أوراق ملونة / جامع سامراء الكبير

تصغير
تكبير
| بريشة وقلم علي الجاسم * |

بعد سقوط الدولة الاموية على يد العباسيين انتقلت دار الخلافة من دمشق الى بغداد عام 132هـ، فكان من الطبيعي أن يتخذ العباسيون طرازهم الخاص في عمارة المساجد التي مزجت بين** بساطة الإسلام وأسلوب الأمويين في العمارة، وحضارات بابل القديمة وما بين النهرين «العراق» والفارسية. وأفضل الأمثلة للطراز العباسي في المساجد جامع سامراء الكبير ومسجد الريقة ومسجد أبي دلف وجميعها في العراق، وجامع ابن طولون في القاهرة، بني جامع ابن طولون في عام 256هجريا، 878 ميلاديا. ويعتبر جامع سامراء الكبير أو ما يسمى بجامع الملوية الذي تشاهد اثاره الى اليوم شمالي غربي مدينة سامراء الحالية، من اضخم وابرز الاثار الباقية من مباني سامراء القديمة التي امر الخليفة العباسي المتوكل على الله ببنائها عام 847 م ويعد اكبر جامع في العالم الاسلامي آنذاك، اذ تصفه المصادر بانه مستطيل الشكل تواجه اضلاعه الأربعة الجهات الاربع تقريباً ويبلغ طول ضلعه من الشمال الى الجنوب «248.70 متر» من الخارج من دون الزيادة ومن الشرق الى الغرب «165.80 متر» من الخارج ايضاً اما من الداخل فطوله «238.60 متر» وعرضه «155.60 متر»، ويتألف هذا الجامع من بيت للصلاة ومجنبتين ومؤخرة تحيط بصحن مستطيل وكان في الصحن نافورة «حوض للماء» ذات شكل دائري تتكون من قطعة واحدة من حجر الجرانيت. يتكون بيت الصلاة في هذا الجامع من تسعة اساكيب وخمسة وعشرين بلاطة متساوية في سعتها عدا بلاطة المحراب فهي اوسع من غيرها ويبلغ عرضها «4.20 متر» ويطل المصلى على الصحن بتسع عشرة بائكة، اما عمق المصلى فيبلغ 62 م وتتألف كل من المجنبتين الشرقية والغربية من اربعة اروقة تشتمل كل منها على 23 بلاطة. شيد الجامع بطابوق وجص وفرشت ارضيته كلها بطابوق مربع صف بدقة واتقان وجدران الجامع ضخمة جداً متميزة بارتفاعها الذي يبلغ احد عشر متراً وسمكها الذي يبلغ 2.70 م من دون الابراج والجدران هذه مدعمة بابراج نصف اسطوانية تجلس على قواعد مستطيلة عدا ابراج الاركان فهي شبه مستديرة يبلغ قطرها 5 م ومجموع ابراج الجامع 44 برجاً ومثلها للجدار الغربي اما الشمالي فتدعمه ثمانية ابراج ومثلها الجنوبي، ويمكن الدخول الى الجامع عن طريق 15 مدخلاً ثلاثة منها في الجدار الشمالي، واثنان في جدار القبلة، وخمسة في كل من الجدارين الشرقي والغربي وترفع عقود هذه المداخل ستة امتار على مستوى ارض الجامع وتتوجها نوافذ ذات عقود مدببة. يتميز الجامع بمئذنته الملوية وهي اقدم واهم مآذن العراق الاثرية القائمة، وهي فريدة بين مآذن العالم الاسلامي وتقع خارج الجامع بمسافة 27.20 م، عن الجدار الشمالي للجامع. وبدن المأذنة اسطواني الشكل يدور حوله سلم حلزوني، ويدور باتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة وتخترق في قسمها العلوي الاسطوانة الاخيرة في البدن وينتهي بقمة المأذنة التي بلغ قطرها ثلاثة امتار واروع ما في القسم العلوي من هذه المأذنة هو فص من المشاكي المحرابية، وعددها ثمان، تتوج البدن وترتكز عقودها على أعمدة آجرية شبه اسطوانية مندمجة. ويبلغ ارتفاع هذه المأذنة نحو خمسين مترا عدا القاعدة، امتازت بالارتفاع الشاهق ليستطيع المؤذن ايصال صوته الى ابعد نقطه محيطه بالمدينة.



* كاتب وفنان تشكيلي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي