وضعت في لقاء مع «الراي» رؤية شاملة لتطوير التعليم

البهبهاني لفضح التيارات السياسية في مقرر دراسي يبين خطورتها على البلد

تصغير
تكبير
| كتب أنور الفكر |

في لقاء ضمنته رؤية شاملة لتطوير التعليم في الكويت، ولم تفوت الفرصة لتبدي حسرتها على الفجوة الهائلة بين الجيل الحالي وجيل السبعينات في المستوى والفكر ومشاركة الدولة، أكدت عضو هيئة التدريس في كلية التربية الاساسية الدكتورة بهيجة البهبهاني اهمية ادخال مقرر في مناهج التعليم يطلع الطالب على التيارات الفكرية والسياسية ومدى تأثيرها على امن واستقرار البلاد، مشيرة في اطار الحديث عن المناهج الدراسية الى ضرورة زرع جذور الولاء «في الطالب تجاه الاسرة والوطن ليظل مدافعاً عنه ويدحض مايثار عنه من اشاعات».

واماطت البهبهاني اللثام عن بعض الخبايا والانحرافات في الوسط التعليمي، ومن قبل من؟ نواب الامة «فقد وصل الامر ببعض الطالبات الى الاستعانة بنواب مجلس الامة لاضافتهن على الشعب المغلقة او رفع التقدير في بعض المقررات».

ولم تشأ البهبهاني ان تخدم حديثها الى «الراي» الا بتوجيه رسالة الى وزير التربية وزير التعليم العالي احمد المليفي اوصته فيها بفصل الوزارتين، وفصل التعليم التطبيقي عن التدريب، وتفعيل دور المجلس الأعلى للتعليم.

في البداية سألناها:



• كيف تنظرين إلى التعليم أمس واليوم؟

التحقنا كمجموعة من خريجات الثانوية العامة الحكومية بكلية العلوم في جامعة الكويت بداية السبعينات وكانت الدراسة باللغة الانجليزية واجتزنا المقررات بالنجاح دون مساعدة من الأهل أو المدرسين الخصوصيين لأننا كنا جيلا يتحمل المسؤولية ويعرف قيمة العلم ويقدر العلماء تماما كما كان حينها المجتمع يملك الأخلاقيات ذاتها فالكلمة الشفهية كانت عهدا والكبير محترم وطلب العلم واجب، ومن ثم تم تعييننا معيدات بالكلية نفسها حيث حصلنا على درجة الماجستير. وقد قمت حينها بتدريس الأجزاء العملية لبعض المقررات الدراسية وكان الطلاب والطالبات على مستوى عال من الخلق وينهلون من العلم بشغف ورغبة ذاتية في اكتساب العلوم وحين أقارنهم بالطلبة حاليا فان الاقبال على اكتساب العلم قل كثيرا وكذلك فان مكانة الأستاذ وهيبته تدنتا كثيرا وهذا الأمر هو انعكاس لما يحدث من تغيرات في العادات والتقاليد الأصيلة في المجتمع. ان المجتمع ككل وأولياء الأمور في الكويت سابقا كانوا يدعمون المعلم في عمله وينصرونه على أبنائهم وكان المعلمون الوافدون من ذوي الخبرة العريقة في مجال التدريس ولم يكن الطالب يحتاج دروسا خصوصية فالمعلم يؤدي عمله بجدارة واقتدار لأنه يملك الخبرة والكفاءة والشخصية القوية التي يحترمها الطلبة ويطيعونه في ما ينصحهم به، لذا فان جيل الستينات والسبعينات بالكويت هم الذين ساندوا الحكومة وتعاونوا معها بأمانة واخلاص. وعملوا بجد واجتهاد على الارتقاء بالكويت محليا واقليميا وعالميا وكانت الكويت حينها لؤلؤة الخليج. ان التعليم الحالي لا يستطيع فيه المعلم التوافق مع طلبته لأنهم مرفهون ولا يتحملون المسؤولية تجاه أنفسهم وأهاليهم وفي دراستهم فكيف تجاه وطنهم؟ كما يتدخل أهاليهم بقوة في شؤون المدرسة لينتصروا لفلذات أكبادهم حتى لو كانوا مخطئين او مقصرين ما يعيق عملية التطوير والتنمية ويتسبب في تدني مستوى المخرجات وجودتهم. لقد وصل الامر ببعض الطالبات الاستعانة بنواب مجلس الأمة لاضافتهن بالشعب المغلقة او لرفع التقدير في بعض المقررات الدراسية او الغاء عقوبة الغش عنهن وهذه أمور واجهتني عندما كنت مساعدا للعميد للشؤون الطلابية وعندما كنت عميدة للكلية بالتكليف؟؟

• وكيف نرتقي بالتعليم؟

- ان كفاءة المعلم تتوقف على أساليب اختياره وكيفية اعداده، وفي سماته وكفاياته الشخصية وقدراته العلمية ومهاراته الفنية ومدى تفانيه في أداء عمله. فالبداية الصحيحة لاعداد المعلم تكون في كيفية اختيار الفرد القادر على أداء هذه المهمة الكبيرة بجدارة واقتدار. وتقع المسؤولية في هذا المجال على عاتق كليات التربية، بحيث يكون هذا الاختيار بناء على ضوابط ومعايير محددة وبالتالي تكون المخرجات ذات جودة عالية.

ان جميع كليات التربية في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأميركية واليابان لديها اختبارات للقبول بها تتضمن اجتياز اختبارات مكتوبة في المواد الاساسية واختبار لكتابة مقال للتعرف على مستوى تفكير الطالب، وكذلك مهاراته في الكتابة باللغة القومية واجتياز المقابلة الشخصية وتقوم هذه الاختبارات بقياس قدرات الطلبة واستعدادهم وميولهم في مجالات متعددة وزوايا مختلفة.

كما يجب استحداث مركز تربوي بالدولة لحصول المعلم على شهادة اعتماد التدريس Teaching credential وهي رخصة (مثل رخصة القيادة license) تمنحها جهة معتمدة بالدولة «للمعلم المعتمد» والذي اجتاز مهارات معينة واكتسب خبرات من خلال تدريب مكثف يؤهله للتدريس في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية مع زيادة في راتبه.

ان تطوير التعليم والارتقاء به - من خلال خبرتي في هذا المجال يتطلب تضافر الجهود بالدولة مع وزارة التربية والعمل على تحقيق التالي:

- الركيزة الأساسية فى تطوير التعليم هي الاعداد الجيد للمعلم والذي يمثل الجهة الرئيسية خلال التواصل مع جهات عالمية مثل المجلس الوطني لاعتماد كليات اعداد المعلمين وهو أكبر منظمة مستقلة معتمدة من قبل الحكومة الأميركية للاعتماد الأكاديمي في التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية, وتهدف الى تأسيس نظام للجودة العالية في اعداد المعلمين من خلال الاعتماد المهني للمدارس وأقسام وكليات التربية.

- وضع اختبارات للقبول في مجال اللغة العربية والعلوم والرياضيات، بالاضافة الى اختبار في المهارات العملية في كليات اعداد المعلم يتم من خلالها اختيار خريجي المرحلة الثانوية المناسبين للعمل في مهنة المعلم. والطالب الذي لا يتجاوز هذه الاختبارات يحول الى مسار آخر.

- تنفيذ الأساليب الحديثة للحصول على العلوم والمعرفة مثل استخدام المكتبات الالكترونية, وشبكة الأبحاث العلمية والتقنية الالكترونية والتعليم عن بٌعد وغيرها.

- تطوير المناهج الدراسية لتتناسب مع المفاهيم الجديدة للمتغيرات العالمية.

- تدريب المعلمين أثناء الخدمة والعمل على توفير الحوافز المادية والمعنوية لهم.

- تطوير أساليب التقويم.

- توفير الوسائل التعليمية الحديثة.

- تطوير تصميم المباني المدرسية.

- تحقيق متطلبات سوق العمل من خلال استحداث برامج دراسية جديدة.

- تعليم اللغات الأجنبية لضمان التواصل مع الثقافات العالمية.

- تبادل الوفود الطلابية مع الجامعات العالمية العريقة.

- استحداث برلمان طلابي على مستوى الدولة لتدريب الناشئة على الحياة السياسية ومضمونها وأهدافها التي تخدم الوطن وتعمل على استقراره.

• ما المشاكل الطلابية التي تواجهكم كعضو هيئة تدريس؟؟

- تلتحق الطالبة بالكلية وهي لم تؤهل نفسيا ولا علميا لها فالغالبية منهن مازالت غير قادرة على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس في متابعة متطلبات مسارها الأكاديمي وتعتقد أنها مازالت في المدرسة الثانوية فتعتمد على الأهل في متابعة المعوقات التي تواجهها بالكلية مثل الشعب المغلقة والانذارات في المعدلات الدراسية وتطالب الأساتذة بملخص للأجزاء المهمة من المحتوي العلمي للمقرر الدراسي والذي سيتضمنه الاختبار الفصلي والاختبار النهائي وترفض بشدة الاستعانة بالمراجع العلمية الحديثة، ومازالت الطالبة تستعين بمعارفها للضغط على الأستاذ لرفع معدلها؟؟

• هل تعتقدين ان تدريس الطلاب والطالبات مقررا عن «الولاء والانتماء» يؤدي الى تحقيق الوحدة الوطنية؟؟

- ان الولاء يشمل عدة جوانب يجب زرع جذورها في مشاعر الفرد وهي: الولاء للأسرة والولاء للمجتمع، الولاء المهني (للعمل), الولاء الاقتصادي والولاء السياسي وهذه كلها اذا تواجدت لدى الناشئة نتج عنها حتما الولاء للوطن والذي هو سلوك ايجابي للفرد تجاه وطنه والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن، والتمسك بأنظمته، والدفاع عن هذا الوطن، ومحاربة الاشاعات التي تقال ضده.

ويهتم التربويون باعداد مثل هذا المواطن الصالح لنفسه وأسرته ومجتمعه وبالتالي وطنه وذلك لأهميته في تنمية المجتمع وتطويره، وتقوم المناهج الدراسية - حسب اعتقادهم - بدور أساسي في هذا المجال وخاصة ونحن في عصر يتميز بالتحديات والمتناقضات ولكنني - من وجهة نظري - أري ان المناهج الدراسية بها قصور كبير وواضح في جانب معالجتها للقضايا المعاصرة حيث انها لا تتطرق الى حياة الطلاب، ولا تتماشي مع الواقع الذي نعيشه ولا يوجد منهج دراسي يتضمن التيارات الفكرية والسياسية السائدة في المجتمع حتى يتعرف الطلبة اليها ويدركوا محتواها وخطورتها على الأمن والاستقرار بالدولة.

ان كل طفل يلتحق برياض الأطفال حاليا لديه معلومات وافية اكتسبها من أسرته عن المجتمع بناء على فكرها ومذهبها واتجاها السياسي وتزيد هذه المعلومات وترسخ في خلايا مخه بمروره في المرحلة الابتدائية ثم المرحلة المتوسطة ثم الثانوية حيث تصبح تلك المعلومات تسري مع دمه ويستحيل انتزاعها منه، وأما في مؤسسات التعليم العالي فانها تنطلق من مكمنها وتوحد الطلبة الذين لديهم توجهات دينية وسياسية واحدة في قائمة واحدة والدليل ما يحدث في فترة الانتخابات بالجامعة والتطبيقي حيث يوجد طلبة كل مذهب في قائمة واحدة وكل الطلبة من توجه سياسي واحد في قائمة واحدة وهلم جرا؟؟؟ لذا يجب اتخاذ ما يلزم في الدولة ومجلس الأمة للحد من هذه المشكلة المستعصية والتي قد تؤدي لاحقا الى مالا تحمد عقباه؟؟

• ما الرسالة التي توجهينها لوزير التربية والتعليم العالي؟؟

- أولا: فصل وزارة التربية عن وزارة التعليم العالي لضمان الجودة في المخرجات.

ثانيا: استقلالية التعليم التطبيقي والتدريب وبالتالي تعديل مجلس الادارة بحيث يتضمن في عضويته المدير العام ونوابه وعمداء الكليات ومديري المعاهد.

ثالثا: تفعيل دور المجلس الاعلى للتعليم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي