الاحتفال في قصر بناه الخديوي إسماعيل حمل دلالة على الطبيعة التأسيسية للخطوة
تدشين رحلات «طيران الجزيرة» إلى القاهرة: استثمار في الثقة بمصر... وحبها

طائرة «الجزيرة» في مطار القاهرة





| القاهرة - من ايهاب حشيش |
عكس الترحيب اللافت من قبل المسؤولين المصريين بتدشين رحلات «طيران الجزيرة» الى القاهرة منتصف الاسبوع الفائت، تقديرا كبيرا للخطوة التي اتخذتها الشركة والتي تعبر عن ثقة في الاقتصاد المصري وخصوصا في جانبه السياحي، في وقت يسعى البعض من بوابة الاقتصاد والسياحة الى التشكيك بقابلية ما انجز على المستوى السياسي للاستمرار.
مع ذلك يشير كلام رئيس مجلس ادارة الشركة مروان بودي الذي قال ان «مصر تبقى هي مصر» الى رهان صحيح تماما على العودة السريعة للحركة السياحية الى طبيعتها، خصوصا ان البلاد تتمتع بدرجة أمان اجتماعي عالية بفضل الطبيعة المسالمة والطيبة لشعب مصر، اضيف اليها الان الامل بمستقبل افضل، ووجهة سياحية جديدة ستنضم الى الوجهات التقليدية الكثيرة وهي ميدان التحرير.
قد يكون السؤال المعكوس افضل للاجابة عن اي اشكالية يمكن ان تطرح في هذا المجال: ما البديل عن مصر لعشاقها؟ الجواب لا شيء... اي بمعنى اخر «تبقى مصر هي مصر».
وهذا بالذات ما سعى اليه بودي حين طالب الصحافيين المرافقين لرحلة التدشين في احاديث متعددة بعدم المبالغة أو التهويل بما يحدث في مصر، مؤكداً ان مصر دولة كبيرة وأنه شخصيا عندما يسير في شوارعها لا يجد فارقا في الأمان بين ما قبل وما بعد الثورة.
الرهانات الصحيحة والمبكرة هي ما يميز الشركات الناجحة عن غيرها. وهو ما فعلته «طيران الجزيرة» بخطوتها الجريئة، التي لا تنطلق فقط من المنطلقات التجارية البحتة، بل تتعداها الى الاستثمار في مستقبل من التفاعل العاطفي بين شعوب يجمعها الكثير، خصوصا ان وسائل النقل ولا سيما الجوي منها في الوقت الراهن، هي الشريان الحيوي الذي يؤمن هذا التواصل.
كما ان التدشين جاء في سياق نهج يقوم على الاستثمار في وشائج القربى تتبعه غرفة تجارة وصناعة الكويت التي كان لها ولرئيسها علي الغانم الفضل الكبير في ايصال «طيران الجزيرة» الى القاهرة، وهو ما ظهر بوضوح خلال زيارة الغانم على رأس وفد كبير من رجال الاعمال الكويتيين الى القاهرة التي كانت الاولى لوفد من هذا النوع ما بعد الثورة، وكذلك خلال زيارة رئيس الوزراء المصري عصام شرف مع وفد كبير من الوزراء الى الكويت.
ولعل المكان الذي احتضن احتفال «طيران الجزيرة» بتدشين رحلاتها يحمل شيئا من هذه المعاني، ويشير الى الطبيعة التأسيسية لخطوة الشركة في مصر الجديدة، اي مصر ما بعد الثورة.
«قصر الجزيرة» في فندق ماريوت الذي شهد الحدث هو المكان الذي شيده الخديوي اسماعيل ليكون مقرا لاقامة ملوك أوروبا الذين اتوا الى مصر في ذلك الوقت للاحتفال بافتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869، وكانت أشهرهم الامبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث امبراطور فرنسا في هذا الوقت.
وكان الهدف من الدعوة التي وجهها الخديوي اسماعيل الى ملوك أوروبا لزيارة مصر وقتها هو إبهار الملوك والأمراء بجمال ومعالم تلك الدولة الغنية بالثروات وإقناعهم بالتعاون التجاري والاقتصادي من أجل تنفيذ خطته الطموحة لنهضة مصر.
كما استضاف القصر للمرة الأولى أوبرا «عايدة» التي ألفها فيردي، ويمثل القصر اليوم كل ما تبقى من عهد الملكية، وتمت إعادة ترميم العديد من الغرف والأثاث لتعود إلى سابق عهدها، وهي اليوم تستخدم كقاعات استقبال وغرف ضيافة. وتعكس الهندسة المعمارية للقصر شغف الخديوي إسماعيل بالفن النيو كلاسيكي الذي اشتهر في أوروبا.
ويذكر أن فندق ماريوت القاهرة يتكون من قصر ملكي (الجزيرة) وبرجين توأمين تصلهما شرفة تعلوها حديقة مميزة.
وكانت القاعة المعروفة اليوم بالقاعة الملكية هي المدخل الرئيسي للقصر فيما كانت قاعة أوجيني التي اطلق عليها هذا الاسم لمناسبة زيارة زوجة نابليون غرفة الطعام الرئيسية.
وفي الطابق العلوي، كانت القاعة المعروفة «صالون فير» (أو القاعة الخضراء) مخصصة لحفلات الاستقبال، بينما القاعات الأصغر حجماً «ممفيس» و«فيردي» و«ثيب» تكوّن غرفة واحدة طويلة يعتقد أنها كانت الغرفة التي استخدمتها الامبراطورة أوجيني والتي كانت مطابقة الأصل لغرفتها في قصر التويلري في باريس.
ويتميز القصر بموقعه الساحر والفريد الواقع على جزيرة وسط النيل في قلب القاهرة. واما البرجان، فيوفران إطلالة مذهلة على نهر النيل، وعلى حديقة تمتد على مساحة ستة فدادين، ونادي الجزيرة الرياضي، وحي الزمالك السكني الراقي.
احتفال «طيران الجزيرة» بتدشين الخط في هذا المبنى كان مؤشرا على اهمية الحدث سواء بالنسبة للقيمين على «الجزيرة» او المسؤولين المصريين، وعلى الدور الذي تطلع «طيران الجزيرة» للقيام به في دعم السياحة المصرية، كما قال رئيس مجلس إدارة شركة «مصر للطيران»، وكذلك في تقوية وشائج العلاقات بين الكويتيين والمصريين بين مصر والكويت، خصوصاً أن «طيران الجزيرة» هي أول شركة طيران في العالم تدشن خطاً جديداً إلى القاهرة بعد الثورة المصرية.
عكس الترحيب اللافت من قبل المسؤولين المصريين بتدشين رحلات «طيران الجزيرة» الى القاهرة منتصف الاسبوع الفائت، تقديرا كبيرا للخطوة التي اتخذتها الشركة والتي تعبر عن ثقة في الاقتصاد المصري وخصوصا في جانبه السياحي، في وقت يسعى البعض من بوابة الاقتصاد والسياحة الى التشكيك بقابلية ما انجز على المستوى السياسي للاستمرار.
مع ذلك يشير كلام رئيس مجلس ادارة الشركة مروان بودي الذي قال ان «مصر تبقى هي مصر» الى رهان صحيح تماما على العودة السريعة للحركة السياحية الى طبيعتها، خصوصا ان البلاد تتمتع بدرجة أمان اجتماعي عالية بفضل الطبيعة المسالمة والطيبة لشعب مصر، اضيف اليها الان الامل بمستقبل افضل، ووجهة سياحية جديدة ستنضم الى الوجهات التقليدية الكثيرة وهي ميدان التحرير.
قد يكون السؤال المعكوس افضل للاجابة عن اي اشكالية يمكن ان تطرح في هذا المجال: ما البديل عن مصر لعشاقها؟ الجواب لا شيء... اي بمعنى اخر «تبقى مصر هي مصر».
وهذا بالذات ما سعى اليه بودي حين طالب الصحافيين المرافقين لرحلة التدشين في احاديث متعددة بعدم المبالغة أو التهويل بما يحدث في مصر، مؤكداً ان مصر دولة كبيرة وأنه شخصيا عندما يسير في شوارعها لا يجد فارقا في الأمان بين ما قبل وما بعد الثورة.
الرهانات الصحيحة والمبكرة هي ما يميز الشركات الناجحة عن غيرها. وهو ما فعلته «طيران الجزيرة» بخطوتها الجريئة، التي لا تنطلق فقط من المنطلقات التجارية البحتة، بل تتعداها الى الاستثمار في مستقبل من التفاعل العاطفي بين شعوب يجمعها الكثير، خصوصا ان وسائل النقل ولا سيما الجوي منها في الوقت الراهن، هي الشريان الحيوي الذي يؤمن هذا التواصل.
كما ان التدشين جاء في سياق نهج يقوم على الاستثمار في وشائج القربى تتبعه غرفة تجارة وصناعة الكويت التي كان لها ولرئيسها علي الغانم الفضل الكبير في ايصال «طيران الجزيرة» الى القاهرة، وهو ما ظهر بوضوح خلال زيارة الغانم على رأس وفد كبير من رجال الاعمال الكويتيين الى القاهرة التي كانت الاولى لوفد من هذا النوع ما بعد الثورة، وكذلك خلال زيارة رئيس الوزراء المصري عصام شرف مع وفد كبير من الوزراء الى الكويت.
ولعل المكان الذي احتضن احتفال «طيران الجزيرة» بتدشين رحلاتها يحمل شيئا من هذه المعاني، ويشير الى الطبيعة التأسيسية لخطوة الشركة في مصر الجديدة، اي مصر ما بعد الثورة.
«قصر الجزيرة» في فندق ماريوت الذي شهد الحدث هو المكان الذي شيده الخديوي اسماعيل ليكون مقرا لاقامة ملوك أوروبا الذين اتوا الى مصر في ذلك الوقت للاحتفال بافتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869، وكانت أشهرهم الامبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث امبراطور فرنسا في هذا الوقت.
وكان الهدف من الدعوة التي وجهها الخديوي اسماعيل الى ملوك أوروبا لزيارة مصر وقتها هو إبهار الملوك والأمراء بجمال ومعالم تلك الدولة الغنية بالثروات وإقناعهم بالتعاون التجاري والاقتصادي من أجل تنفيذ خطته الطموحة لنهضة مصر.
كما استضاف القصر للمرة الأولى أوبرا «عايدة» التي ألفها فيردي، ويمثل القصر اليوم كل ما تبقى من عهد الملكية، وتمت إعادة ترميم العديد من الغرف والأثاث لتعود إلى سابق عهدها، وهي اليوم تستخدم كقاعات استقبال وغرف ضيافة. وتعكس الهندسة المعمارية للقصر شغف الخديوي إسماعيل بالفن النيو كلاسيكي الذي اشتهر في أوروبا.
ويذكر أن فندق ماريوت القاهرة يتكون من قصر ملكي (الجزيرة) وبرجين توأمين تصلهما شرفة تعلوها حديقة مميزة.
وكانت القاعة المعروفة اليوم بالقاعة الملكية هي المدخل الرئيسي للقصر فيما كانت قاعة أوجيني التي اطلق عليها هذا الاسم لمناسبة زيارة زوجة نابليون غرفة الطعام الرئيسية.
وفي الطابق العلوي، كانت القاعة المعروفة «صالون فير» (أو القاعة الخضراء) مخصصة لحفلات الاستقبال، بينما القاعات الأصغر حجماً «ممفيس» و«فيردي» و«ثيب» تكوّن غرفة واحدة طويلة يعتقد أنها كانت الغرفة التي استخدمتها الامبراطورة أوجيني والتي كانت مطابقة الأصل لغرفتها في قصر التويلري في باريس.
ويتميز القصر بموقعه الساحر والفريد الواقع على جزيرة وسط النيل في قلب القاهرة. واما البرجان، فيوفران إطلالة مذهلة على نهر النيل، وعلى حديقة تمتد على مساحة ستة فدادين، ونادي الجزيرة الرياضي، وحي الزمالك السكني الراقي.
احتفال «طيران الجزيرة» بتدشين الخط في هذا المبنى كان مؤشرا على اهمية الحدث سواء بالنسبة للقيمين على «الجزيرة» او المسؤولين المصريين، وعلى الدور الذي تطلع «طيران الجزيرة» للقيام به في دعم السياحة المصرية، كما قال رئيس مجلس إدارة شركة «مصر للطيران»، وكذلك في تقوية وشائج العلاقات بين الكويتيين والمصريين بين مصر والكويت، خصوصاً أن «طيران الجزيرة» هي أول شركة طيران في العالم تدشن خطاً جديداً إلى القاهرة بعد الثورة المصرية.