عادل عبدالله المطيري / معالي وزير التربية... «نقطة نظام»

تصغير
تكبير
معالي الوزير... التربية في حاجة إلى ثورة شاملة لجميع مراحل التعليم ووسائله، ولكن سأتطرق لمشكلة أساسية نعاني منها مع وزارة التربية وتكمن في المرحلة الابتدائية مرحلة التأسيس حيث هناك عدد كبير من الطلبة الذين لا يقرأون ولا يكتبون جيداً في اللغة العربية والانكليزية على السواء، بل أن عدداً لا يستهان به من الطلبة لا يجيد العمليات الحسابية البسيطة كالجمع والضرب والقسمة رغم نجاحهم من المرحلة الابتدائية.

فالمنهج الدراسي وخصوصاً في المرحلة الابتدائية والتي هي مرحلة التأسيس دائم التغير حتى أصبحت كحقل تجارب لواضعي المناهج الدراسية. كما أن تطبيق بعض نظريات التعليم المعتمدة حديثاً لدراسة اللغات أثبتت فشلها ومازالت الوزارة متمسكة بها، وتعتمد هذه النظرية على فلسفة تقول ان تعلم الكليات (الكلمات) يؤدي الى تعلم الجزئيات (الأحرف). فيتعلم الطالب رسم الجمل وهو للأسف لا يعرف معناها، بل لا يستطيع أن يميز الكلمة داخل هذة الجملة، ناهيك عن حروفها. تطبق هذه الفلسفة على تعليم اللغة الانكليزية والعربية على السواء. بينما النظرية التي تعلم معاليكم وجميع أولياء الأمور عليها تقوم على أساس أن معرفة الجزئيات (الأحرف) تؤدي إلى معرفة الكليات وهي الكلمات، وكنّا جميعاً نقرأ ونكتب جيداً، والتفاوت بين الطلبة كان على المهارات وليس على الأساسيات!

فلماذا تخلت الوزارة عن تلك الطريقة رغم نجاحها، ولماذا تتمسك وزارة التربية بتطبيق نظريتها الجديدة رغم ثبات فشلها؟

معالي وزير التربية، في الدول التي تهتم في صناعة الإنسان يقوم بتدريس المرحلة الابتدائية مدرسون من حملة الدكتوراه، بينما ينحصر تعليم الابتدائي عندنا في المعلمات فقط. هل تعلم معاليك أن المعلمات أكثر من المعلمين اخذاً للإجازات المرضية غير إجازات المجلس الطبي الطويلة، ولا تنسى إجازات الوضع والأمومة، والمشكلة في تأثير الإجازات علي تحصيل الطلبة في مرحلته التعليمية الحساسة، فكم حصة دراسية تحولت إلى حصة احتياط، ناهيك عن تحميل جدول المدرسة المتغيبة غيابا دائما الى جدول المعلمة الملتزمة بعملها مما يحملها حصصاً أكثر من ما تحتمل مما يؤثر على تحصيل الطالب العلمي.

معالي الوزير لماذا التأنيث؟ هل هو قرار تربوي سليم، ام قرار سياسي ومراعاة واقع اجتماعي؟

لقد بدأت عهدك كوزير للتربية بنشاط واضح وفي وعود جميلة منها التعهد بإقرار كادر المعلم، وإعطاء المرونة لعمل المدرس ليعطي حصصه الدراسية كمحاضر الجامعة من دون التزام باليوم الدراسي الطويل والممل، فعلاً عندها ستكون مهنة المعلم مهنة جاذبة لا مهنة طاردة كما تتمنون.

كما أن اعتماد معاليكم على فلسفة الإدارة اللا مركزية وإعطاء المنطقة التعليمية وادارات المدارس صلاحيات واسعة فانه يدل على تمتعكم بنظرة إدارية ثاقبة وبإيمان عميق بالديموقراطية ولا عجب فقد نشأت وترعرعت سياسياً في بيت الأمة كنائب مثّل الشعب مرات عدة.

معالي الوزير... التعليم ليس معلم فقط، بل منهج ومدرسة ووظائف تعليمة مساندة، كالاخصائي النفسي والاجتماعي ومكتبة مدرسية ووسائل تعليمة متطورة، وقبل كل شيء هو رؤية شاملة لاحتياجات المجتمع ولما يريد أن يحققه من أهداف.



عادل عبدالله المطيري

almutairiadel@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي