مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / واشنطن تبحث عن حرب جديدة... في الخليج!

تصغير
تكبير

حسناً فعلت دول الخليج باتخاذها موقفاً رافضاً لأي تصعيد في المنطقة من قبل الولايات المتحدة بخصوص الملف النووي الإيراني. وهذا الموقف ينم عن حكمة وعقلانية، وبعد نظر بهدف منع نشوب حرب رابعة ستأكل الأخضر واليابس! وأميركا ستكون بطبيعة الحال في مأمن من شرور هذه الحرب إذا ما اندلعت، وأنا هنا أدعو المتحمسين والمنجرفين خلف القطار الأميركي المتهور أن ينظروا وبتمعن إلى كلفة هذه الحرب على البشر، هذا عدا الدمار والخراب الذي سيطال ضفتي الخليج! الكل يعلم جيداً مدى الحرج السياسي الذي تعرضت إليه إدارة الرئيس بوش بنشر المخابرات الأميركية لتقريرها على وسائل الإعلام بعدم وصول البرنامج النووي الإيراني إلى مرحلة تستدعي تدخلاً من المجتمع الدولي. وهذا التقرير بحد ذاته إدانة واضحة للعنجهية التي تمارسها هذه الإدارة، والتي يقودها اللوبي الإسرائيلي في واشنطن من وراء الكواليس، كما لا ننسى أيضاً العامل الآخر، والأهم هو حاجة الحزب الجمهوري، والذي تتبع له إدارة بوش إلى تحقيق نصر سياسي ينقذ ماء الوجه لهذا الحزب في الحملة الانتخابية المستعرة بين الجمهوريين والديموقراطيين! الأوضاع في الشرق الأوسط مقبلة على مخطط أميركي كبير، وإذا ما تم له ذلك فإن دول المنطقة لن تعدو حينها سوى أحجار دومينو يتحكم بها حيث شاء دونما معارضة أو حتى إبداء رأي!

*    *    *

لولا سياسة الهيمنة والنفوذ والتحدي بين واشنطن وموسكو لما نالت كوسوفو استقلالها. لكن من حسن حظها أنها استقلت في هذا الوقت مع تقلص واضمحلال الدور الروسي، وكلنا يعلم المعاناة التي عانى منها هذا الشعب تحت الاحتلال الصربي الذي مارس أبشع الجرائم بحقه، فارضاً سطوته عليه دونما احترام لحقوق الإنسان وسط القارة الأوروبية التي تتباهى بحريتها واحترامها لحقوق البشر! أميركا أرادت من خلال دعمها لاستقلال هذه الجمهورية الوليدة أن توصل رسالة إلى روسيا بأن عليها أن تنشغل في شؤونها الداخلية لا في الشؤون الدولية، لأن نفوذها قد تآكل على المستوى الدولي ومحاولتها إحياء الهيبة السوفياتية على الساحة العالمية قد ولى زمانها، وعليها أن تستريح على دكة الاحتياط! فاللعب الدولي قد أضحى أكثر مرونة من دون وجود موسكو، كما تقوله وجهة النظر الأميركية!

*    *    *

العالم الإسلامي انشغل بمشاكله السياسية ونسي على ما يبدو الحفريات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى، والتي وصلت مباشرة تحت أساساته تقريباً، وتحاول إحداث زلزال مصطنع على ذمة إيلاف الإلكترونية في نشرتها ليوم الاثنين الموافق 25 من فبراير! أين دور الحكومات والمنظمات الإسلامية والدولية من هذه الأعمال التخريبية التي تقوم بها هذه الدويلة التي تسببت في نشر البؤس والدمار وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط؟ هل ستُترك لتفعل ما يحلو لها في أولى القبلتين وثالث الحرمين؟


مبارك محمد الهاجري


كاتب كويتي

Mubarak707@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي