وقفة / تأهيل المذيعين

تصغير
تكبير
| بقلم: عبدالرحمن ناهي |

مع كثرة القنوات الشعبية وكثرة برامجها وتشعباتها اصبح المذيع من الضروريات في اي قناة تبحث عن النجاح والمتابعة لان وجود المذيع يعني وجود مادة تقدم للمتلقي يفترض ان يستفاد منها سواء كان برنامجا ام لقاء مع شاعر او ضيف له علاقة بالشعر وهنا الامر طبيعي جدا الا ان غير الطبيعي هو اختيار بعض المذيعين الذين لايملكون اقل مؤهلات الاعلام ويقحمون انفسهم في التقديم وهم لايفرقون بين الديوانية والتلفزيون ما ينتج عنه لقاء ممل، فمثلا عند توجيه سؤال للضيف من المفترض ان تترك حرية الاجابة للضيف دون الضغط عليه وانتزاع المعلومة منه انتزاع تحقيق امني بعيدا عن اللباقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر يسأله مارأيك بشعراء التفعيلة وعندما يجيب الضيف بديبلوماسية لايعجب المذيع فيصر على ان يأخذ منه اجابة سلبية حتى ولو كرر السؤال عشر مرات ورفع ضغط الضيف الذي يفترض ان تكون له الحشيمة واحترام رأيه دون تأثير فالسؤال له ومن حقه الاجابة كيفما شاء لا كما يشاء المذيع او مقدم البرنامج كما ان هناك من يكرر السؤال للضيف وقد تكرر في لقاءات اخرى قديمة جدا والمفروض ان يقوم باعداد اسئلة جديدة ومفيدة وان تعذر ذلك فليس مهما ان يجري هذا اللقاء ان كان لايضيف شيئا فالمسألة يجب ان تكون مدروسة وليس خبطا عشوائيا اما عن الاخطاء الناتجة عن الارتباك وقلة المعلومات عن الضيف وفن الكلام لاتنتقد من الوهلة الاولى ويجب ان يعطى المذيع فرصة لتطوير نفسه وألانكون له بالمرصاد لنسجل عليه اخطاء نتجت رغما عنه فجل من لايخطئ فالفرق بين اللقافة الزائدة وسوء التصرف لاتكون كمن يجتهد ويخطئ ومسؤولية اختيار المذيع تقع بالدرجة الاولى على ادارة القناة فهناك مقومات اساسية يجب ان تتوافر في المذيع منها ان يكون متحدثا لبقا ولديه سعة صدر والمام بالشعر والمامه بفن المحاورة ويعرف متى يسأل ومتى يستمع ومتى يشتق من اجابة الضيف سؤالا وليس مهما ان يكون وسيما فالقبول من الله عز وجل وهذه المقومات ذكرتني بطرفة من التراث وهي ان احد الاعراب قد اتى للامام الحسين عليه السلام في مجلسه ولما انفض القوم سأله الحسين عن حاجته فاجابه بانه محتاج «فقال له سوف نعطيك على قدر علمك بسؤال اسألك اياه لتسمعني اجابتك وبعد ذلك يكون العطاء» فقال الاعرابي اسأل ام اجبت واما تعلمت منكم اهل البيت فقال له الحسين ما يزين الرجل فقال الاعرابي دين وورع يقبل عند الخالق والمخلوق فقال له وان عدم ذلك فقال الاعرابي عقل ينور له طريقه وينفع به الناس فقال له وان عدم ذلك فقال له الاعرابي مال يستغني به عن الناس فقال له وان عدم ذلك فقال له الاعرابي ان عدم ذلك فصاعقة من السماء تحرقه فتريح العالم منه، ونحن كذلك نتمنى ان نرتاح من بعض المذيعين الذين لاينتمون للاعلام بصلة ولكن ليس بصاعقة وانما تكرما منهم وراحة لنا، وها طبعا لايعني عدم وجود مقدمين نفتخر بهم ونتابعهم كالمبدع ممدوح المحسن وزبن بن عمير وابن سبيل واخرين لا يسعني الآن ان اذكرهم ونتمنى للجميع التوفيق في عمله.





[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي