يقال إن في الأسفار خمس فوائد وقد عددها الإمام الشافعي رحمه الله في أبيات جميلة وأصبح الجميع يستشهد بها حين يريد أن يجد العذر لنفسه في حال رغب في السفر.
يقول الشافعي من ضمن قصيدته عن الفوائد:
(تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد) ولكنه رحمه الله لم يذكر بعض الفوائد التي قد نحصل عليها في زمننا هذا والتي أعتقد أنه لم يوجهها في زمنه.
هناك مقولة يرددها البعض حين يريد أن يسألك عن أحدهم وحين تقوم بتعداد شمائل هذا الصديق فانه سيبادرك بسؤال مهم جدا فيقول لك هل سافرت معه وهذا ما أشار اليه الشافعي حين حدد احدى فوائد السفر بقوله «وصحبة ماجد» وهذا ما اكتشفته قبل أيام حين سافرت مع الأخ والزميل الصحافي خلف الدواي والأخ عجيل الشمري «أبو علوش» الى مدينة دبي.
من فوائد السفرة الأخيرة أنني اكتشفت الصحبة المميزة والتي عرفتني على معدن هذين الشخصين والتي تجعلك تتمنى السفر معهما الى أي مكان ولكن الفائدة التي لم أجدها في قصيدة الشافعي هي اكتشاف الوجه الحقيقي لشخصيات في البلد الذي تزوره وتصدم بحقيقتهم وهذا الأمر هو فائدة جليلة تجعلك تعيد حساباتك بهم.
قد يلجأ أصحاب الفائدة الأخيرة الى أحد أبيات قصيدة الشافعي التي استشهدت بها ويقول إن الشافعي قد قال «تغرب عن الأوطان في طلب العلى» وحينها سأقول لهم أنتم لستم أهلا للعلى ولستم ممن يستطيعون الحصول عليه أو يمنحونه حتى لأنفسهم.
لقد حمدت الله أنني كنت أريد السلام عليهم فقط ولم أحتج لهم من أجل أن يكفلوني في مخفر والا لكنت قد تعفنت في رطوبة دبي الى يوم يبعثون.
أدام الله السفرات والمواقف التي تظهر معادن الأشخاص ولا دام الوهم الذي كان يغلف حقيقة بعض أولئك الأشخاص.
سعد المعطش
[email protected]