عصمت داوستاشي: الأمل عاد للوحاتي... بعد ثورة 25 يناير

تصغير
تكبير
| القاهرة من ياسين محمد وسمر فتحي |

3 لوحات مثلت علامة فارقة... بين أعمال التشكيلي المصري عصمت داوستاشي قبل وبعد أحداث الثورة المصرية، فقد قسم المعرض الذي أقامه في قاعة «إكسترا» بضاحية الزمالك بالقاهرة... إلى «قسمين» حسب توقيت إنتاج اللوحات، وتوسط المعرض 3 لوحات لا تخفي شعوره بالقلق والاضطراب رسمها قبل الثورة مباشرة.

صور الفنان نفسه في لوحات ما قبل الثورة نجدها مباشرة تميزت بضربات فرشاة مضطربة وبألوان باهتة تكاد تخفي ملامحه وبعض مواضع اللوحة، لعدم ثقته بما كان يحدث في مصر من إجراءات إصلاح غير مكتملة.

وفي اللوحة الثالثة وقع عليها باسمه دون أن يرسم فيها خطا واحدا وتركها بيضاء على حالها، كأنه يقول ليس لديّ ما أرسمه.. وينقل حيرته واكتئابه للمتلقي في تصوير عناصر يراها مناسبة، قال عنها داوستاشي: «في الفترة التي سبقت الثورة كنت بدأت أفقد الأمل، وأصبت بالاكتئاب لوفاة والدي وأيضا بسبب الضبابية الشديدة التي كانت تمتلئ بها الحياة المصرية، ولكن قيام الثورة أعاد لي الأمل والرغبة في الرسم مجددا».

بعد 25 يناير دخل «داوستاشي» تجربة مفعمة بالحيوية بمجموعة لوحات بدأ فيها بتوثيق أيام الثورة برسم أحداث يوم 25 يناير وموقعة الجمل، وإصابة نجله «عبدالله» برصاصة في كتفه أثناء الثورة، وحتى تحية المجلس العسكري لشهداء الثورة الذين خصص لهم لوحتين رسم فيهما الصور المنتشرة للشهداء على صفحات الإنترنت.

وقدم الفنان المصري تفاعله مع الأحداث السياسية في «معرض × كتاب» الذي أصدر منه سبعة إصدارات نشرها خلال ست سنوات عبر فيها عن رأيه وموقفه تجاه الفساد السياسي الذي ساد خلال حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، فجمع الفنان نسخ تلك الإصدارات في صندوق قدمه مع لوحات المعرض.

الفنان بدأ تجميع كتابه عندما وافق مجلس الشعب على التعديلات الدستورية في 25 مايو 2005 التي وضعت شروطا مانعة لمنافسي الرئيس السابق في الانتخابات، فقدم كتيبا صغيرا بعنوان «إبداعات× لون أسود» امتلأت صفحاته الـ 32 باللون الأسود، وكتب على غلافه «انطفأت الشموع وحل الظلام»، وظل يعبر عن الحالة الاجتماعية كل عام مع تضخم الأزمة الاقتصادية، فقدم الكتيب على ورق لحم، وجاءت ثورة الشعب المصري لتحطم حاجز الخوف من السلطة، فيوثق في كتاب «معرض × كتاب» ذلك، وكتب يقول: «أوثق اليوم على ورق أخضر يضم لوحاتي التي رسمتها خلال الأيام الأولى لمعجزة الشعب المصري وشبابه في ثورته المستمرة التي يراد افتراسها» وكرر كلمة «اليقظة» ثلاث مرات على الغلاف.

السفير يسري القويضي.. في قراءة نقدية عن الكتاب وأسلوب الفنان قال: «داوستاشي فنان ثائر يتمرد على كثير من الأوضاع غير السوية التي كانت تحيط بالمجتمع، ولن يتغير وسيظل يفاجئنا كل مرة بجديد، ليقدم هذا الكتاب الذي يعد من أبرز الأعمال المفاهيمية التي دأب على تأكيد وجودها داخل الحركة الفنية الحداثية المصرية».

وأضاف: ظننت في البداية مع من تلقوا نسخة من كتيب داوستاشي أنها مزحة طريفة، إلا أن الحقيقة تكمن في أن الكتاب عمل فني قام على الفكر والمعنى عبر من خلاله الفنان عن وضع يستنكره».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي