| كتب ناصر الفرحان |من مشاكل التعثر الدراسي والعنف المدرسي، الي معضلة الطلاق والانحرافات السلوكية كالجنوس والبويات، كان الحديث مع استشاري تنمية الموارد البشرية والمعالج النفسي والتربوي الدكتور يوسف الحميدي، الذي اسس مركز «Q8 International» للاستشارات التربوية والنفسية في محاولة لعلاج المشكلات النفسية والتربوية التي تنغص حياة الاسر والعوائل باحدث الطرق.ويؤكد الحميدي ان ظاهرة الجنوس والبويات لها أسباب معلومة نفسية وتربوية ويتوافر لها علاج ناجع يعود بالمصاب الى الطريق القويم.ويرى الحميدي ان عوامل اجتماعية تقف وراء العنف المدرسي كانتشار الأمية بين الآباء والأمهات، وتدني المستوى الاقتصادي، وتعرض الطالب للحرمان والقهر النفسي فتكون ردة فعله عنيفة مع زملائه، اذا احس بالاذلال او الاحتقار، والمزيد في اللقاء التالي:• ما هدفكم من مركز «Q8 International» للاستشارات التربوية والتدريب؟- الاستثمار في رأس المال البشري هو اهم انواع الاستثمار الذي تفتقده مجتمعاتنا العربية لذا قامت فكرة المركز على اساس تقديم خدمات ارشادية وعلاجية للصعوبات التي يواجهها المواطن نحو رفع كفاءته الشخصية وتنميته الذاتية.• ما الخدمات التي يقدمها المركز؟- استشارات تعليمية (علاج دسلكسيا عسر القراءة والكتابة - بطء التعلم - ضعف التركيز والانتباه) استشارات لغوية (علاج تأخر لغوي - التأتأة اثناء الكلام - الحذف والابدال في الاحرف) برامج لتنمية القدرات العقلية (الفهم - الذاكرة) وهذا ما ينفرد به المركز، الارشاد النفسي للحالات التي تعاني من اضطرابات سلوكية (فرط النشاط الحركي - التبول اللا ارادي - تشتت الانتباه). استشارات اسرية وتربوية حيث نتعامل مع جميع افراد المجتمع على مختلف اعمارهم.• من خلال عملكم ما اهم المشاكل النفسية والتربوية التي يعاني منها الاطفال؟- التأخر اللغوي - تأخر القراءة والكتابة - الخوف - القلق - التبول اللا ارادي، ولدينا البرامج العلاجية المناسبة.• هناك طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة لهم مشاكل قد تختلف عن الطلبة الاسوياء فهل لديكم اهتمام بهذا الجانب؟- نعم هناك احتياجات نفسية لذوي الاحتياجات الخاصة تختلف عن اقرانهم ونحن نهتم بتقديم هذه الاحتياجات، ولدينا الحلول لاولياء امور الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في كيفية التعامل مع ابنائهم.• الطلاق بالكويت ارتفعت نسبته، فهل لديكم حلول للمشاكل الاسرية؟- نعم هناك حلول وقائية لهذه المشكلات قبل الزواج وقبل حدوث الطلاق وبعد حدوث الطلاق.• اضطراب الهوية الجنسية (البويات - الجنس الثالث) ما السبب وما طرق العلاج؟- السبب الرئيسي اذا لم تكن هناك عوامل فسيولوجية فهو النشأة النفسية والتربوية الخاطئة على فترات متراكمة ما يؤول بالفرد الى الاضطرابات في الهوية الجنسية، وعلاجها سهل اذا توافر الاستعداد لدى المريض في التخلص من هذا الاضطراب.• هل لك ان تعرفنا بمفهوم الارشاد التربوي عموما؟