د.عبدالله زامل العنزي / الطوفان الحقيقي

تصغير
تكبير
كلمة ترددت على مسامعنا في الآونة الأخيرة، قد نختلف في تفسيرها وحقيقة وجودها وكذلك مظاهرها. إلا أن السمة الواضحة لهذا التعبير هو تبني ثقافة غريبة ودخيلة على مجتمعنا المترابط والمسالم، تتمثل بمحاولة إقصاء الآخرين إن لم يكن ممكنا إلغاؤهم! وهذا لعمري هو داء الأمم إذا ما تمكن منها دب فيها الشقاق والخلاف وظهر الضعف والهوان.

وفي الوقت الذي تمر فيه الأمة العربية بمفارقات كبيرة، وتقف كثير من الدول على مفترق الطرق نجد بعضاً من أبناء جلدتنا يؤججون نار الفتنة ويبثون الفرقة والتنازع بين أبناء المجتمع، ولا يعلمون أن هذا السلوك ربما يوصلنا إلى طريق لا ندري ما نهايته!

إننا في بلد قد أنعم الله عليه بالخيرات والناس من حوله تهفو إليه كما يتهافت النمل على قطعة السكر. وهو بلد صغير لا يحتمل أي منازعات أو تفرقات من هنا أو من هناك. فينبغي علينا أن نتحد وأن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».

وحتى وإن وجدت بيننا خلافات نجتمع فيما اتفقنا عليه، وينصح بعضنا بعضاً في ما اختلفنا فيه، وعلينا أن نحافظ على واقعنا الجميل وثروات بلادنا التي هي مطمع للجميع، وأن نحافظ على وحدتنا الداخلية حتى يهابنا من بالخارج. قال تعالى «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ».

إن الطوفان إذا أتى لا يفرق بين بعيد أو قريب ولا بين غني قوي أو ضعيف فقير. فلنكن جميعاً كربان سفينة يريد لها النجاة حتى ترسو على بر الأمان وتنجو بجميع ركابها من الطوفان.



د.عبدالله زامل العنزي

Dr_t1@hotmail.co
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي