغلقها امام العرب والمسلمين، بل ازداد عدد الطلبة 25 في المئة عن السابق وتزايد عدد دارسي القرآن والمهتمين بشأن الشرق الاوسط».