- التوجيه والارشاد التربوي عبارة عن علاقة مهنية تتجلى في المساعدة المقدمة من فرد الى آخر، فرد يحتاج الى المساعدة (المسترشد) وآخر يملك القدرة على تلك المساعدة (المرشد)، وهذه المساعدة تتم وفق عملية تخصصية تقوم على أسس وتنظيمات وفنيات تتيح الفرصة امام الطالب لفهم نفسه وإدراك قدراته بشكل يمنحه التوفق والصحة النفسية ويدفعه الى مزيد من النمو والانتاجية، وتبنى هذه العلاقة المهنية (علاقة الوجه للوجه) بين المرشد والمسترشد في مكان خاص يضمن سرية احاديث المسترشد والارشاد عملية وقائية ونمائية وعلاجية تتطلب تخصصا وإعدادا وكفاءة ومهارة وسمات خاصة تعين المسترشد على التعلم واتخاذ القرارات والثقة بالنفس وتنمية الدافعية نحو الانجاز.• ما الشروط التي ينبغي توافرها في المرشد التربوي؟- المرشد التربوي هو الشخص المتخصص الذي يتولى القيام بمهام التوجيه والارشاد بالمدرسة، لذا يجب ان يكون متخصصا وذا كفاءة ومهارة في تعامله مع المسترشدين من الطلاب وبالتالي فإن مهنة المرشد التربوي مهنة صدق وأمانة وصبر ومشقة لكنها تصبح مجالا خصبا للاجر والمثوبة من عند الله سبحانه وتعالى اذا ما اخلصت النية، وتوجت بالاخلاص في التنفيذ والممارسة، اي انها ليست مهنة فضفاضة تتسع لمن طرق بابها ليخلد للراحة، وليست فرارا من العمل الى الكسل، انها امانة قبل كل شيء ثم مسؤولية كبيرة امام جميع الفئات داخل المدرسة وخارجها.• ما المشاكل التي يعالجها المرشد النفسي التربوي في المدارس؟- هناك مشاكل عديدة قد يتعرض لها الطالب والتي تستوجب التدخل السريع والناجع للمرشد التربوي قصد مساعدة الطالب على تجاوزها وبالتالي تحقيق النجاح ومن هذه المشكلات نذكر على سبيل الذكر لا الحصر: التعثر الدراسي، القلق اثناء الامتحانات، العنف المدرسي، «التنمّر المدرسي»، عدم التوافق الاسري وتأثيره على الطالب، تدني تقدير الذات لدى المتعلم وكيفية تقويمه، مشاكل المراهقة وكيفية معالجتها... الى غير ذلك من المشاكل الاخرى.• ما المقصود بالتعثر الدراسي؟أقصد بمصطلح التعثر الدراسي الاطفال الذين يواجهون مشكلات تربوية معينة تحول دون نجاحهم في المدرسة، منها المتأخرون دراسيا، المضطربون انفعاليا، المصابون مخيا، المعوقون أكاديميا، المحرومون ثقافيا، ومن يعانون من صعوبات في التعلم وبطيئو التعلم، وسيئو التوافق... الخ.• كيف تشخصّون التعثّر الدراسي؟لابد من استخدام بعض الوسائل في تشخيص التأخر الدراسي وجمع المعلومات عن المشكلة مثل:1 - ملاحظات الاسرة.2 - المقابلة.3 - الفحوص الطبية.4 - الاختبارات المقننة.5 - دراسة ظروف البيئة الأسرية.6 - دراسة ما يبدو على الطالب من اعراض عضوية، كضعف البصر والسمع والاجهاد والتوتر والقلق، وتحديد ما اذا كان التأخير حديثا أم طارئا مزمنا.7 - دراسة الظروف الصحية للطالب.• هل لديك بعض التوصيات والنصائح للاطار التربوي لاتخاذ تدابير وقائية للتأخر الدراسي؟- يمكن اتخاذ تدابير وقائية وتتمثل في مجموعة الجهود التي تحد من العوامل المسؤولة عن التأخر الدراسي ومنها:- التوجيه المهني والتعليمي وإجراء البحوث التربوية التي تكشف عن اكثر المقررات التي يرسب فيها الطلاب.- مساعدة الطالب على تنظيم وقته وعلى اتباع طرق الاستذكار الجيد.- التغذية الراجعة: وذلك بإعلام الطالب بمستواه سواء في حال التحسن او التأخر.- التعزيز الايجابي: اي تقديم المكافآت لنجاحات الطالب وتحسن مستواه سواء كانت مادية او معنوية.- العلاج التوكيدي: ويقدم هذا الاسلوب للطلاب الذين يرجع تأخرهم لعدم الثقة في انفسهم.- التأهيل والعلاج الطبي: ويستخدم مع الطلاب الذين يعانون من ضعف في السمع او البصر او الاعاقات الحركية.- التعاقد السلوكي: وذلك بعقد مربي الفصل اتفاقا مع الطالب على تحسين مستواه مقابل تقديم هدية او شهادة شكر للطالب.- زيادة اللياقة الجسمية للطلاب عن طريق الاهتمام بالتربية الرياضية في المدرسة، وتوفير الاماكن والاجهزة الملائمة لها، واكتساب المهارات التي يستطيعون متابعتها مع اختيار الاوقات الملائمة لها في اليوم الدراسي.• متى يصبح خوف الطالب مرضاً يستوجب المراقبة والعلاج؟- الخوف هو رد فعل طبيعي يقوم به الجسم عند وجود اي خطر ما، ولكن اذا زاد عن حده يسمى بالتوتر او القلق واذا وصل الى مرحلة الانهيار يسمى panic altack.ّ• هل يمكن تحديد الأسباب التي تؤدي للخوف؟* من أهم اسبابه:- أسباب شخصية: حيث يكون الطالب حساساً جداً بحيث يصعب عليه تحمل الضغوطات الشديدة وهذه حالات نادرة لذلك.- اسباب خاصة بالمدرسة: وهي كون المدرسة تجعل الامتحانات تجربة فيها الكثير من التحديات والصعوبات للطالب، غير المفهومة وتعتمد على الامتحان بشكل كلي لتحديد مستوى الطالب من غير وجود تقييم شفوي له الأمر الذي يضع الطالب في جو فيه الكثير من الرهبة والخوف والتوتر.- اسباب خاصة بالعائلة: وهي الضغط الشديد على الابن او الابنة اثناء فترة الامتحان، والوعيد بأن الفشل في الامتحانات يتبعه عقوبة شديدة وتوبيخ شديد، ايضاً عدم متابعة الطالب لدروسه طوال السنة، وترك كمية كبيرة من المعلومات الى الايام الاخيرة قبل الامتحان، اضافة الى امر مهم جداً وهو مقارنة الطالب باخوانه المتفوقين والتقليل من شأنه.- اسباب خاصة بالمادة: ففي بعض الاحيان تكون بعض المواد شديدة الصعوبة على الطالب او لا يكون تحصيله فيها بالمستوى الذي يرضيه.• ما اهم الاعراض المصاحبة لحالة الخوف والقلق؟بعض الطلبة يعاني من اعراض فيزيائية مثل الصداع الشديد والغثيان والدوخة والشعور بالحرارة والتعرق المستمر واحياناً بالاغماء، بعضهم يعاني من اعراض اكثر شدة مثل اضطرابات نفسية تصاحب الفيزيائية مثل اضطراب نفسي شديد كنوبات البكاء العالية من دون سبب والشعور بالهيجان وعدم الاستقرار والتركيز والتوتر الشديد.والمشكلة تكون هنا عندما يؤثر هذا القلق على القدرة على التفكير والاجابة الصحيحة ويصاب الطالب بتضارب في الافكار تفقده القدرة على الاجابة عن اسئلة الامتحان او يصاب بالانهيار التام وهذه حالات نادرة جداً حيث معظم الطلاب يتغلبون على هذا القلق ويستطيعون التعامل معه.• ما العوامل المولدة للعنف المدرسي حسب تصوّرك؟- العنف المدرسي ليس وليد الساعة طبعاً، فان ارتفعت حدته واصبحت بادية للعيان، في هذا العصر بالذات فذلك مرتبط بالاوضاع الأمنية في المؤسسات التعليمية التي اصبحت في بعض المجتمعات تدعو الى القلق، وهي ظاهرة باتت تمس اغلب المؤسسات، لانها مرتبطة في نظر العديد من الباحثين بعدة عوامل، منها ظروف اجتماعية وظروف نفسية وظروف تربوية.• هل لك ان تحدثنا عن الظروف الاجتماعية المولدة للعنف لدى الطفل؟- تسجل ظواهر العنف المدرسي بحدة في المؤسسات التعليمية الموجودة في مناطق معزولة وكذا في الاحياء الهامشية، اذ تظل الظروف الاجتماعية من اهم الدوافع التي تدفع التلميذ لممارسة فعل العنف داخل المؤسسات التعليمية، اذ في ظل مستوى الاسرة الاقتصادي المتدني، وانتشار امية الاباء والامهات، وظروف الحرمان الاجتماعي والقهر النفسي والاحباط... كل هذه العوامل وغيرها تجعل هؤلاء التلاميذ عرضة لاضطرابات ذاتية وتجعلهم، كذلك، غير متوافقين شخصياً واجتماعياً ونفسياً مع محيطهم الخارجي، فتتعزز لديهم عوامل التوتر، كما تكثر في شخصيتهم ردود الفعل غير المعقلنة، وتكون ردة فعلهم عنيفة في حالة ما اذا احسوا بالاذلال او المهانة او الاحتقار من اي شخص كان.• نسمع كثيراً هذه الايام عن ظاهرة «التنمر المدرسي» فهل تعني العنف المدرسي ام ان هناك فرقاً بين المصطلحين وهل عالجتم هذه الظاهرة في مركزكم q8 للاستشارات التربوية والنفسية؟- التنمر المدرسي هو شكل من اشكال الاساءة والايذاء الذي انتشر منذ عقود في صفوف طلبة المدارس، وهو نوع من الازعاج المتعمد والمضايقات الصادرة عن فرد او جماعة، وقد يكون اعتداء بدنياً مباشراً او تحرشاً لفظياً واحتقاراً ويتم بالتآمر واذلال الآخر بوضع مقالب وغاية المتنمر جعل الطالب المستهدف محل سخرية من الآخرين والرغبة في ايذائه ايذاء نفسياً.• كيف يمكن اذاً مساعدة الطفل «الضحية» على تجاوز هذه المشكلة؟- على الأهل ان يحاولوا التقرب من ابنهم ومعاملته معاملة الصديق وكي ينجحوا في استمالته وتشجيعه على الافصاح عما يقلقه في الفضاء المدرسي وعليهم ان يدركوا طبيعة المشكلة لينجحوا في مواجهتها وحلها.• هل يمكن ان تستعرض لنا بعض مظاهر التنمر؟يأخذ التنمر اشكالاً عديدة منها:1 - الضرب، او اللكم، او الركل.2 - تخريب ممتلكات الطفل.3 - اطلاق لقب على سبيل السخرية.4 - الإغاظة.5 - التعنيف6 - التمييز العرقي.7 - نشر اشاعات خبيثة.8 - الاقصاء عن المجموعات او النشاطات.9 - تهديدات بالبريد الإلكتروني.10 - التحرش بواسطة الهاتف.كما اصبح التنمر الجنسي منتشراً بين طلاب المدارس، وقد يشمل:1 - نكات او تعليقات جنسية.2 - اطلاق تسميات جنسية.3 - نشر اشاعات جنسية.4 - ملامسة الطلبة بطرق جنسية غير مناسبة.5 - محاولة خلع الملابس.• وهل هذه المقالب تحدث في الفصل تحت انظار المدرس؟- قد يحدث التنمر في جميع مرافق المدرسة مثل: الصفوف، الحمامات، الممرات، الكافيتريات، الملاعب، حافلة المدرسة، او اثناء المشي من او الى المدرسة، ويتزايد في هذه الايام عبر الانترنت، فيستعمل الطلاب صفحات خاصة على الانترنت او بريداً الكترونياً او غرف الدردشة لنشر الاشاعات والصور المسيئة للتهديد والتخويف.• هل يمكن القول ان البنات يتعرضن للتنمر أكثر من غيرهن باعتبار بنيتهن النفسية والجسدية الهشة؟- الأولاد والبنات يقعون ضحية التنمر بالنسبة نفسها، ويتعرض الاطفال الأصغر سناً للتنمر، اكثر من الاطفال الأكبر سنا.