| القاهرة - من شادية الحصري |شدد عضو البرلمان العربي الانتقالي النائب مخلد العازمي على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية، داعيا النواب الى نبذ الخلافات، وتقبل الرأي الآخر، واعلاء مصلحة الكويت فوق كل شيء.وفيما اعتبر العازمي المظاهرات التي تخرج أيام الجمعة في الكويت «مرفوضة وتصرفات غير مسؤولة من البعض»، اشار الى ان «من خرجوا لا يزيدون على 300 شخص لا يمثلون شيئا ولن يستطيعوا فعل أي شيء، كما ان من يلجأ الى الشارع من النواب يعترف بفشله داخل قاعة عبدالله السالم، وهدفه هو تحقيق مكاسب انتخابية».وأشار مخلد العازمي، في حوار مع «الراي» في القاهرة، الى ان البرلمان العربي يدعم حق الشعوب العربية في المطالبة بالمزيد من الحرية والديموقراطية والمزيد من الاصلاحات الاقتصادية، مؤكدا على أهمية فتح حوار بين دول الخليج وايران على اعتبار انها دولة جوار... والى نص الحوار:• كيف ترى الوضع في المنطقة حاليا في ظل الثورات التي يشهدها عدد من الدول العربية؟- مايحدث في المنطقة العربية حاليا، هو ثورات على الفقر والقمع والأوضاع الاجتماعية السيئة، وضد الاضطهاد الذي مارسته السلطات في تلك الدول لعقود طويلة، ومن المتوقع ان تمتد تلك الثورات الى دول أخرى اذا لم تقم باصلاحات سياسية واقتصادية، لتحسين أوضاع شعوبها، وترسيخ قيم ومبادئ الديموقراطية وفتح الباب أمام جميع أطياف الشعب للتحاور حول مشكلاتهم وآمالهم وطموحاتهم.• وماذا عن موقف البرلمان العربي من تلك الثورات؟- البرلمان العربي يدعم الشعوب، ويؤيد مطالبها المشروعة، ويرفض اللجوء الى العنف في تفريق المظاهرات السلمية، وقد أصدرنا بيانات عن الأوضاع في الدول التي شهدت ثورات، أكدنا فيها رفضنا التام لما يحدث للمتظاهرين من ضرب وقتل واعتداء وحشي من قِبل السلطات، واستخدام الأسلحة بجميع انواعها في ضرب المدنيين العزل.• كنت أحد الموقعين على مذكرة تطالب بطرد السفير السوري من الكويت... فما دافعك لذلك؟- نحن كشعب كويتي جزء من الأمة العربية، ونتضامن مع أشقائنا في جميع الدول العربية، وندعم حقهم في التعبير السلمي عن مطالبهم، ونرفض الأساليب الوحشية في هذه الثورات.وكان هناك اقتراح في مجلس الأمة يؤكد على ضرورة فتح الحكومة السورية الحوار مع شعبها والاستجابة لمطالبه المشروعة، غير ان الحكومة تأخرت كثيرا في هذا الحوار ولجأت السلطات السورية الى العنف واستخدام جميع الأسلحة في قمع المتظاهرين، لذلك رأينا في مجلس الأمة ان نضغط على النظام السوري حتى يصحح أخطاءه ويتوقف عن قمع الشعب، ووقعنا على مذكرة تهدد بطرد السفير السوري من الكويت.وأقول ان الشعوب هي الباقية والحكام زائلون.• كيف ترى ماحدث في الفترة الأخيرة من خلافات في مجلس الأمة، من بينها تشابك بالأيدي بين عدد من النواب؟- نحن جميعا في مجلس الأمة اخوة وزملاء، وان شاء الله تنتهي الأزمة بسلام، وبصفة عامة نحن نرفض هذه التصرفات بشكل قاطع لانها تسيء الى المجلس كله.وأتمنى ان يحفظ الله الكويت وشعبها ووحدتها الوطنية، وأدعو اخواني في المجلس الى نبذ الخلافات وان يتقبلوا الرأي، والرأي الآخر، وان يحترم بعضهم بعضًا، وان يبتعدوا عن السباب والشتائم، فجميعنا هدفنا واحد هو اعلاء شأن بلدنا الحبيب الكويت.• يرى البعض ان ماتتمتع به الكويت من حرية وديموقراطية هو سبب ماحدث في مجلس الأمة، فما تعليقك؟- بالفعل الكويت تتمتع بحرية وديموقرطية كبيرة، ولكن يجب ألا تستغل هذه الحرية في الاعتداء على حرية الآخرين، والمفروض ان نستغل هذا المناخ الديموقراطي في تطوير بلدنا وتحسين أوضاعنا على جميع المستويات.أيضا من المفروض ان تسود روح المحبة والتسامح بين الجميع في اطار من الاحترام المتبادل، خصوصا بين نواب مجلس الأمة، وأرجو من الله ان يوفق صاحب السمو أمير البلاد في الحفاظ على وحدتنا الوطنية.• حذر رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي من مخاطر الفتنة الطائفية ووصف آثارها الضارة بانها أشد خطرا من الحروب، فما رأيك؟- أتفق معه بالطبع، لان الجبهة الداخلية وتماسكها أهم بكثير من الجبهة الخارجية، وعندما نكون يدا واحدة لانخشى أي شيء، أو أي تهديد خارجي مهما كان.• كيف ترى العلاقات «الكويتية - الايرانية» في ضوء التصريحات الساخنة في طهران؟- ايران دولة جارة لنا، ونحن نؤيد فتح باب الحوار معها بشرط ان يكون قائما على المصارحة والمكاشفة، وفي اطار من الاحترام المتبادل، لان أمن ايران من أمننا، وأمننا من أمن ايران، بحكم الموقع الجغرافي، ونحن في البرلمان العربي افترضنا فتح قنوات للحوار مع الجانب الايراني وتبادل الزيارات البرلمانية، وأتمنى ان تتطور العلاقات «الكويتية - الايرانية» ويزداد التقارب بين البلدين في الفترة المقبلة.• ماتقييمك لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير حول الشرق الأوسط؟- هو خطاب حمل الكثير من التفاؤل للعرب، خصوصا عندما أشار الى دعم أميركا للتحول الديموقراطي في الدول العربية، أيضا تحدث أوباما عن دولة فلسطين التي يجب ان تقام على حدود ماقبل 1967 غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قلب كل الموازين ورفض حديث أوباما.• ماذا عن الدعوات العراقية على خلفية انشاء ميناء مبارك الكبير، بحجة انه سيؤثر على موانئ العراق؟- هذه الأمور لاتزيد على كونها دعاية انتخابية، فالكويت رسمت حدودها بهيئة الأمم المتحدة، ولها مياهها الاقليمية التي لايمكن لأحد ان ينازعنا عليها، وماحدث في العراق لن يؤثر علينا في شيء.• كيف ترى مستقبل فلسطين في ظل التعنت الاسرائيلي المدعوم من أميركا؟- اذا اتحدت حركتا فتح وحماس.. مع بقية الفصائل الفلسطينية سيشكلون قوة لايستهان بها، ونتمنى ان ينجح اتفاق المصالحة الذي وقع أخيرا في القاهرة في جمع الشمل الفلسطيني، وقتها لن تفلح محاولات اسرائيل في عرقلة قيام الدولة الفلسطينية الموحدة.• خرج البعض الى ساحات الكويت في مظاهرات أيام الجمعة، فما تعليقك على ذلك؟- هذه أمور مرفوضة وتصرفات غير مسؤولة من البعض، فلدينا مجلس الأمة نناقش من خلاله أمور وأوضاع البلاد، ومن لديه شيء يتقدم به لأحد النواب ليعرضه في المجلس، وسوف يناقش بحرية وموضوعية، ومن خرجوا لا يزيدون على 300 شخص لايمثلون شيئا ولن يستطيعوا فعل أي شيء، كما ان من يلجأ الى الشارع من النواب يعترف بفشله داخل قاعة عبدالله السالم، وهدفه هو تحقيق مكاسب انتخابية، وهذا أمر مرفوض تماما.• ماذا عن الاستجواب المقدم في مجلس الأمة الى الشيخ أحمد الفهد؟- الاستجواب مقدم من النائبين مرزوق الغانم وعادل الصرعاوي، وهما لهما كامل الحق في ذلك، وأكدا انهما سيكشفان حقائق عديدة عند مناقشة الاستجواب، وفي النهاية القرار سيكون لمجلس الأمة.