سيدات تعرّضن لتشوهات في الوجه والجسم نتيجة جهل العاملات باستخدام الأجهزة

الليزر... «دنانير» العيادات ولا «حوسة» الصالونات

تصغير
تكبير
|كتب عمر العلاس وأمل عاطف|

يهرول كثير من السيدات الى صالونات التجميل بحثا عن نفخ البراطم والخدود، وتبييض البشرة وتركيب جذور الشعر، او ازالة الشعر الزائد عن طريق اجهزة الليزر التي تنال من ورائها نتائج مرضية **بثمن بخس مقارنة بالمراكز الطبية المتخصصة دون الاخذ في الحسبان مخاطر واضرار الليزر على البشرة، حيث اصيب كثير من السيدات بالتشوهات والهالات الحمراء وازرقاق الجلد وغيرها من اعراض مرضية نتيجة هذه الاجهزة. فالليزر علم له تطبيقاته و مكانه الذي يمارس فيه، وله محاذيره التي يقف عندها أهل الاختصاص، لكن امام حالات كسر القانون في كثير من مناحي الحياة، تسللت أجهزته تحت غفلة عيون الجهات الرقابية لتستقر في كثير من الاماكن غير المصرح بها، ما ترتب على ذلك حيرة الاختيار عند الشخص، ما بين الذهاب الى أهل الاختصاص وتوخي السلامة، وما بين منافسة أنامل عابثة جعلت من مجال استخدام الليزر حقل تجارب على طالبيه. أهل الاختصاص حذروا من المخاطر التي يمكن ان تنجم عن استخدام اجهزة الليزر من قبل فنية أو عاملة ليس لديها ادنى فكرة عن كيفية استخدام علم الليزر وأجهزته، محذرين من انتشار استخدام تلك الاجهزة في كثير من الصالونات بل العيادات من قبل فنية أو مساعدة لا تحمل أي ترخيص مهني يخول لها ذلك.»

وتشدد بعض المواطنات ممن التقيناهم على أهمية الذهاب للمختصين في هذا المجال انطلاقا من قول « ان أهل مكة ادرى بشعابها مؤكدات ان السير في اتجاه أهل الاختصاص في كل المجالات دائما ما يؤدي الى نتائج ايجابية مسلطات الضوء على بعض تجاربهن مع سوء استخدام الليزر... ولمزيد من التفاصيل في السطور التالية.

في البداية يحذر استشاري الامراض الجلدية والتناسلية والليزر الدكتور خالد مصطفى كامل في مستوصف الدكتورة خالدة البخيت كلينك من مشاكل استخدام الليزر من قبل غير مختصين في هذا المجال، مضيفا «هناك مشكلة ظهرت فعلا الآن في هذا الشأن حيث ان اجهزة الليزر الموجودة في السوق دخلت اماكن غير مصرح لها بدخولها، ما ترتب على ذلك حيرة الانسان في الاختيار ما بين الذهاب الى عيادة الطبيب او الصالون».

ويتساءل «هل كل الناس تصلح لعمل الليزر؟ مجيبا «طبعا لا» لان هناك امراضا معينة لا نستطيع ان نستخدم معها الليزر مهما حدث مبديا في الوقت ذاته تعجبه من وضع أجهزة الليزر مع فنية أو عاملة في صالون ليس لديها اي فكرة عن كيفية استخدام الليزر وتطبيقاته».

ويتابع: علم الليزر علم كبير وهناك مشكلة أخرى في العيادات تتمثل في ان الليزر اصبح موجوداً ولا يوجد اشراف طبي عليه، وأصبح استعماله من اختصاص فنية او مساعدة وهذه المساعدة لا تحمل اي ترخيص مهني يخول أو يقول لها استعملي الليزر، ويتابع «وزارة الصحة في الكويت لا تعطي تراخيص مهنية لاستخدام الليزر الا للطبيب فقط لكن نستغرب وجود اعلانات كبيرة ان في مركز ما كذا وكذا وعندما تذهب اليه لا تجد دكتور متخصصاً» مضيفا: «لذلك اصبحت هناك مشاكل كبيرة ناتجة عن ذلك سواء كان في الصالون او العيادة أو في أي مركز يعمل من دون طبيب، لكن لا اعرف ما الحل؟» وبسؤال آلاء محمد الطالبة الجامعية عن مفاضلة الذهاب لأهل الاختصاص أو غيرهم فردت سريعا و لم تسمح لحيرة الاختيار ان تتملكها ورفضت بشكل قاطع امكانية اللجوء على حد قولها الى صالون لإجراء عمل بالليزر قائلة «افضل الذهاب لطبيب مختص يعرف كيف يتعامل مع بشرتي من خلال اجهزة الليزر على الذهاب لصالون اجد فيه عاملة غير مؤهلة علميا للتعامل مع جهاز، قد ينجم عن اساءة استخدامه تشويه لبشرتي».

