اسبوع غبي مر من هنا، كتب على الجدران للذكرى ورحل، وبقيت الكتابات على قلوبنا تذكرنا كم نحن اغبياء!
اغبياء لاننا نصدق دائما بان النواب يمثلون الامة كلها، ويشرعون للامة، ويعملون من اجل الامة... ولم نجد غير مجموعة من الانتهازيين و«الجمبازية» بملابس البهلوانات، يؤدون العاب السيرك، ينطون فوق الحبال، ويرقصون مع الفيلة!
يوم «الهوشة العظيم» كانت مأساة اخلاقية، هوشة على وقع ابتسامة صفراء من الاشقاء، نعم مجلس يتلاكم ويتشاتم خير في النهاية من مجلس صامت لا ينطق، وان نطق لهج متباركا بمعجزات القائد، ولكن حماة الدستور كانوا هذه المرة يقتتلون على قتل الدستور والحياة النيابية، وايهم يقتله قبل الآخر!
اغبياء لاننا تصورنا ان نوابنا يستحون، وانهم لم يناموا ليلتهم خجلا من افعالهم، ولكن تبين ان «الويه منجب» وانهم يبررون افعالهم، ويتضاحكون، انها لحظات «استغفال» يمارس ضدنا، ونحن نصفق لهم على بطولاتهم وعنترياتهم!
اغبياء لاننا تصورنا ان نواب مجلسنا يحملون قيما انسانية، يؤمنون بالحريات، يستفتون ويتجادلون في طهارة دم البعوض، ويتجاهلون عمدا دماء البشر، يقيمون الدنيا لقضية اعتقال هنا، ويسكتون عن عشرات الاعتقالات العشوائية، وفضيحة اعتقال شبكة التخريب «الفيليبينية» مازالت تترنح، وتجوب شوارعنا، وتلوث سجوننا!
اغبياء جدا عندما تصورنا ان «جمعة الدستور التي تنادى لها الشباب، ستكون صامتة تعبر عن حرقتهم على الحياة السياسية، واذا بها تتحول الى «جمعة كباريه» حفل بملابس تنكرية، تناطط النواب وصعدوا على ظهور الشباب، وتبادلوا انخاب الشعارات، والالفاظ السوقية والشخصانية، يسعون خلف «اجنداتهم» لا خلف المبادئ التي حملها الشباب في قلوبهم...وفي الخاتمة أمّهم في الصلاة حامي الدستور الاول النائب وليد!
ما شاهدت في «جمعة الدستور» غير قتلة يمشون في جنازة القتيل!
جعفر رجب
[email protected]