37 شخصية «تحت جناح» بكركي ناقشت ملفي الأرض والوظائف بالقطاع العام

اللقاء الماروني: جدول أعمال «مقزَّم» لا «يضيّق» الخلاف الاستراتيجي

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |
... «ما أجملهم وهم مجتمعون». عبارة اختصر بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رمزية «الصورة النادرة» التي جمعت امس في بكركي أقطاب الطائفة المارونية ونوابها الذين يختصرون باختلافاتهم السياسية خط الخلاف الاستراتيجي الذي «يتمتْرس» على ضفتيْه فريقا 8 و 14 آذار.
37 شخصية من اصل 38 كانوا مدعوين الى اللقاء الماروني الموسع اجتمعوا على مدى نحو 3 ساعات تحت مظلة الراعي البطريركي وحول طاولة مستطيلة انضمّ اليها ايضاً المطارنة رولان أبو جودة، سمير مظلوم، بولس صياح ويوسف بشارة، وذلك في إطار البناء على قمة «كسر الجليد» التي انعقدت في 19 ابريل الماضي وحضرها آنذاك رئيس حزب الكتائب امين الجميل، زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، وزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذين شاركوا في اجتماع يوم امس الذي ستليه لقاءات أخرى وعلى الأرجح ستتّسع دائرتها مسيحياً لتمّهد لترسيخ «الشراكة» مع سائر العائلات الروحية اللبنانية.
جدول أعمال «مسيحي» بامتياز من 3 نقاط ناقشه «لقاء بكركي 2» من زاوية ضيّقة تتعلّق بـ «الوجود المادي» للموارنة على قاعدة ان «مدّ» البحث الى جوهر «الوجود الكياني» للبنان بالمعنى الوطني والاستراتيجي من شأنه ان يفرّق الملتقين «بالمفرّق» على قضايا تخص «البيت الصغير» وان يعيدهم الى «خنادقهم» ضمن الصراع الأكبر الذي يشكّل لبنان نقطة استقطاب فيه بين «القطبيْن» السني والشيعي، وفق ما سبق للبطريرك الراعي ان عبّر مراراً قبل انتخابه.
ولأنّ تنظيم الاختلاف يتيح «غربلة» القضايا وتحديد آليات للتوافق على «المشترك» من بينها، اقتصرت أجندة لقاء يوم امس (غاب عنه عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده لاسباب طارئة) على ثلاث نقاط كما جاء في البيان الختامي من دون ان يناقش اي ملفات خلافية ولا التطرق الى تعديل اتفاق وفق ما كان دعا البطريرك الراعي قبل ايام وفي ضوء ما لاقاه اليه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مقترحاً «تطوير نظام» الطائف بالتوافق. وهذه النقاط هي: «التزام مبدأ الشراكة في ما بيننا كخطوة أولى نحو تفعيل هذه الشراكة مع كل العائلات الروحية اللبنانية، والتعاون على بناء الدولة. المحافظة على الأرض اللبنانية كوسيلة لترسيخ الوجود والهوية والحفاظ على خصوصية لبنان في تنوع مجتمعه ضمن الوحدة. إعادة التلازم الى الإدارات العامة من خلال مشاركة المسيحيين بفاعلية في خدمة الدولة والمواطنين انطلاقا من احترام مبدأي الكفاءة والمناصفة».
وتخلل الاجتماع نقاشا علميا وبالأرقام استناداً الى ما عرضه المركز الماروني للتوثيق والأبحاث من ملخص دراسة عن موضوع الأرض وتملك الأجانب وحركة انتقال الملكية بين الطوائف في مناطق حسّاسة منذ العام 1993 وحتى اليوم وما عرضته مؤسسة لابورا عن الخلل في التوازن اللاحق بمشاركة المسيحيين في القطاع العام. ثم شارك الجميع في المناقشة وإبداء الرأي واقتراح حلول عملية لهذه الإشكالات مع بعض آليات للتنفيذ، قبل ان يتوافق الجميع على ضرورة متابعة البحث في كل المواضيع «التي تهم الوطن اللبناني ودور المسيحيين الفاعل في الحفاظ عليه وعلى خصوصيته كرسالة ونموذج في التعددية والديموقراطية والحرية».
وانتهى اللقاء، الذي كان هادئاً وتخلله تبادُل مزاح بعيداً عن اي اشكالات، الى تشكيل لجنة متابعة ضمت 7 نواب يمثلون مختلف التيارات السياسية على ان يعيّن الراعي مطراناً كمنسق لها، ومهمتها تحضير اقتراحات عملية يعود بتّها الى اللقاء الموسع في اجتماعاته اللاحقة، مع امكان ان تنبثق منها لجان أخرى.
وفيما ينتظر ان يتحدد موعد الاجتماع الماروني المقبل بعد زيارة البطريرك لباريس في 8 يونيو ولقائه الرئيس نيكولا ساركوزي، لفت في كلمة الراعي في مستهلّ اللقاء اشارته الى «اننا هنا لنستعرض واقعنا ونتخذ ما يلزم من توصيات لتحسينه وتحصينه على تنوع الخيارات السياسية المنسجمة مع المبادئ والثوابت والآيلة الى الاهداف الوطنية المشتركة».
واعلن ان «الوسيلة لوجودنا هي الارض، والوسيلة لحضورنا الفاعل هي المشاركة في الادارات العامة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي