والده ينفي أن يكون ابنه جاسوسا

اصطياد جاريل... أقسى ضربة مصرية لـ «الموساد» منذ 50 عاما

تصغير
تكبير
| القاهرة ـ من رشدي الدقن |

لم تكن الضربة الأخيرة التي وجهتها المخابرات المصرية لجهاز «الموساد» الإسرائيلي، بالقبض على ضابطهم إيلان جاريل الاحد الماضي، ضربة عادية تتكرر كثيرا.

وحسب الخبير الأمني رئيس «معهد الجمهورية للدراسات الأمنية والاستراتيجية» اللواء سامح سيف اليزل، فإن آخر 4 أشهر شهدت كشف 4 شبكات تجسس في القاهرة.

غير أن الضربة الجديدة تكتسب أهميتها من عنصرين رئيسين: الأول كون جاريل من قادة وحدة المغاوير المكلفة القيام بالعمليات الخاصة في قلب الدول العربية، حيث تم تكليفه مهمة في الحرب على لبنان العام 2006، إضافة إلى اختراقه قطاع غزة وقت عملية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع المعروفة باسم «الرصاص المصبوب».

وعلاوة على تأهيله مخابراتيا، فهو يجيد اللغة العربية واللهجة التي يتحدث بها أبناء الدولة المستهدفة، سواء كانوا فلسطينيين أو مصريين أو لبنانيين وغيرهم.

وفيما دأبت الحكومة على نفي علاقتها بجاريل وأنه لم يكن يتجسس لمصلحتها، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الضابط الذي اصطادته المخابرات المصرية، وأمرت النيابة بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق، كان مكلفا من «الموساد» بمهام دقيقة ومعقدة، على رأسها «إثارة الثوار المصريين على الأمن»، و«قلب الرأي العام على الثورة».

وكانت الخارجية الإسرائيلية أصدرت بيانا فور إعلان القبض على جاريل أشارت فيه إلى إنها لا تعلم بنبأ اعتقال أي إسرائيلي في القاهرة، مشيرة إلى أنها لا تعرف الدولة التي توجه إليها جاريل فور مغادرته تل أبيب منذ أشهر.

ورغم النفي الإسرائيلي الذي بدا محاولا التملص من فشل استخباراتي جديد، فإن العملية تكتسب أهمية، خصوصا كونه أول إسرائيلي يسقط في أيدي المصريين منذ 50 عاما.

واعاد القبض على جاريل، إلى الأذهان إحدى أهم عمليات الاستخبارات المصرية في اصطياد الجواسيس، حيث كان آخر إسرائيلي اصطادته القاهرة هو باروخ زكي مزراحي، وهو يهودي مصري، ولد في القاهرة العام 1926.

وتحت ضغط الهوى والحب، أقنع باروخ أمه بالهجرة إلى إسرائيل، وحملها رغما عن إرادتها إلى السفينة، التي حملتهما إلى ميناء بيريه وهما يذرفان الدمع مع غياب أضواء الإسكندرية خلف الأمواج، في السادس من فبراير العام 1957.

وانغمس باروخ فجأة في عالم الجاسوسية، اذ كان يغمر رئيسه بتقاريره بالغة الخطورة عن نشاط الشيوعيين في إسرائيل ويتقاضى مكافآت سخية. ولم تمض فترة قصيرة حتى استدعاه مديره مرة أخرى، إذ توجه أولا إلى عدن ثم اليمن الشمالي، حيث اعتقل وسلم إلى القاهرة.

ورفضت الاستخبارات المصرية مقايضته بالعقيد السوفياتي، وضابط «كي جي بي» الشهير يوري لينوف المعتقل في إسرائيل بتهمة التخابر، والتجسس لصالح المعسكر الأحمر. لكن في 3 مارس العام 1974، تمت مبادلته بـ 65 فدائيا فلسطينيا من سكان الضفة الغربية، وقطاع غزة.

وفي القدس (رويترز) قال والد جاريل ان ابنه طالب تطوع للعمل لصالح وكالة أميركية للاجئين، ووصف مزاعم مصر بأنها «وهمية تماما».

وقال دانيال جاريل، للتلفزيون الاسرائيلي في نيويورك: «القصة برمتها وهمية تماما... اي صلة بالعمل مع جهاز الموساد غير صحيحة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي