هناك تسميات كويتية لبعض الأشياء يجب توضيحها حتى تصل الفكرة التي نريد التحدث عنها «فالمحاتاه» هي القلق الذي يجعلنا مشغولي البال ونفكر في بعض الأمور التي قد نتمنى حدوثها أو الانتهاء منها.
هذا القلق الذي قد يتضح على ملامح وجهك من خلال العبوس الذي يستطيع حتى أصغر أبنائك ملاحظته عليك والذي كان الجميع يتخوف منه لأسباب عدة من أهمها تفويت الفرصة على أعدائك الذين سيشمتون بك.
لقد كان الجميع يعتقد أن المحاتاه أو القلق هي من أسباب الفشل الذي يصاحب أي مشروع أو فكرة حتى أن البعض كان يُحّمل هذا القلق ما لا يحتمل ويضع لوم فشل الحكومة بتنفيذ برنامجها لذلك القلق الذي يسببه عدم استقرار الحالة السياسية بين النواب والحكومة.
ولكن الدراسة التي أجراها بعض العلماء عن القلق تُكذِب فكرتنا القديمة عنه وأثبتوا من خلال التجارب أن القلق هو ما يجعل الجزء الحصين من الدماغ أكثر نشاطا من حالة الاسترخاء، وقد أثبتت إحدى الدراسات في جامعة ليدن الهولندية أن ضربات القلب يزيد معدلها في حال القلق ما يعني تدفق الدم بشكل أكبر ما ينشط الدماغ.
لهذا يجب على نواب الأمة أن يزيدوا من ضغطهم على حكومتنا من أجل زيادة القلق والمحاتاه وتحفيزها لتتمكن من العمل الجاد ومن تحقيق طموحات الشعب لتكون الكويت في المراكز المتقدمة عالميا، ولكن ما ذكرته تلك الدراسة أن القلق يفيد الأحياء ولكنه لا يحيي الموتى.
أدام الله القلق الذي يحرك حكومتنا لتنفذ برنامجها ولا دام من يريدها تسترخي ليقوم هو بسرقة مقدرات البلد...
سعد المعطش
saad.almotish@hotmail.com