وتضيف « ليس انتقاصا من قدر العاملات في الصالونات النسائية لكن ليس مخولا لهن التعامل مع تلك الاجهزة من وزارة الصحة، وليس لديهن خبرة علمية كافية تمكنهن من تحديد مدى ملاءمة استعمال تلك النوعية من الاجهزة مع ظروف كل حالة معزية ذلك لعدم خبراتهن الكافية وتشدد على أهمية الذهاب للمختصين في هذا المجال انطلاقا من القاعدة التي تقول ان أهل مكة ادرى بشعابها مؤكدة على أهمية توخي الحذر عند التعامل مع تلك الاجهزة وعلى ان السير في اتجاه أهل الاختصاص في كل المجالات دائما ما يؤدي الى نتائج صحية.

وأشارت «إلى أن الطبيب يدرس سبع سنوات ويتدرب لكي يحافظ على صحتنا فمن البدهي ان نتعامل معه بطمأنينة أكثر لأنه اكثر تخصصاً وفهماً في تلك الحالات» متسائلة «أين الرقابة من الجهات المسؤولة عن مثل هذه التحاوزات التي تحدث في هذا المجال» وتتساءل «كيف تتعامل عاملة الصالون الآسيوية بأجهزة من الممكن ان تؤدي الى تشويه المرأة سواء كان في الوجه او اماكن اخرى مناشدة المسؤولين بالتحرك الجدي اتجاه ما يمكن ان ينجم عن ذلك من مشاكل اجتماعية كبرى يمكن ان تصل لدرجة يقوم فيها الرجل بطلاق زوجته بعد تشوه وجهها داعية المرأة بتوخي الحذر من تلك الافة التي اخترقت المجتمع بشكل عشوائي غير مدروس وتضر بصحة المرأة بشكل كبير. وتروي المواطنة منى المطيري رحلة معرفتها بتلك الاجهزة قائلة « كنت اذهب الى الصالون وفوجئت يوما ما بوجود اجهزة الليزر تخص ازالة الشعر، مضيفة عندما سألت صاحبة الصالون عن كيفية استعمالها أجابت «أنها سهلة ولا تستدعي الخوف فهي عبارة عن الة ذات توقيت معين، ويمكن استخدامها من دون عناء او أي ضرر».

وتضيف «تخوفت من خوض تلك التجربة لسماعي من بعض صديقاتي عن حالات تم تشويهها من الليزر في الصالونات» مضيفة «هذه الأعمال من وجهة نظري يفترض الا يقوم بها سوى طبيب مختص لانه على حد قولها «يعرف كيفية استعمالها بطريقة علمية لا تضر البشرة او الجسم بصورة عامة».

وتروي معاناة احدى صديقاتها مع الاستخدام الخاطئ لأجهزة الليزر قائلة «ذهبت لإزالة شعر الوجه عند صالون ما لرخص سعره مقارنة باسعار المراكز الطبية، مضيفة وما ان انتهت من ذلك حتى بدأ وجهها بالاحمرار ثم بدأت تظهر بقع زرقاء اللون على وجهها».

وتضيف حول بقية معاناتها «الآن تعالج ما ترتب على ذلك من آثار سلبية عند طبيب مختص ما كلفها على حد قولها الثمن غاليا في ما يتعلق بالاثار الصحية والنفسية التي ترتبت على ذلك».

وفي المقابل كانت هناك وجهة نظر اصحاب صالونات التجميل، حيث تقول ام جاسم وهي صاحبة صالون تجميل اشتهر باجراء عمليات الليزر في منطقة الجابرية « لدينا نفخ البراطم، ونفخ الخدود، وتبيض البشرة وتركيب جذور الشعر، وازالة الشعر من الوجه وجميع اجزاء الجسم مؤكدة رخص سعر اسعارهم مقارنة باسعارالمراكز الطبية المتخصصة» وتؤكد «ان هناك اقبالا كبيرا من السيدات على تلك الاعمال لرخص السعر موضحة ان لدى الصالون عاملات متدربات بشكل جيد على تلك الأجهزة من أجل سلامة مرتادات الصالون».

وتضيف حول ما ان كانت حدثت بعض الاثار الجانبية التي يتردد سماعها عن استخدام الليزر «هناك عدد قليل جدا حدثت لهن بعض الهالات الحمراء نظرا لانهن على حد قولها يعانين من حساسية مفرطة مضيفة ان ذلك امور بسيطة قد تظهر في العادة ليس فقط مع استخدام الليزر ولكن ايضا مع استخدام مستحضرات التجميل أو الصبغات مع من يعانين من حساسية مفرطة».

وتتابع « الليزر يتم شراؤه من جهات متخصصة ويتم تدريب العاملات عليه بشكل علمي ومدروس غير انها تشير في الوقت ذاته الى سوء استخدام اجهزة الليزر من جانب بعض الصالونات ما سبب على حد قولها «سمعة سيئة للصالونات في شأن استعمال».

وتضيف احدى العاملات في صالون نسائي وتدعى سميرة جيار «ان هناك حرصا من جانبها عند استعمال الليزر مع بعض النساء اللواتي يعانين من مشاكل سواء في القلب او السكري او يتناولن ادوية معينة فهؤلاء يتم التعامل معهن بحرص عند طلبهن استعمال خدمة الليزر».

وتؤكد «ان جميع العاملات لديهن تلقين دورات تدريبية في كيفية استخدام الليزر نافية امكانية تعرض المترددات على الصالون لاثار جانبية جراء استخدام الليزر مبينة ان الليزر يعد من الطرق الحديثة لإزالة الشعر وهو أفضل بكثير من الطرق التقليدية القديمة كونه على حد قولها يزيل بسرعة مساحات واسعة من الشعر بآن واحد وفي وقت قياسي». وتضيف «هو علاج مناسب لمختلف البشرات ويتميز بانه طريقة غير مؤلمة خاصة إذا تمت مقارنته بالطرق التقليدية الأخرى الى جانب ان إزالة الشعر بالليزر تعطي نتائج أطول خاصة بعد اجراء عدة جلسات ما قد يترتب عليه حسبما ذكرت زاول الشعر نهائياً».

وتؤكد جيار على عدم خطورة أجهزة الليزر من وجهة نظرها فتضيف «انه ليس هناك أي ضرر من استخدام الليزر لإزالة الشعر غير المرغوب فيه مضيفة الليزر يعتبر علاجاً آمناً وسليماً وهو غير مضر بالصحة وتأثيره لا يتجاوز طبقة الجلد العليا»، وتضيف حول مدى امكانية ظهور أعراض جانبية جراء ذلك « من الممكن أن تحصل بعض الأعراض الجانبية الموقتة نتيجة للعلاج بالليزر وهي أعراض قليلة وبسيطة حيث يمكن أن يحدث احمرار بسيط بالجلد أو ظهور بعض البقع الداكنة أو الانتفاخ والتورم الخفيف وكل هذه الأعراض تزول خلال ساعات بعد الانتهاء من العلاج». وتتابع حول الاحتياطات اللازمة التي ينبغي اتخاذها عند ازالة الشعر عن طريق الليزر «ليس هناك احتياطات محددة يلزم اتخاذها عند ازالة الشعر الزائد بواسطة الليزر سوى أنه يفضل الامتناع عن تفتيح وتشقير الشعر كما أنه يحبذ استعمال واقٍ، كما انه قد يحتاج الى استخدام كريم موضعي يحتوي على مضاد للعدوى والالتهابات». وتضيف احدى العاملات في صالون أخر وتدعى منال عن مدى صحة المضار التي يمكن ان تترتب على سوء استخدام اجهزة الليزر «هناك حالات قد تحدث لها اضرار من استعمالها لليزر، وهنا من جانب الحرص على عدم حدوث اثار جانبية لمرتادات الصالون نقوم في البداية بعمل اختبار حساسية حتى يتسنى لنا العمل من دون خوف وتضيف حول اسعار جلسات الليزر لديهم «تلك الاجهزة مكلفة وغالية الثمن ولذلك اسعار الجلسات تتراوح مابين 100 الى 200 دينار في بعض الحالات ومن الممكن تكون اقل او اكثر تكلفة حسب طلب الزبونة لدينا. وتضيف حول ما إذا كانت هناك شكوى من جانب مرتادات الصالون جراء استعمالهن لليزر « هناك حالات نادرة في الصالون اشتكت من ظهور هالات حمراء او زرقاء غير انه حسبما تقول ان اختبار الحساسية الذي يقمن به يحد كثيرا من ظهور تلك الاثار عند زبونات الصالون».

وتذكر حول معرفتها قانونية استعمال الليزر داخل صالونات النساء «عمل الصالون يختص بالتجميل وليس هناك مانع ان نستعمل أي جهاز جديد في السوق شريطة تدريب جميع العاملات عليه قبل استعماله».

وعن نمو الشعر بعد ازالته عن طريق الليزر تقول «أمر جيد أن تعرف السيدة أنه في حالة إزالة الشعر عن طريق الليزر ليس بالضرورة أن يزول الشعر بنسبة 100 في المئة خاصة لدى النساء اللواتي يخضعن لعلاج بالهرمونات أو اللواتي لديهن بعض المشاكل أو الاضطرابات الهرمونية وتضيف «لكن المؤكد أن الشعر في حالة نموه ثانية فإنه ينمو بشكل أبطأ وأنعم ويكون افتح لوناً وأقل سمكاً مما كان عليه من قبل، وعلى السيدة أن تعرف ان جودة النتائج تعتمد على جودة وكيفية استخدام الليزر بالطريقة التي تتناسب وحالتها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي