محمد محمود عيسى / المصالحة الفلسطينية وأمن إسرائيل

تصغير
تكبير
لا شك أن المصالحة بين «فتح» و«حماس» أعادت القضية الفلسطينية إلى الأضواء السياسية مرة أخرى، ومهما قيل عن دوافع هذه المصالحة فهي أولاً وأخيراً قد حققت مكاسب سياسية على مختلف الأصعدة والجبهات بما فيها إسرائيل، وإذا نظرنا إلى الجانب المصري ودوره في المصالحة فقد أعلنت عن مدى تمكن وقدرة الديبلوماسية المصرية بصياغتها الجديدة ورؤيتها العربية الواضحة وعودتها مرة أخرى لممارسة دورها العربي والاقليمي، حتى وإن أزعج ذلك بعض القوى السياسية الأخرى في المنطقة، وعلى الجانب الآخر نجد أن «حماس» قد أجادت قراءة الأحداث السريعة والمتلاحقة في المنطقة بما فيها احتمالات تغير موازين القوى الحاضنة لحركات المقاومة المختلفة والتي تفرض على «حماس» إعادة تقديم نفسها للشارع الفلسطيني والعربي بشكل يتوافق مع مستجدات التغيير ومرحلة ما بعد المطالبة بالحقوق والتغيير داخل الدول العربية، أما على الجانب الإسرائيلي فقد سمعنا تصريحات القادة والسياسيين هناك والتي تعبر عن رفضهم وانزعاجهم الكامل من هذه المصالحة والتي تصل من وجهة نظرهم إلى اعتبارها نوعاً جديداً من التعدي على قضية السلام من جانب الفلسطينيين مع أن هذه المصالحة تخدم إسرائيل في المقام الأول فهي أحوج من غيرها إلى الأمن والسلام معاً، خصوصا مع تنامي ثورات التغيير ونجاحها في العديد من الدول العربية ودخول ديبلوماسية الشارع العربي الثائر طرفاً أصيلاً في معادلة الحل مع إسرائيل ومع ما يفرضه ذلك من ضغوط على الحكومات والأنظمة الحاكمة مطالبة بحل قضية فلسطين، ومحاولة تقديم هذه المطالبات إلى المنظمات والهيئات الدولية، والرأي العام العالمي بشكل عام يمثل ضغطاً سياسياً وإعلامياً جديداً على إسرائيل واختباراً جاداً لمصداقية الولايات المتحدة الأميركية في دعمها للحقوق والحريات وإرادة الشعوب، فهل تفهم إسرائيل الآن الصياغة الجديدة للقضية الفلسطينية أم تصر على العودة إلى الوراء مرة أخرى؟



محمد محمود عيسى

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي