حوار / عضو مجلس الشورى البحريني دعا إلى نقل مقر «درع الجزيرة» إلى المملكة
خالد آل خليفة لـ «الراي»: ما حدث في البحرين كان مخططاً لتنفيذه في 2017 بحصول إيران على «النووي»

خالد آل خليفة







| المنامة - من حسين الحربي |
كشف عضو مجلس الشورى في مملكة البحرين الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة أن ما حدث في البحرين « مخطط كان سيجري تنفيذه مستقبلا» وبالتحديد عام 2017 عندما تحصل ايران على القنبلة النووية، موضحا ان ما عجل بوقوعه أحداث مصر وتونس وليبيا واليمن، مؤكدا ان حدوثه في الفترة الحالية جاء في صالح البحرين ودول الخليج.
وشدد آل خليفة في لقائه مع « الراي» على أهمية أخذ التهديدات الايرانية على محمل الجد، مبينا ان ما يحاك للدول الخليجية في الخفاء وتحت الطاولات مخططات خطيرة ومخيفة، مبينا أهمية فتح المجال لصفحة جديدة من التحالفات الدولية والاقليمية والعربية وعدم الركون الى التحالفات الاعتيادية القديمة.
ورأى أن الوضع الحالي بات مناسبا لنقل مقار«درع الجزيرة» الى البحرين بعد التحولات السياسية في المنطقة والتهديد الايراني الصارخ والمستمر للبحرين وخطورة الوضع بصفة عامة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، مشيرا في هذا السياق الى أهمية التركيز على الجيش الخليجي الموحد لدعم العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون.
وأوضح آل خليفة ان التظاهر في البحرين لا يحتاج الى ترخيص بل لمجرد اخطار، مشيرا في هذا الصدد لمخالفة المعتصمين حينذاك للقانون وتهميش دور الدولة وعدم الالتزام بالاحتجاجات السلمية، مع وجود رغبة عارمة في العنف ضد رجال الأمن بقصد ان يكون هناك رصد اعلامي عالمي لهم.
وأكد آل خليفة ان مطالب المحتجين لم تكن مطالب بل 14 شرطا جميعها تهدف إلى إسقاط النظام وتكوين نظام سياسي آخر، لافتا ان من تواجد في دوار اللؤلؤة تيار وفئة واحدة رغم المحاولات اليائسة من قبلهم لإظهار الصورة خلاف ذلك، مؤكدا ان أجهزة إعلامية ضخمت الأحداث وفبركتها بإيعاز من جهات خارجية تدفع لها وتمولها... وهنا نص اللقاء:
• في البداية نود القاء الضوء على زيارة وفد السلطة التشريعية البحريني لدول الخليج؟
- نحن كسلطة تشريعية مكونة من مجلس النواب المنتخب ومجلس الشورى المعين زرنا دول مجلس التعاون الخليجي لتقديم الشكر للقيادات السياسية التي وقفت مع البحرين في أزمتها، والتي تعتبر في الحقيقة أزمة خليجية وليست محلية، وكذلك لتجديد وتعزيز التعاون سواء على مستوى السلطة التشريعة أو الدولة ككل أو على مستوى شعوب المنطقة، والشكر لم يخص القيادات السياسية فقط ولكن شعوب المنطقة خاصة في الكويت والسعودية والإمارات التي لبت الدعوة بأسرع وقت ممكن دون أي تردد، ونود أن نبين ان ما ميز زيارتنا أننا سمعنا من القيادات السياسية في دول مجلس التعاون سواء في الكويت أو السعودية أو في الامارات كلاما يطمئن ويثلج الصدر، ويؤكد استمرارية دعم هذه الدول للبحرين.
• كم استغرقت مدة الزيارة للدول الخليجية؟
- الزيارة كانت للدول الخليجية الست واستغرقت يومين بدأت من قطر ثم الكويت وعمان والامارات والمملكة العربية السعودية.
• ماذا عن حقيقة ما جرى في الأزمة البحرينية وهل كان هناك مخطط؟
- في الحقيقة منذ بداية الاحتجاجات بات واضحا ان هناك مخططا يجري تنفيذه بخطط مرسومة وجاهزة تختلف عما جرى في مصر وتونس وليبيا، لكن الظاهر كان شبيها بذلك، حيث تم الاستيلاء على دوار مجلس التعاون المسمى بدوار اللؤلؤة من قبل المعتصمين، وهنا نود ان نشير في هذا الصدد الى سلمية الجانب الأمني وقبول الوضع بما هو عليه، حيث لم يكن هناك أي معارضة من قبل الحكومة، لان التظاهرات والتجمعات مسموح بها في البحرين بقانون، والقانون لا يحتاج ان تحصل على ترخيص بل هو مجرد اخطار للجهات الرسمية كي تكون على دراية ان هناك اعتصاما في منطقة ما، كي تتخذ الاجراءات الاحتياطية من تنظيم مرور الى آخره، وفي الاسبوع الاول كانت الاحتجاجات سلمية، ولكن فجأة بدأت الصورة تتضح تدريجيا وتأخذ منحى آخر حيث لم يكن هناك التزام من قبل المتظاهرين بالاحتجاجات السلمية، بل على العكس كانت هناك رغبة عارمة وشديدة من قبل المتواجدين في الدوار ان يكون هناك عنف.
• ماذا كانت مطالب المحتجين في بداية الأمر؟
- كانت مطالبهم تتمثل في اصلاحات دستورية ومحاربة الفساد الى آخر هذه المطالب، وتدريجيا اسقاط الحكومة، وكان هذا مقبولا لدرجة ما، حيث يختلف إسقاط الحكومة عن إسقاط النظام أو الدولة، وأيضا كان هذا مقبولا من جهة الحكومة التي تقبلت هذه الشعارات والمطالبات، لكن فجأة بدأ من في الدوار في استخدام العنف ضد رجال الشرطة والأمن كي يكون هناك رصد اعلامي عالمي لهذا التجمع، وهذا أدى في الحقيقة الى اتخاذ اجراءات أمنية لان الشرطة في النهاية يجب ان تدافع عن نفسها، و بدأت أولى المصادمات بين الشرطة والمتظاهرين، وارتفعت المطالب فيما بعد الى إسقاط النظام بأكمله، وبدأت الجمعيات السياسية تقول انه لن يتم التنازل عن اسقاط النظام السياسي في البلد، ولهذا تغيرت تماما الاتجاهات السياسية التي كانت مطروحة في ذلك الوقت، وبدأت بعد الاسبوع الثاني تخرج من الدوار في مسيرات يومية وباتجاهات مختلفة دون حتى اخطار الجهات الرسمية بذلك، بما معناه ان المتظاهرين لم يعترفوا بالنظام السياسي القائم أو بالقانون أو بما ينظم الحياة الاعتيادية في الدولة، وكان هذا تهميشا لدور الدولة، وبدأ يتزايد ويرتفع يوما بعد يوم، لكن رغم ذلك كان هناك ضبط نفس من قبل الحكومة والدولة بشكل عام وحتى السلطات الاخرى بما فيها السلطتان التنفيذية والتشريعية.
• ولكن هل المطالبة باسقاط النظام تزامن مع اقامة جمهورية اسلامية؟
- أتى هذا المطلب في نهاية الاسبوع الثاني، حيث طالب تجمع الوحدة الوطنية بأمور كثيرة اصلاحية وكان من ضمن المطالب اخلاء سبيل الموقوفين في الاضطرابات التي حدثت، ولبيت هذه المطالب من قبل جلالة الملك حيث أفرج عما لا يقل عن 300 شخص، وتجمع الوحدة الوطنية لم يكن يمثل في الحقيقة طيفا أو فئة واحدة في المجتمع، بل يمثل كل الفئات بمن فيهم غير البحرينيين « المقيمون» وذلك على عكس حال تيار دوار مجلس التعاون، الذي كان يمثل طائفة واحدة، بالرغم من المحاولات الكثيرة اليائسة لاظهار ان هناك طوائف أخرى، وعندما نتكلم عن الجمعيات السياسية في البحرين علينا ان ندقق الامر لانه عندما نقول سبعا منها كانت تمثل في الدوار، فان هذا القول غير دقيق، لان الجمعية الوحيدة التي كان لها ثقل وتمثل من في الدوار هي جمعية الوفاق، والجمعيات الست الاخرى جميعها ليس لها ثقل حيث لم تستطع الحصول على مقعد واحد في انتخابات مجلس النواب، وبعضها عشرات من الافراد لكن الاسم جمعية، حتى ان المواظبين على حضور اجتماعات بعض هذه الجمعيات لا يتجاوز عددهم 16 أو 17 شخصا.
• من طالب بالافراج عن هؤلاء؟
- تجمع الوحدة الوطنية، حيث طالب بمجموعة من الإصلاحات بما فيها الافراج عن الموقفين من محدثي الشغب والتخريب من باب ان تجمع الوحدة الوطنية أراد ان يفتح صفحة جديدة مع كل أطياف المجتمع، ولكي يكون هناك نوع من الحوار الوطني تلبية لما تقدم به سمو ولي العهد، حيث كان تجمع الوحدة الوطنية أول من وافق على الحوار في حين ان الجمعيات السياسية السبع لم ترد على رغبة ولي العهد بطرح الحوار لحل هذه المشكلة سياسيا، والتي تقدمت فيما بعد بـ 14 طلبا كانت في الحقيقة مطالب لقلب النظام وإسقاطه وتأسيس نظام سياسي جديد.
• وكيف كان النظر لتلك المطالب؟
- لم تكن في الحقيقة مطالب ولكنها كانت شروطا أقوى من المطالب بكثير، حيث كان هناك 14 شرطا جميعها تهدف الى اسقاط النظام وتكوين نظام سياسي آخر، وفي تلك الفترة أيضا عفا جلالة الملك عن كل المساجين بمن في ذلك المحكوم عليهم غيابيا في الخارج، وهؤلاء انتهزوا الفرصة وعادوا للبحرين.
• من كان أبرز العائدين؟
- كان من أهمهم حسن مشيمع مؤسس حركة «حق» والذي قبل ان يعود الى البحرين أجرى اتصالات كثيرة. فمن لندن حجز على ثلاثة أو اربعة خطوط مختلفة أحدها عن طريق قطر وأخر الى بيروت حيث توجه ومكث هناك يومين وجاء الى البحرين، وصرح عند وصوله مطار البحرين للإعلاميين بمن فيهم عرب أو غير عرب بانه سوف تقام جمهورية اسلامية، وان كان لم يحدد هوية هذه الجمهورية لكن الكل عرف انها على النمط الموجود في ايران. ثم بعد ذلك توجه من المطار الى دوار مجلس التعاون والقى خطابا ذكر فيه شبه اعلان عن قيام جمهورية اسلامية في البحرين، وأعقب ذلك عقد اجتماعات، كما ذكر المقيمين في الداور لتحديد المناصب وتنظيم العمل، فهناك من كانت تقع عليهم مسؤولية الاعلام، أو مسؤولية الامن أوالعلاقات الخارجية، ففي الحقيقة كان هناك تنظيم سياسي ودولة في الدوار، وكانت كل خيمة في الحقيقة تمثل وزارة لدرجة انه كانت هناك خيمة بمثابة سجن للمساجين من الشرطة الذين تم احتجازهم واعتبارهم أسرى.
• وهل حدث تفاقم للوضع بعد ذلك؟
- تمدد الوضع الى ان وصل الى مستشفى السلمانية، من ثم احتجازه بالكامل واعتباره قاعدة عسكرية أمنية لتلك الدولة والتي كان فيها كل الاسلحة والتنظيم والتحركات العنيفة والتخطيط للسيطرة على مركز المنامة «العاصمة» المالي وحجز كل ما يتعلق بالحياة المالية والقضاء عليها، وبالفعل شلت كل البنوك والمؤسسات المالية والتجارية وتوقفت تماما في فترة تكاد تزيد على اسبوع، حيث لم يستطع أي فرد من موظفي تلك المؤسسات أن يصل الى مكتبه في قلب العاصمة، حيث تم منع الافراد من دخول هذه المنطقة، بما معناه لأهل الدوار ان المملكة سقطت وبدأ تأسيس جمهورية جديدة.
• هل معنى ذلك ان هناك دعما خارجيا لهذا التنظيم؟
- خلال أول أسبوعين كان من الصعب ان تجد خيوطا خارجية واضحة، لكن كان من الملاحظ ان أجهزة الاعلام خاصة الغربية منها سواء مرئية أو مقروءة تضخم الاحداث لدرجة غير مسبوقة في تاريخ البحرين بأكمله. شخصيا اعتقدت ان ما يصل الى هذه المؤسسات معلومات مغلوطة، لكن سرعان ما تبين ان هذه المؤسسات الإعلامية الغربية هي التي تفبرك بل هي التي تصنع الخبر، والتي تساهم مع من في الدوار في صنع هذه الاخبار، وبات واضحا ان هذا التدخل الخارجي كان يدعم دعما مباشرا من في الدوار، وفيما بعد ظهر ان هناك ايعازا من جهات كانت تدفع وتمول هذه المؤسسات الاعلامية لقلب حقيقة ما هو موجود في البحرين، فأظهرت صورة مغايرة تماما لما عليه الوضع الصحيح.
• ولكن كيف كان يتم ذلك؟
- على سبيل المثال كان بعض رجال الامن محتجزين من قبلهم في السلمانية، وكانوا يقومون بضربهم وتعذيبهم وتصوير ذلك من قبل المؤسسات الاعلامية الغربية، على ان رجال الأمن هم الذين يضربون ويعذبون المحتجين، وهذا مغاير للحقيقة، وأراد من في الدوار الكسب من ناحيتين، الاولى الناحية الاعلامية الخارجية، والثانية كسر معنويات رجال الأمن في الداخل، وكانت هذه مهمة الجناج العسكري الموجود في مستشفى السلمانية.
• من أين حصلوا على الاسلحة؟
- في الواقع تهريب الاسلحة لم يكن خلال فترة معينة أو أيام معينة ولكنه كان مفتوحا منذ عام 2004، وكما علمنا فيما بعد ان التهريب كان تدريجيا بقصد بناء قوة عسكرية.
• ولكن هل وضحت الدولة التي جاء منها السلاح؟
- من مناطق عديدة ولم تكن هناك جهة واحدة وبعضها من دول صديقة، لكن هذا تم من خلال السوق السوداء وليس من جهات رسمية، وحتى على افتراض ان التهريب من الكويت فليس معنى ذلك ان الحكومة الكويتية أو الشعب الكويتي موافق على ذلك، فهناك طرق مختلفة لتهريب الأسلحة، وفي السوق السوداء كل ما تحتاج اليه التمويل والذي اذا ما توفر تستطيع أن تهرب، والتهريب من دول صديقة أسهل بكثير من التهريب من دول غير صديقة، وكل الأسلحة التي تم ضبطها كانت مخبأة في الدوار أو في مستشفى السلمانية.
• وهل جميع تلك المعطيات من تهريب أسلحة وتخطيط ومعلومات مغلوطة من قبل الإعلام يأتي ضمن مخطط متكامل الأركان؟
- كان هذا في الحقيقة مخططا سيحدث في المستقبل، حيث ان الاسلحة ليست وليدة اليوم، لكنها لم تكن مهيأة أو وصلت الى الجهوزية الكاملة، وكذلك الطرق الاعلامية والاتصال بالمنظمات الدولية والهيئات الاخرى والتدريب، كل ذلك في الحقيقة كان مهيأ لسنوات مقبلة، لكن ما حدث في مصر وتونس وليبيا عجل بذلك، وقيل ان هذا المخطط كان سينفذ عندما تحصل ايران على السلاح النووي والمخطط له عام 2017، حيث بعد حصولها على السلاح النووي سيكون وضعها العسكري أقوى ولها اليد العليا في السيطرة العسكرية على المنطقة، وبالتالي أي مقاومة من الداخل مع دعم عسكري من الخارج ستنجح، لذا كل ما تم في هذه الفترة كان في صالح البحرين ودول الخليج.
• وماذا حول استقالة نواب جمعية الوفاق وبداية هذا الانشقاق؟
- في الواقع من ضمن المخطط لاقامة جمهورية اسلامية هو دعم هذه الجمهورية باستقالات من الدوائر الحكومية والتي كانت تهدف الى شل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة في الدوار للجمهورية الاسلامية، وفي الحقيقة الاستقالات التي تمت من قبل «الوفاق» وفيما بعد من قبل جهات كبيرة في الدولة كان الواضح ان جميعها تمت من قبل افراد المعارضة، والذين وثقت فيهم الدولة وتبوأوا مناصب عليا ووثق فيهم جلالة الملك. لكن للاسف الاتصالات التي تمت بهم من خلال وساطات خارجية أقنعتهم بتقديم استقالتهم لان النظام سقط وان نظاما جديدا سيقوم، فكل من قدم استقالته كان يهدف الى اسقاط الدولة ولم تكن كما كان يعتقد كثيرون انها مجرد احتجاج، فهذا كذب ونفاق، بل هو في الحقيقة كان يدعو الى دعم قيام الجمهورية الإسلامية، والواضح انها كانت من قبل هذه المجموعات.
• هل قبلت استقالتهم؟
- قبلت استقالة البعض في الحقيقة منهم خاصة من مجلس النواب، حيث هناك 18 استقالة من جمعية الوفاق وهي جمعية طائفية، وهنا نتساءل لماذا لم يستقل أي من النواب الآخرين؟ لماذا 18 نائبا من جمعية الوفاق هم من استقالوا ولم يستقل أي نائب آخر؟ كان هذا بالتأكيد يعني التوجه لقيام دولة اسلامية في البحرين.
• ولكن ماذا عن تعاون مجلسي الشوري و النواب خلال هذه الازمة؟
- بالنسبة لمجلسي الشوري والنواب مثلما كان واضحا انقسما الى قسمين، قسم قدم استقالته وكان يهدف الى دعم قيام جمهورية اسلامية والقسم الآخر كان في الحقيقة يحاول ان يجد طريقا للحوار والتمسك بشرعية الدولة ومخاطبة الجهات المستقيلة بان تتراجع عن استقالاتها.
• وماذا عن موقف البرلمانات العربية والخليجية أثناء أزمة البحرين وماذا استشفيتم منها؟
- بالنسبة للبرلمانات العربية في الحقيقة كان التجاوب والحراك السياسي بطيئا جدا، والسبب ما حدث في دول عربية أخرى مثل مصر وتونس وليبيا، حيث لم يكن هناك استيعاب ان هذه محاولة انقلاب على النظام وتأسيس للجمهورية الإسلامية. أما بالنسبة لدول الخليج فكانت هناك اتصالات مباشرة من قبل برلمانيين بصفة شخصية أو شعبية وكان هناك تأييد كامل لكل ما اتخذته الحكومة من اجراءات فلم يكن هناك في الحقيقة تقاعس، وعلى الصعيد الشخصي وعلى سبيل المثال في الكويت انقسم البرلمان الى قسمين، حيث الأغلبية كانت مع الحكومة في البحرين ومع «درع الجزيرة» وقسم آخر كان ضد دخول قوات «درع الجزيرة»، فلهذا كان هذا الموقف موقفا وليس له صلة بالعروبة أو الإخاء الخليجي، ونحن كما نعلم جميعا أننا في دول مجلس التعاون أخوة وأهل وأقارب لكن للأسف ان هؤلاء أتوا بأصوات نشاز لا تدعو الى اللحمة الوطنية لدول الخليج، فلذلك ندعو إخواننا البرلمانيين في الكويت ودول مجلس التعاون الى الرؤية بدقة لموضوع البحرين وعدم اخذ الموضوع بنظرة طائفية والتظاهر بان ما حدث هو مطلب شعبي، وبعد ان اتضحت الصورة الآن لمن اعتقدوا على سجيتهم بان تلك كانت مطالب شعبية كما كان الوضع في مصر أو غير ذلك، فعلى هؤلاء الآن السعي لتوحيد اللحمة الخليجية، ونحن لا نطالب بالاعتذار ولكن نطالب على الاقل بتصحيح هذه النظرة اعلاميا لما اتخذ من مواقف غير صحيحة.
• ما رؤيتك لما يمكن ان تراه أو يحدث في المستقبل؟
- في الواقع بناء على ما تم خلال الثلاثين عاما الماضية من قيام الثورة الإيرانية، صار هناك شرخ كبير وسببه هو عدم الثقة خاصة خلال العقدين الأولين، حيث في بداية الثمانينات كانت هناك محاولة انقلاب وقيام دولة اسلامية على النمط الإيراني بدعم من إيران، وهذا الحدث مهم لان من قام بمحاولة الانقلاب هذه افراد منظمون ومدربون معظمهم كانوا يعملون في الجيش البحريني ووزارة الداخلية، وكان في ملكيتهم اسلحة رسمية وبترخيص، فهذا في الحقيقة كان بداية شرارة عدم الثقة التي حدثت في المجتمع البحريني. ثم توالت الاحداث الى ان وصلنا الى المحاولة الثانية الرئيسية التخريبية في منتصف التسعينات وتحديدا في 96، وأيضا كانت هذه المحاولة مدعومة بوضوح من ايران، ولكن المخطط الرئيسي لها كان «حزب الله» في لبنان. ففي هذه المحاولة رفعت اعلام «حزب الله» في البحرين وفي كل المحافل وعلى أسطح كل البيوت المنتمية الى «حزب الله»، وكأنما تقول للمجتمع البحريني ان «حزب الله» البحريني قد تأسس وهذه كانت الشرارة الثانية، وقد فشلت بسبب وعي المجتمع البحريني ووعي الحكومة بذلك. وكانت المحاولة الثالثة والاخيرة في 14 فبرايرالماضي، والتي دعت الى قيام جمهورية اسلامية على النمط الايراني في البحرين، لكن كثرة هذه المحاولات واستمرارها تعني أنها سوف تتكرر من قبل هذه المجموعات المعارضة في المستقبل، وفي الواقع علي سلمان رئيس جمعية الوفاق في مقابلة له في قناة «العالم» قال بصراحة اننا خسرنا هذه المرة وسنعاود ذلك بعد عشر سنوات، لكن مع ذلك سنعيش مع بعض وليس هناك مجال آخر غير العيش مع بعضنا البعض. ولكن يجب ان نكون حذرين جدا ليس فقط في البحرين ولكن في دول مجلس التعاون ككل، للاجندات الموجودة والتوجه الايراني والمطالبات والطموحات الايرانية بان الخليج باكمله إيراني، فهذا يعني بوضوح ان المستقبل سيشهد كثيرا من الاضطرابات السياسية، وان شاء الله لا تصل الى حروب، ولكن في المنطقة ستكون هناك اضطرابات سياسية وشعبية وغير ذلك وعلينا التهيؤ والاستعداد التام والتنبؤ والحذر المتواصل اتجاه ذلك، وسعيد جدا ان ماحدث في البحرين خلق لدينا وعيا كمجتمع بحريني بخطورة الوضع والنوايا السيئة التي يخبئها البعض للمجتمع البحريني. وسعيد جدا بالتصريحات الايرانية التي كشفت عن انيابها بوضوح من أجل ان تتحد دول الخليج مرة أخرى، ولكي تعي ان الخطر الايراني لن يزول الا بمحاولات متكررة لتحويل الخليج العربي باكمله الى خليج ايراني. فهذه التصريحات مهمة جدا ويجب ان نأخذها على محمل الجد ويجب ان نؤكد تحالفات جديدة في المنطقة، حيث لم يعد التحالف الموجود في المنطقة تحالفا يمكن الاعتماد عليه مستقبلا، و كما ذكرت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس ان التحالفات الاميركية مع دول المنطقة وتقصد بها دول الخليج تحديدا هي تحالفات قديمة انتهت صلاحيتها ويجب ان تستبدل، ونحن يجب ان نؤكد ان على دول مجلس التعاون التوجه الى تحالفات جديدة غير تلك التحالفات التي اعتمدنا عليها طوال السنوات الماضية، لان ما يحاك لنا في الخفاء وتحت الطاولات مخططات خطيرة جدا ومخيفة، ولذلك تحالفاتنا يجب ان تكون مع دول كثيرة في العالم الآن مؤثرة من أهمها تركيا وباكستان والصين وغيرها، حيث يجب ان نعيد توازن تحالفنا مع كل هذه الدول، ونكون حذرين في تحالفنا القديم مع الولايات المتحدة الاميركية.
• هل نحن بحاجة الى وحدة خليجية؟
- الوحدة الخليجية هي القاعدة الاساسية التي نبني عليها تحالفاتنا مع الخارج حيث ينبغي أولا ان نؤكد وحدتنا الخليجية ثم نبدأ بتحالفات خارجية، واعتقد ان هناك حلقات أمنية يجب ان تتكون، الحلقة الاولى هي حلقة دول مجلس التعاون، والثانية هي الاقليمية، ويجب ان تشمل دولا عربية وغير عربية حيث من المهم التحالف مع دول عربية على سبيل المثال مع مصر و الاردن وغير عربية على سبيل المثال مع تركيا وباكستان وغيرها من هذه الدول، وعلى المستوى الدولي من المهم التحالف مع الدول التي تصنع ولها مركز عسكري ممتاز مثل الصين وغيرها.
• هل تعني ان يكون هناك جيش خليجي موحد كما طرحه السلطان قابوس بن سعيد وان يكون قوامه 100 الف جندي؟ وماذا أيضا عن طرح موضوع «درع الجزيرة» بحيث تكون قيادته الدائمة في البحرين؟
- في الواقع هناك كثير من الاطروحات التي ستكون جميعها لصالح دول مجلس التعاون، أولها ان تكون هناك قاعدة واحدة أو أكثر لدول «درع الجزيرة» سواء كانت في البحرين أوغير ذلك، وأعتقد في الوضع الحالي البحرين هي أنسب مكان لقاعدة «درع الجزيرة» على المستوى الخليجي والعسكري، ونقل مقار «درع الجزيرة» الى البحرين الآن مهيأ أكثر من السابق، لزوال التهديد العراقي بعد صدام حسين سواء تجاه الكويت أو المملكة العربية السعودية والتي مثلت خط النار الاول لتحرير الكويت، أما الآن ومن خلال التحولات السياسية في المنطقة والتهديد الايراني الصارخ والمستمر للبحرين خاصة، وخطورة الوضع بصفة عامة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، فان تواجد قوات «درع الجزيرة» في البحرين أصبح أكثر مناسبة من السابق، والجيش الخليجي أيضا من الأمور التي تدرس والتي يجب تنفيذها بأسرع وقت ممكن لان التحولات والتغيرات السياسية سريعة جدا. وفي هذا الصدد كل الشكر للقيادات الخليجية السعودية والكويتية والاماراتية للتحرك السريع الذي قامت به بالنسبة لتلبية طلب البحرين بدعوة «درع الجزيرة» للمساعدة، فالتحرك السريع في الحقيقة هو العنصر الأساسي في النجاح والفوز في أي معركة كانت، فوصول «درع الجزيرة» الى البحرين في فترة أيام معدودة وبل وساعات أربك كل المخططات سواء كانت ايرانية أو حتى المخططات الداخلية، وهذا النصر الذي حققه «درع الجزيرة» مبني على العامل النفسي، ففي كثير من الحروب تستطيع الدول تحقيق النصر فيها دون اللجوء للقتال عن طريق العامل النفسي أو ما يسمى بالحرب النفسية، حيث عند وصول قوات «درع الجزيرة» للبحرين خلال ساعات انتهت الازمة والاضطرابات، و في صباح اليوم الثاني انتهى موضوع الدوار وتم تركه دون اطلاق رصاصة واحدة، وهذا كان معناه تحقيق النصر بعامل نفسي دون الحاجة الى اللجوء للقوة، فلهذا أعتقد ان «درع الجزيرة» في الحقيقة له مكانة في المنطقة وله احترامه خاصة بعد الغزو العراقي للكويت والتطورات الاخيرة. ومن هنا يجب التركيز على الجيش الخليجي الموحد لأن هذا الجيش سوف يدعم العمق الاستراتيجي الذي تتمتع به دول مجلس التعاون، وأعني بالعمق الاستراتيجي تباعد العواصم والمراكز السياسية والمدنية عن بعضها البعض، فمن يريد ان يهاجم دول مجلس التعاون فلن تكون أمامه عاصمة واحدة يركز عليها وانما عواصم متباعدة تماما، بينما الدولة التي ستهاجم دول مجلس التعاون عاصمتها واحدة، وإذا أضفنا الى هذا البعد الاستراتيجي جيشا موحدا يتوحد باتجاهات مختلفة ومن مناطق مختلفة فليس هناك شك في أنه سيكون هناك اعتماد كبير على الدفاع المحلي.
• وماذا عن المشاكل التي واجهت مملكة البحرين أثناء الأزمة الأخيرة؟
- أهم المشاكل التي واجهناها في البحرين عدم قيام الاعلام الخارجي بدور أفضل، فدولنا كما نعلم هي ليست دولا ذات أطماع خارجية أو أفكار توسعية تبعثها للخارج، ولذلك اهتمامنا بالاعلام الدولي محدود جدا، وتفاجأنا في البحرين بان اعلامنا الخارجي لم يكن بالمستوى المطلوب، وخسرنا الجولات الاولى في محاولة الانقلاب هذه بسبب الاعلام الخارجي، وبالتالي من المهم ان نعزز اعلامنا الخارجي لان المرحلة الآن اختلفت وأصبحنا في وضع الدفاع عن كياننا في المنطقة، وكان الغريب وللأسف ان الاعلام المفبرك حصل على آذان صاغية ولو انها قليلة لكنها مؤثرة، فمن يصدق اننا في البحرين كمسلمين وعرب نحرق القرآن الكريم، فنحن لا نحرق الإنجيل أو التوراة فما بالك ان نحرق القرآن، ففي الواقع هناك اذان تصغى لهذه الفبركات. والسؤال الذي نطرحه هو من الذي حرق القرآن؟ ومن قام بتصويره في مناطق مختلفة قد لا تكون حتى في البحرين؟ حيث تبث على القنوات والفضائيات المغرضة مثل الفضائية المدعومة من ايران.
كشف عضو مجلس الشورى في مملكة البحرين الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة أن ما حدث في البحرين « مخطط كان سيجري تنفيذه مستقبلا» وبالتحديد عام 2017 عندما تحصل ايران على القنبلة النووية، موضحا ان ما عجل بوقوعه أحداث مصر وتونس وليبيا واليمن، مؤكدا ان حدوثه في الفترة الحالية جاء في صالح البحرين ودول الخليج.
وشدد آل خليفة في لقائه مع « الراي» على أهمية أخذ التهديدات الايرانية على محمل الجد، مبينا ان ما يحاك للدول الخليجية في الخفاء وتحت الطاولات مخططات خطيرة ومخيفة، مبينا أهمية فتح المجال لصفحة جديدة من التحالفات الدولية والاقليمية والعربية وعدم الركون الى التحالفات الاعتيادية القديمة.
ورأى أن الوضع الحالي بات مناسبا لنقل مقار«درع الجزيرة» الى البحرين بعد التحولات السياسية في المنطقة والتهديد الايراني الصارخ والمستمر للبحرين وخطورة الوضع بصفة عامة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، مشيرا في هذا السياق الى أهمية التركيز على الجيش الخليجي الموحد لدعم العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون.
وأوضح آل خليفة ان التظاهر في البحرين لا يحتاج الى ترخيص بل لمجرد اخطار، مشيرا في هذا الصدد لمخالفة المعتصمين حينذاك للقانون وتهميش دور الدولة وعدم الالتزام بالاحتجاجات السلمية، مع وجود رغبة عارمة في العنف ضد رجال الأمن بقصد ان يكون هناك رصد اعلامي عالمي لهم.
وأكد آل خليفة ان مطالب المحتجين لم تكن مطالب بل 14 شرطا جميعها تهدف إلى إسقاط النظام وتكوين نظام سياسي آخر، لافتا ان من تواجد في دوار اللؤلؤة تيار وفئة واحدة رغم المحاولات اليائسة من قبلهم لإظهار الصورة خلاف ذلك، مؤكدا ان أجهزة إعلامية ضخمت الأحداث وفبركتها بإيعاز من جهات خارجية تدفع لها وتمولها... وهنا نص اللقاء:
• في البداية نود القاء الضوء على زيارة وفد السلطة التشريعية البحريني لدول الخليج؟
- نحن كسلطة تشريعية مكونة من مجلس النواب المنتخب ومجلس الشورى المعين زرنا دول مجلس التعاون الخليجي لتقديم الشكر للقيادات السياسية التي وقفت مع البحرين في أزمتها، والتي تعتبر في الحقيقة أزمة خليجية وليست محلية، وكذلك لتجديد وتعزيز التعاون سواء على مستوى السلطة التشريعة أو الدولة ككل أو على مستوى شعوب المنطقة، والشكر لم يخص القيادات السياسية فقط ولكن شعوب المنطقة خاصة في الكويت والسعودية والإمارات التي لبت الدعوة بأسرع وقت ممكن دون أي تردد، ونود أن نبين ان ما ميز زيارتنا أننا سمعنا من القيادات السياسية في دول مجلس التعاون سواء في الكويت أو السعودية أو في الامارات كلاما يطمئن ويثلج الصدر، ويؤكد استمرارية دعم هذه الدول للبحرين.
• كم استغرقت مدة الزيارة للدول الخليجية؟
- الزيارة كانت للدول الخليجية الست واستغرقت يومين بدأت من قطر ثم الكويت وعمان والامارات والمملكة العربية السعودية.
• ماذا عن حقيقة ما جرى في الأزمة البحرينية وهل كان هناك مخطط؟
- في الحقيقة منذ بداية الاحتجاجات بات واضحا ان هناك مخططا يجري تنفيذه بخطط مرسومة وجاهزة تختلف عما جرى في مصر وتونس وليبيا، لكن الظاهر كان شبيها بذلك، حيث تم الاستيلاء على دوار مجلس التعاون المسمى بدوار اللؤلؤة من قبل المعتصمين، وهنا نود ان نشير في هذا الصدد الى سلمية الجانب الأمني وقبول الوضع بما هو عليه، حيث لم يكن هناك أي معارضة من قبل الحكومة، لان التظاهرات والتجمعات مسموح بها في البحرين بقانون، والقانون لا يحتاج ان تحصل على ترخيص بل هو مجرد اخطار للجهات الرسمية كي تكون على دراية ان هناك اعتصاما في منطقة ما، كي تتخذ الاجراءات الاحتياطية من تنظيم مرور الى آخره، وفي الاسبوع الاول كانت الاحتجاجات سلمية، ولكن فجأة بدأت الصورة تتضح تدريجيا وتأخذ منحى آخر حيث لم يكن هناك التزام من قبل المتظاهرين بالاحتجاجات السلمية، بل على العكس كانت هناك رغبة عارمة وشديدة من قبل المتواجدين في الدوار ان يكون هناك عنف.
• ماذا كانت مطالب المحتجين في بداية الأمر؟
- كانت مطالبهم تتمثل في اصلاحات دستورية ومحاربة الفساد الى آخر هذه المطالب، وتدريجيا اسقاط الحكومة، وكان هذا مقبولا لدرجة ما، حيث يختلف إسقاط الحكومة عن إسقاط النظام أو الدولة، وأيضا كان هذا مقبولا من جهة الحكومة التي تقبلت هذه الشعارات والمطالبات، لكن فجأة بدأ من في الدوار في استخدام العنف ضد رجال الشرطة والأمن كي يكون هناك رصد اعلامي عالمي لهذا التجمع، وهذا أدى في الحقيقة الى اتخاذ اجراءات أمنية لان الشرطة في النهاية يجب ان تدافع عن نفسها، و بدأت أولى المصادمات بين الشرطة والمتظاهرين، وارتفعت المطالب فيما بعد الى إسقاط النظام بأكمله، وبدأت الجمعيات السياسية تقول انه لن يتم التنازل عن اسقاط النظام السياسي في البلد، ولهذا تغيرت تماما الاتجاهات السياسية التي كانت مطروحة في ذلك الوقت، وبدأت بعد الاسبوع الثاني تخرج من الدوار في مسيرات يومية وباتجاهات مختلفة دون حتى اخطار الجهات الرسمية بذلك، بما معناه ان المتظاهرين لم يعترفوا بالنظام السياسي القائم أو بالقانون أو بما ينظم الحياة الاعتيادية في الدولة، وكان هذا تهميشا لدور الدولة، وبدأ يتزايد ويرتفع يوما بعد يوم، لكن رغم ذلك كان هناك ضبط نفس من قبل الحكومة والدولة بشكل عام وحتى السلطات الاخرى بما فيها السلطتان التنفيذية والتشريعية.
• ولكن هل المطالبة باسقاط النظام تزامن مع اقامة جمهورية اسلامية؟
- أتى هذا المطلب في نهاية الاسبوع الثاني، حيث طالب تجمع الوحدة الوطنية بأمور كثيرة اصلاحية وكان من ضمن المطالب اخلاء سبيل الموقوفين في الاضطرابات التي حدثت، ولبيت هذه المطالب من قبل جلالة الملك حيث أفرج عما لا يقل عن 300 شخص، وتجمع الوحدة الوطنية لم يكن يمثل في الحقيقة طيفا أو فئة واحدة في المجتمع، بل يمثل كل الفئات بمن فيهم غير البحرينيين « المقيمون» وذلك على عكس حال تيار دوار مجلس التعاون، الذي كان يمثل طائفة واحدة، بالرغم من المحاولات الكثيرة اليائسة لاظهار ان هناك طوائف أخرى، وعندما نتكلم عن الجمعيات السياسية في البحرين علينا ان ندقق الامر لانه عندما نقول سبعا منها كانت تمثل في الدوار، فان هذا القول غير دقيق، لان الجمعية الوحيدة التي كان لها ثقل وتمثل من في الدوار هي جمعية الوفاق، والجمعيات الست الاخرى جميعها ليس لها ثقل حيث لم تستطع الحصول على مقعد واحد في انتخابات مجلس النواب، وبعضها عشرات من الافراد لكن الاسم جمعية، حتى ان المواظبين على حضور اجتماعات بعض هذه الجمعيات لا يتجاوز عددهم 16 أو 17 شخصا.
• من طالب بالافراج عن هؤلاء؟
- تجمع الوحدة الوطنية، حيث طالب بمجموعة من الإصلاحات بما فيها الافراج عن الموقفين من محدثي الشغب والتخريب من باب ان تجمع الوحدة الوطنية أراد ان يفتح صفحة جديدة مع كل أطياف المجتمع، ولكي يكون هناك نوع من الحوار الوطني تلبية لما تقدم به سمو ولي العهد، حيث كان تجمع الوحدة الوطنية أول من وافق على الحوار في حين ان الجمعيات السياسية السبع لم ترد على رغبة ولي العهد بطرح الحوار لحل هذه المشكلة سياسيا، والتي تقدمت فيما بعد بـ 14 طلبا كانت في الحقيقة مطالب لقلب النظام وإسقاطه وتأسيس نظام سياسي جديد.
• وكيف كان النظر لتلك المطالب؟
- لم تكن في الحقيقة مطالب ولكنها كانت شروطا أقوى من المطالب بكثير، حيث كان هناك 14 شرطا جميعها تهدف الى اسقاط النظام وتكوين نظام سياسي آخر، وفي تلك الفترة أيضا عفا جلالة الملك عن كل المساجين بمن في ذلك المحكوم عليهم غيابيا في الخارج، وهؤلاء انتهزوا الفرصة وعادوا للبحرين.
• من كان أبرز العائدين؟
- كان من أهمهم حسن مشيمع مؤسس حركة «حق» والذي قبل ان يعود الى البحرين أجرى اتصالات كثيرة. فمن لندن حجز على ثلاثة أو اربعة خطوط مختلفة أحدها عن طريق قطر وأخر الى بيروت حيث توجه ومكث هناك يومين وجاء الى البحرين، وصرح عند وصوله مطار البحرين للإعلاميين بمن فيهم عرب أو غير عرب بانه سوف تقام جمهورية اسلامية، وان كان لم يحدد هوية هذه الجمهورية لكن الكل عرف انها على النمط الموجود في ايران. ثم بعد ذلك توجه من المطار الى دوار مجلس التعاون والقى خطابا ذكر فيه شبه اعلان عن قيام جمهورية اسلامية في البحرين، وأعقب ذلك عقد اجتماعات، كما ذكر المقيمين في الداور لتحديد المناصب وتنظيم العمل، فهناك من كانت تقع عليهم مسؤولية الاعلام، أو مسؤولية الامن أوالعلاقات الخارجية، ففي الحقيقة كان هناك تنظيم سياسي ودولة في الدوار، وكانت كل خيمة في الحقيقة تمثل وزارة لدرجة انه كانت هناك خيمة بمثابة سجن للمساجين من الشرطة الذين تم احتجازهم واعتبارهم أسرى.
• وهل حدث تفاقم للوضع بعد ذلك؟
- تمدد الوضع الى ان وصل الى مستشفى السلمانية، من ثم احتجازه بالكامل واعتباره قاعدة عسكرية أمنية لتلك الدولة والتي كان فيها كل الاسلحة والتنظيم والتحركات العنيفة والتخطيط للسيطرة على مركز المنامة «العاصمة» المالي وحجز كل ما يتعلق بالحياة المالية والقضاء عليها، وبالفعل شلت كل البنوك والمؤسسات المالية والتجارية وتوقفت تماما في فترة تكاد تزيد على اسبوع، حيث لم يستطع أي فرد من موظفي تلك المؤسسات أن يصل الى مكتبه في قلب العاصمة، حيث تم منع الافراد من دخول هذه المنطقة، بما معناه لأهل الدوار ان المملكة سقطت وبدأ تأسيس جمهورية جديدة.
• هل معنى ذلك ان هناك دعما خارجيا لهذا التنظيم؟
- خلال أول أسبوعين كان من الصعب ان تجد خيوطا خارجية واضحة، لكن كان من الملاحظ ان أجهزة الاعلام خاصة الغربية منها سواء مرئية أو مقروءة تضخم الاحداث لدرجة غير مسبوقة في تاريخ البحرين بأكمله. شخصيا اعتقدت ان ما يصل الى هذه المؤسسات معلومات مغلوطة، لكن سرعان ما تبين ان هذه المؤسسات الإعلامية الغربية هي التي تفبرك بل هي التي تصنع الخبر، والتي تساهم مع من في الدوار في صنع هذه الاخبار، وبات واضحا ان هذا التدخل الخارجي كان يدعم دعما مباشرا من في الدوار، وفيما بعد ظهر ان هناك ايعازا من جهات كانت تدفع وتمول هذه المؤسسات الاعلامية لقلب حقيقة ما هو موجود في البحرين، فأظهرت صورة مغايرة تماما لما عليه الوضع الصحيح.
• ولكن كيف كان يتم ذلك؟
- على سبيل المثال كان بعض رجال الامن محتجزين من قبلهم في السلمانية، وكانوا يقومون بضربهم وتعذيبهم وتصوير ذلك من قبل المؤسسات الاعلامية الغربية، على ان رجال الأمن هم الذين يضربون ويعذبون المحتجين، وهذا مغاير للحقيقة، وأراد من في الدوار الكسب من ناحيتين، الاولى الناحية الاعلامية الخارجية، والثانية كسر معنويات رجال الأمن في الداخل، وكانت هذه مهمة الجناج العسكري الموجود في مستشفى السلمانية.
• من أين حصلوا على الاسلحة؟
- في الواقع تهريب الاسلحة لم يكن خلال فترة معينة أو أيام معينة ولكنه كان مفتوحا منذ عام 2004، وكما علمنا فيما بعد ان التهريب كان تدريجيا بقصد بناء قوة عسكرية.
• ولكن هل وضحت الدولة التي جاء منها السلاح؟
- من مناطق عديدة ولم تكن هناك جهة واحدة وبعضها من دول صديقة، لكن هذا تم من خلال السوق السوداء وليس من جهات رسمية، وحتى على افتراض ان التهريب من الكويت فليس معنى ذلك ان الحكومة الكويتية أو الشعب الكويتي موافق على ذلك، فهناك طرق مختلفة لتهريب الأسلحة، وفي السوق السوداء كل ما تحتاج اليه التمويل والذي اذا ما توفر تستطيع أن تهرب، والتهريب من دول صديقة أسهل بكثير من التهريب من دول غير صديقة، وكل الأسلحة التي تم ضبطها كانت مخبأة في الدوار أو في مستشفى السلمانية.
• وهل جميع تلك المعطيات من تهريب أسلحة وتخطيط ومعلومات مغلوطة من قبل الإعلام يأتي ضمن مخطط متكامل الأركان؟
- كان هذا في الحقيقة مخططا سيحدث في المستقبل، حيث ان الاسلحة ليست وليدة اليوم، لكنها لم تكن مهيأة أو وصلت الى الجهوزية الكاملة، وكذلك الطرق الاعلامية والاتصال بالمنظمات الدولية والهيئات الاخرى والتدريب، كل ذلك في الحقيقة كان مهيأ لسنوات مقبلة، لكن ما حدث في مصر وتونس وليبيا عجل بذلك، وقيل ان هذا المخطط كان سينفذ عندما تحصل ايران على السلاح النووي والمخطط له عام 2017، حيث بعد حصولها على السلاح النووي سيكون وضعها العسكري أقوى ولها اليد العليا في السيطرة العسكرية على المنطقة، وبالتالي أي مقاومة من الداخل مع دعم عسكري من الخارج ستنجح، لذا كل ما تم في هذه الفترة كان في صالح البحرين ودول الخليج.
• وماذا حول استقالة نواب جمعية الوفاق وبداية هذا الانشقاق؟
- في الواقع من ضمن المخطط لاقامة جمهورية اسلامية هو دعم هذه الجمهورية باستقالات من الدوائر الحكومية والتي كانت تهدف الى شل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة في الدوار للجمهورية الاسلامية، وفي الحقيقة الاستقالات التي تمت من قبل «الوفاق» وفيما بعد من قبل جهات كبيرة في الدولة كان الواضح ان جميعها تمت من قبل افراد المعارضة، والذين وثقت فيهم الدولة وتبوأوا مناصب عليا ووثق فيهم جلالة الملك. لكن للاسف الاتصالات التي تمت بهم من خلال وساطات خارجية أقنعتهم بتقديم استقالتهم لان النظام سقط وان نظاما جديدا سيقوم، فكل من قدم استقالته كان يهدف الى اسقاط الدولة ولم تكن كما كان يعتقد كثيرون انها مجرد احتجاج، فهذا كذب ونفاق، بل هو في الحقيقة كان يدعو الى دعم قيام الجمهورية الإسلامية، والواضح انها كانت من قبل هذه المجموعات.
• هل قبلت استقالتهم؟
- قبلت استقالة البعض في الحقيقة منهم خاصة من مجلس النواب، حيث هناك 18 استقالة من جمعية الوفاق وهي جمعية طائفية، وهنا نتساءل لماذا لم يستقل أي من النواب الآخرين؟ لماذا 18 نائبا من جمعية الوفاق هم من استقالوا ولم يستقل أي نائب آخر؟ كان هذا بالتأكيد يعني التوجه لقيام دولة اسلامية في البحرين.
• ولكن ماذا عن تعاون مجلسي الشوري و النواب خلال هذه الازمة؟
- بالنسبة لمجلسي الشوري والنواب مثلما كان واضحا انقسما الى قسمين، قسم قدم استقالته وكان يهدف الى دعم قيام جمهورية اسلامية والقسم الآخر كان في الحقيقة يحاول ان يجد طريقا للحوار والتمسك بشرعية الدولة ومخاطبة الجهات المستقيلة بان تتراجع عن استقالاتها.
• وماذا عن موقف البرلمانات العربية والخليجية أثناء أزمة البحرين وماذا استشفيتم منها؟
- بالنسبة للبرلمانات العربية في الحقيقة كان التجاوب والحراك السياسي بطيئا جدا، والسبب ما حدث في دول عربية أخرى مثل مصر وتونس وليبيا، حيث لم يكن هناك استيعاب ان هذه محاولة انقلاب على النظام وتأسيس للجمهورية الإسلامية. أما بالنسبة لدول الخليج فكانت هناك اتصالات مباشرة من قبل برلمانيين بصفة شخصية أو شعبية وكان هناك تأييد كامل لكل ما اتخذته الحكومة من اجراءات فلم يكن هناك في الحقيقة تقاعس، وعلى الصعيد الشخصي وعلى سبيل المثال في الكويت انقسم البرلمان الى قسمين، حيث الأغلبية كانت مع الحكومة في البحرين ومع «درع الجزيرة» وقسم آخر كان ضد دخول قوات «درع الجزيرة»، فلهذا كان هذا الموقف موقفا وليس له صلة بالعروبة أو الإخاء الخليجي، ونحن كما نعلم جميعا أننا في دول مجلس التعاون أخوة وأهل وأقارب لكن للأسف ان هؤلاء أتوا بأصوات نشاز لا تدعو الى اللحمة الوطنية لدول الخليج، فلذلك ندعو إخواننا البرلمانيين في الكويت ودول مجلس التعاون الى الرؤية بدقة لموضوع البحرين وعدم اخذ الموضوع بنظرة طائفية والتظاهر بان ما حدث هو مطلب شعبي، وبعد ان اتضحت الصورة الآن لمن اعتقدوا على سجيتهم بان تلك كانت مطالب شعبية كما كان الوضع في مصر أو غير ذلك، فعلى هؤلاء الآن السعي لتوحيد اللحمة الخليجية، ونحن لا نطالب بالاعتذار ولكن نطالب على الاقل بتصحيح هذه النظرة اعلاميا لما اتخذ من مواقف غير صحيحة.
• ما رؤيتك لما يمكن ان تراه أو يحدث في المستقبل؟
- في الواقع بناء على ما تم خلال الثلاثين عاما الماضية من قيام الثورة الإيرانية، صار هناك شرخ كبير وسببه هو عدم الثقة خاصة خلال العقدين الأولين، حيث في بداية الثمانينات كانت هناك محاولة انقلاب وقيام دولة اسلامية على النمط الإيراني بدعم من إيران، وهذا الحدث مهم لان من قام بمحاولة الانقلاب هذه افراد منظمون ومدربون معظمهم كانوا يعملون في الجيش البحريني ووزارة الداخلية، وكان في ملكيتهم اسلحة رسمية وبترخيص، فهذا في الحقيقة كان بداية شرارة عدم الثقة التي حدثت في المجتمع البحريني. ثم توالت الاحداث الى ان وصلنا الى المحاولة الثانية الرئيسية التخريبية في منتصف التسعينات وتحديدا في 96، وأيضا كانت هذه المحاولة مدعومة بوضوح من ايران، ولكن المخطط الرئيسي لها كان «حزب الله» في لبنان. ففي هذه المحاولة رفعت اعلام «حزب الله» في البحرين وفي كل المحافل وعلى أسطح كل البيوت المنتمية الى «حزب الله»، وكأنما تقول للمجتمع البحريني ان «حزب الله» البحريني قد تأسس وهذه كانت الشرارة الثانية، وقد فشلت بسبب وعي المجتمع البحريني ووعي الحكومة بذلك. وكانت المحاولة الثالثة والاخيرة في 14 فبرايرالماضي، والتي دعت الى قيام جمهورية اسلامية على النمط الايراني في البحرين، لكن كثرة هذه المحاولات واستمرارها تعني أنها سوف تتكرر من قبل هذه المجموعات المعارضة في المستقبل، وفي الواقع علي سلمان رئيس جمعية الوفاق في مقابلة له في قناة «العالم» قال بصراحة اننا خسرنا هذه المرة وسنعاود ذلك بعد عشر سنوات، لكن مع ذلك سنعيش مع بعض وليس هناك مجال آخر غير العيش مع بعضنا البعض. ولكن يجب ان نكون حذرين جدا ليس فقط في البحرين ولكن في دول مجلس التعاون ككل، للاجندات الموجودة والتوجه الايراني والمطالبات والطموحات الايرانية بان الخليج باكمله إيراني، فهذا يعني بوضوح ان المستقبل سيشهد كثيرا من الاضطرابات السياسية، وان شاء الله لا تصل الى حروب، ولكن في المنطقة ستكون هناك اضطرابات سياسية وشعبية وغير ذلك وعلينا التهيؤ والاستعداد التام والتنبؤ والحذر المتواصل اتجاه ذلك، وسعيد جدا ان ماحدث في البحرين خلق لدينا وعيا كمجتمع بحريني بخطورة الوضع والنوايا السيئة التي يخبئها البعض للمجتمع البحريني. وسعيد جدا بالتصريحات الايرانية التي كشفت عن انيابها بوضوح من أجل ان تتحد دول الخليج مرة أخرى، ولكي تعي ان الخطر الايراني لن يزول الا بمحاولات متكررة لتحويل الخليج العربي باكمله الى خليج ايراني. فهذه التصريحات مهمة جدا ويجب ان نأخذها على محمل الجد ويجب ان نؤكد تحالفات جديدة في المنطقة، حيث لم يعد التحالف الموجود في المنطقة تحالفا يمكن الاعتماد عليه مستقبلا، و كما ذكرت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس ان التحالفات الاميركية مع دول المنطقة وتقصد بها دول الخليج تحديدا هي تحالفات قديمة انتهت صلاحيتها ويجب ان تستبدل، ونحن يجب ان نؤكد ان على دول مجلس التعاون التوجه الى تحالفات جديدة غير تلك التحالفات التي اعتمدنا عليها طوال السنوات الماضية، لان ما يحاك لنا في الخفاء وتحت الطاولات مخططات خطيرة جدا ومخيفة، ولذلك تحالفاتنا يجب ان تكون مع دول كثيرة في العالم الآن مؤثرة من أهمها تركيا وباكستان والصين وغيرها، حيث يجب ان نعيد توازن تحالفنا مع كل هذه الدول، ونكون حذرين في تحالفنا القديم مع الولايات المتحدة الاميركية.
• هل نحن بحاجة الى وحدة خليجية؟
- الوحدة الخليجية هي القاعدة الاساسية التي نبني عليها تحالفاتنا مع الخارج حيث ينبغي أولا ان نؤكد وحدتنا الخليجية ثم نبدأ بتحالفات خارجية، واعتقد ان هناك حلقات أمنية يجب ان تتكون، الحلقة الاولى هي حلقة دول مجلس التعاون، والثانية هي الاقليمية، ويجب ان تشمل دولا عربية وغير عربية حيث من المهم التحالف مع دول عربية على سبيل المثال مع مصر و الاردن وغير عربية على سبيل المثال مع تركيا وباكستان وغيرها من هذه الدول، وعلى المستوى الدولي من المهم التحالف مع الدول التي تصنع ولها مركز عسكري ممتاز مثل الصين وغيرها.
• هل تعني ان يكون هناك جيش خليجي موحد كما طرحه السلطان قابوس بن سعيد وان يكون قوامه 100 الف جندي؟ وماذا أيضا عن طرح موضوع «درع الجزيرة» بحيث تكون قيادته الدائمة في البحرين؟
- في الواقع هناك كثير من الاطروحات التي ستكون جميعها لصالح دول مجلس التعاون، أولها ان تكون هناك قاعدة واحدة أو أكثر لدول «درع الجزيرة» سواء كانت في البحرين أوغير ذلك، وأعتقد في الوضع الحالي البحرين هي أنسب مكان لقاعدة «درع الجزيرة» على المستوى الخليجي والعسكري، ونقل مقار «درع الجزيرة» الى البحرين الآن مهيأ أكثر من السابق، لزوال التهديد العراقي بعد صدام حسين سواء تجاه الكويت أو المملكة العربية السعودية والتي مثلت خط النار الاول لتحرير الكويت، أما الآن ومن خلال التحولات السياسية في المنطقة والتهديد الايراني الصارخ والمستمر للبحرين خاصة، وخطورة الوضع بصفة عامة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، فان تواجد قوات «درع الجزيرة» في البحرين أصبح أكثر مناسبة من السابق، والجيش الخليجي أيضا من الأمور التي تدرس والتي يجب تنفيذها بأسرع وقت ممكن لان التحولات والتغيرات السياسية سريعة جدا. وفي هذا الصدد كل الشكر للقيادات الخليجية السعودية والكويتية والاماراتية للتحرك السريع الذي قامت به بالنسبة لتلبية طلب البحرين بدعوة «درع الجزيرة» للمساعدة، فالتحرك السريع في الحقيقة هو العنصر الأساسي في النجاح والفوز في أي معركة كانت، فوصول «درع الجزيرة» الى البحرين في فترة أيام معدودة وبل وساعات أربك كل المخططات سواء كانت ايرانية أو حتى المخططات الداخلية، وهذا النصر الذي حققه «درع الجزيرة» مبني على العامل النفسي، ففي كثير من الحروب تستطيع الدول تحقيق النصر فيها دون اللجوء للقتال عن طريق العامل النفسي أو ما يسمى بالحرب النفسية، حيث عند وصول قوات «درع الجزيرة» للبحرين خلال ساعات انتهت الازمة والاضطرابات، و في صباح اليوم الثاني انتهى موضوع الدوار وتم تركه دون اطلاق رصاصة واحدة، وهذا كان معناه تحقيق النصر بعامل نفسي دون الحاجة الى اللجوء للقوة، فلهذا أعتقد ان «درع الجزيرة» في الحقيقة له مكانة في المنطقة وله احترامه خاصة بعد الغزو العراقي للكويت والتطورات الاخيرة. ومن هنا يجب التركيز على الجيش الخليجي الموحد لأن هذا الجيش سوف يدعم العمق الاستراتيجي الذي تتمتع به دول مجلس التعاون، وأعني بالعمق الاستراتيجي تباعد العواصم والمراكز السياسية والمدنية عن بعضها البعض، فمن يريد ان يهاجم دول مجلس التعاون فلن تكون أمامه عاصمة واحدة يركز عليها وانما عواصم متباعدة تماما، بينما الدولة التي ستهاجم دول مجلس التعاون عاصمتها واحدة، وإذا أضفنا الى هذا البعد الاستراتيجي جيشا موحدا يتوحد باتجاهات مختلفة ومن مناطق مختلفة فليس هناك شك في أنه سيكون هناك اعتماد كبير على الدفاع المحلي.
• وماذا عن المشاكل التي واجهت مملكة البحرين أثناء الأزمة الأخيرة؟
- أهم المشاكل التي واجهناها في البحرين عدم قيام الاعلام الخارجي بدور أفضل، فدولنا كما نعلم هي ليست دولا ذات أطماع خارجية أو أفكار توسعية تبعثها للخارج، ولذلك اهتمامنا بالاعلام الدولي محدود جدا، وتفاجأنا في البحرين بان اعلامنا الخارجي لم يكن بالمستوى المطلوب، وخسرنا الجولات الاولى في محاولة الانقلاب هذه بسبب الاعلام الخارجي، وبالتالي من المهم ان نعزز اعلامنا الخارجي لان المرحلة الآن اختلفت وأصبحنا في وضع الدفاع عن كياننا في المنطقة، وكان الغريب وللأسف ان الاعلام المفبرك حصل على آذان صاغية ولو انها قليلة لكنها مؤثرة، فمن يصدق اننا في البحرين كمسلمين وعرب نحرق القرآن الكريم، فنحن لا نحرق الإنجيل أو التوراة فما بالك ان نحرق القرآن، ففي الواقع هناك اذان تصغى لهذه الفبركات. والسؤال الذي نطرحه هو من الذي حرق القرآن؟ ومن قام بتصويره في مناطق مختلفة قد لا تكون حتى في البحرين؟ حيث تبث على القنوات والفضائيات المغرضة مثل الفضائية المدعومة من ايران.