رأي / المثقفون السوريون... والوطن

u0639u0644u064a u0633u0648u064au062fu0627u0646
علي سويدان
تصغير
تكبير
| علي سويدان |

نعم آن للمثقف السوري أن يتكلم، ولكن خلافاً للقناعاتٍ مغلوطة، أو للقناعاتٍ نريدها أن تبقى مغلوطة؛ لا أريد أن أقول: عبثاً ما بذل المثقفون السوريون من نتاج أقلامهم باسم العرب** والعروبة! بل مشروع الوحدة بين العرب والعمل المشترك بينهم يجدر أن نضحّي جميعاً من أجله؛ فللكويت الموقف الأسبق حين أمسكتِ النار بيدْها يوم تنكَّبَ بعضُ العرب الطريق الصحيح بدلاً من الوقوف إلى جانب الكويت في حقها المشروع، ومع ذلك وضعتِ الكويتُ الملحَ على الجرحَ وصبرتْ حتى انتصرتْ؛ أذكر جيداً حين استيقظتُ في الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990م على غدر الجار العراقيِّ، فقبل ذلك كنّا نحن السوريين أول مَنْ قال بعدم الوقوف إلى جانب صدام حسين في حربه المفتعلة مع إيران ليس لأن السوريين صفويان أو بعثيتن أو حتى أُمويين ولكن لأن حماية قوة العرب والعروبة وإبقائها لساعة الحاجة أوْلى من استنزافٍ أكل الأخضر واليابس؛ حين استيقظتُ في ذلك اليوم الأسود سمعتُ إذاعة دولة الكويت والمذيع يستصرخ العرب والدول العربية لدفع جيش التتار عن الكويت التي طالما *فت إلى جانب العرب وإلى جانب قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية المركزية؛ راح المذيع يقول: (لن نؤمن بالعروبة بعد اليوم...) ويُفهم من سياق حديثه العتب الشديد على صمتٍ عربي لم ينكسر حتى سمح لهم الأسياد في واشنطن؛ وعملياً لم يتحرك العرب حتى جاءتهم أميركيا وامتنَّت عليهم بوقوفها إلى جانب قضاياهم وامتصَّتْ بعد ذلك في حربها على العراق خيرات المنطقة وستبقى إلى ما شاء الله، لكن السوريين الذين ذاقوا المرارة في صبرهم على انغماس العرب بعيداً عن مشروعهم المشترك في الوحدة والعمل معاً ييأسوا من السعي وراء العرب رغم أن كثيراً منهم يغنّي على ليلاه، بقيَ السوريون المثقفون منهم قبل السياسيين ثابتين على مبدأ العمل من أجل عمل عربي مشترك، نعم كل المثقفين السوريين يقرّون بالحاجة إلى إصلاحات سياسية ترتبط بالحريات والتعددية الحزبية، ففي سورية كل شيء ممكنٌ ولكن تحت سقف الوطن؛ وإن كنا في سورية بحاجة ماسة لإصلاح سياسي وهو مستمر، فكثير من العرب بحاجة لاستحضار وعيه تجاه وطنه وأمته؛ لا عتب على دريد لحام فلم يكن يوماً من الأيام كعادل إمام ولا عتب على أدونيس بل كل المثقفين السوريين وكل الشعب السوري يمكننا أن نراه في لوحة واحدة هي الوطن، والمثقفون السوريون هم سوريون وليسوا مستوردين من الخارج ويعرفون الطريق المؤدية إلى الإصلاح، ولا يعملون إلاّ لحساب شيء واحد اسمه الوطن.



شاعر وكاتب سوري

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي