محمد صالح السبتي / ... «العفرته»

تصغير
تكبير
«العفرته» هي أفضل وصف يمكن أن يطلق على أداء نواب المظاهرات والذين يوافقونهم الرأي داخل المجلس لكن من دون الخروج في المظاهرات وهم الذين يسمون أنفسهم نواب «إلا الدستور». ونحن نطلق عليهم هذا المسمى لأنهم يريدون أخذ كل شيء بـ «العفرته» و»العفرته» لمن لا يعرف معناها القوة الفوضوية أو فرض العضلات والصراخ اللا منطقي.

في مسألة تفريغ الدستور من محتواه، الطرفان مشتركان في الخطأ ذاته... تقديم استجواب رئيس الوزراء بعد جلسة القسم مباشرة هو بالحقيقة تفريغ للدستور من محتواه، حتى لو وافقنا على محتوى الاستجواب، وتقديم استجواب آخر يشكل الخلل ذاته، الحكومة تعاملت مع هذا الخلل بمثله، وللحقيقة والإنصاف فإن في وجهة نظر الحكومة بعدم دستورية هذا الاستجواب تكاد تكون صحيحة 100 في المئة.

يقوم هؤلاء النواب اليوم بدور خطير هو إيهام الشارع الكويتي بأنهم حماة الدستور ورجاله المخلصون، ويفرضون مفاهيم خاطئة يسوقون لها على أنها هي الحق المطلق، وهذا ليس بصحيح أبداً... بل ان كل ذي نظرة فاحصة وله ولو قليل معرفة بالدستور يعرف تماماً أن ما يقوم به هؤلاء نوع من العبث السياسي وانتهاك للدستور. نحن لا ندافع عن الحكومة ونعرف يقيناً أنها أخفقت كثيراً، لكن الحقيقة والحقيقة المتجردة تقول ان موقف الحكومة اليوم رداً على مهاترات النواب السياسية صحيح 100 في المئة.

وحتى لو اعتقدنا بعدم صحة موقف الحكومة فإن النزول للشارع بهذه الطريقة وهذه الشعارات هو نوع من الاسفاف والغوغائية المقيتة وهو عين «العفرته» فإما أن أفرض رأيي أو أفرض عضلاتي واستعرض أمام الناس لتحريكهم نحو الفوضى الاجتماعية، وإما أن تتم الموافقة على رأيي من دون نقاش.

نحن لم ننتخب النواب ليقودوا المظاهرات، انتخبناهم ليقوموا بدورهم داخل مجلس الأمة... لا في الشارع.

هناك قواعد وضوابط بعضها دستوري وبعضها قانوني والآخر أخذناه من أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا السياسية... هذه القواعد بمجملها تمثل طريق المعارضة، وهي ما كان عليه الأولون من رجالات الكويت، ما يحدث اليوم مخالف لكل هذه الضوابط ومنتهك لها... التهجم اللفظي على الوزراء وبعض النواب من مخالفيكم مجرم في قوانيننا وعيب في أعرافنا، المناداة بإسقاط رئيس الوزراء بهذه الطريقة انتهاك صارخ للدستور ومخالف لكل عاداتنا التي هي جزء لا يتجزأ من ديموقراطيتنا.

نحن لسنا حكوميين لكنا لسنا غوغائيين كذلك ولا نرضى بالاسفاف في الطرح وتجريح الآخرين. أيها النواب دعوا عنكم العنتريات لتحقيق الاشباع النفسي في أرواحكم أنكم أبطال المعارضة وتقودون الجماهير... كل هذه أمراض نفسية للأسف تعانون منها وأعراضها واضحة عليكم.

إنني أدعو الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب لإبداء امتعاضهم على هذا الأسلوب الفوضوي حتى يعلم الجميع أننا وإن كنا نعارض أداء الحكومة لكنا لن نقبل بالاسفاف والغوغائية.



محمد صالح السبتي

كاتب كويتي

yousef-8080@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي