تمام يا فندم ... !

تصغير
تكبير
| محمد معوض |

ليس من المعقول أن نصدق أن مصر تحترق من أجل عيون أختنا كاميليا أو أختنا عبير، هذا استخفاف بعقولنا بل هو في واقع الأمر إلغاء كامل لعقولنا إن الارتباك واضح على شيوخ المتعصبين فما بالكم بجهلائهم؟ لا يملك شيوخ المتعصبين من تبرير لما فعلوه بمصر، لذلك يرددون أسطوانة مشروخة حول نصرة الأخوات المهتديات وتطبيقا لمبدأ إن لم تستح فافعل ما شئت يؤسسون جمعية للدفاع عن المهتدين الجدد وكأنهم يرسلون رسالة للجميع أن مسلسل الفتنة الطائفية لن ينتهي، عفوا يا شيوخ الفتنة ويا جهلاء مصر نحن الشعب لن نسمح لكم بحرق مصر ولا تحسبوا صبرنا عليكم ضعف نحن شعب لا يحب المفترين ونعلم متى نقاوم ومتى ننحاز للفئة المستضعفة ضد الفئة الباغية وإن غدا لناظره قريب.

أخذت السرية مواقعها حول الكنيسة والرصاص يتطاير من كل اتجاه فوق الجنود، سأل الجنود الضابط هو مين العدو يا أفندم ده القاتل يا ناس عمي والمقتول خالي؟ نقل الضابط تقرير لقائده وانتظر تعليمات الاشتباك، جاء الرد عبر جهاز اللاسلكي وله صدى بارد تقشعر منه الأبدان « ثابت لا تشتبك»، رد الضابط تمام يا أفندم، نظر الجنود لبعضهم البعض وعيونهم زائغة وأصابعهم على الزناد تكتم غيظهم، هتف جندي حرام يا أفندم الناس بتتحرق رد الضابط « ثابت يا جندي»، تعالى صراخ الناس، كانت هناك فتاة في شقة صغيرة تذاكر من أجل امتحان الشهادة الإعدادية تبولت في فستانها من الرعب وشعرت بالخجل أن يراها أخواتها، لا تخجلي يا فتاتي والله الذي لا إله إلا هو لن نترك بلدنا لخفافيش الظلام قفز شخص من بناية محترقة وانفجرت دماغه بصوت مكتوم عند ارتطامها بالأرض وتطايرت مواد لزجة هنا وهناك، نظر الجنود للضابط وهم صامتون كانت عيونه تتقد بنار الغضب مثلهم لكن أعصابه مثل الحديد كان يخشى أن تخرج الأمور عن السيطرة عاود الاتصال بغرفة العمليات وجاء الرد «بقولك ثابت لا تشتبك»، خرج صوت الضابط لجنوده وكأنه ينزف دما من داخله انتظروا يا ولاد، استغرب الجنود حديث ضابطهم، ننتظر ماذا يا أفندم؟ رد الضابط ونظره يرحل بعيدا عن إمبابة «جمال عبد الناصر جديد».

يا شيوخ المتعصبين لا تغسلوا أياديكم من دماء الضحايا، أنتم تبغون العزة بالآثم ولن تطهر مياه البحر أياديكم الملوثة، ولن يرحم التاريخ غباءكم السياسي أنتم تجبرون الجيش على الانقلاب علي الثورة، أو تدفعون الضباط للانقلاب على قادتهم أنتم تجهلون التاريخ كجهلكم بالجغرافيا مصر معادلة جغرافية لا تقبل القسمة على مسلمين وأقباط لا يمكن أن ينعزل الأقباط في قرى وجهات لوحدهم هكذا خلق الله تعالى مصر وهكذا أراد الله تعالى لمصر أن تكون، وفي الوقت ذاته لا يمكن للجيش أن يترك مصر تحترق وأن تتحول شوارعها لحمامات دم هذا لن يكون إن جاء غدا مستبد عادل جديد ستكونون أنتم أول من يهتف له، وعندها لن يكون هناك ست كاميليا أو ست عبير- إمبابة والله لو كنت أعلم أن لديكم عقولا لسألتكم أن تكونوا عقلاء، والله لو أعلم أن لديكم سمعا تسمعون به لحاولت إسماعكم، والله لو أعلم أن لديكم ضميرا حيا لقلت لكم أن تتقوا الله في مصر لكن ختم الله تعالى على قلوبكم وأبصاركم وأسماعكم، أنتم في ضلال مبين.





[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي