قدرت شركة الوطني للاستثمار السعر العادل لسهم شركة «طيران الجزيرة» بـ260 فلساً، وأصدرت توصية بـ «شراء» السهم، مع احتمال ارتفاعه بنسبة 40 في المئة عن السعر السوقي.ووصفت «الوطني للاستثمار»، وهي الذراع الاستثمارية لمجموعة بنك الكويت الوطني، خطة العودة إلى الربحية التي طبقتها «الجزيرة» اعتباراً من الربع الثاني من العام الماضي، بأنها « واحدة من أكثر قصص العودة إلى الربحية إثارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».وقالت «الوطني للاستثمار»، في تقرير لها أخيراً، إن خطة «العودة إلى الربحية» آتت ثمارها على الفور، مع عودة «الجزيرة» على الربحية في الربع الثالث من العام الماضي، وتسجيلها أرباحاً في ثلاثة أرباع متتالية للمرة الأولى في تاريخها، ما يشير إلى أن الخطة «عززت ربحية الشركة على مدار السنة، وليس فقط في الفصول التي تشهد طلباً مرتفعاً».وفي ما يلي أهم ما جاء في التقرير:أثمرت «خطة العودة إلى الربحية» منصة تشغيلية أعادت المجموعة بالفعل إلى الربحية. وأنهت «طيران الجزيرة» العام 2009 بخسارة 8.2 مليون دينار والربع الأول من 2010 بخسارة 4.5 مليون دينار.وبدأت الشركة في الربع الثاني من 2010 خطة «العودة إلى الربحية»، التي قادت إلى تحوّل إيجابي في العمليات. واتخذت الشركة سلسلة من القرارات القاسية التي سمحت لها بتسجيل ثلاثة أرباع متتالية- للمرة الأولى في تاريخها. وفي ما يلي تفاصيل مراحل الخطة الثلاث:المرحلة الأولى: إعادة تحديد الحجمقضايا:• فائض الطاقة الاستيعابية في السوق- 51 في المئة من المقاعد التي توفرها شركات الطيران كافة على الخطوط التي تشغّل عليها «الجزيرة» كانت خالية في 2010.• طاقة فائضة داخلياً- كانت «الجزيرة» تشغّل أسطولاً من 11 طئرة. لكن بعد خروجها من المحطة التشغيلية الثانية في دبي، تبين أن الأسطول كبير على السوق الكويتية وحدها.الخطوات التصحيحية:• التكامل العمودي- استحوذت «الجزيرة» على شركة سحاب لتأجير الطائرات، التي وفرت منصة لإعادة توزيع فائض الطاقة الاستيعابية في الأسواق العالمية.• إعادة تحديد الحجم- قلصت «الجزيرة» عدد الطائرات التي تشغّلها على خطوطها من 11 إلى 6. ونتيجة لذلك، تم تقليص العمالة بمعدل الثلث.• إعادة موضعة الطائرات الفائضة- من خلال «سحاب لتأجير الطائرات»، تمكنت المجموعة من تأجير أربع طائرات إلى شركة «فيرجين أميركا» وطائرة خامسة لـ «الخطوط السيريلانكية»، ما وفر للمجموعة مورد إيرادات ثابتاً.المرحلة الثانية: الربحية قبل النموقضايا:• الخطوط الخاسرة- نظراً لفائض الطاقة الاستيعابية في السوق، اضطرت «طيران الجزيرة» إلى بيع التذاكر بأسعار رخيصة على بعض الخطوط. وكان لذلك تأثير مباشر على ربحية الشركة، خصوصاً في الموسم الضعيف.الإجراءات التصحيحة• إعادة ترتيب الشبكة- أعادت «الجزيرة» ترتيب شبكة خطوطها على النحو الأمثل، لتركز على الخطوط القصيرة (بمعدل ساعتين للرحلة)، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في العائد.• وقف الخطوط الخاسرة- توقفت «الجزيرة» عن تقديم خدماتها على الخطوط التي كانت تسجّل الخسائر، مثل الخطوط إلى شبه القارة الهندية.• مرونة في الطاقة الاستيعابية- سمح تخفيض الطاقة الاستيعابية لـ «طيران الجزيرة» بإعادة نشر تلك الطاقة على امتداد السنة وفقاً للفرص التي يتيحها السوق.المرحلة الثالثة: مراجعة خطة الأسطولقضايا:• طلب كبير من «إيرباص»- كانت «الجزيرة» قد طلبت عدداً كبيراً من الطائرات من «إيرباص». لكن بعد إعادة هيكلة المجموعة، كان من الواضح أن الطلب بات كبيراً للغاية.الإجراءات التصحيحية• إلغاء الطلبية- حققت «طيران الجزيرة» نجاحاً في المفاوضات مع «إيرباص» لإلغاء جزء كبير من الطلبية، والإبقاء على طلبياتها لأربع طائرات تتسلمها بين 2012 و2014. وأدى ذلك إلى انخفاض ملحوظ لتدفقات السيولة المستقبلية إلى خارج الشركة، ووفر للمجموعة المقدرة على الاستجابة لديناميات السوق.ثمار «العودة إلى الربحية»... فورية• متوسط العائد سجل قفزةسجل متوسط العائد في «طيران الجزيرة» ارتفاعات متتالية إثر القرارات التي اتخذت كجزء من خطة العودة إلى الربحية. وجاء التحسن في العائد متلازماً مع تحسن في «معادل الحمل» (نسبة ما تنقله الشركة من ركاب كنسبة من طاقتها الاستيعابية) من 59 في المئة في النصف الأول من 2010 إلى 66 في المئة في النصف الثاني منه، ومن 37 في المئة في الربع الأول من 2010 إلى 64 في المئة في الربع الأول من 2011.ثلاثة أرباع متتالية من الأرباحلم تستغرق «خطة العودة إلى الربحية»، التي بدأ تطبيقها في الربع الثاني من 2010، الكثير من الوقت لتعطي ثمارها، إذ تحولت الشركة إلى الربحية في الربع الثالث من 2010. وسجلت الشركة أرباحاً صافية بـ2.4 مليون دينار، وربحاً تشغيلياً بـ3.6 مليون دينار في هذا الربع. وأظهر استمرار «الجزيرة» بتحقيق الأرباح في الربع الرابع من 2010 والربع الأول من 2011 حقيقة أن خطة العودة إلى الربحية عززت ربحية الشركة على مدار السنة، وليس فقط في الفصول التي تشهد طلباً مرتفعاً.الحفاظ على أسطول «حديث»وتخطط «الجزيرة» للاحتفاظ بأسطول حديث، بما يساعد في الإبقاء على تكاليف الصيانة منخفضة، والحفاظ على سجل الشركة المرتفع في الالتزام بجدول مواعيد الرحلات.وأبلغت إدارة الشركة «الوطني للاستثمار» ان الطائرات المتقادمة ستحال إلى التقاعد (أو تؤجر إلى شركات أخرى)، وسيتم إحلال طائرات جديدة تحت الطلب بدلاً منها.وهذه الاستراتيجية أساسية للشركة للحفاظ على ميزة تنافسية رئيسية عن «الخطوط الجوية الكويتية».ستكون «طيران الجزيرة» حذرة في إضافة أي محطات جديدة إلى شبكتها، تفادياً لأي تأثير سلبي على الربحية. وأعلنت «الجزيرة» أخيراً عن إضافة خط القاهرة إلى شبكتها، والذي نعتقد أنه سيعطي دفعاً لربحية الشركة. فالقاهرة هي ثاني أكثر المحطات اكتظاظاً من الكويت، خلف دبي. إلا أن خط القاهرة- وخلافاً لخط دبي الذي يتأثر كثيراً بركاب الترانزيت- هو خط يعتمد على المسافرين من نقطة الانطلاق إلى نقطة الوصول كوجهة نهائية.وفوق ذلك، لا تعمل على خط الكويت- القاهرة حالياً إلا شركتا طيران أخريان.تحقيق التكامل العموديتسعى «طيران الجزيرة» إلى النمو من خلال التكامل العمودي. ويمثل الاستحواذ على «سحاب لتأجير الطائرات» الخطوة الأولى في هذه العملية. الخطوة التالية ستتسم بتشغيل منفذها الخاص في المطار، والذي سيساعد في تنويع مصادر الإيرادات. ومثل هذا التوسع سيحسن تجربة العملاء أكثر، ويزيد كفاءة الشركة.