وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / سمو الأمير... يا قرّة العين

تصغير
تكبير
يا سمو الأمير، يا صباح الحب، يا عز الكويت والعرب الذي لم يماثله في طول الوطن العربي وعرضه أحد، يا صاحب الحضور الأكثر بيننا حاضراً وغائباً، يا من تربع بامتياز في قلوبنا، يا من تغرب عن وطنه بجسمه ولكنه حملنا والوطن بقلبه المتعب من تناحرنا، يا من حمل على أكتافه عبء السنين ومازال، بوصولك يا قرة العين أشرقت شمس الكويت، وتغير اتجاه الرياح، وهبت النسمات الباردة على صيفنا اللاهب، وأصبح بحرنا وخليجنا أكثر جمالاً واتساعاً، وسماؤنا أكثر صفاء، ونجومنا أكثر تلألؤاً، والفرحة عمت الأرجاء برؤيتك سالماً غانماً تلوح بيديك المفتوحتين وكأنك تعزف على أوتار القلوب أروع ألحان الحب لشعبك المتلهف لرؤيتك، فكم كان مبهجاً وسمو ولي العهد وابنك الشيخ ناصر بمعيتك.

يا سمو الأمير ليس بمقدور القلم أن يعبر عن حبك بعد أعوام من الكتابة الواثقة والموثقة التي لم تتدثر بأي سقف سوى حب الله والوطن والأمير، اسمح لي يا سمو الأمير أن أكتب اليوم بكل تجرد وشفافية، بداية نعتذر من سموك على طغيان سياسة الإزاحة وتداعياتها فالكل أصبح يمد يده بالحجر لرجم المذنب، فما حدث أثار إعصاراً تصاعد واتسعت دائرته فانقسم الرأي السياسي إلى شطرين، فقد اتسع الثقب على الراقع حتى ما عاد البعض بإمكانه أن يخفي مصالحه الشخصية أو علاقته المباشرة بالأقطاب المتناحرة، ولا أمل إلا بمد يد سموك لانقاذ ما يتعرض له الوطن من محاولات لطمس كل المظاهر الجميلة في وطننا الغالي من التراحم وصلة الرحم وشرف الخصومة التي كتبتها أقلام الأجداد والآباء على ضوء «سراي».

يا قرة العين إن فرقتنا السياسة فالكويت توحدنا، نعم الكويت توحدنا وحكمة سموك التي لا يختلف عليها أحد التي ستتناقلها الألسن من جيل إلى جيل توحدنا، فالقنديل مازال فيه زيت وحكمة سموك ستكون زيته الدائم، فالجميع ينظر إلى سموك على أنه هو المخلص بعد الرب من حالة التشظي المجتمعي والاحتقان الذي قد ينفجر في أي لحظة، فتدخل سموك بات ضرورياً بعد أن أصبح موقف الحكومة بوزرائها ساخراً وهي تناصب نفسها العداء ومنشغلة بتشكيل صف خلفي لتسديد الطعنات من كل جانب، سموك من سينقذنا من حالة العور السياسي والنظرة أحادية الجانب التي أصبحت سيدة كل ممارسة سياسية فوضوية ومن السخرية يعودون بعد الفوضى إلى التفاخر بالديموقراطية، ومع أقل وكزة بأجنابهم يمدون أرجلهم لتسقط كل من يحاول أن يسلط الضوء الكاشف عليهم، فالسكوت على تأليب الأضداد والرهان على الوقت هو المقتل بعينه والضحية الشعب الوفي، وها هي الجمعة تلي الجمعة وهناك من المتنطعين من نواب الأمة من ركب على ظهر الجموع الشبابية وادعى البطولة بعد أن باع الناس أطناناً من ورق البيانات التي تطايرت في ساحة الإرادة التي لا تسمن ولا تغني من جوع بعد أن تركوها لعمال النظافة تكنسها مع الأوشحة والأعلام المتناثرة حتى آخر الليل ولا نعلم ما ستؤول له الأحداث، فإلى متى نبقى نتصارع فكرياً ونحن نعلم أنه مر على وطننا الغالي غزو غاشم أخطر وأقسى من الحروب السياسية التي اختطفت أحلامنا التي أراها ماضية إلى فراغ. يا قرة العين من باب المناصحة التي نعلم أن سموك يستمع إليها باهتمام فالتغيير بات مستحقاً، فنحن في حاجة لرجال دولة يحملون فكراً وطنياً نيراً يعملون تحت الضوء من أجل شعب عزيز ووطن أعز، نريد رجالاً يعرفون أن لهم وطنا آمنين فيه مطمئنين لا رجالاً تتصارع من أجل السلطة والنفوذ، فلتلملم الأشلاء وتسعفنا والكويت بحكمتك يا سمو الأمير من أوكار السياسة وفخاخها وأحابيلها وتعود بالسفينة التي يحاول البعض اختطافها إلى واحة الأمن والأمان.

****

أتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لرئيس التحرير يوسف الجلاهمة لوفاة والده سائلة الله عزوجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.



وضحة أحمد جاسم المضف

walmudhafpen@hotmail.com

twitter@wadhaAalmudhaf
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي