«الإخوان المسلمون» في العالم مساكين، دول وزعامات وأحزاب وتجمعات وكتاب، مذهولون من قوة تنظيمهم وسرعة انتشارهم، ولذا يسعى خصومهم لاقتناص أي فرصة لتشويه صورتهم، أو تخويف العالم منهم، وخير دليل تلك الصرخات التي أطلقها الزعماء المخلوعون في تونس ومصر وقريبا على ما يبدو في اليمن والتحذيرات التي يكررها النظام في ليبيا وسورية، من أن البديل لحكمهم سيكون هو «الإخوان المسلمون».
هذه الأنظمة تعمل على خراب بيوتها بأيديها، فهي تكشف ما كانت حريصة على ستره وهو عمالتها للغرب وتنفيذها لأجنداته، فحماية حدود إسرائيل من جهة الجولان تعهدت بها حكومة «البعث» السورية، ولذلك لو تجرأ مجاهد لعبور الحدود تجاه فلسطين لأتته رصاصات الغدر من خلفه قبل رصاصات الصهاينة من أمامه.
والبترول الليبي كان يقدم عربون صداقة للغرب، وكلا النظامين قد تعهد لأسياده بقمع الحركات الإسلامية، ولهذا هم يتوسلون من الغرب أن يدعمهم وأن يغض الطرف عن جرائمهم، وما علم أولئك المجرمون أن الغرب إنما كان يستخدمهم كدمى يحركها كيف شاء، فإذا انتهى دورهم بحث عن غيرهم.
«الإخوان» في مصر إلى الآن ملتزمون بوعودهم فهم لن يرشحوا عضوا منهم إلى رئاسة الجمهورية، ولن يرشحوا أكثر من ربع الأعضاء لمجلس الشعب، وأسسوا حزباً مدنياً يسمحون للدخول فيه لكل من يرغب، وليس حكراً على «الإخوان» فقط، ولن يطالبوا بدولة دينية، وهم يظهرون مراعاتهم لجميع شرائح المجتمع، ويدعمون حقوقهم، وهذا في اعتقادي سيزيد من شعبيتهم.
وفي إطار الهجمة على «الإخوان» تعجبت من تصريح مستشارة الرئيس الأميركي للشؤون الإسلامية داليا مجاهد، والتي أرادت من خلاله تبديد الخوف من وصول الإسلاميين للحكم في مصر حين أشارت إلى أن شعبية «الإخوان» في مصر لا تتعدى 15 في المئة ولا أدري إن كانت المستشارة تعطي أرقاماً مغلوطة بقصد أو بغير قصد، والدليل على عدم دقة الأرقام أن عدد مقاعد نواب الإخوان في مجلس الشعب وصل إلى 88 نائباً أي ما يعادل 20 في المئة من نواب المجلس، وبرغم أن «الإخوان» لم يرشحوا أعضاء على كل المقاعد، وما صاحب تلك الانتخابات من تزوير إلا أنهم حققوا تلك النتيجة، فما بالكم بعد الثورة، والتي شارك «الإخوان» فيها بكل ثقلهم، ومع نزاهة الانتخابات المتوقعة، والتنسيق الذي أعلن عنه بين «الإخوان» والسلفيين في التعاون لخوض الإنتخابات المقبلة، فماذا ستتوقعون النتيجة؟
على كل حال لم نعد نثق بالتوقعات أو التحليلات الأميركية، خصوصاً بعد السقوط السريع لأقوى حليف لهم في المنطقة، وهو الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي أثبت سقوطه أن الأميركيين لا يقرأون الساحة جيداً.
فستان الرقص الإسلامي
أعلنت إحدى الراقصات، أجلكم الله، أنها اشترت من لندن فساتين لها طابع إسلامي (ما شاء الله) وتتوافق مع الشريعة الإسلامية، لترقص بها خلال شهر رمضان، وهي ثياب لا تحمل إثارة ولا تخالف الشريعة الإسلامية (شلون ما ادري)، ذكرني هذا التصريح بحلقة تلفزيونية قدمها الشيخ محمد العوضي، تحدث فيها عن كيفية تلبيس الحق بالباطل، وضرب مثالاً بلقطة من أحد الأفلام العربية (طبعاً لازم بوس) يطلب فيها الممثل من بطلة الفيلم أن تعطيه قبلة، فتمتنع، فيلح عليها، فتزداد تمنعاً، فيقول لها (لخاطر النبي) فتقول: اللهم صل عليه وتعطيه القُبلة.
يا جماعة رقص المرأة أمام الرجال حرام بمايوه أو حتى بحجاب، وهو لا يجوز في كل العام فكيف إذا كان في رمضان، فيا أوادم ما لكم لا ترجون لله وقاراً! اللهم إنا نعوذ بك من شياطين الإنس، وأما أبالسة الجن فما هم إلا تلاميذ عند هؤلاء.
عبدالعزيز صباح الفضلي
Alfadli-a@hotmail.com