أسعار الوقودسجلت أسعار الوقود ارتقاعاً في 2011، على الرغم من بروز مؤشرات إلى تصحيحها في الأيام القليلة الماضية. وبالنظر إلى الأسعار المسجلة في السوق أخيراً، يبدو أن الربع الثاني من 2011 سيحمل فاتورة وقود مرتفعة. ولم تقم «الجزيرة» بعمليات تحوط للأسعار في 2011، لكن إدارة الشركة تبدو واثقة من قدرتها على التعامل مع تلك الارتفاعات السعرية.وبحسب ما تقول الإدارة، فإن الشركة تشغّل في بيئة تمتاز بالحجوزات المتأخرة، مما يتيح للشركة تعديل الأسعار وإضافة ما يطرأ من ارتفاعات في أسعار الوقود إليها. وتلك الاستراتيجية سجلت نجاحاً في الربع الأول من 2011. وتتوقع «الوطني للاستثمار» أن تكرر «الجزيرة» هذا النجاح في الربع الثاني، خصوصاً وأنها أظهرت مقدرة على تعديل الأسعار في الأرباع الثلاثة الماضية.التقييميثير إعجابنا النجاح الذي تمكنت «طيران الجزيرة» من تحقيقه بعد تطبيق خطة العودة إلى الربحية في الربع الثاني من 2011. ونعتقد أن استراتيجية «الجزيرة» الجديدة لها مزاياها، وقد تصبح واحدة من أكثر قصص العودة إلى الربحية إثارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.وأشارت «الوطني للاستثمار» إلى أنها وضعت مجموعة جديدة من التوقعات لـ «طيران الجزيرة» تستند إلى استراتيجية الحفاظ على العوائد تتبع مقاربة حذرة لنمو الطاقة الاستيعابية.وأضافت ان «تقييمنا للسعر العادل لسهم (الجزيرة)، 0.260 دينار، وذلك بالاستناد إلى مزيج من طريقتي خصم التدفقات النقدية وتقييم الشركات النظيرة. ولدينا توصية بـ(الشراء) مع احتمال ارتفاعه بنسبة 40 في المئة». انخفاض كبير في المطلوباتوطلبية الطائرات... مدفوعةشهدت الميزانية العمومية لـ «طيران الجزيرة» تحسناً ملحوظاً منذ العام 2009. فقد شهد معدل الدين إلى حقوق المساهمين تراجعاً على مدى الأرباع الثلاثة الماضية، إلى أن بلغ 7.2 مرة حالياً.واختفت المطلوبات المحتملة مستقبلياً (التي كانت مترتبة على الطلبية من «إيرباص»)، نظراً إلى كون تكاليف الطائرات الأربع المطلوبة قد دفعت بالفعل.وتعتقد «الوطني للاستثمار» أن الإتمام الناجح لإصدار الحقوق سيدفع معدل الدين إلى حقوق المساهمين إلى الانخفاض أكثر إلى مستويات مستدامة ويخفض تكاليف التمويل. وسيستخدم إصدار الحقوق على الأرجح لإتمام دفع تكاليف الاستحواذ على «سحاب للتأجير».«التميّز» عن المنافسينيمتد من الأسعار إلى الخدماتقالت الوطني للاستثمار إنه «على الرغم من أن (الجزيرة) ستحافظ على وجوه عديدة من استراتيجيتها المنخفضة التكاليف، فإنها لم تعد تسعى إلى تمييز نفسها عن غيرها بالأسعار (فقط)، بل بمستوى الخدمة التي تقدمها (أيضاً)، خصوصاً أن 93 في المئة من المسافرين على خطوطها ليسوا ركاب ترانزيت، بل ينتقلون من محطة الانطلاق إلى محطة الوصول كوجهة نهائية».وأشارت «الوطني للاستثمار» إلى أن «طيران الجزيرة عدلت منتجاتها لتشمل تقديم وجبات مجانية للمسافرين على طائراتها في مختلف الدرجات، ورفعت الحد الأقصى للأمتعة المسموحة للراكب الواحد إلى 40 كيلوغراماً». وقالت إن «إدارة الشركة تعتقد أن تلك التعديلات تعطي قيمة مضافة للعملاء، وعند إضافتها إلى عوامل أخرى (مثل معدل الالتزام بالمواعيد البالغ 94 في المئة)، فإن (طيران الجزيرة) تصبح الخيار الأفضل للمسافرين».