تقرير / إنذار بالقنبلة في لندن مصدره جمهوريون ايرلنديون

زيارة إليزابيث الثانية إلى دبلن تفتح جراح وذكريات حرب الـ 900 عام

تصغير
تكبير
| لندن - من إلياس نصرالله |
اعلنت الشرطة البريطانية انها تلقت، امس، انذارا بالقنبلة في لندن مصدره جمهوريون ايرلنديون، عشية الزيارة التاريخية لملكة بريطانيا الى ايرلندا.
واشارت في بيان، الى ان «هذا التهديد لا يتضمن اي اشارة الى الزمان او المكان».
واوضح ناطق باسم الشرطة «اننا نعتقد ان هذا الانذار مرتبط بالمنشقين الجمهوريين الايرلنديين».
وتستخدم القوات شبه العسكرية الايرلندية منذ سنوات، رموزا معروفة من جانب الشرطة لاضفاء صدقية لاتصالاتهم في حال الانذار بوجود قنبلة او تبني اعتداء.
ولفتت الشرطة الى اقفال جادة «ذا مول» الشهيرة التي تؤدي الى قصر باكنغهام في لندن صباح امس لدواع امنية، من دون توضيح ما اذا كان الحادثان مرتبطين.
وهذا الانذار بالقنبلة يأتي عشية زيارة تاريخية للملكة اليزابيث الثانية الى دبلن، هي الأولى من نوعها لملك بريطاني إلى جمهورية إيرلندا التي حصلت على استقلالها من الحكم البريطاني عام 1937، بل الأولى لعاهل بريطاني إلى دبلن منذ نحو مئة عام.
وتحظى هذه الزيارة بأهمية خاصة بسبب النزاع المرير والطويل بين الإنكليز والإيرلنديين الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر والذي كان سبباً في حروب أو معارك عديدة دامية ما زالت ممتدة بين الطرفين في إقليم إيرلندا الشمالية الذي احتفظت بريطانيا به، بعد منحها الاستقلال لإيرلندا والذي يشكل جزءاً من المملكة المتحدة.
ذلك النزاع الذي اتخذ في القرون الثلاثة الماضية صبغة دينية بعد تحول الإنكليز للمذهب البروتستانتي في النصف الأول من القرن السابع عشر ورفضهم لسلطة باباوات روما، فيما بقي الإيرلنديون متمسكين بمذهبهم الكاثوليكي وتبعيتهم لباباوات روما إلى اليوم.
وتأتي زيارة ملكة بريطانيا إلى دبلن وسط مخاوف من تعرضها لهجوم من جانب التنظيمات المسلحة التي تنادي بانفصال إقليم إيرلندا الشمالية عن بريطانيا وضمه إلى الجمهورية الإيرلندية.
ويعود سبب المخاوف الأمنية، لأن الانفصاليين الإيرلنديين يرون في العائلة المالكة رمزاً أعلى لفرض السيطرة البريطانية على إقليم إيرلندا الشمالية، إذ ان الملكة تعتبر دستورياً القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تحمل أسلحتها المتعددة ألقاباً ملكية، مثل سلاح الجو الملكي أو البحرية الملكية وما شابه ذلك.
ووفقاً للانفصاليين وقفت العائلة المالكة طوال الوقت ضد منح إيرلندا استقلالها عام 1937.
ودعا الانفصاليون والمطالبون بضم إقليم إيرلندا الشمالية للجمهورية الإيرلندية إلى تظاهرة كبيرة اليوم، فيما جندت الشرطة الإيرلندية نحو خمسة آلاف شرطي، في أكبر عملية أمنية تشهدها الجمهورية منذ استقلالها، لحماية الملكة.
ويستقبل الإيرلنديون الملكة في مطار بالدونيل العسكري على اسم الجنرال السير روجر كاسمينت، أحد أبطال حرب الاستقلال الإيرلندية الذي أعدم في عام 1919 في لندن شنقاً، بعد اكتشاف دوره في الثورة ضد التاج البريطاني.
لكن الأهم من هذا الاستقبال المثير للذكريات الأليمة يتضمن برنامج الزيارة خطوة أو لفتة تصالحية بريطانية فريدة من نوعها، حيث ستقوم الملكة بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري الخاص بشهداء إيرلندا الذين سقطوا على مدى نحو 900 عام في المعارك التي خاضها الإيرلنديون من أجل الاستقلال، أي أن ملكة بريطانيا ستضع لأول مرة إكليلاً من الزهور تكريماً لشهداء قتلوا بأيدي الجنود البريطانيين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي