أسود على شعوبهم، وفي الحروب أجبن الجبناء، هكذا هم زعماء الشعوب العربية المتعطشة للحرية، مارسوا القتل والسحل والترويع، لا فرق بين كبير وصغير، فالكل سواء، إبادة جماعية أو فردية، المهم إزهاق الأرواح، ليتعظ الأحياء! فالحاكم بأمره، هو الآمر الناهي، ومن يجرؤ على عصيانه لابد أن يذوق العذاب مرات ومرات، ليعرف حجم جريمته في حق الزعيم المطلق، ولك أن تنظر عزيزي القارئ إلى الخارطة، وتبدأ ببلاد الثورات، إن بدأت بإفريقيا سترى جحيماً في ليبيا، وأزمة لم تنته بسبب المساومات السياسية التي تمارسها الصين وروسيا من وراء الكواليس مع الثوار لضمان مصالحهما في المستقبل، وإلا فالفيتو سيكون بالمرصاد لتطلعات الشعب الليبي! هذه هي روسيا والصين، بلدان قمعيان وتاريخهما مليء بتجاوزات لا تعد ولا تحصى في مجال حقوق الإنسان والحريات والديموقراطية!
وإن ذهبت إلى البوابة الخلفية لجزيرة العرب، فمازال رئيس اليمن مكابراً وحتى هذه اللحظة في وجه المطالبات الشعبية، التي تدعو إلى تنحية سلمياً من دون اللجوء إلى السلاح، إلا أن فخامته يأبى أن تمر الثورة سلمية، فأهدر دماء شعبه، بالقصف الجوي، والمدفعي، واستخدامه قوات النخبة والمدربة أميركياً لمكافحة الإرهاب، وليس مكافحة الشعوب الآمنة!
وها هي سورية، تعاني هي الأخرى من قبضة «البعث» الدموية، وتفننه في تعذيب البشر، وقتلهم بطرق متعددة، سواء أكان الإنسان كبيراً أم صغيراً بعمر الشهيد حمزة الخطيب! الذي تم تعذيبه بوحشية لا مثيل لها، وقتله بطريقة أقل ما يقال عنها بشعة! نظام جبان أخافه طفل صغير، هل تعتقد عزيزي القارئ أنه قادر على استرداد الجولان المحتل؟ تساؤل محرج، بل ويضعف حجة البقاء لهذا النظام، فمن يدعي الممانعة لا يجلس مع الصهاينة من وراء الأبواب المغلقة، ولا يساوم على أراضيه مقابل مكوثه فترة أطول على كرسي الحكم!
سقوط «البعث» آتٍ لا محالة، فمن ثار شعبه عليه، لابد له أن يرحل إلى حيث ذهب الطغاة، لا سمعة مشرفة، ولا مواقف محمودة، تلحقهم اللعنات أينما حلوا!
إلى حكام الأمة العربية المستبدين، عليكم أن تعوا جيداً أن العالم تغير، وذهب مسافات أبعد مما تتوقعون في الحريات والديموقراطية، وبقيتم أنتم الوحيدون في العالم تمارسون فجوركم، واستبدادكم في حق شعوبكم المستضعفة، مستغلين ما في أيديكم من أجهزة قمعية، غير مدركين أن الأيام دول، يوم لك ويوم ستعلق على المشانق، أو ستذهب إلى المنفى خاوي اليدين، مفلسا، تبحث عن صدقات تسد بها رمقك ورمق عائلتك، ولك في الزعامات المقيمة في المهجر خير دليل، وعظة، وعبرة، قبل فوات الأوان!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
alhajri700@gmail.com